كم أسهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري في مناصرة حقوق المرأة في لبنان؟
وما الدعم الذي قدمه الى الحركة النسائية؟ وأسئلة أخرى طرحتها "المستقبل" على مجموعة من السيدات الناشطات في العمل الاجتماعي النسائي في لبنان لمناسبة يوم المرأة العالمي سلطت خلاله الضوء على إسهام الرئيس الشهيد رفيق الحريري لدعم المرأة اللبنانية.
دوغان
عضو الهيئة العامة للمجلس النسائي رئيسته السابقة، رئيسة رابطة المرأة العاملة في لبنان المحامية إقبال دوغان، تحدثت عن دعم الرئيس الشهيد للمرأة في لبنان من خلال عملها بالمجلس النسائي فقالت:
"قدم الرئيس الحريري الكثير للمرأة عموماً وللمجلس النسائي خصوصاً". وروت دوغان ظروف معرفتها بالرئيس الشهيد، فقالت: "كان زميلي على مقاعد الجامعة ونشأنا سوياً نشأة قومية عربية، لذلك كان من أبرز المؤمنين في مساواة المرأة العربية وحقوقها، وعلى الرغم من سفره الى المملكة العربية السعودية، ثم عودته وانشغاله برئاسة الوزراء في لبنان، لم تتغير مبادئ الرئيس الحريري في حماسته للعروبة، وبقي القومي العربي المؤمن".
وعن إسهامه في دعم المرأة قالت دوغان: "كان من أوائل الداعمين للمؤتمر العربي الدولي من أجل الحصة النسبية الذي عقد في العام 1998. يومئذ قلد الرئيس الحريري، رئيسة المجلس ليندا مطر وساماً.
وفي العام 2003 عام يوبيل المجلس النسائي اللبناني الذهبي، كان الحريري حاضراً ومتأهباً كعادته، ولمجرد كلمة قلتها له ذات مرة في لقاء عائلي شجعني على عقد مؤتمر عنوانه "اندماج المرأة بالعمل السياسي والعمل العام". وتضيف دوغان: "عقد المؤتمر برعاية الرئيس الحريري المعنوية والمادية. وأسفر عن عقد اتصال من أجل تبني القوى السياسية اللبنانية كافة مسألة دخول المرأة في لبنان معترك العمل السياسي بالحصة النسبية".
وأشارت دوغان الى الكلمة التي ألقاها الرئيس الشهيد في افتتاح ذلك المؤتمر وتعهد فيها أمام الجميع ألا تكون وزارة جديدة في لبنان إلا تشارك فيها أكثر من امرأة".
ونوهت دوغان بالدور الذي لعبه الرئيس الشهيد في الانتخابات البلدية في بيروت، ولفتت الى أنه كان ينوي إشراك أكثر من سيدة في مجلس بيروت البلدي، لكنه اكتفى بواحدة، بعدما ضغط عليه البعض.
وتشير دوغان الى آخر حديث جمعها بالرئيس الشهيد، وكان موضوعه الحصة النسبية، فتقول: "التقيته قبل وفاته بخمسة أيام حين كانت تبحث قضية الحصة النسبية في وزارة الداخلية، وأخذت برأيه الذي كان مؤيداً لمسألة الحصة النسبية. ولفتت الى أن الرئيس الحريري كان يرى في هذا المجال أن يكون عدد النساء اللواتي سيدخلن مجلس النواب نسبة من المئة والثمانية والعشرين نائباً. لا من خارج المجلس وأوضحت دوغان أنها بصفتها رئيس رابطة المرأة العاملة ومسؤولة في تجمع حركة حقوق الأسرة في لبنان طرحت على الرئيس قبل استشهاده مشروعاً لتغيير سن حضانة الأم المطلقة فيصبح حقها الاحتفاظ بالصبي الى سن 13 سنة، وبالفتاة حتى الخامسة عشرة.
ولفتت دوغان الى الترحيب المميز الذي حظيت به حيال هذا المشروع لدى الرئيس، الذي قال لها مشجعاً يومئذ: "سيروا في المشروع وأنا الى جانبكم".
صفية جبر
وقالت رئيسة الجمعيات النسائية البيروتية صفية جبر في هذا الشأن: "نحن الجمعيات البيروتية فقدنا سندنا الوحيد الذي كنا نعتمد عليه بعد الله. كان رجلاً ولا كل الرجال وخسارته لا تعوض أبداً.
وأكدت جبر التي ترأس جمعية، تضم عشر جمعيات نسائية بيروتية تمثل كل الأحياء البيروتية وتهتم بالمسائل التربوية الطبية والاجتماعية لدى العائلات البيروتية أن تمويل الجمعية ودعمها كان معظمه من جمع المساعدات، لكن أبرزه كان من الرئيس الشهيد.
وأضافت جبر: "كان الرئيس الحريري يهتم كثيراً بشؤون المرأة البيروتية على نحو خاص، واللبنانية على نحو عام".
ولفتت الى رأيه في مسألة إدخال المرأة في المجلس البلدي، فقالت: "كان مؤيداً بقوة، لا بل كان ينوي إدخال أكثر من سيدة الى كل المجالس البلدية، لكنه لم يتمكن في الدورة الماضية من ذلك.
وتشير جبر الى أن الرئيس الحريري دعم المجلس النسائي مادياً لأكثر من مرة، وتلفت الى إسهامه الخير في هذا المجال، وتذكر مبلغ 50 ألف دولار أميركي وهبها للاحتفال باليوبيل الذهبي قبل عامين للمجلس النسائي. ونوهت بإسهام مالي مماثل، غير مرة، من الرئيس الشهيد، من أجل رفع معنويات المرأة في لبنان.
ونوهت جبر أيضاً بالأعمال الخيرية والاجتماعية التي كانت تقوم بها عقيلته السيدة نازك في كل عام في شهر رمضان، تجاه اليتامى الذين كانت تكفل رعايتهم. وأكدت أن مكتب الرئيس الشهيد كان دوماً على اتصال بها بإيعاز مباشر من الرئيس الحريري، للاطمئنان على الأوضاع العامة. من أجل دعمها وقت الحاجة.
نجوى رمضان
وقالت رئيسة الدائرة النسائية في صندوق الزكاة، ونائبة رئيس رابطة الجمعيات الخيرية الإسلامية في بيروت، نجوى رمضان عن إسهام الرئيس الشهيد في مساندة المرأة في لبنان: "قدم الرئيس الحريري العديد من المشاريع للمرأة في لبنان، وعمل طول حياته لتوحيد الأمة".
وتضيف رمضان: "ما من مرة قابلته وطلبت منه أمراً وبخصوص دعم النساء إلا لبى بسرعة. كان الحريري يمتلك رؤية مميزة بمعرفة الناس". أما فيما يتعلق بشؤون المرأة فتوضح رمضان: "كان معروفاً بمدى تعلقه بوالدته الحاجة هند رحمها الله، ومؤمناً بتربية المرأة والأم في آن معاً. لذلك كان يقول: على المرأة أن تتعلم وتتثقف قبل أن تصبح أماً، نظراً لدورها الفعال في إعداد أجيال المستقبل".
وتضيف: "كان الحريري يهتم كثيراً بشؤون النسوة الأرامل اللواتي فقدن أزواجهن في الحرب. وكان يهتم أيضاً بالفتاة وبتعليمها وهذا ما بدا واضحاً في مسيرة تعليمه للأجيال و35 ألف طالب معظمهم من الفتيات بإسهام مؤسسة الحريري".
وتشير رمضان الى الهم التربوي الذي كان يدفع الحريري الى إنشاء المدارس في بيروت خصوصاً ولبنان عموماً. وتؤكد أن الرئيس الحريري كان حريصاً على أن ينشئ 23 مدرسة في بيروت للفتيات وللفتيان.
وتؤكد متحسرة فقدان الرجل السند الذي كان يحمي الرجل والمرأة في لبنان على السواء.
وتختم قائلة: "سنفتقده نحن النساء، ولكن نعده بالبقاء على مسيرته وخطاه".
وتعلن أن يوم المرأة العالمي تحول في لبنان الى فرصة لرفع راية المطالبة بالكشف عن الحقيقة والمطالبة بها من أجل التغيير.
شعراني
تسجّل الدكتورة أمان كبارة شعراني رئيسة اللجنة الأهلية لمتابعة قضايا المرأة حزن اللجنة العميق للخسارة الوطنية الكبيرة التي لم تصب المؤسسات فقط وإنما الوطن كله الذي كان للرئيس الشهيد الفضل في تطويره.
وتشير كبارة الى أن اللجنة منذ تأسيسها في العام 1996 تلقت الدعم من مؤسسة الحريري ومن الرئيس نفسه، الذي لمسنا منذ ذلك الوقت اهتمامه بحقوق المرأة وقضاياها.
وتقول: "كان يتذكّرنا دوماً، لدى احتفالنا بيوم المرأة العالمي، حين كان يشملنا برعايته حيناً، أو حين يصرّ على وجود من يمثّله من الوزراء حيناً آخر".
وترى كبارة أن الرئيس الحريري كان يسعى دوماً لتنشيط دور المرأة في البلديات أو في مجلس النواب وأنه أول من بادر الى إدخال المرأة على لوائحه الانتخابية.
وتضيف كبارة أن الرئيس الشهيد ظل حتى آخر يوم في حياته مناصراً للمرأة بكل الوسائل الممكنة. ففي آخر يوم، حين استشهد، كانت ثمة لجنة من الحركة النسائية تتداول مع الرئيس ومع بعض الوزراء في شأن دعم الحصة النسبية النسائية ضمن عدد النواب في المجلس.
وتختم كبارة بالقول: "ألمنا شديد جداً لفقدانه، ولم يبق عندنا إلا الرحمة وحافز داخلي لن يموت، لمعرفة من قتل الرئيس الحريري. ونحن المؤسسة في المجتمع المدني، نحمّل رؤساء الأجهزة الأمنية مسؤولية ما حدث ونلحّ على الدولة لإقصاء هؤلاء قبل التحقيق.
مطر
وتشير رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية ليندا مطر الى الدعم الذي لقيته مؤسسات المجتمع المدني عموماً والحركة النسائية في لبنان، خصوصاً عند الرئيس الحريري، واستعداده التام لدعم المرأة حتى تشارك القرار السياسي.
وتقول مطر إنها التقت الرئيس الشهيد مرات حين كانت ترأس المجلس النسائي اللبناني إلى موائد الإفطار الرمضانية.
وتقول "كان لي شرف أن أكون إلى مائدته في إحدى تلك الموائد. ولمست من كثب استعداده التام لدعم المرأة ودعم مشاركتها في العمل السياسي. حتى إنه كان يقول إنه مستعد لإشراك المرأة لا في مجلس النواب فقط بل في الوزارة أيضاً".
وتضيف: "لم يقتصر هذا على خطبه في المؤتمرات التي تعقدها الحركات النسائية وإنما قال ذلك في كل خطبه عموماً، إذ كان يشير الى هذا الأمر".
وتتذكر مطر كيف أن الرئيس الشهيد حين كان يحادث مؤسسات المجتمع المدني في شأن الوضع الاجتماعي والاقتصادي في البلد، لم يكن يتردد في دعم المرأة وقضاياها.
وتضيف ايضا: "كان الرئيس الحريري، على استعداد دائم لمساعدتنا في إنجاح المؤتمرات التي تعقدها الحركة النسائية على نفقته الخاصة".
وتختم مطر بالقول: "نستنكر وندين الجريمة التي طالت كل الوطن، ولا يهمنا اليوم سوى معرفة من قتل الرئيس الحريري".
شرف الدين
وتقول الدكتورة فهمية شرف الدين، ذات الباع الطويل في مجال مناصرة حقوق المرأة وحقوق الإنسان، وهي مسؤولة في اللجنة الأهلية لمتابعة قضايا المرأة، إن الرئيس الشهيد أتاح الفرصة وأسهم في إنشاء اللجنة الوطنية لشؤون المرأة.
وتشير شرف الدين الى أن المؤتمرات الدولية التي تناولت قضايا المرأة من كوبنهاغن الى بيجنغ، والتي عُقدت قبل مجيء الرئيس الحريري الى الحكم، كان التمثيل فيها اعتباطاً، وعلى نحو غير منتظم وبلا وزن على الصعيد السياسي أو على صعيد المجتمع المدني. لكن لمسنا الفرق بعد ترؤس الرئيس الشهيد الحكومات السابقة، إذ كان يدعم المجتمع المدني بكل أطرافه، وكان يشجع النهوض بالمرأة".
ويتذكر شرف الدين: "حين ذهبت الهيئات النسائية التي ألفت في العام 1994 لجنة أهلية من النقابات والجمعيات، لزيارة الرئيس الحريري، تطلب منه إنشاء اللجنة الوطنية من أجل المشاركة في مؤتمر بيجنغ لمسنا من الرئيس الحريري آنذاك دعماً ومساندة لنا، وجعلنا نشعر نحن والسيدة المرحومة لور مغيزل والدكتورة أمان شعراني بدعمه الكبير لمناصرة قضايا المرأة. حتى إنه تحدث في ذلك اليوم عن نضال شقيقته السيدة بهية وأمه وزوجته".
وتضيف أن الرئيس الشهيد هو أول من سعى الى إنشاء الهيئة الوطنية من أجل المرأة، لإيمانه بضرورة دور المجتمع المدني. وكان له الفضل أن تنشأ تلك الهيئة مناصفة بين المجتمع المدني والحكومة. وتقول: "ولا ننسَ أنه في حكومته الثالثة، زاد عدد النساء بين المديرين العامين في الإدارة. من مديرة واحدة، الى ست مديرات ولطالما سعى من أجل ترقية النساء وتقدمهن".
وتختم شرف الدين بالقول: "نحن النساء وكل الوطن، فقدنا نصيراً وداعماً كبيراً لنا، هو رفيق الحريري".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.