عبارة وحيدة أدلى بها مرافق القاضية غادة عون اثناء محاكمته امام المحكمة العسكرية امس، في معرض دفاعه عن نفسه في احدى الملفات الاربعة الملاحق بها المتعلقة بتهمة"إلتماسه أجر غير واجب للتأثير في مسلك السلطة القضائية"، كانت كافية لتشير الى اي مدى وصل"نفوذه" في"عدلية بعبدا" حين قال مدافعا عن احد الموظفين بعد اتهامه له بالتحقيق الاولي بقبض مبالغ مالية منه مقابل "ملفات قضائية":"مش مضطر أعطي مصاري لموظف عند المدعي العام وانا اساساً عند المدعي العام"، لكنه ينفي ان يكون قد إلتمس اي أجر انما كان بمثابة مجرد "ناقل اموال" لمحامين في"عدلية بعبدا" من اصحاب العلاقة.
المرافق وهو برتبة معاون في جهاز امن الدولة، كان فعلا "معاون"القاضية عون، بموجب قرار اصدرته الاخيرة كلفت بموجبه مرافقها إستلام محاضر الموقوفين من الموظف حسين ض. لإدخالها اليها وإعادتها الى الموظف بعد اتخاذ قرار بشأن تلك المحاضر، وهذا ما كشف عنه الموظف نفسه امام المحكمة الذي نفى ان يكون قد استلم من المرافق حميد خ. اي مبالغ مالية لتمرير ملفات.
لكن إتصالا هاتفيا يتيما بين الرجلين، الموظف والمرافق، أثار الشبهة حول الاول، حين سأله الاخير في ذلك الاتصال عن ملف الان ش. واعلمه الموظف انه لا يزال عند"الريسة"، لكن رسالة دوللي ر. للمرافق على هاتفه وفيها:"بليز خلصلنا القصة فوق لو شو ما صار وما تعتل همّ، المهم يطلع دغري"، وكانت تقصد فيها شقيقها الملاحق، أثارت الشبهة حول المرافق وبالتالي الكشف عن تواصله ايضا مع جوزف س. "السمسار القضائي".
في هذه القضية انهت المحكمة استجواب المدعى عليهم الاربعة، فالى المرافق والموظف، استجوبت المحكمة المدعى عليهما دوللي ر. وألان ش. والاخير شقيق موقوف دخل السمسار القضائي على خط"الوساطة" لدى المرافق لاطلاق سراحه مقابل اربعة آلاف دولار، ليرفع بعد ذلك رئيس المحكمة العميد الركن حسين عبدالله الجلسة الى 22 تشرين الاول الجاري للمرافعة والحكم.
تحدث المرافق في استجوابه عن ضغوط تعرض لها في مرحلة التحقيق الاولي الذي طال ايضا قضاة"وقصص اكبر بكتير" كما قال، لكنه تراجع عن اعترافاته لينفي دفعه مبلغ 300 الف ليرة للموظف "وضعها في درج مكتب الاخير"، ومبلغ 500 دولار مرسلة من السمسار القضائي ج.س.
وروى المرافق انه كان في منزل اصدقائه المقرّبين جدا عندما طلب منه كمال ر. ايصال مبلغ خمسة ملايين ليرة لمحامي شقيق الاخير الموقوف بداعي سفر كمال. وبالفعل وافق المرافق من باب الصداقة التي تجمعه بهذه العائلة، ولدى تسليمه المبلغ للمحامي في"عدلية بعبدا" تبين انه ينقص 300 الف ليرة، وان دوللي ر. شقيقة كمال ر. ارسلت له رسالة وعاتبته على ذلك "وقالت لي ممازحة انها ستأخذ المبلغ الناقص من زوجتي".
هذه الرواية جاءت مناقضة لاعترافات المرافق في التحقيق الاولي التي اكد فيها انه عندما عاتبته دوللي طالبة منه استرجاع المبلغ ابلغها انه وضعه في جارور الموظف حسين ض. ولا يستطيع استعادته كون الامر سيخلق مشاكل بينه وبين الموظف المذكور. وزعم المرافق انه اعترف بذلك تحت الضغط طالبا من المحكمة الحصول على الكاميرات التي كانت موجودة في مكان التحقيق معه. ولكن رسالة دوللي تؤكد اعطاءك المبلغ للموظف – سأله رئيس المحكمة_ فأجاب:"كانت تمزح مني لاعادة المبلغ لانها كانت مكسورة على اجار منزلها".
وعن الرسالة التي طلب فيها دوللي منه "خلّصلنا القصة فوق"، قال المرافق انها كانت تقصد بذلك قصة المحامي وكيل شقيقها والمبلغ الناقص.
وحول اعترافه الاولي بتسليم الموظف 500 دولار في قضية ألان ش. ارسلها له جوزف س. مع المدعو ايلي ص. اكد المرافق بانه في التحقيق قالوا له انه تسلم المبلغ في المصعد ولم يحصل ذلك ويومها غادر مع القاضية المكتب ولم يكن ايلي قد وصل ولم يستلم منه المال، مؤكدا في الوقت نفسه ان جوزف س. اتصل به وطلب منه ان يسلم المبلغ الذي ارسله مع ايلي الى محام في"عدلية بعبدا".
اما الموظف حسين ض. فنفى بدوره قبضه اي مبلغ مالي من المرافق موضحا بانه يستلم محاضر الموقوفين ويرسلهم الى المدعي العام بواسطة مرافقها بناء على قرار منها، مؤكدا ان موضوع باسكال ر. شقيق دوللي وكمال يتعلق بتنفيذ خلاصة حكم وهذا الامر ليس بحاجة الى مراجعة منه، وجاء جوابه على سؤال حميد خ. له عن ملف الان ش. كون الاخير مرافق القاضية "وانا كنت اتلقى الاوامر منها بواسطة مرافقها". ونفى ان يكون قد عاد مرة الى مكتب بعد الدوام الرسمي .
وافادت دوللي ر. ان شقيقها كمال هو الذي سلم المبلغ الى حميد وليس هي وعندما راجعت الاخير بخصوص فقدان 300 الف ليرة من المبلغ كانت تمزح"لانو ربعنا هيك بيحكي".
اما ألان ش. فأكد عدم معرفته بالمرافق وعلمت ان ايلي ص. احتال على اخي الموقوف بدعوى رشوة واعطاه اربعة آلاف دولار .
وفي ردهم على اسئلة ممثل النيابة العامة القاضي هاني حلمي الحجار حول المبرر لارسال المال بهذه السرعة الى محام وهو وكيل العائلة منذ سبع سنوات، ردت دوللي بان شقيقها ارسل المال للمحامي مع حميد لانه كان سيسافر في الليلة نفسها.وتوجه الى حميد خ. سائلا:" هل ان عمل مرافق قاض هو استلام اموال ونقلها، فرد:"جماعة وقعو بمصيبة وانا اردت مساعدتهم وانا اخطأت ولا انكر ذلك". وعاد القاضي الحجار ليسأل المرافق:"اذا كان هؤلاء اصدقاؤك واردت مساعدتهم فماذا عن جوزف س. فأجاب:"انا كنت مرافقا لاحد القضاة وجوزف قريبه. وعن مراسلة بينه وبين جوزف يفيد فيها الاخير انه سيرسل له مبلغ الفي دولار للعمل على اخلاء سبيل الان ش. قال المرافق:"هناك افادة اخرى لجوزف تحدث فيها عكس ذلك".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.