النهار
للمرة الأولى خيارات التغيير الحكومي على الطاولة
الجمهورية
مشروع حل: فتح الطرق.. إعتصام في الساحات.. حوار في بعبدا
اللواء
تسابق غربي إيراني على إنتفاضة الشارع..والمخرج الحكومي في مأزق
تهاوي دعوات عون قبل أن تعلن..والحريري لن يستقيل قبل البديل
نداء الوطن
نصرالله ينسّق مع باسيل... و"الشارع المضاد" يتحرّك
"فيتو" حزب الله يمنع التغيير
الاخبار
خطر الفوضى
الشرق الاوسط
"تعهدات" عون تفشل في إقناع الشارع
أنصار "حزب الله" يحتكون بمتظاهري بيروت... و"العفو الدولية" توثق القمع
الشرق
خطاب بارد لا يلبّي طموحات الشارع
الديار
الرئيس نجيب ميقاتي أول رأس فساد أمام القضاء.. والسياسة تعمل على لفلفة الموضوع
الأموال المسلوبة في عمليّة واحدة مليار و200 مليون دولار لقروض سكنيّة عير شرعيّة
الحريري يضغط على القضاء لعدم مُحاكمة ميقاتي والقاضي جورج رزق يُريد التحقيق لأنها من صلاحيّاته
"اللواء": الحريري يقارب الواقع باهتمام ومسؤولية لافتة
لاحظت "اللواء" أن الرئيس سعد الحريري يقارب الواقع الناجم عن التظاهرات الشعبية باهتمام ومسؤولية لافتة، في البحث عن الحلول المناسبة للخروج من هذه الازمة باقرب وقت ممكن،لأنه لا يمكن ترك الامور على هذا النحو السائد حاليا، انطلاقا من ولوج المخارج السياسية وانتهاج الحوار سبيلا لما يحصل.خلافا من رؤية بعض الاطراف لقمع الاحتجاجات الشعبية بالقوة والعنف.
وقالت مصادر "بيت الوسط" لـ"الجمهورية" ان الرئيس الحريري واصل لقاءاته السياسية والديبلوماسية، شارحاً بنود "الورقة الإصلاحية" ومراحلها التطبيقية، مؤكداً انّ بعض ما تقرّر هو من مهمة المجلس النيابي الذي سينطلق في ورشة تشريعية مع بدء دورته العادية الثانية، وانّ ما يتعلّق بالحكومة قد باشَر به، فأصدر تعليماته الى الوزارات والمؤسسات العامة لتطبيق الخطوات الإدارية المطلوبة تزامناً مع تسويق ما تقرر في الوسط الديبلوماسي.
وأشارت "اللواء" إلى أن الحريري يعتبر ان الدعوات لاستقالة الحكومة، ان كانت من قبل اطراف سياسية وتلبية لمطلب المتظاهرين لحل الأزمة، لايمكن ان يقدم عليه حاليا قبل حصول تفاهم سياسي مسبق مع جميع الأطراف المعنية، لكي يحصل تاليف الحكومة الجديدة بسرعة تجنب البلد اي مضاعفات خطيرة، في حين أن الاستقالة بدون تفاهم سياسي مسبق ستدخل البلد في متاهات وازمة مفتوحة لا يمكن التكهن بنتائجها. كذلك الامر بالنسبة للتعديل الحكومي،الذي يتطلب توافقا وأن يؤدي الى تفعيل مضمون لعمل الحكومة وانتاجيتها وان لا يكون شكليا
وأضاءت "الصحف" على لقاء الرئيس الحريري في "بيت الوسط"، سفراء دول الاتحاد الأوروبي في لبنان، وجرى خلال الاجتماع استعراض مجمل التطورات في لبنان والاوضاع العامة.
ولفتت "الجمهورية" إلى أن الحريري، ورداً على أسئلة السفراء، أشار الى "انّ الحكومة لا تنوي معالجة ما يجري على الأرض بالقوة، لأنه أمر غير وارد على الإطلاق، وانّ الحل كان ولا يزال سياسياً"، مكرراً التشديد على حماية الحراك الشعبي، وأنه لم يطلب من المتظاهرين الخروج من الشوارع والساحات.
وكشفت مصادر ديبلوماسية رفيعة لـ"نداء الوطن" أنّ "الدول الكبرى تتابع عن كثب وبحذر ما يحصل في لبنان" لافتةً إلى أنّ سفراء هذه الدول المعتمدين في بيروت "على تواصل دائم في ما بينهم لتقييم الوضع واتخاذ الموقف المناسب في ضوء التطورات".
وإذ أثنت الدول الكبرى على "الشجاعة التي يبديها اللبنانيون المنتفضون بشكل سلمي والتي يرسمون من خلالها تاريخاً جديداً لوطنهم بروحية وطنية غير طائفية"، أكدت المصادر الديبلوماسية أنّ "عدداً من الدول الغربية التي كانت طلبت من رئيس الحكومة التريث قبل اتخاذ أي قرار بالاستقالة خشية وقوع لبنان في الفراغ الدستوري باتت مقتنعة تحت وطأة استمرار ثورة اللبنانيين على امتداد أسبوع كامل من دون أي تراجع أنّ الشعب اللبناني الثائر أصبح يبحث عن التغيير ولن يتراجع قبل الحصول عليه"، منوهةً في هذا السياق بضرورة الإبقاء على دور الأجهزة الأمنية والعسكرية الرسمية في حماية حق التظاهر السلمي، لتختم بالتشديد في هذا المجال على أنّ "الدول الصديقة لن تترك لبنان وهي حريصة على مناشدة السلطة اللبنانية الاستماع إلى مطالب اللبنانيين المحقة بعيداً من أي قمع لحرية الرأي والتعبير، حتى ولو أدى ذلك إلى تأليف حكومة جديدة والتي على الأرجح ستكون برئاسة الحريري لمتابعة تطبيق مقررات سيدر وتتلقى الدعم الدولي المناسب لإنقاذ الوضع الاقتصادي اللبناني".
"الشرق الاوسط": مجموعة الدعم الدولية نصحت «أركان الدولة» بإحداث صدمة سياسية
كتب محمد شقير في "الشرق الاوسط": مجموعة الدعم الدولية نصحت «أركان الدولة» بإحداث صدمة سياسية
كشفت مصادر وزارية لبنانية أن المجموعة الدولية لدعم لبنان أبلغت أركان الدولة بأنها تؤيد بلا أي تردّد مطالبة أطراف رئيسية في الحكومة بضرورة إحداث صدمة سياسية يجب أن تتلازم مع الإسراع في إقرار الموازنة للعام 2020، وتنفيذ البنود الواردة في الخطة الإصلاحية التي تبنّاها مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة. وقالت هذه المصادر لـ"الشرق الأوسط" إن ممثلي المجموعة الدولية، تجنّبوا في خلال لقاءاتهم الدخول في مضامين الصدمة المطلوبة، لكنها أشارت إلى أنه لا مانع لدى رئيسي البرلمان نبيه بري والحكومة سعد الحريري ورئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط بأن تأتي في إجراء تعديل وزاري شرط أن يلقى تجاوباً مع رئيس الجمهورية ميشال عون وقيادة حزب الله. ونقلت المصادر الوزارية عن الرئيس الحريري قوله، أمام الذين التقاهم أول من أمس ومن بين هؤلاء الوفد المشترك للحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديمقراطي، إنه مع إحداث صدمة سياسية، وهذا ما يعمل من أجله في الاتصالات والمشاورات التي يقوم بها، خصوصا أنه يتعامل مع الحراك الشعبي على أنه ينم عن وجود أزمة سياسية لا تحل إلا بالسياسة، وبالتالي لا مبرر لاعتماد الحل الأمني. وأكدت المصادر أن الحريري يتطلع إلى إحداث هذه الصدمة على قاعدة الوصول إلى حكومة منسجمة وتعمل كفريق عمل متكامل، وتكون قادرة على تنفيذ الورقة، وإن كان يرى أن لا ضرورة لقيام حكومة جديدة لاعتبارين: الأول إن تعذُّر تشكيلها يُقحم البلد في فراغ ما لم تأت مطبوخة ومتفق عليها بكل تفاصيلها، والثاني الإبقاء على البلد بلا موازنة للعام 2020، وهذا يهدد إفادة الحكومة من مقررات مؤتمر «سيدر» لمساعدتها للنهوض من الأزمات الاقتصادية والمالية. وأكدت أن الحريري ليس من الفريق السياسي الذي يتعامل مع الحراك الشعبي على أنه مجرد فشة خلق وأن عامل الوقت لن يكون لمصلحة القيمين عليه. على صعيد التطورات الأمنية واستمرار إقفال الطرق الدولية وتقطيع أوصال العاصمة، علمت "الشرق الأوسط" أن وفد التقدمي أثار مع قائد الجيش العماد جوزيف عون استمرار قطع طريق الساحل المؤدي إلى الجنوب، وأيضاً مستديرة عاليه التي تربط جبل لبنان بالبقاع باعتبار أن هذا الأمر يعنيه مباشرة ويمكن أن يترتب عليه احتكاك على خلفية استمرار إقفالها مع أن لا علاقة للحزب بهذا القرار، وأن مجموعات من «الحراك المدني» هي التي تقف وراء إقفالهما. وتمنى التقدّمي على العماد عون السعي سلمياً لإعادة فتحهما لقطع الطريق على حصول أي احتكاك مع الثنائي الشيعي والاستعاضة عن إقفالهما بالاعتصام على أطرافهما.
"نداء الوطن": فرنسا تُراقب تطوّرات لبنان...وهذه هواجسها
كتبت رندة تقي الدين في "نداء الوطن": فرنسا تُراقب تطوّرات لبنان...وهذه هواجسها
تراقب مصادر مسوؤلة في الرئاسة الفرنسية ووزارة الخارجية التظاهرات اللبنانية عن كثب. والموقف الفرنسي الرسمي هو أن هناك تطلعات شرعية للشعب اللبناني تتطلب إصلاحات عميقة ينبغي أن تؤخذ في الاعتبار وأن الطروحات التي قدمها رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري حتى الآن تظهر "أنها غير كافية" ولو أنه على الأقل قدمها بعد أن تمكّن من ممارسة بعض الضغط على شركائه. وتتوقع باريس المزيد من السلطات اللبنانية وأن تستمع الأخيرة أكثر إلى مطالب الناس في الشارع وتظاهراتهم المستمرة رغم المطر.
وتعتبر باريس أن طروحات الحريري بداية جيدة ولكنها لا تكفي، وفي الوقت نفسه تشدد على أنها لن تتدخل في شوؤن لبنان بالقول اذا كان على رئيس الحكومة أن يستقيل أو لا يستقيل فهذا شأن لبناني، إلا أن التحليل الفرنسي السائد في الأوساط المتابعة لما يجري في لبنان يرى أن الكيل الشعبي قد طفح في لبنان جراء أوضاع معيشية صعبة في ظل حكومة لبنانية تقاسمت موارد البلد لمصلحة "حزب الله" وفريق رئيس الجمهورية ميشال عون في وجه رئيس حكومة لم يتمكن من ممارسة نفوذه في هذه المعادلة. ولكن المشكلة تكمن حسب تحليل هذه الأوساط في الأسئلة: ما هو البديل؟ فإذا استقال سعد الحريري وأصبح في المعارضة، هل بإمكانه أن يغيّر الصيغة الحكومية، هل يرحل الوزير جبران باسيل كما يطلب المتظاهرون؟ واذا ترك باسيل الحكومة ماذا ستكون الكلفة التي يفرضها العونيون؟ وإذا طالب العونيون باسقاط حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وحصلوا على ذلك ماذا سيحدث؟ وإذا البنك المركزي أعطى فوائد أقل للبنوك كيف سيتمكنون من حماية الاستقرار النقدي والاقتصادي في لبنان؟ وتؤكد الأوساط الرسمية حرصها الكبير على الاستقرار في لبنان لانها لا تريد الفوضى والتدهور الأمني، وهي مدركة لخطورة الفراغ المؤسساتي في حال تمت الاستجابة لانتخابات جديدة. وقالت الأوساط المتابعة لما يجري في لبنان: ليس هناك خلية أزمة في الرئاسة الفرنسية حول لبنان كما زعمت بعض الصحف الفرنسية رغم أن المسوؤلين الفرنسيين يراقبون باستمرار التظاهرات والتطورات في لبنان.
للمرة الأولى خيارات التغيير الحكومي على الطاولة
رأت "النهار" أن وضع الواقع الحكومي على طاولة اعادة النظر تعديلاً للحكومة أو تبديلاً شاملاً لها اكتسب دلالات مهمة من شأنها ان تضع للمرة الاولى المواجهة الجارية بين السلطة السياسية والانتفاضة الاحتجاجية الشعبية أمام اختبار حساس ومحك حاسم يتوقف عليهما تقرير مصير الحكومة كما الانتفاضة في الايام المقبلة.
وبدا واضحاً لـ"النهار" أن لغة التخاطب والمقاربات الحوارية بين السلطة والمنتفضين لا تزال منعدمة حتى الآن بما يعني ان المنتفضين لن يتراجعوا قبل تلقيهم مبادرة سياسية كبيرة وملموسة بحجم تغيير الحكومة وليس أقل من ذلك. لكن هذا المسار، وان لم يتبلور بعد ما اذا كان اركان السلطة والقوى السياسية شرعوا فعلا في تداوله كخيار حتمي أو ان لديهم خياراً بديلاً يمكن ان يقنع المنتفضين، بدا كأنه بات مطروحاً ضمناً في خلفية المشاورات السرية الجارية بعيداً من الاضواء منذ أيام وخصوصاً بعدما شكلت كلمة الرئيس عون اضاءة للاشارة الخضراء أمام انطلاق البحث جدياً في الواقع الحكومي وترحيب الرئيس الحريري بالموقف الرئاسي.
وفي المعلومات المتوافرة لدى "النهار" في هذا السياق ان المشاورات لم ترس بعد على خيارات ثابتة، لكنها تدور حول جملة خيارات منها اجراء تعديل وزاري يشمل تعيين أربعة وزراء مكان وزراء "القوات اللبنانية"، بالاضافة الى استبدال ثلاثة أو أربعة وزراء آخرين من أبرزهم الوزراء جبران باسيل وعلي حسن خليل ومحمد شقير. كما ان ثمة خياراً طرح باستقالة الوزراء من تلقائهم مع وزيري الحزب التقدمي الاشتراكي وائل بو فاعور واكرم شهيب في ظل اتجاه رئيس الحزب وليد جنبلاط الى هذه الخطوة، ويجري تعيين وزراء جدد مكانهم. واذا كان هذان الخياران لايزالان يثيران تساؤلات وشكوكاً حيال ردود الفعل المحتملة عليهما، فان الخيار الثالث المطروح يبقى أبرز الخيارات لانه يتناول التبديل الحكومي الشامل على قاعدة المجيء بحكومة تكنوقراط مصغرة لا يكون اعضاؤها من القوى السياسية وبرئاسة الرئيس الحريري نفسه. ومجمل هذه الخيارات لن تتبلور صورة المواقف منها قبل أيام، في وقت يبدو المشهد العام للازمة أشبه بسباق مع الوقت في ظل تصاعد التداعيات السلبية الناشئة عن ثمانية أيام حتى يوم أمس من اقفال الطرق وشلل الحركة واقفال المؤسسات والقطاعات والمصارف ناهيك بتصاعد حوادث الاحتكاكات والصدامات في بعض ساحات الاعتصام على غرار ما حصل أمس في وسط بيروت.
إلا أن أوساط مواكبة للتوجه الرافض للتغيير الحكومي نقلت لـ"نداء الوطن" أنّ "حزب الله يعتبر الوضع الراهن حساساً وآفاقه "غامضة جداً" لذلك هو لا يزال يحاذر الخوض في أي تغيير في الحكومة الحالية على أساس أنها تشكل البيئة السياسية الحاضنة للحزب وبالتالي لن يخاطر بخسارتها. في حين كشفت معلومات موثوقة لـ"نداء الوطن" أنّ الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله عمد إلى تنسيق الموقف إزاء المستجدات مع باسيل وأجرى معه اتصالاً هاتفياً مساء أمس الأول لهذه الغاية.
"الجمهورية": التغيير الحكومي يخدم شركاء التسوية؟
كتب عماد مرمل في "الجمهورية": التغيير الحكومي يخدم شركاء التسوية؟
تلفت أوساط متابعة ضمن بيئة 8 آذار الى أنّ شركاء التسوية، أي الرئيس ميشال عون والرئيس سعد الحريري وحزب الله، يجب أن يدفعوا نحو إجراء التغيير الحكومي في أقصر وقت ممكن، وذلك للاعتبارات الآتية: - 1 إنّ التضحية بالحكومة أو بجزء أساسي منها سيلجم خطر الانزلاق الى الفوضى، وسيحول دون تَدحرج المواجهة الى سقف سياسي أعلى أو الى ساحة مقابل ساحة. 2- بالنسبة الى عون تحديداً، سيسمح له التغيير الحكومي بالتخلّص من أعباء ثقيلة في مجلس الوزراء، والاستناد الى فريق عمل مُتجانس يمكنه أن يحقّق الانتاجية المطلوبة بعيداً من التجاذبات التي انهكَت الحكومتين الاولى والثانية، واستنزَفت رصيد النصف الأول من ولاية العهد، والأهم أنّ مُسارَعة عون الى إجراء الهندسة الوزارية ستضع حداً لمحاولات استغلال الانتفاضة في اتجاه التصويب عليه وتحميله مسؤولية أزمة متراكمة، ورث كثيراً من عواملها. 3- في ما خَصّ حزب الله، هو ليس مضطّراً الى تحمّل أوزار سلطة مُترهّلة لم يكن شريكاً في ارتكاباتها، والتغيير الحكومي المتناغم مع المزاج الشعبي العام سيفيده في إحباط اي مسعى يرمي الى استثمار الانتفاضة الجماهيرية لاستهداف حليفه الاستراتيجي في رئاسة الجمهورية، أو لوضع الحراك في مواجهة المقاومة وزَج مسألة السلاح في سلّة المطالب. وبالتالي، فإنّ البراغماتية في التعامل مع خيار النفضَة الحكومية ستقطع السبل والفرَص أمام الاجندات الداخلية والخارجية التي يعتبرها الحزب مشبوهة. 4- الحريري بدوره سيستفيد من التغيير الحكومي المفترَض لتَرشيق مجلس الوزراء وتفعيل دوره، علماً أنّ المنحى العام يؤشّر الى أنّ الحريري باقٍ في السلطة، أيّاً يكن السيناريو المستقبلي، كونه ضمانة لمؤتمر «سيدر» وللمجتمع الدولي. أمّا القول إنّ الخَوض في ورشة التغيير الحكومي قد يكون صعباً، خشية الدخول في نفق الخلافات بين القوى السياسية على البديل وما يمكن ان يجرّه من تداعيات، فهو طرح ليس دقيقاً وفق أنصار النفضَة الحكومية، لأنّ من أنجَز ورقة إصلاحية غير مسبوقة في 72 ساعة تحت الضغط الشعبي، يمكنه تشكيل حكومة جديدة من أصحاب الكف النظيف والخبرة الضرورية في وقت قياسي، خصوصاً إذا جرى التحضير لها مُسبقاً، قبل استقالة تلك الحالية.
"نداء الوطن ": القوات" و"الإشتراكي"... وخطاب "الوحدة ونص"
كتب ألان سركيس في "نداء الوطن ": القوات" و"الإشتراكي"... وخطاب "الوحدة ونص"
في معرض ردّ "القوات" على خطاب عون، تؤكّد مصادرها لـ"نداء الوطن" أن رئيس الحزب سمير جعجع "أبلغ عون والحريري والأقطاب خلال إجتماع بعبدا الإقتصادي أن الحكومة الحالية لا يمكنها أن تُكمل، وطرح ضرورة إجراء تغيير حكومي في البلاد من أجل إحداث صدمة إيجابيّة ومعالجة الأوضاع المتأزمة، وهذا الموقف كان إستباقياً وإستشرافياً لكل ما حصل لأنه لا يمكن الإستمرار بالحكومة". وتوضح المصادر أنه "في هذه اللحظة نكرّر موقفنا الداعي إلى إستقالة الحكومة ونطالب الرئيس عون بتأليف حكومة إختصاصيين على قدر تحديات المرحلة الخطيرة، لأن الثقة كانت مفقودة بهذه الحكومة وقد فُقدت أكثر بعد التظاهرات الشعبية التي عمّت كل المناطق، وعدم الذهاب إلى حكومة إختصاصيين سيجعل التظاهرات مستمرّة لأن الناس لا تثق بكلّ الوعود الإصلاحيّة التي تُطلق". من جهته، يعترف الحزب "التقدّمي الإشتراكي" بأنه يواجه ضغطاً كبيراً من قاعدته الشعبية تطالبه بالإستقالة من الحكومة خصوصاً أن المطالب هي مطالب حياتية وليست سياسيّة. وتؤكد مصادر "الإشتراكي" لـ"نداء الوطن" أن خطاب عون "خارج السياق، ولم يقل شيئاً مهمّاً ولم يخاطب الشارع الثائر بل خاطب المسؤولين، وتحدّث عن مشاريع لم تحصل، في وقت إنتظر الجميع أن يخرج رئيس الجمهوريّة بموقف على قدر تحديات المرحلة". وتشدّد المصادر على أنّ "الحزب مع إجراء تغيير حكومي سريع يطال كل الوجوه الإستفزازية والتي تؤثّر سلباً على الشارع، وهنا لا نقصد الوزير جبران باسيل فقط بل الجميع من دون إستثناء، والمطلوب إجراء مشاورات سريعة بعد إستقالة الحكومة وتأليف حكومة جديدة من شباب إختصاصيين يشكّلون عامل ثقة للناس، وهذه الحكومة تكون مهمتها إنقاذ الوضع الإقتصادي سريعاً، والتحضير لإنتخابات نيابية مبكرة، فهذا الحراك يجب أن يكون ممثّلاً في الحكومة لكي يكون شريكاً في القرار، وكلما تأخّرنا كلما انحدر الوضع نحو الأسوأ". وعن إحتمال استقالة "الإشتراكي" من الحكومة بعد خطاب عون وحتى لو لم يستقل الحريري، تلفت المصادر إلى أنّ "كل الإحتمالات مفتوحة".
"الجمهورية": هل تُجاري "القوات" طلب تنحّي عون وإجراء انتخابات؟
كتبت راكيل عتيق في "الجمهورية": هل تُجاري "القوات" طلب تنحّي عون وإجراء انتخابات؟
تتفهّم القوات إطلاق شعار "كلّن يعني كلّن". وتقول مصادرها لـ"الجمهورية": لا تستفزنا المسألة ولا نشعر بأننا مستهدفون لأننا نتفهّم غضب الناس، فنحن جزء منهم، وقواعدنا وقفت مع المحتجين قبل أن نتخذ قرار الإستقالة. وهل تُجاري القوات المحتجين بمطلبهم تنحّي الرئيس العماد ميشال عون وإجراء انتخابات نيابية مبكرة؟ تجيب المصادر: القوات متأكّدة من حجمها ووضعيتها وثقة الناس فيها، لكنّ موضوع الانتخابات أو غيره يُدرس في حينه. ونحن نرى أنّ المطلب الأساس في هذه المرحلة يجب أن يكون استقالة الحكومة. ونعتبر أنّه مطلب واقعي وعملي، يُشكّل المخرج من الأزمة الراهنة ومدخلاً لمرحلة جديدة تُنفّذ خلالها المطالب والبرامج الإصلاحية. فبمجرد استقالة الحكومة وتشكيل حكومة اختصاصيين وتقنيين وخبراء مشهود لهم بكفايتهم نكون تجاوبنا مع مطالب الناس، فيستعيد الوزراء الجدد الثقة، لأنّ الأزمة اليوم هي أزمة ثقة، ولا ثقة في هذه الحكومة. وإذ تشير إلى أنّ الفريق الحكومي لم يصل إلى إقرار إصلاحات إلّا تحت الضغط الشعبي والإنهيار، تسأل: عندما يكون هناك فريق سياسي لا يستشرف الواقع ويدفع البلاد إلى حافة الهاوية، كيف يبقى في الموقع الموجود فيه؟. وألا تتحمّل القوات المسؤولية بدورها، إذ إنّها تمثلت بـ4 وزراء في الحكومة؟ تجيب المصادر: وزراؤنا اعتمدوا الإصلاحات الجدية والشفافية في عملهم، وكنّا أوّل من طرح الإصلاحات المطلوبة من المواطنين والخبراء لإنقاذ الوضع منذ تأليف الحكومة. وعندما طالبنا بإصلاحات جدّية تشكّل عملية إنقاذ للوضع الإقتصادي، ولم نصوّت على موازنة 2019 لأنها تخلو من هذه الإصلاحات، هوجمنا من الرئيسين عون وسعد الحريري واتُهمت القوات بأنّها تضع «إجر بالبور وإجر بالفلاحة.
"الجمهورية": لماذا يرفض العهد والحزب حكومة إختصاصيين؟
كتب شارل جبور في "الجمهورية": لماذا يرفض العهد والحزب حكومة إختصاصيين؟
العهد يرفض التنازل لئلّا يسجِّل التاريخ أنّ الناس ثارت في عهده، في سابقة تاريخية استثنائية، وتوحدّت على مطالب اجتماعية ومعيشية كما لم تفعل يوماً، وحقّقت تغييراً في بنية السلطة. لأنّه من دون التغيير العملي، يمكنه اعتبار الثورة مجرد هَبّة شعبية عابرة. فأهمية تظاهرة 14 آذار مثلاً، أنها ساهمت في إخراج الجيش السوري من لبنان، وأدخلت تعديلاً جوهرياً على بنية السلطة وتوجهاتها. وبالتالي، ما لم تحقّق ثورة 17 تشرين أهدافاً عملية يؤسّس عليها للمرحلة المقبلة، يمكن احتواء الانتفاضة الشعبية وتحويلها مجرد ذكرى وصوراً جميلة.وفي موازاة رفض العهد الخضوع لإرادة الناس كموقف مبدئي من قبله، إلّا أنّه يرفض في الوقت نفسه الخروج من الحكومة في إدانة مباشرة لفريقه، والأهم أنه لا يريد أن يخسر قدرته على الإمساك بمفاصل القرار السياسي والخدماتي، ولاسيما أنه يتحكّم بوزارات أساسية، وحكومة من دون وزراء للعهد والتيار الوطني الحر على أثر ثورة شعبية ضد العهد والتيار تعني مَنعه من تعويض خسارته الشعبية واستمرار فصول خساراته الشعبية والسياسية. وإذا كان العهد يرفض تقديم أي تنازل للأسباب المُشار إليها ورسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أكّدت المؤكد، فإنّ حزب الله بدوره يرفض التنازل لـ3 أسباب أساسية: أولاً، خروج الحزب من الحكومة تحت عنوان حكومة اختصاصيين يُفقِده مشروعية هو في أمسّ الحاجة إليها في مواجهته مع المجتمعين الدولي والعربي ومع واشنطن تحديداً، فهو كان يتجه ويخَطّط لكيفية تعزيز حضوره السلطوي وليس الخروج من السلطة. ثانياً، إنّ خروج الثنائية الشيعية من السلطة يؤدي إلى تقوية الحالة الشيعية المستقلة التي تجرّأت على هذه الثنائية في مشهد غير مسبوق، ويدفعها إلى مزيد من تعزيز حضورها، فيما هدف الثنائية منع هذه الحالة من التعبير عن نفسها مجدداً. ثالثاً، يعتبر حزب الله أنّ خروجه أو إخراجه من الحكومة عن طريق حكومة اختصاصيين يعني افتقاده قدرة الإمساك بمفاصل القرار، وأنّ خطوة من هذا النوع تؤدي إلى عزله. وأحد أهداف الحزب الأساسية أن يشكّل أكثرية نيابية ووزارية تمكّنه من تحديد الاتجاهات الاستراتيجية للدولة، من دون استخدام سلاحه. وبالتالي، فإنه لن يقبل بسهولة حكومة اختصاصيين يمكن أن تتحوّل من استثناء إلى قاعدة، وفي مرحلة هو أحوج ما يكون فيها داخل الحكومة.
"النهار": المهلة الأخيرة : تعديل حكومي غير تجميلي؟
كتبت روزانا بو منصف في "النهار": المهلة الأخيرة : تعديل حكومي غير تجميلي؟
البعض يعتقد ان هناك اتجاها لدى جهات الى تحميل المنتفضين مسؤولية الانهيار في حال استمراره وتاليا من يتهمونه بانه وراء الانتفاضة ايضا من احزاب سياسية داعمة من اجل قلب الطاولة. ولعل هذه النقطة بالذات التي حاذرها وليد جنبلاط على رغم البلبلة القائمة من ضمن حزبه لجهة دفع الكثيرين في اتجاه مشاركة الشارع معاناته عملانيا وليس سياسيا فحسب على خلفية ان هناك حاجة لعدم الخروج من الحكومة وتاليا اسقاطها لان ثمة حاجة الى طرف يتم الحوار معه ولان ما يتجه اليه البلد في هذا الظرف سيدفع الى توجيه اتهامات بالمسؤولية عن الفوضى والفراغ الخطيرين جدا وعلى الارجح بتسريع حصول الانهيار المالي.. ثمة عجز عن الذهاب الى حكومة جديدة من خلال استقالة حكومة الرئيس الحريري ما لم يتم الاتفاق بسرعة كبيرة جدا على حكومة جديدة يتم الاعلان عنها في اقل من 48 ساعة تحت وطأة احتمال الذهاب الى فتح ابواب لا يمكن اقفالها في وقت ان الوضع المالي خطير جدا. وتحدثت معلومات عن نظرة قلقة من جانب "حزب الله" لما اظهره الشارع المسيحي من تخل عن العهد و"التيار الوطني الحر" واكتساح شعبي لحزبي "القوات اللبنانية" والكتائب وقدرتهما على التجييش الشعبي الكبير لمصلحة موقفهما الداعي الى تغيير حكومي. فالحزب لا يستطيع ان يفرط العهد بين يديه ومن مصلحته دعمه للحؤول دون سيطرة الاحزاب المسيحية غير التيار العوني على ما كان يعتبرالمنطقة الشرقية.. ولكن التعديل الحكومي يجب ان يكون مهما ويعطي صدمة ايجابية علما ان الرئيس عون اقتنع من الوزير باسيل على ذمة معلومات تم كشفها في هذا الاطار من اجل عدم ابعاده تحت طائل ان ابعاده يمكن ان يفتح الباب لاحقا امام التوجه الى رئاسة الجمهورية مباشرة ومطالبتها بالتنحي. لكن ثمة حاجة الى صدمة قوية وايجابية تعطى للبنانيين من خلال تعديل حكومي لا يكون مجرد عملية تجميل بسيطة بل يترك مفاعيل ايجابية فعلية تكون عبر ابعاد وجود سياسية وحصرها بما امكن بسياسيين او خبراء يتمتعون بسمعة جيدة. والمهلة المتاحة امام المسؤولين ضيقة جدا وهي مسألة بضعة ايام محدودة ليس الا خصوصا ان الشارع يريد اكثر بكثير.
"النهار": طبخة الاستقالة على النار ضمن سلة متكاملة وفورية؟
كتبت سابين عويس في "النهار": طبخة الاستقالة على النار ضمن سلة متكاملة وفورية؟
شكلت تظاهرات النبطية وصور ظاهرة لافتة في التحول الذي يشهده الشارع الشيعي حيال قياداته التقليدية المتمثلة بثنائية "امل" والحزب. علما ان ما عكسته تلك التظاهرات من حرية في التعبير يخرج عن منظومة التعبير التقليدية السائدة في عدم تجاوز سقف قيادتي الثنائي لم يكن جديدا، إذ سجلت ظاهرة مماثلة في الانتخابات النيابية والبلدية. فهل بدأ الشارع الشيعي يتفلت من زعاماته، أم أن المعترضين تلمسوا تراجعا في نفوذ الثنائية ساعد على هذا التجاوز؟ وهل ردة فعل الحزب الذي أقفل بيروت وأسقط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة عام 2008 بقمصان سود، تأتي نتيجة وهن او انهاك اصاب كوادره بفعل حروب الاقليم، وشح الموارد؟ السؤال عينه يُطرح في الشارع السني وتحديدا من ساحة النور في طرابلس، الخزان البشري لـ"تيار المستقبل"، حيث ترتفع الاصوات المطالبة باستقالة حكومة يرأسها زعيم التيار سعد الحريري، رغم ما ترتبه مثل هذه المطالبة على الرئاسة الثالثة والزعامة الحريرية، حيث تنحو المطالبة في اتجاه حكومة من الاختصاصيين والتكنوقراط، فيما لم يحظ رئيس الحكومة بإجماع سياسي او روحي من طائفته على دعمه ودعم موقعه على رأس السلطة التنفيذية؟ ما أصاب الشيعية السياسية والسنية السياسية لم يحيد موقع رئاسة الجمهورية الذي تلقى عقب خطاب رئيس الجمهورية انتقادات في الشارع. تختصر مراجع سياسية بارزة قراءتها لهذه المشهدية بجملة مفيدة واحدة: سوء في التقدير معطوف على سوء في التدبير. وتفسر قائلة إن ما حصل كان نتيجة سوء تقدير السلطة السياسية في مواقعها الاساسية المختلفة لصوت الشارع، الذي ضم للمرة الأولى كل فئات المجتمع اللبناني من خارج الاصطفاف السياسي والتموضع السياسي. واقترن ذلك بسوء ادارة للأزمة المتفجرة في الشارع من خلال عجز عن التعامل مع صرخة الناس ومحاولة تشتيتها او حرفها عن مسارها، فيما هي متماسكة، لا يوقفها خطاب رئاسي او حكومي او سيول طبيعية. وعليه، فقد بدأ العمل الجدي في الاروقة السياسية على اخراج لاستقالة الحكومة لا يؤدي الى فراغ في السلطة، من خلال التوافق على سلة متكاملة حول الحكومة الجديدة التي ستكون برئاسة الحريري وتضم وجوها حيادية مستقلة. لكن الطبخة لم تنضج بعد ولا تزال تحتاج الى موافقات قد تستغرق بعض الوقت.
"النهار": استقِلْ يا سعد – لا تخافوا
كتب عقل العويط في "النهار": استقِلْ يا سعد – لا تخافوا
بالعربيّة الفجّة، أدعوكَ، يا رئيس حكومة لبنان، إلى أنْ تنجو بنفسكَ، وبلبنان، من طريق تقديم استقالتكَ الشخصيّة، واستقالة الحكومة (هل يجبركَ أحدٌ على عدم الاستقالة؟!)، داعيًا رئيس الجمهوريّة (المؤتمن على الدستور!) ومجلس النوّاب (سيّد نفسه!) برئيسه وأعضائه، إلى تحمّل المسؤولية التاريخيّة الكاملة، واتخاذ القرارات غير المسبوقة، التي تقتضيها الظروف الاستثنائيّة التي تمرّ بها البلاد، في ضوء الثورة الشعبيّة المتواصلة. كيف لمسؤولٍ، أيًّا يكن، أنْ يبقى في سدّة الحكم، أمام هذا الجرف الشعبيّ الهائل الذي يطالب الجميع بالرحيل؟ كيف لمسؤولٍ، أيًّا يكن، أنْ يحمّل ضميره الوطنيّ والشخصيّ، وزر ما يمكن أنْ تنزلق إليه الأحوال (من دماء؟!)، وهي في طريقها المتسارع إلى الانزلاق المبرمَج على أيدي الذين يريدون "بالقوّة"، إبقاء الوضع على ما هو عليه، مستخفّين بالإرادة الشعبيّة الهادرة والجامعة. الجريمة في رقبتكَ، وعلى يديكَ، أيّها المسؤول، أيًّا تكن. استقِلْ فورًا.
"النهار": لبنان في دوامة انحدارية... ولا مفر من استقالة الحكومة
كتب رضوان عقيل في "النهار": لبنان في دوامة انحدارية... ولا مفر من استقالة الحكومة
لم يعد الرئيس سعد الحريري يخفي مكنوناته من الحال التي وصل اليها. كما لم يعد يخفي ملاحظاته من دون قفازات على وجوه وزارية، بل وصل الى اقتناعات بأنه لم يعد يؤمن بأي جدوى منها. وهو اذا كان يحظى بدعم سياسي واضح والى أبعد الحدود من "التيار الوطني الحر" و"الثنائي الشيعي" وسعيه الدائم الى استمرار حكومته، فهو لا يعارض في الوقت نفسه استبدال بعض الوزراء "الاستفزازيين" على حد تعبيره. وانه مستعد للقيام بهذا الامر حتى لو تخلى عن وزراء محسوبين عليه ومن فريقه وفي مقدمهم محمد شقير الذي جلب له الويلات السياسية. وبات مسؤولون كثيرون يعرفون صعوبة المرحلة، ويعتبرون ان الحديث عن اجراء تعديل وزاري ليس بالامر السهل ولن يكون محل قبول الشارع الذي لن يرضى بأقل من استقالة الحكومة واستبدال مختلف الوجوه الوزارية، وقد لا يقبل بعودة تسمية الحريري مع ان هذه المهمة تعود الى الكتل النيابية وتسميتها اسماً لتكليفه هذه المهمة. وبعد وضوح كل مشهدية الحراك وتصميمه على المتابعة الى النهاية، تبين ان عون والحريري يلتقيان على قبول استقالة الحكومة وتغييرها مع الابقاء على رئيس الحكومة الحالي الذي يشكل حاجة خارجية وداخلية في آن واحد. وعلى رغم حركة الشارع المتصاعدة ليس من السهولة امام المكون السني استبدال الحريري باسم آخر وبقاء الآخرين. وردا على المطالبين باجراء انتخابات نيابية مبكرة، يسأل متابعون: وفق اي قانون ستجرى هذه الانتخابات، مع الاشارة الى ان القانون الساري "هو من أسوأ القوانين نتيجة ابرازه العفاريت المذهبية وكشفها عن انيابها السامة".
"الشرق": معادلة جديدة
كتب عوني الكعكي في "الشرق": معادلة جديدة
مع احترامنا وتقديرنا الكبير لكلمة فخامة الرئيس العماد ميشال عون، ولكنها لم تكن على قياس ما يجري ميدانياً من تظاهرات سلمية، غير طائفية، شعارها الوحدة الوطنية، لا علم فيها إلا العلم اللبناني، ولأوّل مرة في تاريخ لبنان يتعذر معرفة طائفة أي من الجمهور ولا حتى الإنتماء الحزبي، هذا أولاً. ثانياً يبدو أنّ الحل الوحيد اليوم هو حكومة جديدة بمواصفات جديدة، يعني حكومة تكنوقراط، ليس فيها نواب أو سياسيون، سمعة وزرائها المالية والادبية عالية، ولديهم اختصاصات ناجحون فيها. يبقى أنّ رئيس الجمهورية لا يزال، حسب المعلومات، متأثراً بصهره جبران، ويحاول أن يجد له أي موقع للتعويض، وللمرة الأولى لن يستطيع أن يفرضه وزيراً علماً أنه فرضه مرتين وزيراً حتى أيام سقوطه مرتين في الانتخابات… وكانت تؤجل التشكيلة حتى يكون فيها ليس شخصياً وحسب بل أيضاً من خلال العدد الذي يريده من الوزراء ونوعية الحقائب كما هو الحال بالحكومة الحالية. إلى ذلك، هناك مؤشرات تهديد ووعيد، كما هو الأمر مع السيّد حسن نصرالله بأنه لن يسمح للرئيس سعد الحريري بالإستقالة… وأنه إذا استقال فلن يعود الى رئاسة الحكومة. وبالنسبة الى جماعة المواجهة والممانعة يهددون، بدورهم، محاولين إعطاء هذه الثورة صبغة خارجية، وبأنّ سمير جعجع وجنبلاط وأشرف ريفي هم مشروع سعودي وأنهم وراء تحريض الناس على النزول الى الشارع… من أجل تحقيق حملة على حزب الله، إلاّ أنّ هذه الأقاويل لم يقبضها أحد، فالناس نزلت الى الشارع لأنها موجوعة ولأنّ المعاناة كبيرة جداً، وكان أن تم التعبير عنها عفوياً في الإندفاع الى الساحات والطرقات.
"نداء الوطن ": سقوط الحكومة في "بيت أبيها"
كتبت كلير شكر في "نداء الوطن ": سقوط الحكومة في "بيت أبيها"
للمرة الأولى، فتح رئيس الجمهورية الباب أمام التغيير. لم يحسم طبيعته وما اذا كان شاملاً أم موضعياً يقتصر على أسماء محددة من شأن خروجها من الضوء أن يطوّق غضب الشارع. قال الرئيس عون بلا أي مواربة: "بات من الضرورة اعادة النظر بالواقع الحكومي الحالي، كي تتمكن السلطة التنفيذية من متابعة مسؤولياتها، وطبعاً من خلال الاصول الدستورية المعمول بها". اللافت أنّ الحريري سارع على الفور إلى تلقّف دعوة رئيس الجمهورية، مرحباً بدعوته لاعادة النظر بالواقع الحكومي، خصوصاً وأنّه من أكثر المنفتحين على خيار "التنقيح" الحكومي الذي يعتبره أهون شرور التنازلات الممكن تقديمها في هذه المرحلة، والتي صار لا بدّ منها. يذهب المتابعون إلى حدّ الجزم بأنّ قرار "نسف" الحكومة الحالية اتخذ منذ أيام، فيما تجرى المشاورات بين أركان السلطة حول مكونات الحكومة البديلة، خصوصاً وأنّ الحريري لن يقدم على هذه الخطوة الكبيرة إلا اذا تأمّنت الضمانات من مختلف شركائه الحكوميين، وتحديداً من رئيس الجمهورية، صاحب التوقيع النهائي على قرار التأليف، لكي لا يخضع لأي ابتزاز سياسي في مرحلة لاحقة.
إلا أنّ خيار حكومة التكنوقراط لا يزال يحتاج وفق المتابعين، إلى الكثير من التدقيق من جانب "حزب الله" تحديداً الذي يحاذر تسليم السلطة التنفيذية في هذه المرحلة الدقيقة من المتغيرات الإقليمية إلى شخصيات "غير موثوقة" سياسياً.
عون: لإعادة النظر في الواقع الحكومي
توقفت الصحف عند الكلمة التي ألقاها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خاطب فيها اللبنانيين، وهي الأولى منذ بدء التظاهرات، وأطلق مواقف عدة أهمها:
ـ المشهد الذي نراه يؤكد ان الشعب اللبناني شعب حي، قادر على ان ينتفض ويغير ويوصل صوته، ويؤكد أيضاً أن الحريات في لبنان لا تزال بألف خير.
ـ للأسف هذا المشهد ما كان يجب ان يكون، وصرختكم كان ينبغي ان تكون صرخة فرح بتحقيق طموحاتكم واحلامكم، لا صرخة وجع.
ـ تعرفون جيداً اننا في بلد شراكة وديموقراطية، ورئيس الجمهورية، خصوصا بعد الطائف، في حاجة الى تعاون كل الأطراف في الحكومة ومجلس النواب ليحقق خطط العمل والاصلاح والانقاذ ويفي بالوعود التي قطعها في خطاب القسم.
ـ أنا رئيس ومسؤول، ولم أترك وسيلة الا واستعملتها لتحقيق الاصلاح والنهوض بلبنان. لكن الحقيقة، ان العراقيل كثيرة والمصالح الشخصية متحكمة بالعقليات، وهناك اطراف اعتبروا ان الشعب لا كلمة عنده يقولها.
ـ انني من يطالب باستعادة الاموال المنهوبة، وأنا من قدم قانوناً لاستعادتها، وحتى اليوم ظهرت مليارات من الموازنات السابقة يدقق فيها في ديوان المحاسبة. كل من سرق المال العام يجب ان يحاسب، ولكن المهم ألا تحميه طائفته وتدافع عنه.
ـ لأن الإصلاح هو عمل سياسي بامتياز، أصبح من الضروري إعادة النظر في الواقع الحكومي الحالي حتى تتمكن السلطة التنفيذية من متابعة مسؤولياتها، وطبعاً من خلال الأصول الدستورية المعمول بها.
ـ سمعت كثيراً دعوات لإسقاط النظام، الا أن النظام لا يتغيّر في الساحات، وصحيح ان نظامنا أصبح في حاجة الى تطوير الا أن هذا الامر لا يحصل إلا من خلال المؤسسات الدستورية.
ـ أنا حاضر لالتقي ممثلين لكم (للمتظاهرين) يحملون هواجسكم ويحددون مطالبكم وأنتم تسمعون منا عن مخاوفنا من الانهيار الاقتصادي وما يجب فعله لتحقيق أهدافكم من غير ان نسبب الانهيار ونفتح حواراً بنّاء يوصل الى نتيجة، فالحوار هو دائماً الطريق الأسلم للإنقاذ.
وقالت مصادر رسمية لـ "اللواء" ان الرئيس عون وضع خريطة طريق للخروج من الازمة الراهنة وبما يُرضي الشارع، عبر تحديده ثلاثة اهداف اساسية للمعالجة تقوم على: فتح الحوار مع الحراك في الشارع، واعادة النظر بالوضع الحكومي، والبدء بتنفيذ الخطوات التي قررتها الورقة الاصلاحية، وإقرار القوانين الاصلاحية التي اعلن عنها واحالها الى المجلس النيابي.
واوضحت ان موضوع الحكومة وضع على السكة لكن لا شيء مقررا بعد لجهة استبدال وزراء "القوات اللبنانية" الاربعة او تشكيل حكومة جديدة او تعديل وزاري واسع، وقالت ان هذا الامر يتقرر بالتشاور بين الرئيسين عون والحريري.
ردود فعل مرحبة
وفور انتهاء الرئيس عون من القاء كلمته، غرّد الرئيس الحريري على "تويتر": "اتصلت بفخامة رئيس الجمهورية ورحّبت بدعوته الى ضرورة اعادة النظر بالواقع الحكومي الحالي من خلال الآليات الدستورية المعمول بها".
وأشارت "اللواء" إلى أن الرئيس الحريري تلقف ما ورد في كلمة عون بخصوص اعادة النظر بالواقع الحكومي للانطلاق منه بالرغم من ان هذا الموقف يحتمل أكثر من تفسير وهو مايمكن ان يتبلور في الساعات المقبلة للبناء عليه والانتقال بسرعة للخطوة المقبلة لبلورة الحلول المناسبة لأن الوقت لايسمح بالتاخير والغوص في مناكفات، لاتؤدي الا الى اطالة امد الازمة واضرارها على البلد كله.
كذلك رحّب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بكلمة الرئيس عون "التي خاطب فيها اللبنانيين بوضوح وصراحة واضعًا اصبعه على جرح معاناتهم". وشدد على "ان المطلوب اليوم هو حكومة مصغرة حيادية كفوءة تنقذ لبنان وتولّد الثقة لدى المواطنين"، لافتًا الى ان "الحركة الشعبية ومطالبها المحقّة بدأت تعطي ثمارها".
كما غرّد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط: "بعد سماع كلمة الرئيس عون وبما اننا، في هذا المركب نفسه الذي يغرق وكوننا نشاطره الخوف من الانهيار الاقتصادي نجد ان أفضل حل يكمن في الإسراع في التعديل الحكومي والدعوة لاحقاً الى انتخابات نيابية وفق قانون عصري لا طائفي".
إلا ان "نداء الوطن" لاحظت أن الجميع أجمع (إلا العونيون طبعاً) على أنّ خطاب عون لم يكن على قدر طموحات الثائرين بل جاء بمثابة خطاب أقل من عادي في مرحلة أكثر من تاريخية تحاكي مصير البلد ومستقبل مواطنيه المنتفضين على الطبقة الحاكمة وفسادها.
"نداء الوطن": لا... يا فخامة الرئيس
كتب بشارة شربل في "نداء الوطن": لا... يا فخامة الرئيس
مؤسف يا فخامة الرئيس ان تلقي خطاباً لا يحاكي مستوى المرحلة التاريخية التي يمر بها الشعب اللبناني. لا بل إن مضمون الخطاب خارج التاريخ، لأنه يفترض ضمناً أن نزول ملايين اللبنانيين الى الشارع تفصيل بسيط في مقابل التمسك بجبران باسيل. مخيبٌ فعلاً ألا يفتح الخطاب الباب واسعاً أمام التغيير الفعلي بل أن يتركه موارباً علَّ الفوضى في الشارع و"الثورة المضادة" تتمكنان من إضعاف الحراك الوطني الشامل، فتبقى السلطة العزيزة على قلب أصحابها متحكّمة برقاب الناس على حساب إرادتهم وكرامتهم واستقرار الوضع النقدي. عرضت ما عندك يا فخامة الرئيس وجاءك ردّ الفعل من الساحات. لا يغرنَّك تأييد رئيس حكومة تطالبه طائفته، على الأقل، في الشوارع، من "عروس الثورة" طرابلس الى عاصمة الجنوب صيدا الى ساحل الشوف والبقاع الغربي، بأن يتوقف عن صرف رصيد رفيق الحريري في سوق التسويات بحجة خوفه على مصلحة اللبنانيين. لا يغرنَّك إشكال في رياض الصلح وانزعاج مواطنين يريدون التنقل في الطرقات لتستنتج أنك لا تزال "الرئيس القوي" وتستطيع استخدام جيش الدولة في خدمة الحاكمين ولقمع الثائرين المطالبين بالتغيير. لو ساهمت في حل ينقذ البلاد، قد تعود قوياً، لكن عليك أن تعود حَكَماً وليس فريقاً. فإسقاط عهدك غير مطلوب، وإسقاطك ليس مطلباً. الثورة تريد رأس حكومتك قبل أن تدعو الحراك الى الحوار أو يتم تضليل بعض الناس ببعض الانتهازيين الجاهزين للقفز الى عربة السلطة. لا نريد لعهدك ان يبدأ عده التنازلي وأن تصير أسير قوى سياسية أنقذت سلطتك لأنك لم تختر الشعب شريكاً في الانقاذ. فخامة الرئيس. حضِّر نفسك لخطاب آخر.
"اللواء": لا يا فخامة الرئيس
كتب عامر مشموشي في "اللواء": لا يا فخامة الرئيس
لا يا فخامة الرئيس لم تكن موفقاً بتوجهك إلى الشعب الذي ملأ الساحات طالباً منه الاقتناع بمثل هذه التبريرات التي تناقض الواقع المعاش منذ توليك رئاسة الجمهورية، وإدارتك دفة الحكم في البلاد على مدى أكثر من ثلاث سنوات على رأس حكومة أنت اخترتها واسميتها حكومة العهد الأولى. ثم لا والف لا يا فخامة الرئيس، يُمكن للحاكم ان يتصارح مع شعبه بعد ان يرتكب الأخطاء بحقه، كان الأجدر بك، بدلاً من تبرير التقصير الفادح والفاضح ان تستجيب لمطالبه المحقة ولا تخذله كما فعلت في رسالتك التي وجهتها إليه. لا وألف لا، يا فخامة الرئيس، لم تكن مقنعاً في محاولة إقناع الشعب بحسن ادائك، وقد لمست ذلك بعدما استمعت إلى ردوده الغاضبة على رسالتك تلك وانها لم تكن على المستوى المطلوب، بقدر ما شكلت خيبة أمل عبّر عنها بطريقته الحضارية التي ادهشت العالم. اما عن دعوتك لإعادة النظر في الواقع الحكومي من خلال الأصول الدستورية المعمول بها، فلا أجد من جهابذة القانون الدستوري، ولا أحد من مالئي الساحات فهم حقيقة ماذا تقصد بذلك، هل تقصد إخراج السلطة الحاكمة، أم المماطلة والتسويف؟
"نداء الوطن": كلمة الرئيس عون لم تُقارب أساس المشكلة
كتب بشارة خيرالله في "نداء الوطن": كلمة الرئيس عون لم تُقارب أساس المشكلة
نالت كلمة الرئيس ميشال عون إلى اللبنانيين نصيبها من التعليقات السلبية بسبب ركاكة المونتاج الذي أظهر بوضوح لا يقبل الشك أن الكلمة مسجلة على مرحلتين، وهذا ما ظهر من خلال تغيّر وضعية الكتب في مكتبة القصر خلفه، علماً ان المونتاج ليس عيباً لو تم تنفيذه باحتراف لتجنب الكم الوفير من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي. لكن الأهم من الشكل، ما ورد في مضمون الكلمة الخالية من الحلول، باستثناء تلميحه إلى رغبة في تغيير "حكومة العهد الأولى"، مع ما لهذا التغيير المنشود من عقبات تبدأ برفض وزير الوزراء الخروج من الجنة الحكومية، حتى لو تظاهر كل الشعب السوداني ونصف الشعب الياباني وربع الشعب الصيني إلى جانب الشعب اللبناني... إضافة إلى احتجاج الـ"سريلانكيين" والأثيوبيين والهندوس والتايوان. من المؤكد أن من صاغ الكلمة الرئاسية، حاول استدرار عطف الشارع لكنه لم يدرك مبتغاه، فظهرت كلمة رئيس الحكومة سعد الحريري قبل أيام أقرب إلى قلوب بعض المتظاهرين من الكلمة الرئاسية، التي أغفلت المتسبب الحقيقي في وصول الوضع المعيشي إلى ما وصل إليه ونزول الناس بهذا الزخم إلى الشارع. السؤال الذي يجب التمعن في البحث عن إجاباته الحقيقية، "كيف انتقلت مشكلة "حزب الله" من مشكلة مع المجتمع الدولي ومع نصف اللبنانيين (جماعة 14 آذار)، إلى مشكلة حقيقية في بعلبك وصور والنبطية مع "أم علي" و"أبو حسين" وجعفر ومهدي ومعروف وعمر والياس ومارون وشربل ومتري ونقولا وساكو وغربيس وأرتين...
"نداء الوطن ": هل نجح الرئيس في مخاطبة واقع الحال؟
كتبت غادة حلاوي في "نداء الوطن ": هل نجح الرئيس في مخاطبة واقع الحال؟
في اليوم الثامن للحراك الشعبي تحدث رئيس الجمهورية ميشال عون. انتظروا طويلاً خطاباً أرجئ مرات ومرات، ليطل متحدثاً إلى الناس في خطاب لم يرتقِ الى مخاطبة واقع الحال. كان يمكن لكلامه أن يكون مقبولاً في ظروف طبيعية، وليس كتلك التي يعيشها البلد حيث التوتر الذي تضج به الساحات في كل أنحاء البلاد. قد يقول قائل إنه تحدث ضمن ما تسمح به صلاحياته مغلّباً النظرة الايجابية على الخطاب، ولكن انطلاقاً من موقعه يصبح الوقوف على تفاصيل القول ضرورة. لعل أهم ما تضمن حديث الرئيس دعوته إلى اعادة النظر في عمل الحكومة، ما فسر على أنه صفارة الانطلاق نحو تغيير حكومي كان حتى الأمس القريب مستبعداً، وحوله هدير أصوات الناس في الشارع إلى محتمل أو ربما هو واقع لا محالة. تقول المعلومات إن استقالة الحكومة صارت شبه واقعة وأن المسؤولين انكبوا خلال ساعات الأمس على إعداد مسودة حكومة على الورق، على أن يتم الاتفاق عليها مسبقاً قبل إعلان استقالة الحكومة وتشكيل أخرى بديلة في غضون وقت قصير. خطوة من شأنها لو بلغت خواتيمها ان تهدّئ من روع المحتجين وتعيد تصويب الاوضاع لتتوالى بعدها الاصلاحات. وشهد يوم أمس حركة اتصالات وزيارات على خط الضاحية بيت الوسط وعين التينة بهدف انجاز الترتيبات النهائية قبل الاعلان عن استقالة الحكومة وتشكيل حكومة بديلة من 14 وزيراً من غير النواب، مناصفة بين المسلمين والمسيحيين ومن بين الاسماء المرشحة للحكومة اللواء عباس ابراهيم لوزارة الداخلية التي ستسند الى الشيعة بدل وزراة المالية، والدكتور عبد الحليم فضل الله المحسوب على "حزب الله"، وثالث مستقل.
"الانوار": كلمةُ الرئيس ميشال عون العقلانية
كتبت الهام فريحة في "الانوار": كلمةُ الرئيس ميشال عون العقلانية
كلمة الرئيس ميشال عون اتسمت بالعقلانية وبالاحتكام الى الدستور إذ قال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون: "تركنا الذين أوصلوا البلد إلى الهاوية من دون محاسبة". وبجرأة أقرّ: "العراقيل كثيرة والمصالح الشخصية كبيرة، وهناك ضرورة لأعادة الأموال المنهوبة، وكل مَن سرق المال العام لازم يتحاسب ولكن يجب ان لا تدافع عنه طائفته". وذكَّر رئيس الجمهورية باقتراحات القوانين التي سبق أن قدَّمها ولا سيما منها اقتراح قانون رفع السرية المصرفية ورفع الحصانة . ووجه نداء مطالبًا بضرورة إعادة النظر بالواقع الحكومي الحالي من خلال الأطر الدستورية. وخاطب المعتصمين قائلًا: "أنا حاضر التقي ممثلين عنكم". وختم: "ناطركُم". كان هذا القلم بالذات معكم فخامة الرئيس شخصياً أيام شعب لبنان العظيم. واليوم معكم شخصياً ومع مليوني الشعب الذكي بتغيير الحكومة لتنفيس الشارع، وحقاً ضد تحويل الانتفاضة المليونية المحقة الى مواجهة مركبة من الخارج بهدف الايقاع بين الشعب اللبناني. الانتفاضة لكي تتحصَّن، تحتاج إلى: 1- وجوه جديدة كفوءة غير سياسية، نزيهة تميزت بنجاحها في العمل الفردي، وهذا متوافر في الشعب اللبناني إلى أي منطقة انتمى وإلى أي طائفة انتمى. 2- جيش جبَّار إبي على رأسه قائد شجاع وضباطه وجنوده من ابناء الشعب بأكمله يشعرون معهم: يفرحون لفرحهم ويبكون لبكائهم، تمامًا كما حصل مع ابن كفرنبرخ البار، العسكري الذي بكى أمام جموع المحتشدين. فخامة الرئيس تبقى حامل لواء شعب لبنان العظيم. الشعب اليوم مع رحيل الحكومة التي اسمت نفسها "الى العمل"! وأوصلت المليونين الى هذه الانتفاضة. الترقيع لم يعد مقبولاً بذهن أي من المليوني مواطن. فخامة الرئيس ميشال عون. انتم رئيس السلطات والقائد الأعلى للقوات المسلحة، استقالة الحكومة اليوم توفر على البلاد والعباد الاسوأ. ومن يطالب بأكثر يكون يريد الفوضى والغوغائية وسقوط الوطن.
"الشرق الاوسط": هل يُصلِح العطار دهر لبنان؟
كتب مشاري الذايدي في "الشرق الاوسط": هل يُصلِح العطار دهر لبنان؟
هل يُصلح العطار اللبناني ما أفسدته السياسة وثقافة الحكم والمحاصصة، وتسليم القرار السيادي اللبناني لمنظمة تمارس الإرهاب وغسل الأموال من أجل مصلحة دولة أجنبية مدانة هي الأخرى بالإرهاب؟
بعد صمت قارب الأسبوعين، منذ بداية الثورة اللبنانية الشعبية، غضباً من فساد الدولة اللبنانية وضياعها، خرج رئيس الجمهورية، ميشال عون، بخطاب مقتضب مكتوب، وبتسجيل مشغول وممنتج، يخاطب الشارع اللبناني الهائج، بهدف تسكينه وتطمينه، لكن عطارة عون لم تُصلِح دهر السياسة الشوهاء منذ عقود في لبنان. إذا كانت ورقة الحريري - الذي لم ينل النصيب الأكبر من غضب الشارع، بل ناله صهر عون وخليفتها، جبران باسيل - لم تفلح في تسكين غضب الناس، وهي ورقة مفصّلة وجريئة، فكيف يفلح عون فيما عجز عنه الحريري؟ الرئيس اللبناني، ميشال عون، قال في خطابه الوجيز، إن كل مَن يثبت أنهم اختلسوا أموالاً عامة سيخضعون للمحاسبة، وذلك في أول خطاب له منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية، قبل أكثر من أسبوع. وأضاف عون أن مكافحة الفساد تتطلب قوانين صارمة، وليس مجرد كلمات، معتبراً خطة الإصلاح التي اقترحها رئيس الوزراء، سعد الحريري، مؤخراً بمثابة الخطوة الأولى نحو إنقاذ لبنان، حسبما صاغت كلامه بي بي سي. هل أتى كلام عون متأخراً؟ هل فات القطار ساسة لبنان اليوم؟ ربما كانت مطالب الناس في لبنان فوق الواقع، وخارج إمكانيات ساسة لبنان، ومتجاوزة لقوة النظام الحالي، صحيح، لكن هذا يجب أن يفتح العقل على مسألة أخرى خطيرة، وهي: هل انتهت جمهورية «حزب الله» وأتباعه، ومنهم حزب جبران باسيل، محبوب الشعب الأول...؟!
"النهار": هل اتخذ القرار بإخماد الانتفاضة وإنهائها؟
كتب ابراهيم بيرم في "النهار": هل اتخذ القرار بإخماد الانتفاضة وإنهائها؟
مخاطبة عون اللبنانيين لم ترق إلى مستوى الأزمة برأي خبير سياسي متابع للإنتفاضة، وكلمته كان يمكن أن تقال قبل 7 ايام أي عند اشتعال الإنتفاضة، إذ أن التطورات تخطتها بأشواط، ولم يعد نافعاً التمسك بخطاب وكأن شيئاً لا يحدث في الشارع وكأن التسوية الرئاسية لم تزل على حالها. تركز السلطة في هذا الوقت على تلقف موضوع التعديل الحكومي، أي أن رئيس الحكومة لن يستقيل الآن وهو ليس في هذا الوارد، وفق الخبير السياسي. ويدعّم هذا الرأي قرار الحزب التقدمي الإشتراكي باستمرار وزرائه في الحكومة وعدم استقالتهم، لا بل أن الحزب طرح مبادرة انقاذية وهو يعرف أنه لن يؤخذ بها، لكنه ينتظر تطورات بعد اتصالات أجراها رئيس الحزب وليد جنبلاط مع الحريري وذلك بعد اتصالات دولية مكثفة دعته إلى عدم الاستقالة مع الحفاظ على الاستقرار وحماية المتظاهرين. ويبدو أن الأيام الثلاثة المقبلة قد تحمل الكثير من المستجدات وفق الخبير السياسي المتابع، انطلاقاً من تسرب معلومات عن لقاءات حصلت بين "حزب الله" والتيار الوطني الحر" ورئاسة الجمهورية، وضع الحريري في بعض أجوائها، خرجت بموقف موحد أن لا تغيير حكومياً والتعديل لن يطال وزير الخارجية رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي يطرح خطة هجومية ضد ما يسميهم القوى السياسية التي تقود الحراك الشعبي، ولا يعترف بأن الانتفاضة عابرة للطوائف والمذاهب والهيمنات. بينما تخطى عون مطلب استقالة الحكومة، ها هي السلطة بمكوناتها بدأت تبحث عن خيارات جديدة لإخماد الانتفاضة وإنهائها. وينقل الخبير السياسي اجواء تشير الى خطط على الأرض تنطلق بهجوم معاكس للإطاحة بالحراك. بداية كانت البروفة الاولى بتحريك شوارع مقابلة، يتصدرها "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" ويُعمل على استقطاب حركة أمل إليها، علماً أن ما فعله مناصرو أمل خلال الأيام السابقة في بيروت والضاحية والجنوب كان مقدمة لشيء ما عمل على ضبطه ومنعه الرئيس نبيه بري، لكن قد تفلت الامور من يديه وفق الخبير السياسي. في حين أن جمهور "تيار المستقبل" مشتت بين مناصر للإنتفاضة وآخرين لا يريدون إضعاف الرئيس سعد الحريري، علماً أن الحريري خسر الكثير من جمهوره خلال الأيام الثمانية من الإنتفاضة. النقطة الثانية من الهجوم المعاكس هو محاولة تصوير أن القوات اللبنانية هي التي تقطع الطرق وتشويه الحراك باستحضار العصبيات الطائفية والمذهبية وتبرير خروج الشوارع المقابلة.
كلمة لنصرالله اليوم...
يتحدّث الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله حول التطورات الداخلية في الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم.
"القمصان السود" في ساحة رياض الصلح
أشارت "الجمهورية" إلى أن المتظاهرين رفضوا إخلاء الساحات رغم غزارة الأمطار وعادت أعدادهم الى الارتفاع بعد انحسار المطر.
وذكرت الجمهوية انه ففي النبطية سجّلت أمس 3 أحداث لافتة، أوّلها كثافة المشاركين، وثانيها الإشكال أمام سراي النبطية بين سيارة استفَزّ سائقُها المتظاهرين بطريقة مروره وشَهر مسدسه، فحصل تَدافع وسط الشارع، وتمكّنت عناصر الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي من فَضّه ومعالجته. وثالثها، إعلان 4 أعضاء في مجلس بلدية النبطية استقالتهم، احتجاجاً على تعرّض شرطة البلدية وآخرين للمتظاهرين. وفي هذه الاثناء حافظت طرابلس على الصورة الحضارية التي عكستها منذ اليوم الأول للتظاهرات، إذ سجّل أمس تجمّع حاشد من المهندسين والمهندسات أمام مقر نقابتهم في طرابلس للتأكيد على دور المدينة في الحراك المدني. وانطلقوا، وفي مقدمتهم النقيب بسام زيادة، في مسيرة إلى قصر العدل لينضمّوا إلى المعتصمين من محامين وأطباء وأطباء أسنان، وليتابعوا مسيرتهم الى ساحة النور حيث تجمّع المعتصمعون منذ ساعات الصباح الأولى. أمّا ساحة رياض الصلح في قلب بيروت فقد شهدت عمليات كرّ وفرّ، حيث سادَت حالة من التوتر بين مجموعتين، الأولى تُطالب بإسقاط الحكومة وترفع شعار «كلّن يعني كلّن»، والثانية حزبية (ترتدي القمصان السود) وقد وصلت في فانات الى مكان التظاهر، وتقول إنّ لديها المطالب ذاتها، لكنها ترفض المَسّ بالأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله تحت شعار «كلّن يعني كلّن... نصرالله أشرف مِنّن». وتطوّر الأمر إلى تَلاسن بين المجموعتين، ثمّ إلى اشتباك بالأيدي أدّى الى وقوع جريح، وتدخّلت قوة مكافحة الشغب لفضّ الاشكال.
وليلاً بدأت المجموعة الحزبية تهتف مبايعةً مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي.
إلا أن مرجعا مسؤولا لـ"الجمهورية" تحدث عن بدء العد العكسي لإنهاء حال الفوضى التي نتجت من بعض التظاهرات في بعض الأماكن والمناطق، بحيث سيتم فتح كل الطرق والبلد، ليكون الاثنين المقبل يوم عمل طبيعياً في كل المؤسسات الرسمية والخاصة وفي المصارف والبلد عموماً، فيما ينتظِم الحراك، تظاهرات واعتصامات، في الساحات". وقال المرجع انّ رئيس الجمهورية "سيبدأ الحوار المباشر مع ممثلي الحراك الشعبي في ما يرفعونه من مطالب، وسيتم تصنيف كل من لا يشارك في هذا الحوار على انه "حالة مُندَسّة" للتخريب، ويتم التعامل معها على هذا الأساس".
"الجمهورية": كل شيء تحت السيطرة.. مبدئياً
طوني عيسى في "الجمهورية": كل شيء تحت السيطرة... مبدئياً
ما هي العوامل التي توفّر اليوم للانتفاضة قدرةً على مواجهة السلطة وقمعها ومحاولاتها لشقّ الصفوف؟ إنّ حماية هذا المناخ من الخرق، داخلياً وخارجياً، ولاسيما في الجانب الأمني، تتولاها المرجعية الوحيدة المؤتمنة في زمن انهيار المؤسسات، أي الجيش. وأهمية المؤسسة العسكرية أنّها الوحيدة التي تتمتع بثقة المجتمع الدولي، وتحظى بدعمه لتقاوم الضغوط والمماحكات السياسية أياً تكن. ولذلك، لا يطمئن المنتفضون إليها وحدها، ولا يريدون في أي شكل أن يستدرجهم أحد للوقوع في فخّ التصادم بين الجيش والناس فينهزمان معاً وتنتصر منظومة الفساد. هذا الواقع يدركه أركان هذه المنظومة. لذلك، هم رسموا حدوداً لضغوطهم، سواء على المنتفضين أو المؤسسات العسكرية والأمنية، ويدركون أنّ تصلُّبهم هنا سيعرِّضهم لنقمة عارمة من المجتمع الدولي يدفعون ثمنها غالياً. المتابعون يرجّحون ألاّ تصل الأمور إلى حدّ استخدام مواد في القانون الدولي وأنظمة الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي، ومنها الفصل السابع، ضد الدولة اللبنانية، لأنّ تكاليف ذلك ستكون باهظة. وزيارات سفراء مجموعة الدعم الدولية للسراي قبل أيام، وممثل الأمين العام للأمن المتحدة يان كوبيتش للقصر أمس، تحمل تعبيراً واضحاً عن اهتمام المجتمع الدولي بمسار الأحداث في لبنان. ولذلك، ثمة من يتوقع أن يواصل أركان السلطة محاولاتهم للتهرُّب من الاستحقاقات الحقيقية حتى إشعار آخر. وهذا يعني أنّ الناس أيضاً ستمضي في انتفاضتها تصعيداً. حتى اليوم، كل الأمور ماشية «من دون غلط». فلا الانتفاضة تتجاوز الخطوط الحمر ولا السلطة. وفي الحدّ الأقصى، حاول الجيش فتح بعض الطرق الرئيسية، بالأساليب الناعمة جداً. لكنه، عندما اصطدم بإصرار الناس، تراجع. وفي هذه الحال، سيكون البلد في حالٍ من المراوحة إلى أن تطرأ معطيات تفرض تحوّلاً جديداً. ولكن، على الأرجح، لا يمكن لأركان السلطة إلّا الهبوط في تنازلات تدريجية ستقرّر الأحداث طبيعتها وحدودها. لكن التحدّي هنا يكمن في المدى الزمني الذي ستستغرقه هذه العملية. فهل يتحمّل البلد استمرار المراوحة الحالية فترة طويلة غير محدَّدة؟ وخلال هذه الفترة، هل يبقى الوضع تحت السيطرة سياسياً واقتصادياً ومالياً ونقدياً... وأمنياً، أم تنشأ معطيات تخلط الأوراق وتقلب الطاولة بما فيها ومَن فيها؟ بعبارة أخرى: هل يَطْمَئِنُّ اللبنانيون إلى أنّ استقرارهم ما زال ممسوكاً أم أنّ هذه المقولة على وشك الاهتزاز؟
"النهار": يا وطن!
كتب راجح الخوري في "النهار": يا وطن!
لست ادري لماذا أتذكر ما قاله نابوليون يوماً: "إنني أضع خططي من أحلام جنودي النائمين"، ربما لأنني لا أجد فرقاً بين الجنود يحلمون بعائلاتهم وبلدهم عندما ينامون، وجنود يعانون بين واجبهم العسكري ومصلحة بلدهم وأولادهم، وهم يقفون في وجه اخوة لهم يطالبون بما تهفّ له قلوبهم. ولا أدري أيضاً لماذا أتذكر قوله: "ان الفقر والحرمان هما مدرسة الجندي الجيد"، ربما لأنه قياساً بما يعانيه الشعب اللبناني الذي يثور على الفقر والحرمان، لا أجد فرقاً بين الجندي الذي أرسل لفتح الطرقات والذين يقطعونها ملوحين بالعلم اللبناني وينشدون: كلنا للوطن. ولست أدري لماذا أتذكر قول شارل ديغول: "لا تبحث عن أسباب الصراع في برميل البارود بل في إهراءات القمح"، لأن ليس بين الشعب والجيش برميل من البارود، بل يخاف كلاهما من فراغ يهدد إهراءات القمح ولقمة الأطفال. ولست ادري لماذا أتذكر قول جون كينيدي "رأيت الشجاعة سواء في حرب فيتنام أو في الصراع لوقفها، لكنني تعلمت ان حب الوطن يتضمن الإحتجاج وليس فقط الخدمة العسكرية"، بما يعني ان دموع الجنود اللبنانيين كانت إحتجاجاً صاخباً جداً يقف الى جانب المتظاهرين. لن يدرك الذين اوصلوا لبنان الى هنا، معنى الورقة التي نشرت في الصحف وقيل ان جندياً يحملها وهي تخاطب المتظاهرين بالقول: "أنا وكل رفاقي معكم، جيبولنا حقنا من الحراميي يلي سرقونا، نحن وإنتوا واحد مش واقفين بوجكن نحن وإنتوا واحد". نعم، سيذهب الجميع وستبقى سمفونية دموع الجنود تنشد مع الشعب: كلنا للوطن.
"النهار": النظام؟ ألم يسقط بعد؟
كتب نبيل بو منصف في "النهار": النظام؟ ألم يسقط بعد؟
لعله يمكن الرهان على زخم الانتفاضة لاحداث معايير جديدة في عقد اجتماعي جديد يؤسس لعقد سياسي محدث لاحقا لو لم نكن نخشى شياطين المفاجآت والمكامن والافخاخ التي تنصب من دون ادنى شك للانتفاضة لافراغ كل مضمون تغييري جدي وجذري لزخمها من محتواه. ذلك ان السقوط الكبير غير المفاجئ لطبقة سياسية لم تستشعر يوما نبض التغيير وامعنت في الاستهانة بتحليق مستويات الازمات الاجتماعية والاقتصادية والمالية الى سقوف خيالية قياسية يحمل في تداعياته الخطيرة ايضا تهاوي النظام من دون منة من ثورة او انتفاضة او احتجاجات. ويشبه ذلك تماما ذاك الردح الصاعد الآن على خلفية المطلب المركزي للمحتجين والمعتصمين على امتداد ساحات لبنان باستقالة الحكومة وتأليف حكومة تكنوقراط مستقلة تقود البلاد الى انتخابات مبكرة والمعاندة والمكابرة الرسمية والسياسية في تجاهل او رفض او التمهل اكثر فاكثر في التعامل الجدي مع هذا الاستحقاق. والحال اننا بتنا نخشى فعلا ان يضحي مصير النظام الدستوري قد صار على شفا هاوية مع ارتباط وثيق بالمواجهة المتصاعدة حول المطالب التي يرفعها المنتفضون. فاذا كان افتداء الحكومة قبل اندلاع الشرارة الاولى للانتفاضة ممكنا باستقالة وزير بات من الاستحالة الآن ان تفتدى بتعديل حكومي وسيضحي مستحيلا لاحقا احتواء الانتفاضة باستقالة الحكومة نفسها. هذه الكيمياء المنتشرة على امتداد لبنان تتفاعل بقوة غير مسبوقة ولا يزعمن احد انه من الخبراء المقتدرين على توقع تداعياتها التسلسلية. فكيف بسلطة لا تزال تعمل عقلها التقليدي البليد وتقيم على رهانات سقطت من اللحظة الاولى لدوس المجموعة الاولى من المتظاهرين وسط بيروت؟
"النهار": داخل كل زعيم "دراكولا" فهل يلبس اللبنانيّون "الأكفان"؟
كتب سركيس نعوم في "النهار": داخل كل زعيم "دراكولا" فهل يلبس اللبنانيّون "الأكفان"؟
نقول أن الدفاع عن نجيب ميقاتي ليس هدف "الموقف هذا النهار" اليوم. فتهمة الفساد لا تحوم فوقه فقط بل تشمل مجموعات بالمئات وربّما أكثر من رجال السياسة ورجال المال والأعمال والمصارف و... لكن اقتصار الادّعاء عليه بالإثراء غير المشروع فيه الكثير من الكيديّة رغم أنّ القضيّة المُستخدمة في هذا المجال صحيحة. فما فعله مع "بنك عوده" سمح به في حينه تعميم لمصرف لبنان أو لحاكمه، واستفاد منه خمسة إلى ستّة آلاف من المُشار إليهم أعلاه ومن أسلاك رسميّة عدّة يحتاج إليها رجال الحكم والدولة وأصحاب النفوذ في البلاد. وإذا أراد الحكم إبعاد تهمة الكيديّة عنه عليه أن يُوجّه القضاء للإدّعاء على الجميع، كما عليه أن يفتح ملفّات قضايا فساد طاغ بحجمه ورائحته وفي كل المجالات،. فهل يتجرّأ على ذلك؟ إيران أثبتت بعد 40 سنة من ثورتها أنّ الشيعة قادرون على بناء دولة ومؤسّسات بغض النظر عن أسسها ومبادئها، وليسوا فقط شعوب شكوى وتذمّر واحتجاج وثورة وبكاء. وعليها أن تعود الآن إلى واقعيّة "فُرْسِها" وبراغماتيّتهم للمحافظة على ما أنجزت وعدم متابعة ممارسة غرور القوّة الذي أوصل عدوّها الأوّل إلى رئاسة أميركا، وهو يُذيقهم مرارات كثيرة. والثاني أنّ على "حزب الله" الذي أخذ عنها في أثناء احتضانها ورعايتها له الكثير من أسباب قوّتها وميّزات شعبها أن يستمرّ في المرونة، وأن يُثبت أنّه قادر على منع دولة لبنان من السقوط وعلى قيادة عمليّة إعادة بنائها على نحو متين وصحيح. وإذا لم يفعل ذلك يُعزِّز مقولة أن الشيعة أهل ثورة وبطولة وتضحية واستشهاد ومُحاربة الظلم لكنّهم ليسوا أهل بناء دولة مؤسّسات. علماً أنّ الإنصاف يقضي الاعتراف بأنّ بناء دولة لبنان من أصعب المهمّات نظراً إلى كون شعبه شعوباً. في النهاية بات اللبنانيّون مُقتنعين بأن داخل كل زعيم أو قائد أو رئيس أو سياسي أو مُتموّل أو موظّف كبير "دراكولا" صغير يعشق الدماء ويعيش عليها. وربّما بدأوا يقتنعون بتصرّف إسلامي هو "لبس الكفن" الذي يعني أن من يُقدم عليه صار يائساً من أي حلّ، وأنّه مستعدّ للتضحية حتّى بحياته سواء في قتال أو احتجاج أو انتفاضة. وربّما يبدأ هؤلاء التصرّف على أنّهم "لبسوا الأكفان" وإن أدّى ذلك إلى دفن البلاد.
"النهار": لو قامت السلطات الدستوريّة بواجباتها لما تحرّكت سلطة الشعب...
كتب اميل خوري في "النهار": لو قامت السلطات الدستوريّة بواجباتها لما تحرّكت سلطة الشعب...
يمكن القول إن السلطات الدستوريّة بمختلف مستوياتها، لو أنّها قامت بواجباتها الوطنيّة في حينه، لما كانت سلطة الشعب تحرّكت في الشارع على مساحة كل لبنان متجاوزة، للمرّة الأولى، القيد السياسي والحزبي والطائفي والمناطقي. فلا السلطة التنفيذيّة ولا السلطة التشريعيّة حقّقتا الإصلاحات الشاملة المطلوبة وقتها، ولا كافحت الفساد، ولا حاكمت الفاسدين ناهبي المال العام. ولا السلطة القضائيّة أخذت مبادرة مقاضاة هؤلاء ليكونوا عبرة لسواهم. والحكومات تشكّلت من القوى السياسيّة الأساسيّة لتُسمّى كذباً وبهتاناً "حكومات وحدة وطنيّة"، فلم يكن في إمكان أي وزير ممثّل لهذه القوى محاسبة الآخر، فكانت حكومات "مرّقلي لمرّقلك" على حد قول الرئيس تمّام سلام نفسه عندما كان رئيساً لإحدى هذه الحكومات. وحالت المناكفات والمشاحنات والمزايدات بين الأضداد فيها دون إقرار المشاريع الحيويّة التي هي من أولويّات الناس، مثل الكهرباء والنفايات والطبابة والاستشفاء وخلق فرص عمل تضع حدّاً لهجرة الشباب، ولا السلطة الاشتراعيّة قامت بواجباتها أيضاً في محاسبة الحكومة على أعمالها ومراقبتها، لأن القوى السياسيّة الأساسيّة ممثّلة فيها، فهل يعقل أن تُحاسب هذه القوى نفسها وبعضها بعضاً؟! على الوزراء الذين يمثّلون أحزاباً لها شعبها أن يستقيلوا ليهدأ الشارع، أو على نوّاب هذه الأحزاب التحرّك وطلب عقد جلسة لمناقشة الحكومة في ورقة الاصلاحات التي أقرّتها، لجعل الشعب يثق بأن هذه الاصلاحات ستنفّذ بسرعة ولن تبقى حبراً على ورق، وليست مجرّد مسكّنات لتخدير الشارع. فعلى الحكومة ومجلس النوّاب القيام بالواجب ليوفّروا على الشعب مغبّة القيام بما قد تكون له مضاعفات وتداعيات. وإذا كانت القرارات الإصلاحيّة لم تخرج المحتجّين من الشارع، فإن كلمة الرئيس ميشال عون لا تخرجهم هي أيضاً.
"النهار": انتفاضة في قلب الانتفاضة
كتبت موناليزا فريحة في "النهار": انتفاضة في قلب الانتفاضة... رصد أميركي للاحتجاجات ضد "حزب الله" وخياراته المحتملة
منذ اندلاع الحراك الشعبي غير المسبوق في لبنان، كسر المتظاهرون للمرة الأولى حواجز كانت بمثابة "محرمات"، على غرار التظاهر في مناطق تعد معاقل رئيسية لـ"حزب الله "وتوجيه انتقادات غير مسبوقة له ولأمينه العام حسن نصرالله. وشهدت مناطق عدة في جنوب لبنان الذي يعدّ معقلاً للحزب تظاهرات غير مسبوقة، خصوصاً في مدن النبطية وبنت جبيل وصور. واتهم متظاهرون مباشرة على الهواء الحزب بتوفير الغطاء لحكومة فاسدة، يقولون إنها سلبت الناس مقدراتهم وسبل عيشهم. وكتب الباحث البارز في "معهد الشرق الأوسط" بلال صعب أن ما يحصل "ليس نتيجة جيدة لحزب الله"، وخصوصاً أن لا شيء، بما فيه إسرائيل، يهز ثقة الحزب بل يهدد وجوده، أكثر من الخلاف داخل المجتمع الشيعي. وليست المرة الأولى التي يعرب فيها مواطنون من قلب معاقل الحزب وحليفه حركة "أمل" استياء متزايداً حيال عجزه عن توفير خدمات أساسية بسبب الحرب السورية. فخلال الانتخابات النيابية عام 2018، ارتفعت انتقادات كبيرة في تلك المنطقة للحزب. ومع أن حجم الاستياء الشيعي من الحزب ليس واضحاً بعد، يقول الباحث إن امتداده الجغرافي وجرأته واضحاً تماماً. "فهذه المرة لا ينحصرالاستياء في البقاع وبعلبك، وإنما امتد الى صور والنبطية وصيدا وأجزاء من الضاحية الجنوبية بيروت حيث مزق ناشطون صوراً لرئيس مجلس النواب نبيه بري ونددوا بالامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. وهو ما لم يحصل قط في السابق". وبالنسبة الى الباحثة في "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى" حنين غدار أن التظاهرات تظهر أن طهران قد تكون جيدة في كسب النفوذ، لكنها سيئة في الحكم بعد ذلك. وبعد ظهر اليوم، توتّر الوضع في رياض الصلح، إثر اقتحام مجموعة تُطلق على نفسها اسم "فش خلقك" المتظاهرين، اعتراضاً على الهتافات المنتقدة لنصرالله، ورددوا هتاف: "كلّن يعني كلّن، نصرالله أشرف منهم". ويخشى أن يكون ما حصل اليوم بروفا مصغرة لما قد يلجأ اليه الحزب للتعامل مع التظاهرات بمجملها، لا مع جماعته فحسب. ومن الخيارات يقول صعب: "يمكن أن يقبل الحزب خسائره ويمضي دون رادع، وربما يضاعف من استخدام العنف للحفاظ على الوضع الراهن. أو يمكن أن يعيد تقويم خططه خوفاً من تكرار السيناريو العراقي المخيف حيث تهدد معركة شيعية داخلية، بين فريق يدعم عراق تهيمن عليه إيران وآخر يعارضه - بالتحول إلى حرب أهلية أخرى.
"النهار": الشارع المسيحي" يستعيد روحه الثورية... "الساحات لنا ولو غبنا فترة"
كتب إسكندر خشاشو في "النهار": الشارع المسيحي" يستعيد روحه الثورية... "الساحات لنا ولو غبنا فترة"
يتحدث عضو تكتل "لبنان القوي" النائب إدي معلوف الذي يؤكد أن مناصري "التيار الوطني الحر" هم "أبناء دولة ولا تستهويهم الفوضى وقطع الطرق، وفي الوقت نفسه نحن مع التظاهر ولنا صولات وجولات في الساحات والتظاهرات، انما ضد قطع الطرق بالمطلق". "فليتظاهروا في الساحات ولن يقترب منهم أحد، ولا تزعجنا التظاهرات في المناطق المسيحية"، يقول معلوف لـ"النهار"، "فلتكن التظاهرات مثلاً في ساحات في ضبيه وكسروان وأينما شاؤوا، ولكن من دون تعطيل مصالح الناس"، نافياً اتخاذ أي قرار لمواجهة التظاهرات او قمعها. ولا يوافق معلوف على نظرية تراجع التأييد الشعبي لـ"التيار"، معتبراً أنها "ليست المرة الأولى يراهن فيها على تراجع التأييد للتيار ويعود الشعب ويثبت عكس ذلك، وهذا ما ستثبته الايام المقبلة ايضاً مهما حاولوا تصوير العكس". مقاربة معلوف لا يوافق عليها الوزير السابق سجعان قزي الذي يقسّم الشارع المسيحي الى ثلاثة اقسام، "الأول هو غير الحزبيين وإن كانوا يمتلكون رأياً سياسياً وكفروا بالحالة المتردية ويئسوا من الوعود التي لم يتحقق منها شيء، والثاني هم الحزبيون القواتيون والكتائبيون الذين لبّوا دعوة احزابهم للنزول على الطريق، والثالث هم من حركات المجتمع المدني التي سجلت خروقا في المجتمع المسيحي، لكنها ليست كبيرة". ويقول لـ"النهار": "الوضع المتردي الذي وصلنا اليه ايقظ الروح الثورية في هذا الشارع، وهو عكس ما بدا في السنوات الماضية وكأنه شارع خمول متكاسل استهلاكي سلّم أمره بالكامل، واعادت اليه الوهج الذي تميّز سابقاً. فالساحات تعرف هذا الشارع جيداً من الاستقلال مروراً بالتظاهرات العمالية والطالبية وليس انتهاء بحراكه ضد الوجود السوري". ويختم: "لا يمكننا النفي ان عودة الروح الثورية الى الشارع المسيحي هي رسالة مهمة الى الشوارع الاخرى وتأكيد انه ليس سهل الكسر، ويمكنه ايضاً ان يتحرك بزخم عندما تدعو الحاجة".
"النهار": الانتفاضة الوطنيّة تفرض المصارحة
كتب مروان اسكندر في "النهار": الانتفاضة الوطنيّة تفرض المصارحة
الرئيس الحريري استشعر من المواطنين عبر تصريحاتهم في التظاهرات تبرّم الشعب من مسيرة الحكم، وأعلن أنه سيقدم رزمة إصلاحات خلال 72 ساعة يأمل في الحصول على تأييدها من مختلف الأفرقاء السياسيّين. وحينما أعلن الإصلاحات المقترحة قبل انتهاء المهلة بساعتين، وجد اللبنانيّون أن الرزمة تشمل بعض الإصلاحات لكنّها لا تتناول جوهر المشكلة الذي هو تعاظم كتلة الدين العام بسبب تمويل عجز الكهرباء مدى 10 سنين 2008 – 2018 بما يساوي 30 مليار دولار تشكّل مع فوائدها نسبة 52 في المئة من كتلة الدين العام. ويعلم اللبنانيّون أن هنالك إلتزامات لم تسدّدها الدولة لفرع الضمان الصحي في صندوق الضمان الاجتماعي، وأن ديون المستشفيات الخاصة لصندوق الضمان تزيد على 2000 مليار ل. ل.، والديون المستحقّة للمقاولين عن أعمال تمّ تنفيذها تبلغ مليار دولار. إضافة إلى ذلك، تدنّت مداخيل الهاتف الخليوي للدولة بما يساوي 400 مليون دولار سنوياً بسبب مبادرة الوزير نقولا صحناوي إلى إبلاغ الشركتين العاملتين أن دورهما توفير خدمة تقنية لكن تكاليف الموظفين والاستثمارات العملية على حساب الدولة. لقد تأخّر الحكم كثيراً في استشعار غليان الرأي العام، وتالياً سارع إلى اتخاذ قرارات إصلاحيّة غير كافية، ويكفي أنه أهمل السبب الرئيسي للعجز المالي، أي عجز مصلحة كهرباء لبنان التي لا توفّر سوى 1600 ميغاوات منها 250 ميغاوات من السفن المستأجرة، وخطّة الكهرباء التي تبنّاها مجلس الوزراء تهدف إلى تأمين 1400 ميغاوات من إنتاج الطاقة من السفن التركية، وذلك بعد التعاقد مع أربع سفن إضافيّة، وحينئذٍ نرفع العجز المتوقّع لقطاع الكهرباء 3 – 4 مليارات دولار خلال ثلاث سنوات. ومشروع معالجة الكهرباء كما هو معروض أفضل دليل على فشل الوزيرة في محاولة معالجة المعضلة القائمة والتي عالجها المصريون مع شركة سيمنز بانجاز 14000 ميغاوات خلال سنتين، ناهيك بالأردن الذي رفع طاقته الانتاجية من الألواح الحراريّة 1000 ميغاوات خلال السنة المنصرمة بالتعاون مع الصين التي هي الدولة المُنتجة لهذه الألواح بأدنى الأسعار.
"الاخبار": التسييس الفئوي للتظاهرات ينذر بفوضى تهدد الحراك والبلاد
كتب ابراهيم الامين في "الاخبار": التسييس الفئوي للتظاهرات ينذر بفوضى تهدد الحراك والبلاد
إذا كان الحراك لم يتشكّل على هيئة تحرّك منظّم تقف خلفه قوى أو تحالفات واضحة، فإن الوقت لا يزال متاحاً لخلق إطار تنسيقي يحميه من عملية التسييس القائمة لأهداف لا تخصّه. أما التذرع بأننا لا نعرف مطالب الناس فهو عذر أقبح من ذنب. الشارع يريد، أولاً، شراكة تمنحه حق الرقابة الفعلية على ما تقوم به مؤسسات السلطة ويريد التثبت من وصول شخصيات الى مواقع القرار والإشراف على إنفاق المال العام وإدارة مؤسسات الدولة. وهو أمر متاح، ما لم تواصل السلطة عمليات فحص دماء الطائفية والولاءات الشخصية لكل مرشح لتولّي وظيفة عامة. ولأن الناس يريدون الخلاص من زمن ربط مصير البلاد ومقدراتها بأشخاص دون غيرهم. هل بات لبنان عاجزاً عن إيجاد حاكم جديد لمصرف لبنان يتولى الإشراف على آليات منطقية وعملية ولاسياسية للسياسات النقدية في البلاد؟ على أن الدور الأبرز في منع انزلاق الجميع نحو الفوضى المدمرة، هو لقوى أمنية وعسكرية، يجب أن تفكر قياداتها، لمرة واحدة، بأن طموحاتها السياسية لم تعد تنفع. هذه القيادات الطائفية لم تعد قادرة على حماية مواقعكم. ووعود الدول الخارجية لكم بمناصب وامتيازات لم تعد قابلة للتحقق. انظروا من حولكم كيف يهرب الغرب، تاركاً من وثق به وتعامل معه. وإذا لم تبادر القوى العسكرية والأمنية الى ابتداع وسائل تمنع صدام الناس بعضها ببعض، وتمنع استغلال هذا أو ذاك لإدارة الحراك، وهو أمر في إمكانها فعله، فسنكون أمام انقسامات تطيح وحدة هذه القوى وفعاليتها. عندها، سيقول الناس بأن من غير المجدي إنفاق قرش واحد على جيش وقوى أمن وأجهزة لا تبادر الى حماية السلم الأهلي... لبنان اليوم على مفترق طرق. والفوضى التي تهدّد الحراك الشعبي ستجلب العار لكل من يعلم ويصمت، ولكل من يصرّ على أنه الأكثر معرفة، وكل من يمارس فوقيّة أخلاقيّة على الآخرين.
"الاخبار": ضغط غربي للتجاوب مع المطالب: المس بالمتظاهرين ممنوع
كتبت هيام القصيفي في "الاخبار": ضغط غربي للتجاوب مع المطالب: المس بالمتظاهرين ممنوع
دخلت السفارات الغربية على خط منع انهيار الحكومة لا دعم المتظاهرين. لكن بعد ثبات هؤلاء وتوحد لغتهم حول المطالب المعيشية وارتفاع اعدادهم والمشهد الاستثنائي الذي قدموه في بيروت وصيدا وطرابلس، والتيقن عبر قنواتها الموثوقة ان لا رجوع عن التظاهر، تغير تعامل الدوائر الديبلوماسية. على مدى اليومين الماضيين، تولى سفراء ودوائر غربية مباشرة من عواصمها تبليغ مسؤولين رفيعي المستوى بضرورة الحفاظ على امن المتظاهرين وعدم استهدافهم، وبالاخص رفض التعامل معهم بقوة. كانت الرسائل واضحة في اتجاه منع استخدام القوى الامنية والجيش ضد المتظاهرين، كما حماية هؤلاء من اي تجاوزات. بعد مشهد المواجهة بين الجيش ومتظاهرين في جل الديب وذوق مصبح، استنفرت الطواقم الديبلوماسية اكثر، في محاولة لفهم ابعاد هذا الاصطدام المحدود، بعدما تبين لها ان القرار بفتح الطرق قرار سياسي اتخذته مرجعيات رئاسية وحكومية على السواء. وجّهت الرسائل مجددا الى المعنيين، مترافقة هذه المرة مع نصائح بضرورة اخذ ما يجري في الشارع بجدية والتعامل مع المطالب الاجتماعية من خلال حوار شامل وتقديم تنازلات. لأن من شأن اي اصطدام شامل أن يهز الاستقرار ويعرض لبنان لمخاطر امنية، وان يعيد مراقبة العين الدولية للبنان مرة جديدة، ما يسهل الانتقال الى معاينة مجلس الامن له وبقرارات دولية، وهذا حاليا لا يصب في صالح احد. لا تزال القوى السياسية الاساسية تتصرف مع الحدث مراهنة على سأم الناس عاجلا ام آجلا . وحولت في الوقت نفسه قطع الطرق مطلبا للعهد وعنوانا رئيسيا في مواجهة الحركة الاحتجاجية. وبدا ذلك لاسباب تتعلق بالكباش في المناطق المسيحية اكثر منه عنوانا سياسيا عاما، بعدما تركز الاصرار في شكل فاقع على نزول الجيش في هذه المناطق، لا النبطية ولا طرابلس ولا عاليه، على خلفية تأجيج الخلاف المسيحي واتهام التيار للقوات اللبنانية في درجة اولى والكتائب بالسعي الى الافادة من التحرك الشعبي.
"نداء الوطن": إنّها بداية البداية
كتب وليد شقير في "نداء الوطن": إنّها بداية البداية
الأسئلة الكبرى التي ترددت في اليومين الماضيين حول مدى إدراك الطبقة السياسية لإلحاح الاستجابة للحراك الشعبي بإحداث صدمة إيجابية تشمل تغيير الحكومة، إما من أجل تأليف حكومة انتقالية، أو من تكنوقراط أو اختصاصيين... مع وعد بإجراء انتخابات نيابية مبكرة وتطبيق الإصلاحات، ما زالت قائمة على رغم ما أعلنه رئيس الجمهورية. يمكن تعداد الآتي من مؤشرات امتداد المأزق: 1- إن إعادة النظر بالواقع الحكومي قد تعني بالنسبة إلى الفريق المحيط بالعهد أن يسعى "التيار الوطني الحر"، وخصوصاً الوزير جبران باسيل، إلى الاستحواذ على حصة وزراء "القوات اللبنانية" الأربعة المستقيلين، إذا كان الخيار هو في التبديل الوزاري أو كان استقالة الحكومة لتأليف غيرها. 2 - نزول "القمصان السود" إلى ساحة رياض الصلح بعد ظهر أمس، للدفاع عن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله ورفض شموله بشعار "كلن يعني كلن". صدقت بذلك مخاوف الداخل والخارج من إمكان افتعال صدام بين الثوار وبين قوى سياسية لن تتخلى عن مواقع متقدمة لها في التركيبة الحاكمة الحالية لأسباب بعضها يتعدى الوضع الداخلي اللبناني خصوصاً بالنسبة إلى "حزب الله". 3 - إن لدى مجموعات الحراك الشعبي، غير المرتبطة بالأحزاب التقليدية بسوادها الأعظم، ميلاً إلى عدم تأليف قيادة موحدة للتفاوض مع السلطة، تفادياً لأي انقسام مبكر بين قياداتها المتنوعة الانتماءات والمتعددة المشارب، يزعزع وحدة مكوناته، في وقت لم يأت أوان الحوار مع رجالات الحكم. لكن السؤال يبقى قائماً حول توقيت تشكيل الحراك قيادته، لا سيما بعد أن عرض عليهم الرئيس عون الحوار حول مطالبهم، سواء كان هو من سيقود هذا الحوار أو الرئيس الحريري. 4 - إن تعدد ساحات الحراك في كل المحافظات، بدلاً من حصره بساحة واحدة أو ساحتين، خدم عفويته من جهة، ووسع الشرائح المشاركة من جهة ثانية، بحيث إذا تعرض للقمع أو لافتعال صراع سياسي - أهلي مع المحتجين، لإجهاضه في منطقة ما، لن يؤثر على ديمومته في مناطق أخرى.
"نداء الوطن ": عن الثورة وأوراق السلطة
كتبت سناء الجاك في "نداء الوطن ": عن الثورة وأوراق السلطة
زَرْعُ الطبقة السياسية لم يؤت جناه. وكلما أطل واحد من أركانها بخطاب أو اقتراح أو أوعز لزعرانه بتظاهرة مضادة أو اعتداء أو جولة دراجات نارية للتهويل على المتظاهرين، إزداد الإقبال على الساحات.
الأمر يبعث على التفاؤل والأمل لكن، وبالتوازي مع الامل، يبقى الخوف الذي يحرك هواجس من عاش رجباً ورأى عجائب المخططات المرسومة لهذا البلد. الخوف من أوراق السلطة وأساليبها التي لا تفكر الا بإعادة الشعب الى بيت الطاعة. وكلنا عايشنا قذارة ما يمكن ان يفعل الخائف على فقدان السلطة. والاستشراس سيرفع منسوب وحشيته، لأن اللبنانيين توحدوا في مطالبهم ووحدوا حكامهم في تصنيفهم "كلهم يعني كلهم"، الامر الذي قزم البيئات الحاضنة لهذا الحزب أو ذاك، لتقتصر على عقائديين ومنتفعين يروّجون لنظرية المؤامرة. القراءة غير الرومانسية تؤكد أن مكمن الخطر السلطوي في لاأخلاقية الطبقة السياسية. وما يمكن ان تقوم به للمحافظة على مكاسبها لا يستهان به.
"الشرق الاوسط": لبنان يسلخ جلده
كتبت سوسن الأبطح في "الشرق الاوسط": لبنان يسلخ جلده
مشكلة السلطة أنها لا تزال غير مصدقة. كل لحظة تمر ترفع سقف المطالب في الشارع، وتضعف هامش المناورة عند السلطة. الانتظار لا يخدم مصلحة أحد. الناس لا يريدون أقل من تغيير الطبقة التي تواطأت وتقاسمت مغانم البلاد. على المسؤولين إيجاد الآليات الآمنة للنجاة بالسفينة قبل أن تغرق. الورقة الإصلاحية التي قدمها رئيس الوزراء سعد الحريري، كانت لتبدو مغرية قبل الانفجار الكبير. بعد أن خرج ما يقارب مليوني شخص إلى الشارع، لم تعد الهتافات المرتفعة تسمح بقراءة أوراق وتقديم مسوّدات. يريد المتظاهرون حلولاً بحجم عذاباتهم. هؤلاء شبان يريدون وطناً يشبه زمنهم، يحترم ذهنياتهم. ما عاد لائقاً في زمن التوظيف الإلكتروني أن تطلب من الخريجين طرق أبواب الزعيم بدل الكبس على الأزرار، ولا بمقدور أحد أن يقنع مواطناً بصعوبة تأمين التيار الكهربائي، والطاقة تولد من الشمس والهواء والنفايات، وشخص واحد في لبنان أمكنه بمبادرة ذاتية إضاءة مدينة بأكملها. ثمة نظام تآكل، نهش نفسه بنفسه، قضمته عصبياته وتخلفه وقبائليته وجشعه، وعليه أن يخلع جلده ليولد من جديد. ذلك ليس مطلب المنتفضين فقط. هو واقع يفرض نفسه. ومن في السلطة يعرفون ويكابرون، بدليل إجماعهم على أن خروج الناس إلى الشارع هو حق بعد كل ما ارتكب، واعترافهم بأن ما اقترفوه مجتمعين أكبر من أن يُسكت عنه. يبقى أن يأخذوا ما يتوجب عليهم من إجراءات، للانقلاب على أنفسهم بسلاسة، ويُجنبوا وطنهم مُر الكأس.
"الشرق الاوسط": الموجة الثورية الثانية تصيب لبنان
كتب حسام عيتاني في "الشرق الاوسط": الموجة الثورية الثانية تصيب لبنان
لا شك في أن إخفاق الموجة الأولى من الثورات العربية، خصوصاً في سوريا، كرّس انطباعاً لدى الطبقة الحاكمة في لبنان، بل بين شرائح واسعة من المحللين والمعنيين في الشأن العام، أن لبنان بات في منأى عن أي تغيير تفرضه القواعد الاجتماعية والفئات المهمشة والمتضررة من تقاسم غنائم الدولة. وساد اعتقاد أن لبنان قد دخل العصر الإيراني من باب تحكم حزب الله بالمفاصل الرئيسة للدولة في الأمن والدفاع وإلحاقه بمنظومة التحايل على العقوبات الدولية المفروضة على نظام بشار الأسد؛ وهو ما حمّل الاقتصاد المبتلى أصلاً بالركود، أعباء لا قِبل له بها، ساهمت بين عوامل أخرى في جذب الاقتصاد اللبناني إلى هاوية لم يعرفها منذ نهاية الحرب الأهلية. اللبنانيون فاجأوا أنفسهم ليل 17 أكتوبر (تشرين الأول) بعد انتشار الخبر عن عزم الحكومة على فرض ضريبة على خدمة واتساب التي تشكل متنفساً للتواصل بين المواطنين وبديلاً عن رسوم الهاتف الخلوي الباهظة. شكّل التوجه لفرض الضريبة الجديدة تأكيداً على النهج الاعتباطي في الجباية التي تصيب الفئات الأفقر وعلى تمادي المجموعة الحاكمة في انفصالها عن واقع أكثرية اللبنانيين المصابة بالبطالة وضيق ذات اليد والمقتربة من الانهيار الاقتصادي الذي تتحمل مسؤوليته دولة فاشلة وطبقة سياسية فاسدة وشحيحة الأفكار والخيال والأخلاق. لا يعني ذلك أن الطريق أمام اللبنانيين أصبحت فجأة معبدة بالورد، بل إن العكس هو الأقرب إلى الصواب. فالنظام وسدنته لن يوفروا أسلوباً أو طريقة للحيلولة دون تقديم تنازلات تحد من امتيازاتهم غير المشروعة إلا وسيستخدمونه لإرهاب المتظاهرين وإعادتهم إلى حظائر الطوائف المتناحرة. فالمعركة التي تنتظر المطالبين بالتغيير في لبنان قاسية، لكنها لا تخلو من فرص الربح.
"النهار": المحقق الأول لم يطّلع بعد على ملف ميقاتي غادة عون: من حق الشعب أن يُحاسِب
كتبت كلوديت سركيس في "النهار": المحقق الأول لم يطّلع بعد على ملف ميقاتي غادة عون: من حق الشعب أن يُحاسِب
علمت "النهار" أن ملف الادعاء العام على الرئيس نجيب ميقاتي وآخرين في قضية الإثراء غير المشروع تسلمته دائرة قاضي التحقيق الاول في بيروت بالانابة جورج رزق، إلا أن الاخير لم يتمكن من الوصول إلى قصر العدل أمس بسبب إقفال الطرق. وأعلنت النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون ضرورة "المطالبة برفع الحصانات أولا في حال الرغبة في استرداد الأموال المنهوبة"، مؤكدة أن "هناك تعاطفا مع المواطنين ولا يمكن أيا كان، سواء رئيس الجمهورية او القاضي، إلا أن يتعاطف مع الناس". وأضافت في عدلية بعبدا للاعلاميين: "أشعر مع الناس وأتعاطف معهم عندما رأيتهم يتظاهرون، وأنا لدي ملفات، عندما اكتملت فتحت القضية، وهذا الملف دسم. لست مسؤولة عن كل ملفات الفساد، وكنت بدأت بالتحقيق في ملف النافعة ولكن لم يعطونا الإذن بالملاحقة". وعلى صعيد ادعائها على ميقاتي وآخرين، قالت عون: "وردني إخبار من صحافيين حققت فيه، وبالاستناد اليه ادعيت سندا إلى قانون الاثراء غير المشروع". وأكدت أن "أحد القضاة بدأ بالتحقيق في ملف تخابر غير شرعي". وردا على سؤال قالت: "أنا مع فتح كل الملفات. ومن حق الشعب أن يعرف وأن يحاسب، ولكن من سيحاسب غير القضاء؟ أنا أعمل في نطاق صلاحيتي. وما قمت به هو من نطاق هذه الصلاحية. وادعيت على بنك عوده الذي لديه فروع كثيرة ضمن نطاق جبل لبنان، فهذه صلاحيتي المكانية، ولكن بحسب قانون الإثراء غير المشروع، أيّ نائب عامّ يدعي أمام قاضي التحقيق الاول في بيروت والنائب العام ويُحصر إجراء التحقيق الاستنطاقي بقاضي التحقيق الاول في بيروت".
"الاخبار": هل تجرُؤ المصارِف على فتح أبوابها؟
كتب محمد وهبه في "الاخبار": هل تجرُؤ المصارِف على فتح أبوابها؟
هناك كارثة مرتقبة اسمها فتح أبواب المصارف. في هذه اللحظة سيكون هناك تهافت على تحويل الودائع إلى الخارج. هذا الأمر كان محور أكثر من اجتماع ولقاء في اليومين الماضيين وسط نقاش مركّز أوصل جمعية المصارف إلى طريق مسدود فرض عليها الاستمرار في إقفال أبواب المصارف حتى إشعار آخر، وإن كانت الجمعية عبّرت عن القرار بشكل ملتبس قائلة: تبقى أبواب المصارف مقفلة يوم غد الجمعة. حتى الآن لا يزال حاكم مصرف لبنان رياض سلامة يرفض إعلان فرض قيود على السحب والتحويل بشكل مطلق أو ما يسمّى كابيتال كونترول، وهو يترك الأمر لكل مصرف أن يقوم بما يتناسب مع وضعه وعلاقاته مع الزبائن. بالعبارة الأخيرة يلخص أحد المصرفيين النقاش الذي يدور حالياً حول فتح أبواب المصارف بعد ستة أيام (عمل) من الإقفال المتواصل. هذا الكلام ليس أمراً عابراً في القطاع المصرفي الذي يعدّ الأهم بين القطاعات الاقتصادية في لبنان، بل هو مؤشّر على مدى خطورة الأوضاع التي بدأت ملامحها تتبلور منذ صيف 2016، مع بداية الهندسات المالية التي نفّذها مصرف لبنان مع المصارف. ففي ذلك الوقت تبيّن أن تباطؤ تدفق الرساميل إلى لبنان أصبح نمطاً بنيوياً في نظام يعتمد بشكل مفرط على هذه التدفقات لتمويل الاستهلاك الخاص والعام، أي الاستهلاك المعتمد على الاستيراد وعجز الحكومة بالعملات الأجنبية. هذا النمط بدأ يتطوّر تدريجاً وتسارعت تبعاته مع مرور الوقت، إلى أن بدأ شحّ الدولارات النقدية يظهر بشكل واضح لدى المصارف ولدى الصرافين. ردّ فعل القطاع المصرفي جاء على شكل قيود على التحويل والسحب وصفتها وكالة ستاندر أند بورز بـالقيود الناعمة فقد عمدت المصارف إلى تحديد سقف لسحب الودائع النقدية بالدولار (ألف دولار للمودع أسبوعياً في بعض المصارف)، وامتنعت المصارف عن تحويل الودائع من الليرة إلى الدولار إلا للزبائن المحظيين، ورفعت العمولات على قبض الشيكات النقدية ، وامتنعت عن تعبئة آلات الصرافة (ATM) بالدولارات. كذلك قلّصت المصارف إلى أدنى حدّ ممكن تمويل الاعتمادات بالدولارات حتى اندلعت أزمة في استيراد المشتقات النفطية والقمح والدواء، على اعتبار أن أسعار هذه السلع محدّدة رسمياً من قبل الوزارات..كل هذه التطورات التي لم يشهدها لبنان في شباط 2005 وفي تموز 2006، سرّعت الانتقال إلى مستوى أعلى من الأزمة المالية والنقدية تجلّت في إغلاق المصارف أبوابها. عند هذه النقطة، وقعت المصارف في مأزق، فلم يعد بإمكانها العودة إلى فتح أبوابها قبل اتضاح صورة ما ستؤول إليه الأوضاع في الشارع.
"الشرق الاوسط": الودائع آمنة والصرافات الآلية تعوض إقفال المصارف
كتب علي زين الدين في "الشرق الاوسط": الودائع آمنة والصرافات الآلية تعوض إقفال المصارف
لفت مسؤول مصرفي كبير لـ"الشرق الأوسط"، إلى «أن أجهزة الصرف الآلي المنتشرة في جميع المناطق اللبنانية تستطيع أن تلبي حاجات العملاء من السيولة. ولا سيما أن كل رواتب القطاع الحكومي وغالبية مخصصات القطاع الخاص يتم صرفها عبر بطاقات الدفع. وقد تم إنجاز عملية التحويل الدورية من وزارة المال إلى البنك المركزي الذي تولى بدوره ضخ السيولة للمصارف. واعتبر أن تواصل إقفال المصارف يتم لأسباب احترازية وضمان أمن الزبائن والموظفين والفروع. لكن هذا الإقفال لا يحول دون تلبية الحاجات المالية الضرورية للزبائن، وبالأخص ما يتعلق بالسيولة النقدية، حيث نحرص على تعبئة أجهزة الصرف بالأموال النقدية. وسنقوم بكل الجهود الممكنة بهدف تمكين الموظفين من سحب رواتبهم التي يتم تحويلها يستحق صرفها. ويمكننا التأكيد بأنه لا توجد مشكلة سيولة في المصارف. ومصرف لبنان المركزي حاضر لتزويد السوق بالكميات الكافية.وركز المسؤول المصرفي على أن كل الودائع المصرفية بأمان تام ولا داعي لأي قلق والمصارف جاهزة لتكون بخدمة زبائنها بمجرد استقرار الأوضاع وفتح الطرقات. ونحن نلمس جدياً من خلال تواصل إداراتنا وموظفينا مع العملاء وعبر مراكز خدمات الزبائن، اطمئنان المودعين المقيمين وغير المقيمين إلى أن حقوقهم محفوظة ولا يوجد أي تأثير مباشر أو غير مباشر عليها جراء الأوضاع السائدة.بدورها، أكدت مصادر وزارة المال إتمام اللوائح الشهرية لرواتب موظفي القطاع العام والمتقاعدين وتم تحويلها كاملة إلى مصرف لبنان، بعدما استطاع رؤساء الدوائر المعنية الوصول إلى وزارة المال وتجهيزها.
"الشرق الاوسط": أسباب التضييق على لبنان
كتب عبد الرحمن الراشد في "الشرق الاوسط": أسباب التضييق على لبنان
وضع الأميركيون لبنانَ هدفاً لهم بالرصد والمعاقبة، وقد يزداد التضييق عليه. وما نراه من غضبة الشارع، جزئياً يعود نتيجة إصرار حزب الله على تحويل لبنان إلى خط مواجهة مع الغرب. العواقب سيئة وقد تكون أسوأ، وهنا على حزب الله أن يدرك أنه عندما يأخذ البلاد رهينةً لرغبات رئيسه المرشد الأعلى الإيراني فإنه يخاطر بمواجهة كل الشعب اللبناني بما في ذلك مواطنوه الشيعة الذين أصبحوا آخر ضحاياه، وكما شاهدنا فإن الأصوات التي انتفضت ضد حزب الله وانتقدته علانيةً في الشارع هي شيعية أيضاً، المواجهات ضده وقعت في مناطق نفوذه في النبطية وبعلبك الهرمل وغيرهما. لبنان بدون حزب الله المسلح، وبدون حزب الله التابع لإيران، مؤهل لأن يكون أكثرَ دول المنطقة ازدهاراً، أما لبنان، كما هو عليه اليوم، فقدره أن يصبحَ أكثر فقراً وسوءا. وصحيح أن حزب الله ليس اللاعبَ المحليَّ الوحيدَ وله شركاءُ وهم يتحمَّلون جزءاً من اللوم. الانتفاضة الحالية رفعت شعاراً يرفض كل القيادات التي تدير الحكم حالياً، تطالب بإصلاح النظام السياسي الفاشل، لأنه يمكِّن القوى السياسيةَ من تقاسم النفوذ والمصالح على حساب البلد وشعبه. قد لا يبدو مفهوماً لعامة اللبنانيين أنهم يدفعون ثمن تغوُّل «حزب الله» في المنطقة وتهديده مصالحَ الغرب، لكن هذه هي الحقيقة التي تسبَّبت جزئياً في تدهور الاقتصاد، ووضعت الحكومةَ بين مطرقة الغرب وسندان الحزب. وما لم يقلص حزب الله خدماته لإيران فإنه سيعاني، وسيجعل لبنانَ واللبنانيين يعانون معه أكثر من ذي قبل.
"الشرق الاوسط": قاسم سليماني وسوء فهم المسألة اللبنانية
كتب أمير طاهري في "الشرق الاوسط": قاسم سليماني وسوء فهم المسألة اللبنانية
يعكس الجنرال قاسم سليماني، ربما عن غير قصد منه، أن الحرب التي أشعلها حزب الله في تموز 2006 – على الرغم من المجازفة الرعناء بحياة المواطنين اللبنانيين كافة بصرف النظر تماماً عن خلافاتهم الطائفية الواضحة – كانت تستهدف بالأساس القضاء على مؤامرة شيطانية خبيثة ضد المسلمين الشيعة تهدف إلى اعتقال 30 ألفاً من شيعة لبنان على أيدي جنود الجيش الإسرائيلي، واحتجازهم في معسكر اعتقال ثم تسكين غير الشيعة في قراهم المحتلة بغية تغيير التوازن الديموغرافي على طول خط وقف إطلاق النار مع إسرائيل. وللإعراب الضمني عن جبن اللبنانيين من غير الشيعة، تحدث قاسم سليماني عن إخواننا من السنة والمسيحيين المطمئنين في بلداتهم وقراهم يدخّنون النرجيلة ويحتسون الشاي في الوقت الذي يواصل مقاتلو حزب الله من الشيعة الجهاد لقطع أوصال العدو الصهيوني الغاشم. قال قاسم سليماني: تحت كل الظروف، فإن (حزب الله) هو الحامي الرسمي والرئيسي للأمة اللبنانية بأسرها. أعتقد أن قاسم سليماني قد جانبه الصواب في «شطب» لبنان باعتباره دولة قومية ذات سيادة مع محاولته الحثيثة لإعادة صياغة الواقع اللبناني كمجرد رأس جسر لعبور الآيديولوجيا الإيرانية إلى قلب الشرق الأوسط. ولأنني أعرف لبنان جيداً منذ ما يزيد على نصف قرن من الزمان، أستطيع أن أخبره بأن هناك حقيقة تسمى النزعة اللبنانية الأصيلة التي تتجاوز شراذم الانقسامات الطائفية والعرقية والسياسية الداخلية كافة. فإن الشعب اللبناني دائم التطلع إلى البحر الأبيض المتوسط وآفاق الإمكانات الهائلة والمثيرة التي يحظى بها العالم الحديث على سواحل الجانب الآخر ولا يعبأ من قريب أو بعيد بالانجرار إلى رجعية الهضبة الإيرانية القديمة تحت ظلال الملالي القاتمة وآيديولوجياتهم العتيقة. وعلى سبيل الذوق العام، فإن النزعة اللبنانية هي أقرب إلى الشاطئ المفتوح منها إلى المخبأ الضيق!
أسرار وكواليس
النهار
نصبت المعارضة العونية خيمة لها في ساحة الشهداء مؤكدة مشاركتها في التحرك المطلبي الشعبي الاستثنائي الذي يعبر عن الروحية الحقيقية والتوجه الحقيقي للتيار الوطني الحر.
توسعت الحملة التي تستهدف "القوات اللبنانية" ودخلت وجوه جديدة على خط اتهامها بتحريك الشارع بدعم من سفارات عربية ابرزها السفارة السعودية في محاولة لثني القواتيين عن النزول الى الشارع.
يؤكد خبير اقتصادي ان اعادة فتح المصارف لن تؤثر على سعر صرف الليرة اللبنانية في مقابل الدولار الاميركي لان مصرف لبنان قادر على التدخل وحماية العملة الوطنية.
الجمهورية
تراجَع أحد الوزراء عن فكرة مقاضاة زميل له منذ أيام قبل أن يتلقّى نصيحة بعدم اللجوء الى مثل هذه الخطوة في الوقت الراهن.
قال أحد النّواب في مجالسه الخاصة إنّ المواطنين لهم الحق في رفع الصوت فراتبي الذي يبلغ 10 ملايين و800 الف ليرة لبنانية بالكاد يكفيني 10 أيّام.
لعبت شخصية قريبة من مرجع كبير دوراً ايجابياً في "تلطيف" الأمور وتفهم صرخات الناس.
اللواء
نصح دبلوماسيون في بيروت شخصيات ذات تأثير اتخاذ الاحتياطات اللازمة منعاً لتعرضهم لسوء؟
ازدادت شقة الخلاف بين نائب ورئيس التكتل الذي ينتمي إليه إلى درجة الطلاق.
يحاول ملحقون تابعون لدول معنية بوضع لبنان معرفة القوى المحركة والمشرفة على احتجاجات الانتفاضة الشعبية!
نداء الوطن
عُلم أن "حزب الله" يستعد للنزول الى شارع المصارف ليتخذ منه موقعاً لتظاهرة مضادة للمعارضين له وللسلطة السياسية، وينتظر التوقيت المناسب، على أن تكون أولوية شعاراته استهداف حاكم مصرف لبنان.
شهدت الضاحية الجنوبية ندوة حضر فيها حزبيون من "حزب الله" وسمعوا عتباً على قيادة الحزب جراء قرار الانخراط في ساحات المنطقة على حساب تهميش الوضع الداخلي اللبناني.
ترددت معلومات خلال الساعات الأخيرة عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" للبحث في سُبل إجهاض التحركات الشعبية دون الحاجة إلى إجراء أي تغيير في التركيبة الحكومية الحالية.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.