على الرغم من عودة خدمة الإنترنت إلى العراق، إلا أن العراقيين ما زالوا غير قادرين على الدخول إلى وسائل التواصل الاجتماعي، حتى بعد عودة الهدوء إلى شوارع البلاد التي شهدت أسبوعاً من الاحتجاجات الدامية، وأسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص، حيث حجبت السلطات العراقية بعد انطلاق موجة الاحتجاجات، الثلاثاء الماضي، إمكانية الوصول إلى فيسبوك وتطبيق واتساب، قبل أن تقطع الإنترنت تماماً في اليوم التالي.
وعندما بدأ حجب فيسبوك، تحرك العراقيون سرياً لتنزيل تطبيقات الـ"في بي إن"، وهي شبكة افتراضية تتيح الاتصال بخوادم خارج البلاد.
فيما أقدم آخرون على استخدام وسائل اتصال بالأقمار الاصطناعية، وهي ذات تكلفة مرتفعة جداً، من أجل التواصل مع العالم الخارجي.
من جهتها، اعتبرت منظمة "نيت بلوكس" للأمن السيبراني أن "القطع شبه الكامل الذي تفرضه الدولة في معظم المناطق، يحد بشدة من التغطية الإعلامية والشفافية حول الأزمة المستمرة".
إلا أن الإنترنت عاد في فترات معينة من يوم الثلاثاء، وكان بطيئاً جداً في بغداد وجنوب البلاد. وخلال تلك الفترات، تمكن الكثيرون من دخول مواقع التواصل من خلال تطبيقات "في بي إن"، ونشر فيديوهات لمقتل متظاهرين.
واستمر الوضع على ما هو عليه، الأربعاء، حيث أكد مزودو خدمة الإنترنت لعملائهم أنه لا يمكن تحديد موعد معين أو جدول زمني لعودة الإنترنت أو رفع القيود الحالية أو أي تفاصيل أخرى.
من جهتها، لم تعلق السلطات العراقية حتى الآن على عملية القطع، التي طالت نحو ثلاثة أرباع البلاد، وفقاً لـ"نيت بلوكس".
وأشارت المنظمة إلى أن شمال البلاد، وخصوصا إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي، مرتبط بالشبكة من خلال نظام مختلف، بالتالي لم يتأثر بالتعتيم.
يذكر أن السلطات العراقية قطعت العام الماضي خدمة الإنترنت والاتصالات الدولية، رداً على الاحتجاجات المطلبية حينها في جنوب العراق.
ومنذ الأول من تشرين الأول/أكتوبر اندلعت تظاهرات مطلبية لإنهاء الفساد المستشري والبطالة المزمنة في البلاد، ولكنها تصاعدت وتحولت إلى دعوات لإجراء إصلاح كامل للنظام السياسي.
كما تعتبر هذه التظاهرات غير مسبوقة لأنها بدت عفوية ولم تدع إليها أي جهة سياسية أو حزبية أو دينية، لكنها كانت دامية بشكل غير متوقع حيث أسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة 6000 في أسبوع واحد.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.