قدمت قمة الأمم المتحدة الخاصة بالمناخ قبل يومين مشهدا انقلابيا للطقس الآتي على الأرض في العقود المقبلة الى حدود الاعتقاد: "إذا شفت وجه الأرض بعد كم سنة ما رح تعرفوا"، ذلك أن تلوث الغلاف الجوي بالكربون وارتفاع درجة حرارة الارض، مصحوباً بـ"تسونامي" البحار والمحيطات وانفجار البراكين في جزيرة العرب وفي غيرها من الأماكن الخامدة، يمكن أن يحول الأخضر الى يابس والمناطق القطبية الى صحراوية، كأن تغدو المملكة العربية السعودية واحات خضراء ومكانا لتساقط الثلوج والأمطار، في حين تجف أوروبا حتى آخر قطرة الأمر الذي يدفع الى موجات نزوح جديدة وأوطان تتشكل وفق استراتيجية مناخ الارض بعيدا عن الغزوات والحروب وموازين القوى العسكرية والاقتصادية.
وتحسباً لإعادة صياغة وجه الارض وفق ما تقتضية الظروف والمتغيرات المناخية، أبدت 70 دولة التزامها بخفض الانبعاثات الى الصفر في العام 2050 ، مع تعهد 12 دولة بالتزامات مالية لصندوق المناخ الاخضر لمساعدة الدول النامية، إضافة الى حث الصين والولايات المتحدة والهند وروسيا واليابان على ضرورة التخلص من ملوثات الكربون، مع وعد من الاتحاد الاوروبي بأن تكون الميزانية المقبلة لمعالجة تغير المناخ أكبر بنسبة 25 في المئة.
وتأتي ضمن الايجابيات التي حملتها القمة، مجموعة التزامات بينها واحدة من قبل الدولة الفرنسية لجهة التعهد بعدم اجراء اتفاقيات مع دول لا تلتزم باتفاق باريس للمناخ. إضافة الى تكفل باكستان بزراعة 10 مليارات شجرة على مدى السنوات الخمس المقبلة، وإعلان الصين بخفض انبعاثاتها الملوثة بحدود 12 مليار طن سنويا، وكذلك الاعلان عن انضمام عدد من رجال الاعمال الى الاقتصاد الاخضر..
وبحصيلة الهرج المناخي الحاصل، والذي يتوقع أن يسود في الارض ضاربا بعرض الحائط قرارات القمم والالتزامات في زمن لا زالت تتحكم به المصالح الاقتصادية والمنافسة الصناعية، غير معلوم على أي رقعة مناخية يرسو لبنان القابل أن يبتلعه البحر الابيض المتوسط بـ"لقمة" أو أن يغدو جزيرة في عالم "الحريق" و"الغريق" ، علما أن التوقعات العلمية ترجح ارتفاع حرارة الارض خلال السنوات الخمس المقبلة بما يتراوح بين 21 و31 درجة مئوية على الأقل.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.