في خطوة ترسم مشهد ما بعد تعثر التأليف، تتجه الهيئات الاقتصادية لعقد لقاءات مصغرة مع مختلف المسؤولين في لبنان لا سيما رؤساء الكتل النيابية لحثهم على ضرورة الاسراع في اقرار البيان الوزاري ونيل الحكومة الثقة في مجلس النواب.
وقال رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير ان عدم نيل الحكومة الثقة يعطي دلالة واضحة على ان النيات سيئة، وان هناك قرارا خارجيا بحصول فراغ رئاسي في لبنان، لافتا الى ان رئيس الحكومة تمام سلام عبر خلال لقائه وفد الهيئات الاقتصادية عن تفاؤله بنيل الثقة، لأن برأيه ان الفريقين السياسيين اللذين تنازلا لتشكيل الحكومة سيقومان بتنازلات اخرى لاقرار البيان الوزاري.
وإذ لفت الى الخسائر الكبيرة التي تكبدها قطاع المؤتمرات والمعارض خلال السنتين الماضيتين عبر الغاء معظم المعارض والمؤتمرات، وغياب سياحة المؤتمرات والمعارض، اعتبر ان عقد ملتقى لبنان الاقتصادي سيعطي الأمل للقطاع الخاص اللبناني خصوصا اذا كان هناك حضورا عربيا وخليجيا، الذي يدل على ان لبنان لم ينتس.
وقال شقير لـالمستقبل القطاع الخاص لن يألو جهدا للقيام بكل ما يلزم للنهوض بالاقتصاد الوطني، وهذا الملتقى الذي ينظم في ظل هذه الظروف البالغة الصعوبة يؤكد اننا سنستمر ولبنان سيستمر والاقتصاد سينتعش.
وعن تأخر انجاز البيان الوزاري، قال اليوم الجميع يعرف ان عدم اعطاء الثقة يعني ان هناك مخططا لتعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية، وإذا نالت الحكومة الثقة سيتفاءل الناس بحصول الانتخابات.
وشدد على اننا نمر اليوم في اصعب ايامنا اقتصاديا، ففي 2013 حذرنا كهيئات اقتصادية مرارا وتكرارا من هذا الموضوع، والذي شهدناه في الشهرين الاولين من هذا العام لا يبشر بالخير، فهما الاسوأ اقتصاديا على الاطلاق، وإذا استمرينا هكذا فالجميع في مركب واحد وسيندمون وقت لا ينفع الندم.
واضاف لا اعتقد ان اي فريق سياسي يتمنى ان يحكم بلداً مفلساً وشعباً جائعاً، فالمشاكل الاقتصادية تزيد، والجريمة تزيد، والبطالة على ارتفاع، نحن فعلا في وضع خطر جدا، واتمنى ان يعي الجميع دقة الوضع ويتحملون مسؤولياتهم.
ولفت الىيان الهيئات تتحدث مع كل الافرقاء، وتشرح لهم مدى خطورة الوضع الاقتصادي والاجتماعي، الذي يعرفنوه جيدا. نحن نعمل ما يقع على عاتقنا، وضمن حدود قدرتنا وطاقتنا، ونضغط ونحذر، فأكثر من ذلك ماذا يمكن ان تفعل الهيئات؟.
وأكد شقير ان دور الهيئات ايجابي على دوام وهي ستقوم بكل ما عليها في حال نيل الحكومة الثقة لاعادة تنشيط الدورة الاقتصادية واعادة المستثمرين والسياح الى لبنان، وقال لكن في كل الاحوال الهيئات لا تعرف ان تقوم بأي امر سلبي ان كان احراق دواليب او اقفال طرقات، لذلك اتمنى ان يكون هناك وعي لدى الجميع لاننا فعلا في خطر.
وعن اجواء اللقاء مع رئيس الحكومة، قال الرئيس سلام متفائل ان هذه الحكومة ستأخذ الثقة، ولديه الامل والصبر ولديه الحكمة، والهيئات ابلغته وقوفها الى جانبه. اضاف رغم الحذر السائد، فانه برأيه ان الفريقين السياسيين اللذين تنازلا لتشكيل الحكومة سيتنازلان لاقرار البيان الوزاري.
واعتبر شقير ان اهمية هذه الحكومة ونيلها الثقة، هي في اعطاء دلالة واضحة على اجراء انتخابات رئاسة الجمهورية، فإذا لم تأخذ الثقة هذا يعني ان النوايا سيئة، وان هناك قرارا خارجيا بحصول فراغ رئاسي في لبنان.
وعن موقف الهيئات الاقتصادية من الوضع المستجد، لفت شقير الى ان الهيئات قررت في اجتماعها الاخير عقد اجتماعات مصغرة مع رؤساء الكتل النيابية لحثهم على ضرورة اعطاء الحكومة الثقة للحفاظ على ما تبقى لنا من اقتصاد في البلد، ورغم ذلك يتمسك شقير بالتفاؤل، وعدم فقدان الامل من جديد بامكانية نهوض لبنان.
وبالنسبة لعقد ملتقى الاقتصاد اللبناني، قال خلال السنتين الماضيتين تم الغاء معظم المؤتمرات والمعارض، فبالاضافة لأهميتها الاقتصادية والتي تعبر أفضل تعبير عن دور لبنان في المنطقة والعالم، نحن نعرف قيمة سياحة المؤتمرات والمعارض، لكن هذا الملتقى سيعطي الامل للقطاع الخاص اللبناني خصوصا اذا كان هناك حضور عربي وخليجي، الذي يدل على ان لبنان لم ينتس.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.