بات مؤكداً أن استتباب الوضع الأمني غير كافٍ لوحده لتحريك عجلة الاسواق التجارية. فالحركة المسجلة قبل ايام من عيد الفطر وفي عز موسم الصيف، تظهر تراجعاً كبيراً في الاعمال وجموداً يتحكم في الأسواق رغم كل الجهود التي بذلت وتبذل من قبل الجمعيات التجارية، والتنزيلات الكبيرة التي اتخذها التجار والتي وصلت الى 70 في المئة، لجذب الناس، لكن من دون أن أي جدوى.
وعزا عدد من رؤساء الاسواق التجارية هذا الوضع الى التباطؤ الاقتصادي وضعف القدرة الشرائية وتراجع ثقة المستهلك، فضلاً عن غياب السياح الخليجيين، محذرين من ان القطاع التجاري بات غير قادر على تحمل المزيد من الضغوط. وابدوا تخوفهم من حصول تدهور كبير في وضع القطاع، تترافق مع موجة كبيرة من الاقفالات للمؤسسات التجارية.
فاكهاني
واطلعت المستقبل من خلال بعض رؤساء الجمعيات التجارية في بيروت والمناطق على الحركة التجارية المسجلة عشية عيد الفطر، حيث شكا رئيس جمعية تجار مار الياس عدنان فاكهاني من جمود في الاسواق. وقال: الحركة خجولة بشكل غير معهود في مثل هذه الايام. واضاف: كان من المفترض ان تبدأ الحركة في السوق قبل اسبوع، لكننا هذا العام لم نر سوى حركة ضعيفة قبل يومين من العيد، وهي حركة تعتبر أفضل من الايام العادية لكنها اقل بكثير من حركة العيد.
واعتبر فاكهاني في تصريح لـالمستقبل ان وضع التجار في شارع مار الياس مماثل لما يشهده القطاع التجاري من اوضاع صعبة على امتداد لبنان، مؤكداً المسيرة الانحدارية للقطاع منذ العام 2011، وهذا الوضع مستمر بسبب التجاذبات السياسية التي تشل كل مرافق البلد وقطاعاته.
ولفت الى عوامل اخرى ضاغطة على السوق تتمثل بغياب السياح الخليجيين ومجيء اللبنانيين من الخارج بأعداد أقل من الأعوام السابقة.
وإذ لفت الى ان التنزيلات الكبيرة التي وصلت الى 70 في المئة، لم تجذب الناس بسبب الضائقة الاقتصادية وضعف القدرة الشرائية، وحذر من ان التجار الذين عانوا من خسائر كبيرة خلال السنوات الاربع الماضية، من دون ان يكون هناك اي فرصة لالتقاط الانفاس، باتوا امام اوضاع صعبة جداً تضعهم امام الاقفال او الافلاس، كاشفاً عن ان هناك الكثير من المؤسسات قد اقفلت أبوابها مؤخراً.
حلوة
وتحدث رئيس جمعية تجار طرابلس فواز حلوة عن واقع تجاري صعب في مدينة طرابلس. وقال لـالمستقبل: الحركة في هذه الايام أقل من نصف الحركة المسجلة في نفس الفترة من العام الماضي.
وأضاف: كانت الأسواق في المدينة تشهد حركة قوية قبل اسبوع او عشرة ايام من حلول عيد الفطر، لكن هذا الوضع تغير ولم نشهد الاقبال إلا قبل يومين، علماً ان الشراء لم يكن بنفس المستوى.
وقال حلوة: كان التجار يتوقّعون ان يكون هذا الموسم جيداً، خصوصاً بعد استتباب الوضع الامني في طرابلس، لتحسين اوضاعهم بعد سنوات متتالية من الخسائر، لكن الوضع اليوم صعب جداً والحركة خجولة رغم التنزيلات والخدمات المتنوعة التي يوفرها التجار.
وعزا ذلك الى ضعف القدرة الشرائية وعدم الاطمئنان للاوضاع التي تسود البلاد في ظل الفراغ في سدة الرئاسة واستمرار التجاذبات السياسية، فضلاً عن عدم مجيء السياح الخليجيين.
وكشف حلوة عن إقفال أعداد كبيرة من المحال التجارية في طرابلس. وقال: لم يخلو سوق إلا وأقفل فيها عدد من المحال، كما ان هناك مؤسسات تجارية مهددة بالاقفال إذا استمر الوضع على حاله.
عيتاني
أما رئيس جمعية تجار الحمرا زهير عيتاني، فأشار الى ضعف الحركة في سوق الحمرا، وقال لـالمستقبل: لم نشهد هذا الزخم القوي المعتاد في مثل هذه الايام، مؤكداً اننا نمر في اوضاع استثنائية لم نعهدها في تاريخ لبنان.
وأبدى عيتاني تخوفه من استمرار هذا الجمود، الذي وصفه بالـالقاتل، خصوصاً ان الخسائر مستمرة منذ اربع سنوات من دون ان يلوح بالافق اي بارقة أمل.
وقال عيتاني: اليوم التجار يعانون الكثير، فهناك استحقاقات للمصارف، وكذلك للموردين، في حين البضائع لا تزال مكدسة في المخازن، لانها لا تجد سبيلاً لتصريفها، محذراً من المؤسسات التجارية التي لديها عقد ايجار قديم يمكن ان تصمد، لكن المؤسسات التي لديها عقد جديد مهددة بالاقفال، بسبب قلة الربحية وارتفاع الاعباء التشغيلية.
ولفت الى ان جمعية تجار الحمرا والتجار يقومون بكل ما يلزم لتحريك الاسواق وتشجيع الناس على الشراء. وقال: رغم النشاطات التي تم تنظيمها والتنزيلات الكبيرة الا اننا لا نرى هذا الاقبال القوي الذي اعتدنا عليه قبل العيد.
وختم عيتاني قائلاً: السوق في وضع صعب، هناك تجار يبيعون مؤسساتهم، وهناك محال تقفل ابوابها، وهذا الامر لا يمكن القبول به، وعلى القيادات السياسية ان تتحمل مسؤولياتها التاريخية وتنقذ البلد من مصير مجهول.
علاء الدين
رئيس جمعية تجار إقليم الخروب أحمد علاء الدين وصف حال التجار في الاقليم بـالصعب جداً، مشيراً الى ان الحركة تراجعت بشكل كبير هذا العام مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، على الرغم من تحسن الوضع الامني.
وعزا علاء الدين في تصريح لـالمستقبل هذا التراجع الى ضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين، وتراجع ثقة المستهلك التي تدفع الناس الذين لديهم القدرة الى الاحجام عن الشراء، إضافة الى عدم مجيء السياح الخليجيين الى لبنان.
ولفت علاء الدين الى ان هذه الاوضاع دفعت التجار الى اجراء تنزيلات كبيرة لتشجيع المواطنين، لكن من دون جدوى، فالاسواق في الاقليم لا تزال جامدة وهذا ما يضع الكثير من التجار امام استحقاقات صعبة.
وأكد ان القطاع التجاري، ليس في الاقليم فحسب انما في كل لبنان لم يعد باستطاعته تحمل المزيد، وقال: لقد وصلنا الى الخطوط الحمر.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.