يناقض أيلول الذي طرفه مبلول بالشتاء أحواله، مختتما الأسبوع الاخير منه بعودة نشاط المنخفض الهندي الموسمي، محملا بموجة حر جديدة تصل الى حدود 36 درجة في البقاع. أما المنخفضات الجوية المنتظرة في مثل التوقيت الخريفي، فإنها منفية الى روسيا وأوروبا المهددتين بالسيول والأحجار العملاقة من البرد. وعلى هذا الحال الطقس الصيفي يمدد لنفسه في بلد تحلو فيه السياحة والرياضات البحرية والخلوات على الرمال الذهبية بانتظار "الصيف الثاني" المعلق بين تشرينين وعلى حبال الهوى اللبناني الذي يحتمل الوجهين: الحار والبارد.
وبانتظار الدخول رسميا في الموجة الحارة في الأيام المقبلة، فإن رياح الشمال الباردة الآتية من الحوض الشرقي للبحر المتوسط ، مخترقة مصر وسيناء وشمال المملكة السعودية، من شأنها أن تلطف الأجواء في الداخل اللبناني من دون أن تقيم في الأرجاء "الممددة" للصيف، معلنة بذلك التضامن مع طلاب المدارس الرسمية الذين مددت إجازتهم هي الأخرى، في فسحة "صيفية" لا زالت قابلة للمشاوير ومشاريع الجبل والبحر والكزدورة المفتوحة على مغامرات ما قبل الدخول في العام الدراسي والانضباط والنوم مبكرا.
أما المونة التي تزدهر وتتكاثر في النصف الثاني من الشهر ، فإنها في حفظ النسوة اللواتي يسابقن الأمطار ونضج عناقيد العنب ، مفترشات ذخائرهن على سطوح البيوت الجبلية في "تمديد" ينفع لتجفيف الكشك والحبوب على أمل أن يأتي المردود أكبر من بساطهن وأكرم من أحوالهن.
وبانتظار الدخول في برد تشرين على الجبال والمرتفعات، فإن حر أيلول انعكاس مبرر لجنون المناخ في العالم بعدما سجلت الدول الأوروبية أعلى درجات حرارة في حين انهمرت حبات البرد العملاقة قبل أسابيع في السعودية والدول المعروفة بأنها شديدة الحرارة ، ليغدو ال"نيو مناخ" مفتوح على مزاجية الرياح التي لا أحد يعرف متى تهب أو أنها تنحبس ، تغضب، تكشر، أو تبتسم بلطف ورقة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.