8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

شارون يراهن على مرض عرفات

كشفت مصادر غربية وعربية متقاطعة لـ"المستقبل" أن الحالة الصحية للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات خطيرة وان الأزمة الأخيرة التي أصابته في المعدة نتيجة تعرضه لأعراض قرحة حادة دفعت طبيبه الى طلب نقله الى المستشفى لإجراء فحوص طبية ومخبرية ضرورية، لمساعدته على مواجهة وضعه الصعب. لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون رفض الطلب، ولم يسمح بخروجه من الحصار، في "المقاطعة" في رام الله.
المصادر نفسها، اكدت أن تراجع شارون عن إبعاد عرفات لم يأتِ عن اقتناع ولا نتيجة لوساطة عربية، ولا تحت وطأة ضغوط أميركية، وانما لأنه يعتقد حالياً ان نهاية عرفات باتت قريبة ولا داعٍ لتحويله الى شهيد، ولا حتى الى قضية جديدة تشغل العالم وتؤلبه ضد اسرائيل، خصوصاً وانّ تجربة إعلان الحكومة الاسرائيلية عزل عرفات قد أعاد "شخصنة" الحملة وإبراز موقعه في الإمساك بالقرار الفلسطيني.
وكانت "المستقبل" نقلت عن طبيب اطلع على ملف عرفات الطبي انه يعاني "قرحة حادة" في المعدة تتطلب "جراحة عاجلة لتجميدها" وإلا فإن حالته تهدد بالتدهور، الى حال الخطر.
وأعادت المصادر الغربية والعربية الأزمة الفلسطينية الحالية، خصوصاً بالنسبة لفشل محمود عباس أو للفشل المتوقع لمحمد قريع (أبو علاء) وأزمة تعيين وزير الداخلية، الى كون الحرب الحقيقية التي تدور حول خلافة ياسر عرفات تجددت بعد الموقف الأميركي ـ الاسرائيلي منه، وتزايد الشكوك حول صحته الى درجة البحث في سيناريو لإبعاده على طريقة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، ولذلك كله فإن الأزمة الفلسطينية مرشحة للتفاعل.
وترى المصادر اياها "ان الحلقة الفاصلة ـ القاطعة في الأزمة الفلسطينية هي التوصل الى اجابة حاسمة حول من هي المؤسسة التي ستقرر خلافة ياسر عرفات في الرئاسة وبالتالي النهج السياسي الذي سيرسم خريطة النزاع وحلوله، اللجنة المركزية لحركة فتح أم المؤسسة الأمنية؟ وما هو وضع اللجنة المركزية لفتح بعد غياب عرفات؟
وتضيف المصادر ان اللجنة المركزية لحركة فتح تخوض حالياً معركة دفاعية قاسية وشرسة للحفاظ على موقعها وعلى دورها مستقبلاً. وهي أي اللجنة المركزية تخوض هذه المعركة في وقت تقف فيه حركتا حماس والجهاد، خارج الدائرة رغم ان المعركة تعنيهما جداً وان مستقبلهما معلق على نتيجة هذه المعركة، وأن هذا الوضع من طرفي حماس والجهاد، ليس نتيجة لا مبالاة أو رغبة في ترك "الحرب" تدور حتى نتائجها النهائية، بل لأن نوعاً من اللامركزية، اذا صح التعبير، قد نشأ نتيجة للعمليات الاسرائيلية في التصفية والتقطيع بحيث تتحول كل منطقة الى "جزيرة" منفصلة. وتؤكد المصادر ان من مظاهر كل ذلك ظروف العملية الاستشهادية التي قامت بها المحامية من منظمة "الجهاد" والتي قدمت من جنين، ووصل الاصرار والتصميم قبل تفجير نفسها انها تناولت الطعام في المطعم الذي فجرته وبذلك تابعت بعيونها الفضولية الزبائن الذين قتلتهم، ذلك انها لم تأتِ لا بأمر ولا بعلم من قيادة الجهاد المركزية، وانما من حلقة جنين نفسها.
وبالنسبة لـ "المؤسسة الأمنية الفلسطينية"، فإن السؤال الأول الذي تعمل من أجله تأكيد سلطتها النامية، على طريق لعب دور أساسي في الخلافة، ولاحقاً اخذ الرئاسة نفسها، والتي يبدو محمد الدحلان الأكثر استعجالاً وإلحاحاً للامساك بها. والسؤال الثاني الذي يدور حول هذه المؤسسة بكل فروعها وقادتها هو: من يمثل ممثل الأجهزة، الولايات المتحدة الأميركية أم اسرائيل ام الاثنان معاً، وأين يقع الخط الفاصل مع مصلحة الشعب الفلسطيني وحصوله على دولته الكاملة السيادة والقابلة للحياة سياسياً واقتصادياً وأمنياً؟ وتضيف المصادر ان "الحرب" بين اللجنة المركزية وبعض الأجهزة الأمنية وصلت الى درجة انّ اتهامات بالتصفية والعمل على إشعال نصف حرب أهلية قد انتقلت من السرّ الى العلن. وما الاتهامات التي وجهها هاني الحسن الذي يمسك حالياً ببعض خيوط المواجهة الى محمد الدحلان حول تنسيقه مع الاسرائيليين والأميركيين للقيام بتصفيات واسعة بين القيادات والكادرات، الى درجة الكلام عن "تنظيف" الساحة قبل نهاية العام، سوى جزء من هذه "الحرب" القاسية المستمرة!

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00