علمت "المستقبل" من مصادر مطلعة أن الوساطات مع الرئيس العراقي صدام حسين للعثور على حل سياسي يؤدي الى خروجه من السلطة ووقف الأميركيين الحرب، قد أرجئت حالياً.
وقالت المصادر ان تأجيل الوساطات تقرر في ضوء معارك جنوب العراق التي فرضت متغيرات تؤثر في مسار التحركات السياسية حول العراق على الرغم من أن أطرافاً عدة دخلت على الخط وحققت نتائج مقبولة، سواء تلك التي قام بها المبعوث الروسي يفغيني بريماكوف أو تلك التي كشفتها "المستقبل" ويقوم بها مسؤول عربي سابق يعمل في حقل المحاماة حالياً، الى جانب رجل أعمال مصري سبق له أن موّل حملة شعبية لدعم العراق.
ويرى مصدر مطلع ان الرئيس العراقي الذي وجد في معارك الناصرية والفاو وكربلاء تطوراً يؤكد أن الحرب لم تعد محصورة ضد نظامه بل تحولت حربا عراقية يتقدم طليعتها شيعة العراق، وكل ذلك يقود حكماً الى وقف البحث في الحل السياسي في الوقت الحالي بانتظار معركة الحسم في بغداد التي ستؤدي كما يتوقع صدام الى كسر صورة الولايات المتحدة على الصعيد الدولي بسبب الخسائر المدنية العراقية من جهة، واهتزاز وضع الرئيس جورج بوش وادارته كلما لحقت بقواته خسائر بشرية، وهنا يمكن التفاوض على حل سياسي من مواقع قوة مختلفة وبشروط سياسية مغايرة.
وتقول مصادر سياسية فرنسية مطلعة جداً ان الرئيس جاك شيراك الذي ربح معركة المواجهة في مجلس الأمن، يعدّ أوراقه للقمم الثلاث القادمة وهي القمة الفرنسية البلجيكية ـ الالمانية، ومن ثم قمة الثماني الكبار، والقمة الأوروبية الاستثنائية، ولذلك لن يطالب حالياً بوقف الحرب فوراً في مجلس الأمن.
وتعيد المصادر اياها هذا الموقف الفرنسي إلى كون شيراك الذي واجه اتهامات بريطانية وأميركية بأنه يحمي صدام حسين، لا يريد ان يصبّ الماء في طاحونتهم،وانه من الأفضل حالياً قبل العمل على أي حل سياسي ترك "الثمرة" تنضج. والثمرة حسب هذه المصادر هي اقتناع الرئيس العراقي بأنه يجب أن يترك السلطة لأنه لا مجال لبقائه فيها، خصوصاً أن الولايات المتحدة لن تهزم ولن تسمح لنفسها بأن تهزم ولو اضطرت إلى تجاوز خطوط حمر في حربها. أما من جهة واشنطن، فإنها يجب ان تقتنع هي ايضا ان الحل العسكري حتى النهاية مكلف جداً على جميع الصعد.
وتضيف المصادر الفرنسية عينها ان شيراك يريد هذه المرة ان يرى مبادرة عربية حقيقية وعلنية تطالب بوقف النار واستعداد العرب لتوفير مقر اقامة آمن ومقبول للرئيس صدام حسين. ومتى توافرت مثل هذه المبادرة فإن باريس مستعدة عندئذ للبناء عليها وتحويلها مشروعا سياسيا دوليا تكون موسكو التي لا تزال علاقاتها مستمرة مع بغداد، الضلع الثالث من "ترويكا" مشكلة من فرنسا والمانيا من جهة، وروسيا من جهة ثانية، والدول العربية المبادرة من جهة ثالثة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.