استمرت الأوضاع في النجف الأشرف محور اهتمام ايراني ـ عراقي ـ لبناني أمس وذلك لمعالجة الإشكالات التي أحاطت بالمرجعيات الدينية ولإعادة ترتيب البيت العراقي الداخلي وتوجيه الانظار نحو مقاومة الاحتلال الأميركي ـ البريطاني وفقاً لما أكدته مصادر شيعية مطلعة لـ "المستقبل".
وأكدت مصادر موثوقة في النجف، في اتصال هاتفي مع "المستقبل"، ان تظاهرات شعبية ضخمة تعمّ المدينة، وتتنقل بين منازل المراجع وهم: الإمام علي السيستاني، وآية الله السيد محمد سعيد الحكيم وآية الله بشير النجفي وآية الله اسحق فياض.
وقال شهود عيان ان السيستاني والحكيم قد عادا إلى منزليهما ومكتبيهما، بعد ان نقلا على وجه السرعة نتيجة لتهديدات تلقياها مع المرجعين الآخرين. علماً ان السيستاني انتقل إلى منزل ابنه السيد محمد رضا السيستاني.
ونقلت المصادر النجفية اياها انها التقت ابن الإمام السيستاني السيد محمد رضا السيستاني في المكتب وانه رفض التكلم أمام مسجلة أو حتى السماح بكتابة الحديث وأن السيد محمد رضا اكتفى بالتأكيد على ضرورة تهدئة الأوضاع ووجوب خروج مدينة النجف من الوضع الذي تعيشه لأنه ليس من مصلحة أحد، كما نفى وقوع أي تهديدات ضد والده.
وذكرت المصادر الموثوقة في النجف ان كبرى عشائر الفرات الأوسط أوفدت قادتها وشبابها إلى النجف للاحاطة بمنازل المراجع الأربعة ولضمان أمنها، خصوصاً أنه توجد مخاطر جدية عليها بسبب الانفلات الأمني العام والذي يمكن أي طرف ان يستغله لزرع الفتنة في صفوف الشيعة، وفتح الباب أمام حرب أهلية متعددة الأهداف في وقت تحيط فيه القوات الأميركية بالنجف.
وشدد مصدر التقى السيد رياض النوري المشرف العام على الحوزات لدى السيد مقتدى الصدر، على نفي أي دور للسيد الصدر أو لاتباعه في كل ما يجري في النجف. لكن مصادر أخرى أشارت إلى ان جماعة السيد مقتدى الذين يشكلون قوة منظمة ومنضبطة، سموا إدارات مدنية لإعادة تسيير المدينة، ويتولى وكلاء الحوزة دفع رواتبهم حالياً.
"أنصار السيد مقتدى الصدر" أكدوا ان الوضع في النجف الأشرف كان هادئاً أمس وانهم حريصون على المرجعيات الدينية في المدينة وعلى اقامة كل الشعائر الدينية من دون التعرض لأي عالم او لأية جهة اسلامية وان ما نشر في بعض وسائل الإعلام لم يكن دقيقاً.
كما أكدوا ان السيد مقتدى الصدر موجود حالياً في النجف وان كل الاخبار حول تعرضه لمحاولة اغتيال او اختفائه ليست صحيحة وقد أعلن استعداده للتعاون مع الجميع للحفاظ على النجف ومرجعيتها.
وقد انتشر انصاره في كل المناطق العراقية، خصوصاً الجنوب والوسط، لمساعدة السكان في معالجة همومهم الحياتية وحوّلوا مراكز المنظمات الحزبية السابقة الى هيئات انسانية ودعوا الجميع الى الحفاظ على الهدوء ومساعدة السكان وإرجاع الأموال المسروقة لأنها ملك الشعب وليست لفرد معين، على ان يتم ذلك بإشراف الحوزة العلمية التي كانت ولا تزال مبعثاً للطمأنينة والهدوء.
ونقل انصار السيد مقتدى عنه قوله "ان الحفاظ على النجف وعلى كافة المرجعيات وفي مقدمهم السيد السيستاني يتم بشكل طبيعي وليس هناك حاجة لأي تدخل دولي او أميركي او خارجي في هذه القضية".
على صعيد المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله فقد رفضت أوساطه التعليق على التقارير التي تنشر حول أوضاع المرجعية والخلافات واكتفت بالبيان الذي أصدره السيد أول من أمس.
ونقل النائب ناصر قنديل عن السيد فضل الله بعد لقائه به قوله: "ان مصادر الخوف على النجف ليست في حجمها الحقيقي، وإن أهلنا وعلماءنا في النجف سوف يتغلبون على هذه الأزمات التي وصفها سماحته بالعابرة والتي لا تعبّر على الإطلاق عن جوهر وحقيقة واصالة الانتماء والهوية التي يختزنها العراقيون عموماً وأهل المرجعية خصوصاً".
كما استقبل السيد فضل الله النائب علي حسن خليل وحسن فرّان موفدين من قبل الرئيس نبيه بري لمتابعة الأوضاع في العراق.
وعلمت "المستقبل" ان العديد من الأوساط الايرانية والعراقية اتصل بالسيد فضل الله لتأكيد أهمية مساهمته في معالجة الوضع في النجف وترتيب الوضع الشيعي وذلك نظراً لما يمتلكه من تأثير لدى الأوساط العراقية الفاعلة على الأرض.
وترافقت هذه الاتصالات مع مواقف ايرانية وعراقية جديدة تؤكد أهمية الحفاظ على المرجعية الدينية في النجف والتوجه لمواجهة الاحتلال الأميركي.
وقد صدر بيان جديد لمرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي دعا فيه العراقيين الى عدم التعاون مع أية حكومة تعينها أميركا والحفاظ على المرجعية الدينية.
كما أكد آية الله السيد كاظم الحائري في تصريح لتلفزيون المنار ان الوضع في النجف هادئ وان ما اشيع عن تهديدات للمراجع ليس دقيقاً، ودعا الشعب العراقي الى بدء العمل لمواجهة الأميركيين.
اما على صعيد عودة السيد جعفر (نجل الشهيد السيد محمد باقر الصدر والموجود حالياً في قم) الى النجف فقد رحب انصار السيد مقتدى الصدر بذلك وأكدوا استعدادهم للتعاون معه ومع كل القوى الاسلامية العراقية.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.