كتبت صحيفة "اللواء": يستعد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لزيارة العاصمة الفرنسية نهاية الاسبوع الحالي، حيث من المقرر ان يجري سلسلة اجتماعات هامة مع عدد من المسؤولين الفرنسيين ويتوجها بلقاء يجمعه في قصر اليزيه مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، حيث يجري معه محادثات تتناول اخر المستجدات والاوضاع السياسية والاقتصادية الراهنة اضافة الى العلاقات الثنائية.
مصادر سياسية متابعة لزيارة الرئيس الحريري الى باريس تؤكد لـ«اللواء» على اهمية اللقاءات التي ستعقد في باريس، وهي ستتركز على الشأنين الاقتصادي والمالي ومتابعة مقرارات مؤتمر «سيدر»، الذي يسعى لبنان للاسراع بتنفيذ التزاماته الاصلاحية للاستفادة في اقرب وقت ممكن من المشاريع الهامة الاستثمارية التي اقرها المؤتمر وتتم متابعتها من قبل الموفد الفرنسي السفير بيار دوكان، وسيطلع الرئيس الحريري الرئيس الفرنسي حسب ما توقعت المصادر على مختلف الاجراءات الاقتصادية والمالية التي تقوم بها الحكومة اللبنانية، خصوصا ان اجتماعا اقتصاديا كبيرا عقد برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لوضع خطة طريق اقتصادية للمرحلة المقبلة.
وتكشف المصادر ان الرئيس الحريري الذي كان بادر لطلب موعد مع الرئيس الفرنسي سيركز في محادثته معه ايضا على تطورات الاوضاع في المنطقة، وما جرى مؤخرا من اعتداءات اسرائيلية على لبنان، خصوصا ان فرنسا تلعب دورا محوريا بالنسبة للمفاوضات الاميركية –الايرانية، وامكانية انعكاس هذه المفاوضات على الوضع في المنطقة عموما، وعلى لبنان خصوصا، لا سيما ان المرحلة دقيقة وحساسة في ظل التطورات والاعتداءات على المملكة العربية السعودية والتي وقعت نهاية الاسبوع الماضي ومن شأنها رسم معالم المرحلة المقبلة وانعطافاتها مستقبلا.
وبالعودة الى الاوضاع الاقتصادية والمالية الصعبة التي يشهدها لبنان، فإن المصادر ترى اهمية توقيت زيارة الرئيس الحريري الى فرنسا بالتزامن مع بدء الحكومة اللبنانية دراسة مشروع موازنة 2020 ، والذي وضع بشكل مدروس اخذا بعين الاعتبار كل الملاحظات والنصائح الذي تلقاها لبنان من كبرى المؤسسات المالية الدولية. لذلك فإن رئيس الحكومة سيذهب الى فرنسا متسلحا بالمشروع الذي تدرسه الحكومة حاليا، وهو يعتبر نسخة منقحة اكثر»شدشدة» من موازنة 2019العام ، بإعتبار ان موازنة 2020 ستكون اساسية ومفصلية لمواجه كل التحديات التي ينتظرها البلد، ومرتبطة كما اعلن الرئيس الحريري بموازنة عامي 2021و2022 لانقاذ الوضعين الاقتصادي والمالي اللبناني.
وحول تأثير الموقف الذي اعلنه السفير دوكان في مؤتمره الصحافي خلال زيارته الاخيرة الى لبنان والذي اعتبره البعض بانه كان سلبيا على تنفيذ ما تم اقراره في مؤتمر «سيدر» ، تشير المصادر ان ما اعلنه المسؤول الفرنسي تم اتخاذه بعين الاعتبار لا سيما بالنسبة الى مطالبته بضرورة اتخاذ تدابير سريعة واستثنائية ووضع هرمية واضحة للمشاريع التي يجب القيام بها ، وتلفت المصادر الى اننا لا يمكن ان نتجاهل النقطة الاهم التي ركز عليها السفير دوكان وهي ان مقررات «سيدر» لا تزال قائمة ضمن ما تم الاتفاق عليه، خصوصا ان الجهات المانحة لاتزال على موقفها واستعدادها من دعم لبنان ومساعدته.
وتعتبر المصادر ان الامور رغم كل شيء وضعت على السكة الصحيحة وما يقوم به الرئيس الحريري من جهود هو اكبر دليل على ذلك، وتلفت المصادر الى اهمية اللجان المختلفة التي يرأسها الرئيس الحريري بشكل يومي تقريبا والتي تتناول مختلف المجالات من اجل الاسراع في اتخاذ القرارات الاساسية من قبل الوزراء والمختصين والمعنيين لاختصار الوقت ووضعها بشكل علمي ونهائي على جدول اعمال مجلس الوزراء للبت فيها قبل اقرارها وتنفيذها.
وتلفت المصادر ايضا الى ان بعض التعيينات في الوظائف الشاغرة الاساسية تساهم ايضا في الاسراع لاتخاذ ما هو مطلوب ليصب كله في مصلحة لبنان سياسيا واقتصاديا.
من هنا، تدعو هذه المصادر جميع الاطراف السياسية للتعالي عن كل الخلافات والمصالح الضيقة لان الوقت اصبح يداهمنا جميعا لاننا في مركب واحد، خصوصا ان رئيس مجلس الوزراء لا يترك مناسبة الا ليتحدث وبصراحة عن صعوبة المرحلة ودقتها والتدابير التي يجب القيام بها لمواجهة التحديات التي يواجهها البلد.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.