8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

المستقبل تشهد تحوّل ميدان التحرير إلى هايد بارك شعبي

تنام القاهرة باكراً. ليلها قصير وساكن ونهارها طويل وهادر. منع التجول من منتصف الليل حتى السادسة صباحاً، يجبر الجميع على العودة الى منازلهم باكراً. حتى ولو تساهلت بعض الحواجز العسكرية القليلة في تطبيق القرار، فإن المطاعم والملاهي مضطرة للإقفال باكراً، حتى يتمكن العمال من الوصول الى منازلهم البعيدة جداً. في النهار تعود الحياة الى طبيعتها. كل شيء عادي، عدا ميدان التحرير، الذي تحول منذ 25 يناير الى هايد بارك شعبي جداً، تسمع فيه كل الأصوات وجميع الاتجاهات. حتى إذا جاء يوم الجمعة، عاد بركاناً يضج بمئات الألوف من المتظاهرين المتوزعين أعماراً وانتماءات ومطالب، لا يمكن أن تجتمع وأن تكون بهذا الزخم وهذه الحرارة إلا لأنها نتاج ثورة لم تعرفها مصر ولا كل الساحات والميادين العربية.
من المطار الى الفندق في قلب ميدان التحرير، كل شيء هادئ. زحمة السير ذاتها والعاصفة الرملية نفسها، فقط منظر لا تعرفه العين في القاهرة ولم تألفه. حواجز ومتاريس عسكرية متكاملة ودبابات أميركية تسد بعض الطرقات والمخارج، خصوصاً في حي غاردن سيتي حيث تقوم السفارة الأميركية وسفارات أخرى أجنبية وعربية. حتى مشهد دبابات أبرامز الصفراء الضخمة يبدو في القاهرة غريباً، فهي لا تخيف ولا تثير القلق، لا بل سرعان ما تكتشف العين أنها جزء من احتفال شعبي كبير. العائلات خصوصاً التي تضم الأطفال، تتآخى مع هذه الدبابات وتحولها الى تسلية وذكرى يشاركهم فيها الجنود المرحبون المادون أيديهم الى الأطفال للصعود الى أبراج دباباتهم لأخذ صور تذكارية.. كل شيء مختلف في القاهرة. حتى الثورة لها نكهة خاصة وطعم مميز.
تراكمات وشعارات ومطالب
25 شباط فبراير، ميدان التحرير يكاد يتحول الى بحر من البشر. أتجول فيه مع المخضرم أحمد بهاء شعبان: يقول بحرارة خارجة من الدهشة التي ولدت على وجهه قبل شهر كامل: الشعب كله هنا. أنظر جيداً. الشباب الليبرالي أبناء الـفايسبوك، وإلى جانبهم المنقبات والمحجبات، والعائلات البرجوازية من الطبقة المتوسطة، وعائلات الغلابة. سقطت الفوارق هنا. الثورة صهرتهم ووحدتهم من جديد. لولا هذه الثورة، لكانت وقعت ثورة الجياع وأحرقت القاهرة وكل مصر. التغيير يجمع كل المصريين. تتوزع الانتماءات على المجموعات. واحدة تطالب بإسقاط حكومة أحمد شفيق، وثالثة تنادي بإلغاء جهاز أمن الدولة الذي لم يكن يتجرأ أحد على المناداة باسمه، وثانية تبدو في نبرتها حدة التروتسكية تريد نسف كل شيء تمهيداً لتغيير كامل لا علاقة له بالماضي ولا الحاضر ويجهل المستقبل، ورابعة تطالب بإطلاق سراح الشيخ عبد الرحمن المسجون في الولايات المتحدة الأميركية، وامرأة متوسطة العمر فاتحة على حسابها تحمل لافتة تطالب بتواضع ومحبة عودة مصر أمّ الدنيا قوية وجامعة مانعة. طبعاً توجد أحزاب وتنظيمات لها شعاراتها ولافتاتها الفنية وإذاعاتها القوية وشعاراتها المعدة والمصاغة بخبرة وتقنية مميزة، منها: صنعنا الثورة بدمائنا ونكتب دستورنا بأنفسنا.
قبل شهر واحد، كان ميدان التحرير لا يعرف غير زحمة السيارات وضجيج الأشغال في محطة المترو والصفوف الطويلة للسائحين أمام المتحف المميز بلونه القرميدي. لذلك يبقى السؤال كبيراً وحاضراً: ماذا حدث وكيف حدث ولماذا وقعت الثورة؟
لم تقع الثورة من فراغ، ولم تحصل بحادثة. ولا تشكلت بعملية بينغ بانغ. يقول أحمد بهاء شعبان المهندس والكاتب السياسي والعضو الناشط في الحركة الطلابية أيام الرئيس الراحل أنور السادات وجمعية كفاية ودعم جبهة 25 يناير: لقد فوجئت بالثورة لكن التراكمات كانت تنبئ بها. السلطة سدت كل المنافذ، فجاءت المبادرة من الجيل الذي كان يُنظر إليه على أنه جيل غير مبالٍ وغير معني بقضايا وطنه. ويشدد الدكتور عصام العريان أحد أبرز قادة الاخوان المسلمين أن الثورة لم تكن معدة كثورة. مجموعة من تيارات مختلفة دعت إلى المشاركة. ويعترف أمين اسكندر السياسي المخضرم عضو حزب الكرامة ومن المؤسسين الستة الأوائل لحركة كفاية: يوم 25 يناير كنا نعتقد ونحن ننزل الى ميدان التحرير أنه سيجتمع خمسة آلاف أو أكثر، وسيكون في مواجهتهم عشرون ألفاً من الأمن المركزي. لم أكن أتصور حصول هذا الطوفان.
يشدد أمين اسكندر على أنه خلال سبع سنوات حصلت تراكمات سياسية واجتماعية، حيث وقع كل سنة ما لا يقل عن ألف احتجاج أبرزها: احتجاج القضاة المطالبين باستقلال القضاء، وحركة 6 مارس حول استقلال الجامعات، واحتجاج نقابة الضرائب العقارية المستقلة والصحافيين، إضافة الى خمس عشرة حركة اعتصام أمام مجلس الشعب.
نبيل عبد الفتاح، أحد أبرز المحللين السياسيين والباحثين في علم الاجتماع ورئيس مركز الدراسات الاجتماعية في الأهرام ومؤلف العديد من الدراسات أبرزها السيف والقرآن يقول: التراكمات كانت عديدة ومتوالية. تمرن الشباب، الذين لم يأخذهم الكثيرون بالاعتبار، على الثورة والتظاهرات الافتراضية عبر المعلوماتية، وعندما دقت الساعة نفذوا ما تمرنوا عليه في الواقع. نجحوا في العبور من الافتراضي الى الواقع.
الأنبا يوحنا قلته يرسم صورة هؤلاء الشباب فيقول: هذا الجيل تعددت ثقافته وتنوعت أفكاره. بقدر ما هو فردي أو شخصاني بقدر ما هو جماعي مترابط هدفه التغيير والتقدم.. إنه جيل يتعايش مع الغلاء.. ولا يميل الى كثرة الإنجاب. يتميز عن الأجيال السابقة بغزارة المعلومات. يتواصل مع أبناء جيله من دون الانتماء الى حزب سياسي. لقد فصلوا من البداية بين ما هو سياسي وما هو ديني. ينهي الأنبا قلته كلامه في الأهرام: إنه شباب ولد من رحم الطبقة المتوسطة التي لم ينجح تحالف السلطة ورأس المال في أن يئدها.
من الافتراضي الى الواقعي
الشباب قادوا الهجوم في ميدان التحرير، لكن المواجهات والصمود صنعتها ثلاثة مكونات شعبية نجحت في تكوين الطوفان في ميدان التحرير. لا يمكن لأي مكون الانفراد واحتكار صناعة المعركة. واللافت أن لا أحد يحاول ذلك. صيغة العمل الجماعي طاغية على أي محاولة لاقتناص الإنجاز التاريخي. أما المكونات فهي:
[ شباب الإنترنت والـفايسبوك الذين اعتمدوا في تنظيمهم على أدوات جديدة للتنظيم. سقطت عندهم الصيغ القديمة للأحزاب، الى درجة أن غيابها لم يثر أي دهشة. هؤلاء الشباب خرجوا من قلب المجتمع المدني الذي هُمِّش وأُبعد عن القرار. وهم في حركتهم هذه أعادوا الطبقة المتوسطة الى الدور الذي قامت به قبل الاستقلال، كما يقول نبيل عبدالفتاح. حركتهم هذه نابعة من أشكال غير معروفة للتنظيم، ذلك ان موقع خالد سعيد (وهو شاب قتل على أيدي مجموعة من أمن الدولة لأنه كان قد التقط شريط فيديو لضباط يتاجرون أو يحمون عصابات المخدرات كما يقول الموقع)، الذي أسسه وائل غنيم كان يدخل عليه يومياً بين 600 ألف و900 ألف مشترك. هذا عدا مواقع أخرى منها الثورة مستمرة، وكان عدد المشاركين فيها يصل الى 300 ألف مشترك. هؤلاء الشباب عندما انتقلوا من الافتراضي (Virtuel) الى الواقع ((Réel نجحوا في التطور والنضوج الحقيقي السريع، وظهر ذلك في نمو حركتهم ومطالبهم ومخاطبتهم للجماهير المشكلة من مختلف شرائح المجتمع المصري. يبقى أن المفاجأة الكبيرة في هؤلاء الشباب صلابتهم وتصميمهم وشراستهم في الاشتباكات وفي صمودهم في الميدان ليلاً ونهاراً.
[ الهامشيون والعاطلون عن العمل، باعتراف مختلف القوى، لعبوا دور القوة الضاربة. وقد وظفت مجموعات من مشجعي فرق كرة القدم ما خبرته خلال مواجهتها مع الأمن المركزي في عمليات الكر والفر بعد المباريات في تشتيت مجموعاتهم ليسهل ضربهم تمتعوا بالانضباط لشعورهم باستعادتهم لكرامتهم وأنهم عندما يأخذون كوباً من الشاي أو يتعامل معهم الآخرون، خصوصاً من الشباب الذين أخذوا ينضوون في تجمعات منظمة باحترام ومن دون منة، فإنهم لا يستعطون. وقد وصل الوضع الى درجة أن الفتيات اللاتي جنحن نحو الحجاب احتماءً من التحرشات الجنسية وغيرها، لم يتعرضن لأي تحرش حتى في الليل. لقد شكلت في ميدان التحرير حالة اجتماعية غير مسبوقة. حتى عندما أُقيمت الحواجز وأُخضع كل من يدخل للتفتيش، فإن الشباب من مختلف المكونات مارسوا الرقابة كما تمنوا أن تمارسها السلطة بكل مكوّناتها الأمنية أي بدقة واحترام للآخرين ولأنفسهم.
[ الاخوان المسلمون. يعترف الدكتور عصام العريان أن الحدث فرض نفسه وأن الشباب شاركوا في البداية بقدر معقول. اندفعوا ونحن لم نمنعهم. يوم الجمعة دخلنا بقوة. يُجمع مختلف القوى على أن الأخوان دخلوا متأخرين لأنهم كانوا قلقين من فخ أمني. لكنهم في معركة الجِمال والأحصنة شكلوا رأس الحربة في الهجوم وفي الدفاع لأنهم يملكون الخبرة والتنظيم والتدريب. بعد ذلك تولوا الأمن خصوصاً على الحواجز من دون تدخل في الهويات السياسية للمشاركين، وفي ما بعد في تنظيم البث الإذاعي من الميدان والشعارات.
لولا هؤلاء الشباب ولولا انتقالهم الناجح من الافتراضي (Virtuel) الى الواقع ((Réel، لكانت وقعت ثورة الجياع كما يقول نبيل عبد الفتاح. ويشدد جودت عبد الخالق الخبير الاقتصادي ووزير التضامن حالياً على أن الخوف كان يومياً في مصر من وقوع ثورة الجياع.
الدكتور مصطفى اللباد الذي يصدر مجلة الأبحاث شرق نامه المختصة بالشأنين الإيراني والتركي يقول: كان الخوف كبيراً من أن يزحف الجياع على القاهرة. لقد أنتج الاهمال وغياب سياسة تنموية حقيقية وانعدام التخطيط، العشوائيات وهي (أحياء كاملة أطلق عليها هذا التعريف لأنها قامت وامتدت واتسعت خلف الأحياء الراقية أو الغنية وحتى المتوسطة). خلف حي الزمالك الغني توجد عشوائية بولاق، وخلف مصر الجديدة مدينة السلام، وخلف المهندسين أرض اللواء، وخلف الميادين مساكن الزلزال. يضيف عبد الفتاح الى ذلك: علينا ألا ننسى أحزمة الفقر حول القاهرة التي تبدو مدينة المقابر فيها راقية أمام غيرها. أحياء ومدن كاملة تفتقد أبسط لوازم العيش البسيط. سيدة من الطبقة المتوسطة تختصر الوضع فتقول: أنا أجد صعوبة كبيرة في الحصول على الحد الأدنى من لوازم العيش البسيط، فكيف بالساكنين في العشوائيات أو في أحزمة الفقر. راتبي لا يتجاوز ألف جنيه أي نحو 180 دولاراً، ومع ذلك فإن ثمن كيلو اللحمة يصل الى مائة جنيه، والعدس أكل الفقرا، بأربعة جنيهات، والرز بخمسة جنيهات، والسكر بأربعة جنيهات، والباقي على الله.
التوريث والفساد
رغم دقة هذا الوضع الناتج من التراكمات، فإنها لم تكن لتصنع ثورة بهذه القوة. ويتفق الجميع على أن الأزمة كانت أعمق وأكبر، ذلك أنه طوال السنوات العشر الأخيرة من رئاسة حسني مبارك، أغلقت الأبواب، ولم يعد هناك مفر.
لا شك في أن الانزلاق التدريجي والسريع إلى مسألة توريث جمال مبارك قد أحدث زلزالاً داخل الطبقات المصرية، وفي قلب الشرائح المتعلمة والمثقفة وحتى الأمية منها، وعندما خرج الى السطح شعار مصر كبيرة عليك يا جمال كان الرفض قد بلغ قمته. لم تكن معارضة التوريث صامتة، بالعكس، منذ البداية كانت عالية الصوت. منذ البداية عشرات المقالات بل والمئات منها، كان صوتها مسموعاً. وجاء التزاوج بين التوريث واستشراء الفساد نتيجة لما أطلق عليه تحالف رجال السلطة والمال، ليرفع منسوب الرفض والاحتقان الى أعلى مستوى عرفته مصر. ويبدو أن وصول فضائح النساء وارتباطها بالمجموعة السياسية المالية المحيطة بجمال مبارك وعلى رأسهم أحمد عز، إلى أرجاء مصر، صبّ الزيت على جبل التراكمات، ولم يعد يلزم سوى عود الكبريت. بين 2004 ونهاية 2010، أي قبل اشتعال الثورة بأسابيع، ظهرت مئات المقالات وعشرات الكتب الموثقة حول سرقة مصر التي أطلق عليها د. يحيى الجمل الذي تولى منصب نائب رئيس الوزراء تحويل مصر الى بقرة حلوب. كما أن الاقتصادي المحترم جداً في مختلف الأوساط جودة عبد الخالق والذي عُيّن وزيراً للتضامن قال: هذا البلد نُهب طوال 30 سنة.
تكفي قراءة عناوين الكتب لتقدير أبعاد الحملة الواسعة التي اجتاحت مختلف الأوساط. من ذلك، الانهيار الاقتصادي في عصر مبارك. حقائق الفساد والبطالة والغلاء والركود والديون لأحمد السيد نجار. مصر والمصريون في عهد مبارك 81 - 2008 للدكتور جلال أمين، جمهورية مبارك، صعود سيناريو التوريث لمحمد طعيمة، مصر بين العصيان والتفكك لطارق البشري الحقوقي الذي يترأس لجنة تعديل الدستور، مصر على حافة المجهول للصحافي والكاتب مصطفى الحسيني. هذا غيض من فيض، أما عن بعض وقائع الفساد المرتبط بتحالف السلطة والمال فإنها أكثر من أن تُسرد. ما حصل شكل شبكة معقدة من الفساد قامت بنهب الثروة الوطنية. ويقول محمد صلاح الصحافي والكاتب المختص بشؤون الجماعات الإسلامية، الفساد يمكن محاربته وإزالته، المشكلة أنه فساد مقنن يلزمه استنباط قواعد قانونية لتفكيكه واستعادة بعض ما استولي عليه.
المستشار د. جودت الملط رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات قدم تلالاً من التقارير للنائب العام عبد المجيد محمود تتعلق بالاعتداءات على المال والاستيلاء على أراضي الدولة وغيرها. ويقدر عدد هذه الملفات المقدمة بنحو مئة ألف ملف. من ذلك:
[ بيع الأراضي على الطرق الصحراوية في كل أرجاء مصر، ومنها الطريق الصحراوية القاهرة ـ الاسكندرية وفي الاسماعيلية والسويس والغردقة وأراضي سيناء في شرم الشيخ. وكان من بين عمليات التقنين أنه تم شراء ملايين الأمتار من الأراضي غير المخصصة للبناء، والتي تقع قبل حواجز الرسوم على الطرق السريعة بأسعار تتراوح بين جنيه وخمسة جنيهات (أقل من دولار) ثم بعد فترة يتم تغيير موقع حاجز الرسوم بحيث تصبح الأراضي المشتراة ضمن المناطق الصالحة للبناء فيرتفع سعرها من دولار الى مئة وأحياناً إلى ألف دولار للمتر الواحد.
[ بيع فنادق في القاهرة والغردقة والأقصر. أحد تلك الفنادق في القاهرة الذي يبلغ سعر أرضه أكثر من 186 مليون دولار من دون البناء، بيع بنحو 56 مليون دولار أي ما يوازي عائدات الفندق في أربع سنوات.
[ جريمة تعويم الجنيه المصري، وقد تحدث عنها الدكتور محيي الدين الغريب وزير المالية الأسبق. فقد جرى رفع سعر الدولار من 340 قرشاً الى سبعة جنيهات. وقد سارع رجال الأعمال والسياسة قبل حصول العملية الى الاقتراض من المصارف وحولوا القروض الضخمة الى الدولار ثم باعوها بعد التخفيض ليحصلوا على أرباح خيالية لأن العديد منهم اقترضوا مبالغ تصل الى مليار جنيه ليحققوا أرباحاً تزيد عن المبالغ المقترضة في عدة أيام فقط.
[ إن ديون مصر كما حددها د. الغريب نفسه كانت 143 مليار جنيه حتى عام 1993، في حين وصلت حالياً حسب البنك المركزي الى نحو تريليون و80 مليار جنيه. يضاف الى هذه المجزرة المالية، أموال هيئة التأمين والمعاشات التي ضاعت ولا يعرف مصيرها حتى الآن، وهي تصل الى 280 مليار جنيه. هذه الجريمة ستسبب كوارث إنسانية للمتقاعدين إن لم يتم حلها بسرعة. وكان قد جرى اقتراض 600 مليار جنيه واستخدمت أموال التأمينات ضماناً لها. وهذه الأرقام كلها كانت معروفة ومنشورة قبل الثورة وليس بعدها، أي أنها ليست أرقاماً كيدية يقصد منها تشويه صورة النظام الذي أسقطته الثورة.
الثورة تخطت المرحلة الخطرة لكن مصر تعيش حالياً المرحلة المرتبكة. وهي كما يبدو طويلة. والواضح من مجرياتها أن المعركة لن تكسب بالضربة القاضية وإنما بالنقاط.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00