صدر عن الرئيس سعد الحريري البيان الآتي: "يعز علَّي أن أعلن اليوم قراراً بتعليق العمل في "تلفزيون المستقبل" وتصفية حقوق العاملين والعاملات، للأسباب المادية ذاتها التي أدت الى اقفال جريدة "المستقبل" .
القرار ليس سهلاً علَّي وعلى جمهور تيار المستقبل ، ولا على جيل المؤسسين والعاملين والعاملات وملايين المشاهدين اللبنانيين والعرب ، ممن واكبوا المحطة لأكثر من ربع قرن وشهدوا لتجربة اعلامية مميزة كرست الجهد والامكانات والكفاءات لخدمة لبنان والقضايا العربية.
لقد اراد الرئيس الشهيد رفيق الحريري شاشة المستقبل ، على صورة اللبنانيين وتنوعهم وعيشهم المشترك وعشقهم للثقافة والحرية والانفتاح والفرح ، واراد لتسمية " المستقبل " ان تكون جسر عبور الى الوجدان العربي بكل ما يعني من مفاهيم قومية وحضارية واجتماعية وثقافية .
وما كان ل" المستقبل " ان تسجل تلك الحلقات المتصلة من النجاح والتطور والانتشار ، وان تتخطى مسلسل المخاطر الأمنية والسياسية والصعوبات المالية والادارية ، لو لم تكن هناك اسرة حقيقية تضامنت على توفير مقومات الصمود والاستمرار في أصعب الظروف ، وكانت عنواناً للوفاء والأصالة وحسن الاداء والتضحية والولاء النبيل ، وهي امور ستبقى مدى الحياة أمانة غالية في قلبي ، اسأل الله سبحانه وتعالى أن يعينني على الوفاء بموجباتها ، رغم الاوضاع القاسية المعروفة لدى الجميع.
ومن المهم أن يعلم أهل " المستقبل " وعموم اللبنانيين والأشقاء العرب ، ان الشاشة لن تنطفىء والمحطة لا تتخذ قراراً بوقف العمل لتصبح جزءاً من الماضي ، بل هي تعلن نهاية مرحلة من مسيرتها لتتمكن من معالجة الأعباء المادية المتراكمة ، وتستعد لمرحلة جديدة تتطلع فيها الى العودة في غضون الأشهر المقبلة ، بوجه يشرق على لبنان والعرب بحلةٍ اعلامية وإخبارية تتلاءم مع الامكانات المتاحة وتحاكي اللبنانيين واللبنانيات باهتماماتهم الوطنية والاقتصادية والاجتماعية والإنمائية.
إنني اذ أتوجه بتحية تقدير ورسالة اعتذارٍ وامتنان الى كل العاملين والعاملات في "تلفزيون المستقبل" ، والى زملائهم وزميلاتهم في "جريدة المستقبل" الذين أمضوا عمراً في ولادتها صباح كل يوم ، قبل ان تضعنا الظروف معاً في مواجهة القرار الصعب بتعليق العمل ، أتعهد بمتابعة الحقوق العائدة لهم والمتوجبة على ادارة المستقبل ، متمنياً للجميع التوفيق في ما يختارونه ويتوافر لهم من فرص العمل . والله دائماً ولي التوفيق ".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.