انتهت محنة الزميل محمد صالح الذي استقبل في منزله في مجدليون بزفة وعرس وفرح غمر عائلته وزملاءه واصدقاءه ومحبيه وخاطبهم فور وصوله قائلا " اشتقت اليكم.. اشتقت لبيتي"..
انتهت محنة الزميل صالح لكن اثر تلك المحنة في نفسه لم ينته.. لأن ما أصابه ليس جرحا ظاهرا يمكن ان يداوى بعلاج معين.. ولا هو خطأ عابر صادر عن شخص أو مجموعة اشخاص انتهى اثره في لحظته او يمكن طي صفحته باعتذار .. لكنه خطأ فادح من دولة تحترم نفسها كما تحترم حقوق الإنسان وحريته دولة صدرت الحضارة والفلاسفة والعلماء والمفكرين عبر العصور. فأحدث هذا الخطأ جرحا عميقا في نفس ابو طارق ناجم عن شعور كبير بالظلم !
وضع ابو طارق دون ذنب في موقع تحمل وزر اسمه الذي يحمله شخص آخر مرتكب ، واحتجز وهو في غربة بعيداً عن وطنه ومدينته وبلدته واهله.. فكان الظلم له مضاعفا ، وكانت غربته غربتين .
واصعب امر على الانسان ان تحتجز حريته حتى لو كان داخل وطنه فكيف اذا كان في ارض وبلد آخرين ومهما كانت ظروف الاحتجاز لائقة او مراعية لوضع انساني او صحي يعانيه .الا ان لحجز الحرية ولو كان ليوم واحد بل ولو لساعة اثره السلبي في النفس الذي يبقى ملازما لها حتى بعد تحرر الجسد وهو ما عبر عنه ابو طارق في المطار.
حين قال "لم أوقع على أي تعهد بأنني لن أطالب بأي حق. والسلطات اليونانية اعتذرت مني ، ولكن على ماذا اعتذروا، على الايام التي لم أكن اعرف اين أمضيتها وفي اي مكان وتحت اي ظروف. فأنا لمدة خمسة أيام لم اكن اعرف الليل من النهار ولا اعرف ماذا آكل. كنت في ارض غريبة، ذهبت لاقوم برحلة سياحية وحدث ما حدث".
واضاف "بالنسبة لقصة الاعتذار، قلت لهم مقبول. ولكن على ماذا ستعتذرون، وما حدث معي في اي خانة يوضع. فهل كنت سجينا سياسيا، ام سجين لجوء، أم سجين حرية. وهل يوجد خانة لتعريف السجناء، اسمها تشابه اسماء وخصوصا في هذا العصر، حيث سهولة الحصول على المعلومات. نحن نتحدث عن اليونان عن بلد الحضارة، فكيف يحصل معي ذلك".
وتابع صالح: "ما اتهمت به لا تقوى عليه الجبال ولا يقدر على تحمله اي بشري، لقد وجهت إلي اتهامات منها القتل في بلد لم ازره في حياتي وباتهامات لا علم ولا شأني لي بها. فأنا صحافي عملت لمدة اربعين عاما في جريدة "السفير" وجميع المسؤولين في الجريدة يعرفون أني لم أتغيب يوما عن عملي، وقد اتهمت بارتكابي أفعالا لا علم لي بها اثناء عملي".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.