رائحة المنخفض الموسمي الهندي حر أحمر، لم يفلفل محبي النكهات اللاذعة فحسب، وإنما مناطق بأكملها من شبه الجزيرة العربية الى دول الخليج فتركيا وبادية الشام ولبنان الذي يلقى نصيبه من لهيب الصيف الآتي قبل آب اللهاب بشهر وبكثير من الحرارة المرتفعة التي يتوقع أن تصل الى 42 درجة ورطوبة عالية تتعدى الـ92 في المئة، بما يبشّر بـبرونزاج لا يحتاج الى بحر، وإنما الى فسحات صغيرة في المنازل تكون مفتوحة على السماء والشمس التي تغلي وتضرب بيد من لهب.
في شوارع بيروت، الصرخة عم تطلع. نوافذ السيارات محكمة الاقفال لصالح المكيفات ومستقلو التاكسي يشترطون على صاحبها تكييف السيارة قبل الصعود إليها، بعض المشاة يحتمي تحت ظل شرفات المنازل، وبعض آخر يتخذ من المحال التجارية المكيفة ملاذا له، أما في عطلة نهاية الأسبوع، لا خيار يغني عن الاستجمام على شاطئ البحر أو الاتجاه نحو الجبال حيث بيوت الاصطياف، وهو خيار اعتاده اللبناني في مثل هذه الايام، من دون أن يؤثر ذلك في نمط حياته اليومي.
ولأنه الأحد الأوّل بعد رمضان، امتلأت شواطئ البحر عن بكرة أبيها.وفي الليل، غصت المقاهي والمطاعم بروادها، وبرزت حركة كبيرة على أسطح الفنادق الكاشفة، حيث كانت الحفلات تضج بالأغاني العربية الأجنبية، ويظهر منها أضواء ملونة، ترسم لوحة فنية عاكسة على بحر بيروت، في مشهد ليلي لطيف ينسي النهار الساخن بلهيب شمسه.
ومع ذلك، استغلت بعض المواقع الالكترونية وممن يسمون أنفسهم أصحاب اختصاص إلى استخدام لغة التهويل، بتحليل الطقس ووضعيته، والتلويح بأن البلد على فوهة بركان قاتل، وهو ما أثار حذر المواطنين وخشيتهم من الأيام المقبلة.
وكما درجت العادة، حاول اللبنانيون أن يخففوا من حرارة الطقس بخفة ظلهم، واتخذوا من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي مساحة للتعبير عن حالتهم في مثل هذه الأيام، بعضهم اكتفى بالتعبير، وبعض آخر تعامل مع الأمر بضحكة، أما مجموعة من الناس فلجأت إلى التهويل على الواقع الذي تعيشه.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.