المفاوضات بالنار حول سوريا، لم تعد محصورة بـالملعب السوري، المنطقة كلها مشرقاً ومغرباً، اصبحت ملعباً مكشوفاً. لا يمكن فصل الحرب في اليمن، عن الحرب في سوريا، رغم التباعد الجغرافي. الحوثيون لم يولدوا من الفراغ، لكنهم لم يتحولوا الى جيش قوي بفضل شجاعتهم وبأسهم فقط. ايران وسوريا، سلحتا ودربتا الحوثيين. ليس ذلك مجرد تسريبات، الميدان العسكري وتطوراته يؤكدان ذلك. في مصر، الإرهاب يتصاعد، حتى يصبح الحل الأمني هو الحل، ليتم رفض النظام القادم دولياً وتتحول مصر الى ملعب مفتوح على المجهول. يمكن الحديث طويلاً عن محاولة فرض الفراغ في لبنان، لجعله رهينة، لا تنفعه الضمانات ولا شبكات الأمان.
الأساس في المفاوضات بالنار، تحويل كل الميادين، والملاعب الى جزء من الأواني المستطرقة. النتيجة الحتمية، اعطني هنا وخذ هناك. لا مكان للجغرافيا والحدود في ذلك. من لا يصدق، ليتابع ما يحدث في اوكرانيا، ليفهم تطورات الموقف الروسي في سوريا لاحقاً.
جنيف-2، انتهت كما كان متوقعاً. سلسلة جنيف طويلة. التقدم يعتمد على قرارات الكبار تماماً كما كان يحدث في عز الحرب الباردة. جنيف-2 رغم كل شيء كانت ايجابية للجميع، وهي ساهمت في تظهير المواقف، وفي الوقت نفسه اثارت العديد من الاسئلة الكامنة او التي كانت اولويتها مستبعدة.
الصورة بعد جنيف-2، توضحت. موقفان يتقاطعان عند شخص الرئيس بشار الأسد ومستقبله. نقطة مشتركة في الموقفين رغم كل الحرب الكلامية وهي: ما العمل بالأسد خصوصاً وأن ولايته الرئاسية قد شارفت على الانتهاء من جهة، ومن جهة ما العمل لاقتلاع تنظيم القاعدة الناشط بأسماء مختلفة؟
[الاول: يطالب في اقتلاع الإرهاب في سوريا عبر تجفيف مصادر الإرهاب من الرجال والمال اولاً دون ذلك لا معنى لذهاب الأسد.
[الثاني: ان الإرهاب وانتشار المنظمات الإرهابية في سوريا لم يكن موجوداً قبل ثلاث سنوات عند بدء الثورة. باختصار الإرهاب فعل لاحق وليس سابقاً على المطالبة برحيل الأسد ولذلك فإن تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات تتعاون مع القوى المعتدلة السياسية والعسكرية السورية مجتمعة، تؤدي الى ضرب الإرهاب. بهذا يكون خروج الأسد مع انتهاء ولايته الرئاسية ودون الكلام عن مشاركته بالانتخابات المقبلة.
من الطبيعي جداً في مرحلة مفاوضات طويلة وبالنار، أن لا يقدم أي طرف خصوصاً المتعلقين بالأسد أي إيران وروسيا أي تنازلات، وأن يرددوا أن الأسد باق وسيترشح لدورة رئاسية جديدة وسيفوز بها. المشكلة ليست في هذا الموقف الصلب للممانعين، المشكلة في الموقف المائع لـأصدقاء الشعب السوري، هذا الموقف هو الذي يشجع ويدفع الأسد الى استعمال كل القوة النارية التي يملكها سواء كانت أرضية أو جوية مثل تكثيف الطيران في قصف حلب بالبراميل المتفجرة التي تقتل عشوائياً وتدمر القوى النفسية خصوصاً عند الأطفال وايضاً تحويل التجويع الى سلاح إرهابي مذل. النظام الأسدي يعتبر الصمت الغربي عنه إجازة مفتوحة له لتحقيق انتصارات عسكرية باسم الحرب ضد الإرهاب، ما لم توجه واشنطن رسالة واضحة الى الأسد عنوانها ومضمونها كفى، فإن الانهيار ما زال في بدايته.
يبقى، يجب انتظار زيارة الرئيس باراك أوباما الى السعودية ولقاؤه مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لمعرفة الصيغة النهائية للتعامل مع نار الملعب السوري خصوصاً بعد أن تحولت المنطقة كلها الى ملعب مفتوح بلا خطوط حمر.
[ الى المناضل والزميل والأخ فايز سارة أحرّ التعازي والتضامن بعد انضمام وسام فايز سارة الى قافلة الشهداء، وذلك تحت التعذيب في فرع الأمن العسكري بدمشق.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.