أقامت جمعية "آفاق انماء راشيا والبقاع الغربي" ندوة بعنوان "الطائف وقواعد البناء والوطن" في مركز كمال جنبلاط الثقافي، بحضور الوزير السابق خالد قباني، خالد صالح ممثلا النائب محمد القرعاوي، النواب السابقون: أنطوان سعد وناصر نصرالله، قائم مقامي راشيا نبيل المصري والبقاع الغربي وسام نسبيه، وفد من منسقية تيار المستقبل في البقاع الغربي وراشيا وممثلين عن الأحزاب، عضو المجلس المذهبي الدرزي الشيخ اسعد سرحال، وفعاليات ثقافية واجتماعية وقيادات أمنية.
قدم الندوة الدكتور خليل جبارة، وتحدث قباني عن اتفاق الطائف مشيرا للى ان "منذ انشاء الدولة اللبنانية في سنة ١٩٢٠ واللبنانيون يعيشون هاجس وأمل بناء دولة في لبنان، دولة حرة، سيدة مستقلة، دولة قوية وعادلة تشكل حماية وملاذا وأمنا لمواطنيها وتؤمن لهم الحياة الحرة والكريمة، وتتعامل معهم على أساس من المساواة في الحقوق والواجبات دونما تمايز او تفضيل".
وأشار الى ان "بناء الدولة لم يتم وبقي الهاجس ينتاب المواطن والامل كاد ان يتحول الى سراب رغم كل المحاولات والتجارب والجهود التي بذلت في سبيل تحقيق هذا الهدف"، لافتا الى ان "الطائف تشكل على ثلاثة مبادئ او مرتكزات لبناء الدولة وتمكين لبنان من مواجهة المخاطر وتحويله الى نموذج حضاري للتعايش بين الهويات والطوائف والمذاهب: مبدأ وحدة الدولة وصون العيش المشترك ومبدأ المشاركة في الحكم ومبدأ الغاء الطائفية السياسية بصورة تدريجية".
وشدد على أن "لعل أهم ما في اتفاق الطائف انه قد أوجد حلولا للمشاكل والصراعات التاريخية حول مسألة الهوية والمسألة الطائفية والمشاركة في الحكم من جهة، وفتح النظام السياسي على التغيير والتطوير من جهة ثانية بما يثبت سلطة الدولة ودورها في الحفاظ على أمن المواطن وحقوقه ومصالحه".
وتابع:" لم يتم تطبيق اتفاق الطائف بصورة كاملة وما نفذ منه كان مجتزأ وطبق بصورة تخالف مضمونه وروحه، اختصرت المؤسسات وغاب دورها ودخلت البلاد في صراع من نوع آخر، صراع على النفوذ واقتسام الحصص وتوزعت الطوائف في ما بينها السلطات والمؤسسات وزادت حدة المشاعر الطائفية والمذهبية ووصلت الى أوجها، وتحكمت موازين القوى الداخلية بإدارة الحكم نتيجة الصراعات الإقليمية والدولية الضاغطة وما تفرضه هذه الموازين من قواعد في التعامل وفي ممارسة السلطة بعيدا عن احكام الدستور والقوانين بل وخروجاً عليها".
وأكد ان " سر بقاء لبنان واستمراره رغم كل الصدمات والفتن والحروب يكمن في العيش المشترك بين اللبنانيين الذي يؤمن مناعتهم وحصنهم ويشكل ضمانة وجودهم وحريتهم وسيادتهم واستقلالهم وحين يسقط العيش المشترك وهو روح الوفاق الوطني يسقط معه لبنان".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.