كتب حسن درغام (*):
بعد ٢٦ عاماً
تلفزيون المستقبل
يغيب الى اجل
غير معلوم
عن أهله ومحبيه.
...سنوات مضت مع هذه المحطة
التي أرست مفاهيم جديدة
في الإعلام اللبناني
في الدفاع عن الحرية
والاستقلال
وثقافة الفرح والحياة..
اعوام مضت
وهذا المنبر
يعمل على نبذ الفتنة و
نشر كل ما استطاع
من الحب والخير والتفاؤل
في زمن الأحقاد والحروب والحرائق
وفي منطقةتعيش على خطوط الكراهية والاستبداد والاحتلال والزلازل..
في ارض...
يحاصرها الموت
والدخان
والدمار
والدموع
والمآسي والهجرة
من كل جانب
سنوات مضت
وهذه الشاشة
تحاول تغليب
لغة الاعتدال والحوار والتلاقي
وحاولت في كل يوم التمسك بالأمل
بمستقبل للبنان..
حلم جسده رفيق الحريري
في حياته وفي استشهاده
........شاشة
غردت طويلا خارج قيود
المذاهب واصنام الطوائف
وبعيدا ..عن سجون العقائد
التي تعمل على الغاء
وتكفير الآخر المختلف عنها ..
وتبنت
لغة مشتركة من الحوار
والانفتاح والتواصل .
.......شاشة
دافعت
عن مستقبل وطن
وقيامته وتنوعه
والذي دفعنا من اجله
أغلى الدماء وعظيم التضحيات..
ودافعت عن مستقبل
يليق بقدرات اللبنانيين
وطموحهم وتميزهم
وحقهم بالعيش بكرامة
دون أية وصاية في بلادهم ..
.....محطة
ضمت خلف جدرانها ووراء شاشتها
خيرة الشبان والشابات
من كل اطياف
الاجتماع اللبناني ومناطقه ..
دون تفرقة او تمييز ..
وعملت مع كل المخلصين للبنان
على نبذ لغة التشدد
والتعصب
والحقد
والانقسام
هذه شهادة
لا يمكن لاحد نكرانها
لانها كانت صورة تشبه
رفيق الحريري كثيرا..
وتشبه البلد الذي اراده ان يكون ..
ربما هي حكاية موت معلن..
وربما على هذه الأرض كل شئ له نهاية...
ومنها مفاهيم الإعلام والإعلان القديمة...
وربما اصبح لزاما علينا الدخول في مرحلة جديدة
وولادة متجددة
لمحطة
تواكب هذه الثورة المعلوماتية الهائلة..
ونحن نعيش حقبة وزمن تسود وتتسيد
فيه منصات مواقع التواصل الاجتماعي
على اختلافها
ساحات وفضاءات الإعلام والإعلان
على هذا الكوكب..
هذه الكلمات اردتها تحية
لكل من عمل في تلفزيون المستقبل
كل الحب?
كل الامتنان
كل التقدير
(*) عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل"
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.