كشفت مصادر مطلعة في الدوحة لـ "المستقبل" أن السلطات الأمنية القطرية وضعت يدها على الخيوط الأساسية في عملية اغتيال الرئيس الشيشاني السابق سليم خان يندرباييف والتي وقعت في الدوحة في 13 شباط الجاري.
وأشارت المصادر الى أن عملية الاغتيال أحدثت هزة سياسية وأمنية في قطر، على الصعيدين القطري والأميركي معاً. فالسلطات القطرية التي فوجئت بالعملية اعتبرتها هزة قوية لأمنها واستقرارها اللذين يدعمان عملية نهوض قطر الاقتصادي الذي أصبحت ثماره ونتائجه واضحة وجلية حتى أمام الزائرين الجدد لقطر. وبدورها فان الهيئات الأميركية، وخاصة العسكرية منها، أبدت انزعاجها العلني من عملية الاغتيال لأن مثل هنا "الاختراق" يهز الاستقرار الأمني والسياسي والنفسي للأميركيين في قطر، خاصة بعد تحولها الى المركز الأساسي للتواجد والانتشار العسكري الأميركي في المنطقة.
وترى المصادر المطلعة في الدوحة، أن عملية اغتيال الرئيس الشيشاني السابق، كانت متقنة جداً ونفذها خبراء يتمتعون بكفاية عالية على هذا الصعيد، اذ وضعت القنبلة في الكرسي الذي كان يجلس عليه يندرباييف لقتله وحده، ولذلك نجا أبنه الجالس في المقعد المجاور لوالده في السيارة كما أن عملية التفجير نفذت بواسطة آلة تحكم عن بعد وأن المنفذ أو المنفذين عمدوا الى التفجير بعد أن تأكدوا من ابتعاد السيارة أكثر من 200 متر عن السجد الذي كان يندرباييف يصلي فيه، وذلك لكي تبقى آثار العملية محصورة باغتياله ولا تصيب المصلين الخارجين من المسجد.
وكشفت المصادر المطلعة "أن موسكو طلبت مراراً من السلطات القطرية وعبر القنوات الديبلوماسية تسليمها الرئيس الشيشاني، او على الأقل ابعاده عن الدوحة، بعدما ثبت لدى الأجهزة الروسية، أنه فعال جداً في نشاطه السياسي والمالي لدعم القوى الشيشانية في الخارج والداخل، وأنه يعمل لجمع الأموال لتوزيعها على التجمعات الشيشانية في الخارج وكذلك في الداخل علماً أن موسكو دخلت في حرب تصفية كاملة ضد الشيشانيين المجاهدين خاصة بعد عمليات المقاومة الأخيرة ومنها تفجير مترو موسكو. وتضيف المصادر أن السلطات القطرية التي لم ترد سلباً أو إيجاباً على الطلب الروسي. اعتبرت حتى عندما أبلغتها موسكو بأنها قادرة على التصرف ان تحرك القيادة الروسية سيتم بالوسائل القانونية والديبلوماسية.
واذا كانت السلطات القطرية ترفض توجيه أي اتهام في عملية الاغتيال الى أي جهة وبالأخص الروسي، فانها لمنع وقوع أزمة سياسية أولاً، وللتأكد نهائياً من هوية المنفذين والمخططين ثانياً. لكن ذلك لن يمنع السلطات القطرية من توجيه "رسائل" قاسية للأطراف المعنية بعملية الاغتيال مفادها أنه يجب أن تكون الأخيرة. ويشاركها الأميركيون هذا الموقف بشكل كامل، ولتأكيد هذه المشاركة فإن محققين أميركيين شوهدوا في مكان الحادثة يجمعون الأدلة لاستكمال التحقيقات، وان كانت بعض الأوساط السياسية الخليجية ترجع حصول "نوع من التقاطع الوظيفي" بين الروس والأميركيين لارتباط يندرباييف بتنظيم القاعدة".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.