8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

غاب عنها اليمين الجمهوري الحاكم

مائة ألف فرنسي تظاهروا في باريس احتجاجاً على الحرب الأميركية ضد العراق تلبية لدعوة من 100 جمعية ونقابة وحزب يساري. وقد أمضى المتظاهرون ساعات عدة لقطع المسافة بين ساحة الجمهورية وساحة الأمة، وذلك في جو ربيعي. وتقدم التظاهرة قادة الأحزاب اليسارية، وأبرزهم فرنسوا هولند الأمين العام للحزب الاشتراكي.
وكان الشعار الرئيس للتظاهرة الذي حمله ملصق بالأبيض والأسود "لا للحرب على العراق، العدالة والسلام في الشرق الأوسط". كما وضع المتظاهرون مربعات صغيرة بالأصفر تدين الحرب، وأطلقت شعارات جديدة منها: "صدام مجرم قديم. جورج بوش انضم إليه الآن"، "بالأمس أفغانستان واليوم العراق، وعلى مَنْ الدور غداً"، "الامبريالية الأميركية ارفع يدك عن الشرق الأوسط".
وقد وصف إعلاميون وسياسيون هذه الشعارات الحديثة بأنها نتاج طبيعي لإدراك الفرنسيين العميق لأبعاد هذه الحرب وأن هدفها المعلن وهو إسقاط صدام حسين ليس سوى الشجرة التي تخفي غابة الطموحات الأميركية بالهيمنة على العالم انطلاقاً من الشرق الأوسط لعقود طويلة. كذلك فإن الجانب الآخر لهذه الشعارات يعني أن الفرنسيين ليسوا على تناقض مع الرئيس جاك شيراك وحكومته، ولذلك اكتفى قادة اليسار بالتأكيد على استمرارية المواقف الفرنسية من السياسة الأميركية، والحرب على العراق.
واللافت في هذه الاحتجاجات غياب قادة اليمين الجمهوري الحاكم وخصوصاً حزب الأغلبية الرئاسية. ويقول الخبراء إن هذا الغياب يعود إلى القلق من أن يتحول الموقف المعارض للحرب على العراق إلى خلاف عميق وحاد وطويل مع الولايات المتحدة، مما قد يؤدي إلى تغذية مناخ معادٍ لأميركا والأميركيين. ولذلك يركز قادة اليمين الوسط على أن ثمة حلفاً يربط بين باريس وواشنطن، وأن الخلافات الحالية مرتبطة بالحرب ضد العراق، ولن تكون دائمة.
وخلافاً لما جرى خلال حرب "عاصفة الصحراء" حيث كانت لفرنسا قوات تشارك في الحرب، فإن وسائل الإعلام الفرنسية المرئية والمسموعة والمقروءة تركز كثيراً في عرضها على معاناة المدنيين العراقيين من هذه الحرب، مما يشحذ مشاعر الفرنسيين ويعمق تضامنهم مع العراق. كما تشدد هذه الوسائل على تناقض المعلومات التي تبثها السلطات العسكرية الأميركية، وأن مقاومة عراقية غير متوقعة تبرز في المواجهات العسكرية، ولذلك فإن إمكانية إطالة النزاع أصبحت متوقعة، كما أن مختلف أجهزة الإعلام المرئية ركزت أمس وكررت عرض صورة الأب الأميركي الأسود الذي كان يحمل صورة ابنه الذي قتل في العراق ويقول: "الرئيس بوش لقد قتلت ابني الوحيد".

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00