8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

بحر العلوم: فتوى السيستاني لمنع الفوضى

كشف مصدر قريب من السيد عبدالمجيد الخوئي لـ"المستقبل" انه أجرى اتصالاً هاتفياً بالخوئي الموجود في مدينة النجف منذ أول من أمس، وأضاف المصدر ان السيد الخوئي ابن النجف يتحرّك بقوة مستنداً إلى رصيد والده الراحل الإمام الخوئي لدى العلماء وسكان النجف وخصوصاً آية الله العظمى السيد السيستاني.
وشدّد المصدر نفسه على ان السيد الخوئي الذي لا دور سياسياً له، يعمل على 3 مستويات هي حماية الناس وعدم وقوع مشاكل، وتجنب أي صدامات أو عمليات ثأرية، والإمساك بالوضع المدني والدفع باتجاه استقراره.
وعن الأسباب التي دفعت السيد الخوئي إلى التوجه إلى النجف مع القوات البريطانية، قال المصدر "ان السيد الخوئي مفتاح أساسي في الحياة العامة في النجف، وهو سبق ان فقد شقيقان هما السيد ابراهيم الذي اختفى أثناء الانتفاضة عام 1991، والسيد محمد جواد الذي قتل في حادث سيارة مدبّر عام 1994، ولذلك فإنه يستطيع أن يتكلم أيضاً من موقع العائلات التي دفعت ثمناً باهظاً نتيجة لمواقفها المعارضة للنظام. وإلى جانب ذلك فهو أكثر حرية من العلماء والشخصيات الدينية الشيعية بما في ذلك العلامة السيد محمد باقر الحكيم، رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، والمقيم في طهران حيث مقرّ المجلس".
ويشير المصدر إلى ان السيد الخوئي الذي لا يضطلع بدور سياسي، خصوصاً وأن والده الإمام الخوئي كان يدعو إلى الفصل بين السياسة والدين، إلا ان علاقات متينة تربطه بكل الدول المحيطة بالعراق بما في ذلك إيران، ما يعزز كلمته وحضوره.
ومن جهة أخرى، كشف العلامة السيد محمد بحر العلوم لـ"المستقبل" ان رجال دين آخرين لهم مكانتهم توجهوا أو سيتوجهون خلال الساعات المقبلة إلى النجف وكربلاء عبر الكويت للانضمام إلى أهلهم، ومواجهة المستقبل معهم. وعلم ان وفداً من 300 من الشخصيات الشيعية من ايران والكويت ومناطق عراقية مختلفة سيتوجه اليوم الى النجف لتفقد المدينة ولقاء قياداتها المحلية والتنسيق معها. وعن الجدل القائم حول فتوى آية الله العظمى السيستاني، قال السيد محمد بحر العلوم: "يجب وضع هذه الفتوى الثانية والأولى في سياق واحد متكامل، وما حصل، حسب معلوماتنا، انه قبل أربعة أيام حصلت فوضى في النجف، ووقع نهب وسلب ضد الممتلكات العامة، وفي ظل غياب الموظفين عن دوائر الدولة، ومن بين المواقع التي نهبت مدارس وبلديات ومستشفيات، وقد توجه الناس بسؤال إلى المرجع السيستاني عن حكمه في ذلك، فأجاب: "لا يجوز شيء منها ويحرم التعامل بها (أي بالمسروقات) ومن فعل ذلك كان ظالماً".
وأكد بحر العلوم ان الفتوى "طالبت الناس بالتزام منازلهم والصمت وعدم الفوضى. وقد ذهبت التفسيرات حول هذه الفتوى مذاهب شتى، لكن هذه هي الحقيقة. علماً ان العلماء عندما يقولون بمحاربة الظلم والظالمين فإن نظام الرئيس العراقي من بينهم".
وعلمت "المستقبل" ان القيادات الروحية لمدينة النجف توافقت على تشكيل لجنة من اربعة اشخاص مهمتها الاشراف على الوضع في المدينة وإدارة شؤونها في ظل انهيار بنى نظام صدام حسين فيها خلال الساعات الثماني والاربعين الماضية. وتضم اللجنة الرباعية الشيخ اسحق فياض (ممثلاً السيد عبد المجيد الخوئي، ابن المرجع الكبير الراحل الامام الخوئي) والسيد رضا الحكيم (ممثلاً آية الله الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق والسيد البشيري (مستقل) ومندوباً عن آية الله العظمى علي السيستاني.
وقد اتفقت اللجنة الرباعية مع قيادة الاحتلال الاميركي ان تبقي قواتها خارج حدود المدينة على ان تسيّر القيادات المحلية دوريات من ابنائها وان تقيم محاكم لضبط الوضع الامني.
وعلى الرغم من ان تجربة النجف تجري تحت اشراف قوات الاحتلال الاميركي، فان قوات الاحتلال البريطاني ترصدها عن كثب خصوصا انها تتوقع سقوط البصرة خلال ايام معدودة، فيما شرعت بتطبيق سياسة شراء العشائر في جنوب العراق بالمال، لتفادي الدخول في صراعات معها.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00