26 تشرين الأول 2019 | 08:32

صحافة بيروت

المصدر: خاص مستقبل ويب

النهار

"حزب الله" يُطلق معركته ضد الانتفاضة

الجمهورية

السلطة تتجاهل الإنتفاضة.. وإتصالات مكثفة على الخط الحكومي

اللواء

لاءات نصر الله تشطر الشارع وباسيل عقدة المخرج الحكومي

غويتريش لحوار بين الحكومة والمتظاهرين..ومخاوف مصرفية من فتح البنوك قبل الإستقرار

نداء الوطن

الراعي ينزع الغطاء المسيحي عن الحكومة

نصر الله يُخوّن "الحراك": من أين لك هذا؟

الاخبار

لبنان ينقسم

الشرق الاوسط

مناصرو "حزب الله" يهاجمون المتظاهرين في وسط بيروت

أصحاب "القمصان السوداء" يخرجون إلى الشارع... وسط معلومات عن قرار بـ"إنهاء" الاحتجاجات

الشرق

نصرالله: ٣ لاءات لإجهاض الثورة

الديار

السيد نصرالله: ورقة الإصلاحات هي البداية ولن تكون وعوداً بل قرارات يتم تنفيذها

الديار: كيف يقوم 85 المئة من السارقين والفاسدين بانقاذ لبنان اقتصاديا وهم السبب

الحريري: ما حصل في رياض الصلح لن يتكرر.. وأمن المتظاهرين محفوظ

استمرت المشاورات على اكثر من خط لمعالجة الأزمة المستجدة والمستفحلة بكل تشعباتها الشعبية- المطلبية والحكومية، وأضاءت الصحف على زيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عصر أمس القصر الجمهوري بشكل مفاجئ والتقى رئيس الجمهورية ميشال عون، وغادر القصر من دون الادلاء بأي موقف.

وأفاد بعض المعلومات لـ"النهار" بأن الرئيس الحريري خرج من اجتماعه مع رئيس الجمهورية مرتاحاً الى أمرين: الأول أمني لجهة أن الحوادث التي حصلت في ساحة رياض الصلح لن تتكرر وأن أمن المتظاهرين سيكون محفوظاً وكذلك أمن التنقل على الطرق. والأمر الثاني سياسي اذ اقترح الحريري تشكيل حكومة جديدة فلم يبدِ الرئيس عون اعتراضاً على ذلك عملاً بخطابه أول من أمس ووفق الآليات الدستورية، على ان يعود الحريري بطرح مفصّل، مع إصرار الرئيس عون على تفادي الفراغ في السلطة التنفيذية. واضافت المعلومات ان الحريري رأس أمس اجتماعاً للجنة الوزارية المكلفة متابعة تنفيذ خطة الكهرباء في محاولة للإسراع في الورقة الإصلاحية ولتأكيد الجدية في عمل الحكومة.

لكن مصادر وزارية قالت لـ"اللواء" إن المشاورات تناولت كل الاوضاع المستجدة، إلا ان الشأن الحكومي لم تنضج معالجاته بعد، نتيجة المواقف المتضاربة من استقالة الحكومة كلها وتشكيل حكومة جديدة، أو إجراء تعديل وزاري لملء الشغور الذي حصل نتيجة استقالة وزراء "القوات اللبنانية" او لملء الشغور وايضا استبدال بعض الوزراء الاخرين.

ورأت "الأخبار" أن الحريري يخشى من وقوع نقطة دم فيضطر الى الاستقالة نتيجة ذلك، بينما بإمكانه اليوم الاستقالة وتقديم ذلك كحسن نية، وهذا الأمر طرحه خلال لقائه عون في بعبدا حيث التقاه بعد خطاب نصر الله أمس.

وأشارت معلومات "الجمهورية" إلى انّ الوضع الحكومي هو عنوان البحث الرئيسي، ربطاً بالرغبة التي أبداها كل من الرئيسين عون والحريري بإعادة النظر في الوضع الحكومي. ولفتت الى انّ فكرة التعديل الحكومي ما زالت مطروحة كعنوان، ولكن من دون ان تتبلور صورة او حدود هذا التعديل.

وقالت مصادر مواكبة لهذه الاتصالات لـ"الجمهورية": "حتى الآن لا توافق سياسياً على هذا التعديل، لأنّ المعترضين عليه، يعتبرون انّه خطوة قد تؤدي الى زيادة الاحتقان في الشارع، خصوصاً انّه لا يلبي ما يطالب به المحتجون، فضلاً عن انّ شكله لا يزال غير واضح ومحل التباس. فثمة كلام عن انّه قد يكون تعديلاً نوعياً يُخرج بعض الاسماء المصنّفة استفزازية من الحكومة. فإن صح ذلك، فهذا التعديل دونه اعتراضات لدى القوى السياسية التي تنتمي اليها ما تسمّى الاسماء المستفزة. وثمة كلام آخر، عن تعديل لا يطال تلك الاسماء، بل يتناول ما يزيد عن عشرة وزراء آخرين. والسؤال هنا، ما الحكمة من تعديل كهذا طالما انّه لا يغيّر لا في واقع الحكومة شيئاً، وطالما انّه سيكون مرفوضاً سلفاً من قِبل المحتجين في الشارع".

وبحسب المصادر، فإنّ طرحاً آخر تمّ تداوله ايضاً، ولكن من دون ان يُحسم، ووُصف بأنّه قد يكون الأقرب الى التنفيذ في المدى المنظور، ويقول بتغيير حكومي شامل، يتمّ التوافق سلفاً بين القوى السياسية المشكِّلة للحكومة الحالية، على تشكيل حكومة مصغّرة، او وسطى، في وقت سريع، وتنصرف الى المعالجة وتطبيق الاصلاحات والعلاجات الفورية. الّا انّ السؤال الذي يحيط هذا الطرح: هل الحكومة المنوي تشكيلها بدل الحكومة الحالية حكومة اختصاصيين، ام حكومة سياسية، فإن كانت من ذوي الاختصاص، هل يمكن لها ان تواجه ازمة معيشية وما قد يحيط بها من مداخلات سياسية، وان كانت سياسية، فماذا عن الاسماء المستفزة، فهل تكون من ضمنها، وهل يمكن لحكومة ان تتشكّل في غياب اسماء يصرّ بعض المراجع على اشراكها فيها؟

"الشرق الاوسط": الحريري يريد إخراج الوجوه المستفزة من الحكومة ... ويبدأ بفريقه

قال زوار رئيس الجمهورية لـ"الشرق الأوسط" إنه أبدى استغرابه من سياسة قطع الطرقات التي يعتمدها المحتجون، وعدم تجاوبهم مع المبادرات التي قدمها، ومع دعوته للقاء ممثلين عنهم، وبحث مطالبهم. ونقلوا عنه قوله إن الحريري قدم ورقة عمل، ولم يتجاوبوا معها. وإذا بقوا على موقفهم، فهذا يعني أن هناك أجندات خارجية. وفي موازاة ذلك، بقي الحريري على موقفه الرافض لأي محاولة لفض المظاهرات الشعبية وفتح الطرقات بالقوة، بحسب ما نقله عنه زواره، مؤكداً أن المعالجة يجب أن تكون سياسية. ولتبريد الجو، لا بد من إجراء تغيير حكومي، عبر استبدال بعض الرموز المستفزة، مبدياً استعداده لأن يبدأ من وزرائه. وأكد الزوار أن أبرز هواجس الحريري في الوقت الحالي هي تلك المتعلقة بالأوضاع الأمنية والاقتصادية والمالية، وخوفه بالتالي من ذهاب البلاد إلى المجهول.

الاتحاد الاوروبي يدعم "إصلاحات الحريري"

أضاءت الصحف على البيان الذي وزعته بعثة الاتحاد الاوروبي في بيروت للممثلة العليا للاتحاد للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية عن التطورات الاخيرة في لبنان جاء فيه ان "الاتحاد الأوروبي شريك قريب للبنان منذ أمد طويل وقد تابع باهتمام بالغ الأحداث فيه خلال الأيام الاخيرة. ويقف الاتحاد الأوروبي إلى جانب لبنان وهو ملتزم استقرار البلاد والمنطقة. ويدعم الاتحاد الأوروبي الأهداف الإصلاحية التي حددها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري والحكومة".

واضاف البيان: "إننا على ثقة من أن السلطات ستستجيب سريعاً وبحكمة للتطلعات المشروعة للشعب اللبناني بتنفيذ الإصلاحات الملحة والتي طال انتظارها الهيكلية والتحولية. وكما ناقشنا مرات عدة مع شركائنا اللبنانيين، فإن مكافحة الفساد وتنفيذ الحوكمة الرشيدة والإجراءات الإصلاحية العادلة والمسؤولة اجتماعياً هي الأولوية الأولى. وفي هذا الإطار، يتوقع الاتحاد الأوروبي حواراً شاملاً حول الإصلاحات ويبقى ملتزماً تماماً الأهداف المتفق عليها في مؤتمر سيدر لعام 2018. ويقدّر الاتحاد الأوروبي الطبيعة الشاملة غير العنفية للاحتجاجات ويشجع القوى الأمنية على متابعة سياسة ضبط النفس. ويؤكد الاتحاد الأوروبي من جديد دعمه للبنان وشعبه والتزامه وحدته وسيادته واستقراره واستقلاله السياسي وسلامة أراضيه".

بكركي: لحكومة جديدة

ولاحظت الصحف ان بكركي رفعت أمس سقف التأييد لانتفاضة الحراك الشعبي، حيث وجه البطريرك الماروني بشارة الراعي نداء جديداً أعلن فيه تأييده لتشكيل حكومة جديدة بكل مكوناتها تكون جديرة بالثقة ومصغرة مؤلفة من شخصيات وذات اختصاص وإنجازات ومن خارج الأحزاب والتكتلات.

"الجمهورية": حتماً ستكون هناك "تنفيسة"...

كتب طارق ترشيشي في "الجمهورية": حتماً ستكون هناك "تنفيسة"...

حتماً ستكون هناك تنفيسة للأزمة، يقول سياسي متابع لما يجري، وهذه التنفيسة ستكون تغيير الحكومة في وقت قد لا يكون بعيداً، لأنّ فكرة تعديلها التي يروّج لها المعنيون (رئيسا الجمهورية والحكومة تحديداً) لم تعد تلبّي الحاجة، ولكن التغيير ربما يصطدم بعقبات كثيرة خصوصاً اذا كان المراد الاتيان الى الحكومة الجديدة بوزراء غير نواب، حيث انّ البعض سيعارض ذلك وعلى رأس هؤلاء رئيس التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، الذي لم يقبل بالفصل بين النيابة والوزارة عند تسمية حصّة التيار البرتقالي من المقاعد الوزارية، وذلك على غرار ما ذهب إليه حليفه حزب الله في هذا الاتجاه.هناك مشكلة كبيرة داخل السلطة»، يكشف السياسي المخضرم نفسه، ويشير الى انها تكمن في وجود خلافات، أو على الاقل عدم انسجام بين المرجعيات الرئاسية، ويحاول حزب الله التوفيق بينها. ولكن المشكلة أنّ بعض هذه المرجعيات لم تشعر بعد بفداحة الأزمة السائدة وخطورتها، الأمر الذي يثير مخاوف من دخول البلاد في طور من الاضطراب وعدم الاستقرار، بما يمهّد لإنتاج حلول على الحامي. وفي هذا السياق، يعود هذا السياسي بالذاكرة الى انقسام البلاد بين شارعي 8 و14 آذار، ووقوع أحداث 7 ايار 2008 التي جاءت بعد اعتصام قوى 8 آذار في ساحة رياض الصلح، وأدّت الى مؤتمر الدوحة الشهير الذي أنتجَ اتفاق الدوحة، وأدّى الى انتخاب رئيس جمهورية جديد وإعادة تكوين السلطة. ويفصّل السياسي في توصيف الوضع، فيقول: ـ أولاً، انّ سقف رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط هو عند حزب الله، ولكنّ الحزب لم يستخدم كل الأوراق معه حتى الآن. ثانياً، انّ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يَتهيّب من دور الجيش. وفي رأي السياسي المخضرم، انّ جعجع ارتكب خطيئة العمر عندما اعتقد أنّ خروجه من الحكومة ودخوله بقوة على خط الحراك الشعبي، سيدفع بالآخرين الى أن يحتسبوا له ألف حساب، ولكن الواقع جاء عكس ذلك، لأنه إذا حصل تعديل حكومي فإنّ المعنيين سيعيّنون وزراء غير قوّاتيين. ثالثاً، انّ طرابلس هي التي تحتاج الى الرعاية والعناية الفائقة. وبمشاركتها في الحراك الشعبي بهذه الحلة الوطنية خرجت من حلّة التطرف والتشدد التي فرضت عليها ووصَمت صورتها، ولذا ينبغي مساعدة عاصمة الشمال على تكريس إنجازها الكبير بمشاركتها الوطنية الجامعة في الحراك الشعبي، وذلك لمنع وقوعها مجدداً أسيرة القوى المتطرفة والمتشددة.

"الجمهورية": الإستقالة أقصر الطرق الى الحلّ... وأصعبها!

كتب جورج شاهين في "الجمهورية": الإستقالة أقصر الطرق الى الحلّ... وأصعبها!

اقترب مختلف الأطراف بمن فيهم الأقوياء من تكوين قناعة ثابتة بأنّ استقالة الحكومة من أقصر الطرق وأرخص المخارج من المأزق. ورغم ذلك فهي بالنسبة الى البعض منهم الخطوة الأكثر صعوبة. وبرزت المصاعب أمام مشاريع التغيير الحكومي التي لا يمكن الاستهانة بها، فكلّ ما هو مطروح يفرض تنازلات مؤلمة للعديد منهم. وقد يكون الرئيس الحريري الأكثر تحرراً منها، ومن بعده رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، مما هو مطلوب، ولذلك توزعت العقد بالتساوي عند الأطراف الأخرى. فليس خافياً أهمية ما سيلقيه الاستحقاق على حزب الله من مصاعب عند التغيير الحكومي في ظلّ ما هو معرّض له من عقوبات، كما بالنسبة الى الرئيس نبيه بري وقبلهما الرئيس ميشال عون. فهم مدعوون الى قرارات جريئة طالما أنّ ما هو مطلوب التخلي عن وزراء تمسكوا بهم لفترات طويلة، وأنّ التخلي عنهم بات خطوة إلزامية صعبة. لكن الجواب الذي يمكن أن يقود الى التخفيف من الخسائر قد يؤدّي الى بدائل تخفّف من حجم الخسائر، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: ما الذي يمنع حزب الله من استنساخ تجربة جميل جبق الناجحة؟ وما الذي يحول دون تبديل علي حسن خليل؟ هل من شخص لا بديل منه لدى الثنائي الشيعي في ظل ما يحكى عن فيتو لـحزب الله قد شمله. ولكن ما يبدو أنه القرار الأكثر إيلاماً في إبعاد وزير الخارجية جبران باسيل عن الحكومة. فهناك من يقول انّ باسيل لن يبعد من البلد، وهو باقٍ رئيساً لـ"التيار الوطني الحر" ويمكنه اختيار أيّ بديل من الأسماء التي لا تستفز أحداً. وعليه فإن خلت اوساط هؤلاء من مثل هذه المخارج فانّ الكارثة تكون قد اقتربت وستطيح بالجميع. فمشاريع بناء شوارع استفزازية في مواجهة ما هو قائم منذ 9 ايام ستكون خطوات فاشلة ترتدّ على الساعين اليها. ولن تعود على البلاد إلا بما هو أخطر وأعظم، ومن يعش يرَ.

"النهار": مخرج واحد: الإستقالة

كتب راجح الخوري في "النهار": مخرج واحد: الإستقالة

ليس معقولاً مثلاً، ان يقول السيد حسن نصرالله إن هناك قوى خارجية وسفارات وشخصيات، صادرت الحراك الجماهيري هنا وفي المغتربات الذي يضع، منذ تسعة أيام، ثلاثة ملايين لبناني في الشوارع والساحات، يهتفون "كلن يعني كلن"، وبينهم كثيرون من المتحمسين داخل بيئة المقاومة في النبطية وصور وبعلبك. وليس معقولاً أيضاً ان يقول رغم كل ما يجري، أنه يعارض سقوط الحكومة والعهد، خوفاً من وقوع البلاد في الفراغ، اولاً لأنه يمكن التوصل سلفاً الى إتفاق إما على تشكيلة حكومة جديدة تسبق إستقالة الحالية، وإما على تعديل وزاري يتردد أن "حزب الله" يقف ضده رغم موافقة الرئيس ميشال عون عليه، لأنه يعتبر ان التضحية بالوزير باسيل حالياً تشكل تضحية مسبقة بمستقبل التحالف بين الضاحية وبعبدا بعد إنتهاء ولاية عون! ليس صحيحاً أيضاً القول إن هذا الحراك لا يملك من يتحدث بإسمه. ثم عندما يقول عون إنه يريد ان يعرف مطالب الثورة، فإن الأمر يبدو مستغرباً، خصوصاً ان هذه المطالب تهتف بها ملايين الحناجر منذ تسعة أيام، وفي مقدمها إستعادة الأموال المنهوبة! حتى من داخل بيت الرئيس عون ترتفع أصوات مطالبة ليس بتغيير هذه الحكومة فحسب، بل بإجراء انتخابات مبكرة، ثم ان عون نفسه قال أنه مستعد لتعديل وزاري، وهو ما دفع الحريري الى مهاتفته قبل الصعود الى بعبدا. وقياساً بما تردد عن تحرك قام به اللواء عباس ابرهيم لتسهيل عملية التعديل الوزاري ووجد موافقة سقطت في اللحظة الأخيرة في الضاحية الجنوبية بعد موافقة بعبدا عليه، قياساً بكل هذا، يبدو الوضع أمام حائط مسدود، امام استمرار الثورة ومع إرتفاع الخوف من صدامات تفتعلها جهات تريد شراء الحرب الأهلية لأسباب خارجية، وفي أحسن الأحوال، يبدو ان الوضع دخل نفق كارثة اقتصادية تسابق المخاطر الأمنية. امام كل هذا لست أدري مثلاً متى ينتهي الأستاذ وليد جنبلاط من العدّ الى العشرة، ولا ادري أيضاً ماذا ينتظر الرئيس سعد الحريري ليحسم الأمور بالقول لمن يعنيهم الأمر، إما القبول بصيغة الحكومة المعدلة وإما الإستقالة، فنحن يا دولة الرئيس الآن في فراغ أدهى بكثير من الفراغ الذي تتخوفون منه.

"الاخبار": أفعالٌ ممكنة بدل السجالات العقيمة

كتب ابراهيم الامين في"الاخبار": أفعالٌ ممكنة بدل السجالات العقيمة

هل هناك ما يمنع اجتماع المجلس النيابي فوراً، في جلسة مكثّفة لا تتأخر، يقر فيها قانون استعادة الأموال المنهوبة وقانون رفع الحصانة عن المسؤولين ورفع السرية المصرفية عن كل الموظفين في القطاع العام؟ هل هذا ممكن؟ نعم ممكن. وفي مقدور أهل السلطة، إن كانوا جادّين، إرسال رسالة إلى الناس بأنهم يريدون التغيير. وهنا، يجدر بحزب الله أن يغلق مجلس النواب على من فيه حتى ينتهوا من إقرار هذه القوانين. ومن ثم المساعدة مع بقية الجادّين في محاربة الفساد، على تشكيل هيئة قضائية مستقلة، تتولى إدارة المراسيم التطبيقية لهذه القوانين. وإذا كان أهل السلطة صادقين بالتعاون، ألا يمكن تجميد الحسابات المصرفية لكل من مرّ في الدولة أو عمل معها لفترة زمنية تسمح بالتدقيق والتحقيق... بلى يمكن ذلك! ألا يمكن الاجتماع والاتفاق على تعديل وزاري كبير، ينتهي على شكل تغيير حكومي، يكون هدفه اختيار ثلث الحكومة من أشخاص غير خاضعين لسلطة أي من القوى السياسية الحاكمة، ويتولون بالتساوي مسؤولية حقائب تهم الناس بشكل يومي؟ بلى يمكن ذلك، وهو أمر لا يحتاج إلى جهد كبير، إذا ما قرر حزب الله ومعه الرئيس ميشال عون التصرف بجدية وحزم مع كل الشركاء الآخرين. ألا يمكن تشكيل هيئة وطنية لإعادة الاعمار تتولى الإشراف على التخطيط وتنفيذ المشاريع الكبرى، بالتعاون مع الشركات الخاصة لا تحت إمرتها؟ بلى يمكن ذلك، وخلال ساعات... ألا يمكن تغيير حاكم مصرف لبنان، والشروع بخطوات لإعادة تنظيم السياسة النقدية، بما يحول دون الانهيار المالي، ويفتح الباب أمام علاجات من نوع آخر؟ بلى يمكن وفي أقل من ساعة. لا يُهدّئ من روع الناس المقهورين سوى إجراءات من هذا النوع. ولا يُعطّل مؤامرة الأعداء بحرف الحراك نحو ملفات سياسية إلا إجراءات من هذا النوع. ولا يُعطّل أدوات الخارج، السياسية والإعلامية والحزبية، إلا خطوات بهذا الحجم. أما البقاء في دائرة السجالات التي تُبقي الناس والبلاد رهينة السلطة نفسها، حتى لو بدّلت وجوهها ألف مرة، فلن ينفع في إقناع أحد بالخروج من الشارع. وحتى لو خرج الناس الآن، فسيعودون مرة جديدة، لكن مع قدر أعلى من الغضب والعنف الذي لن يترك حرمة لشيء!

"الشرق الاوسط": رئيس الجمهورية رمى الكرة في مرمى البرلمان والحكومة

كتبت كارولين عاكوم في "الشرق الاوسط": رئيس الجمهورية رمى الكرة في مرمى البرلمان والحكومة

أكّد علي خريس النائب في كتلة التنمية والتحرير، التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، لـ"الشرق الأوسط" ان كلام الرئيس عون هو تكملة لكلام الحريري، ونحن نفضل التركيز على النقاط الإيجابية منه، لا سيما منها ضرورة تطبيق الإصلاحات التي أعلنت عنها الحكومة.. في المقابل، يعتبر النائب السابق والقيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش، أن رئيس الجمهورية حاول في خطابه تجاهل المشكلة الأساسية، والمرتبطة بفريقه السياسي، وعلى رأسهم وزير الخارجية جبران باسيل، الذي تنصب أبرز شعارات الحراك الشعبي ضدّه. ويضيف علوش: يرمي الرئيس الكرة في ملعب الحريري، ويرفض في الوقت عينه كل طروحاته موضحاً أن الحريري قدّم طرحين؛ الأول هو استقالة الحكومة، والثاني هو إجراء تعديلات وزارية، وقُوبل في المرتين بالرفض، لأن الحزب يريد المحافظة على الواقع الحالي، وهو على يقين أن استقالة الحكومة، أو إجراء تعديلات، قد تخسره أحد أبرز ضماناته في مجلس الوزراء، وهو وزير الخارجية جبران باسيل، ويضيف: كان طرح الحريري: إما تغيير جذري ومفيد للحكومة، وهو أبدى استعداده لتغييرات في وزرائه، لكن كان هناك رفض في المقابل لاستقالة باسيل، أو الاستقالة على أن يكون هناك تشكيل حكومة مصغرة جاهزة للإعلان عنها خلال 48 ساعة، وهو ما لاقى أيضاً رفضاً، مقابل محاولة البعض الضغط على لجيش والقوى الأمنية لفض المظاهرات بالقوة. ولا يختلف موقف مسؤول الإعلام والتواصل في القوات اللبنانية شارل جبور، عن موقف علوش، بحيث يقول لـ"الشرق الأوسط" إن ما قاله عون هو هروب إلى الأمام، ونؤكد أن الحل لن يكون عن طريق الترقيع أو الوعود، بل يحتاج إلى إجراءات جذرية عملية تتمثل بداية باستقالة الحكومة، وتشكيل حكومة مصغرة، مضيفاً: «إذا تم الاتفاق على إجراء انتخابات نيابية مبكرة سنكون أيضاً مرحبين بها. في المقابل، ترفض مصادر وزارية مقربة من رئيس الجمهورية القول إنه رمى الكرة في ملعب الحكومة والبرلمان، وتوضح لـ"الشرق الأوسط": على العكس من ذلك، الرئيس فتح أبواباً ثلاثة للمعالجة؛ الأولى عبر تنفيذ الإصلاحات عبر قوانين في مجلس النواب، والثانية دعا المتظاهرين للتفاوض، والثالثة عبر دعوة رئيس مجلس الوزراء للبحث في الواقع الحكومي، وقد أتاه الرد الإيجابي من الأخير، لكن لم يتلق جواباً من رئاسة البرلمان، أو من المتظاهرين.

نصرالله يطلق 3 لاءات

توقفت الصحف عند كلمة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي أطلق خلالها "لاءاته الثلاث" هي: "لا نقبل إسقاط العهد، ولا نؤيد استقالة الحكومة، ولا نريد انتخابات نيابية مبكّرة".

ولاحظت "نداء الوطن" أن نصرالله أطلق صلية من الرسائل التهويلية على الحراك الشعبي المطلبي في أكثر من اتجاه وعلى أكثر من مستوى، سواء ميدانياً عبر إطلاق "الحزب" العنان لمجموعات منظّمة على الأرض لخرق الساحات وتخريب سلميتها، قبل أن يعود لسحبها بعد أن أوصلت الرسالة على أكمل وجه، أو سياسياً من خلال التصويب على عدم وجود إطار موحّد يجمع المتظاهرين وينطق باسمهم، وصولاً إلى وضعه "فهرس عمليات" لا بد من أن يتّبع المتظاهرون خطواته في سبيل التعبير عن رأيهم، تحت سقف "لاءاته ثلاث" رسمها نصرالله بالخط الأحمر العريض.

وكان أبرز ما قاله نصرالله:

ـ ما بدأ كان شعبياً وعفوياً وبعيداً عن السفارات والاستغلال في الحراك لم يعد كذلك اليوم.

ـ الحراك في هذه اللحظات، تقوده جهات معروفة وشخصيات ومؤسسات معروفة، وهناك ادارة وتنسيق وتمويل أيضاً

ـ من هي الجهات التي تمول هذا الحراك.

ـ على من يقود الحراك أن يشرح لنا ذلك بكل شفافية، وان يقول من هم المتبرعون من اثرياء ومتمولين، وهل هؤلاء يريدون مصلحة الشعب اللبناني أم لديهم أهداف أخرى، وما هي مصادر هذا التمويل.

ـ هناك معلومات تشير الى أن هؤلاء منهم من كان في السلطة ولم يعد، وبعضهم كان في السلطة ولهم تاريخهم وارتباطاتهم الخارجية والداخلية.

ـ هناك فئة عن كيانات سياسية جديدة شكلت في الاونة الاخيرة وشاركت في الانتخابات الاخيرة وانفقت أموالاً طائلة.

ـ هناك فئات مرتبطة بسفارات خارجية وشخصيات وجهات هم من الاشد فساداً وعندهم ملفات في القضاء اللبناني وموجودون في قيادة الحراك.

وبدا لافتاً لـ"النهار" ان الردود الكثيفة المناهضة لكلمة السيد نصرالله على مواقع التواصل الاجتماعي عممت رداً على اتهامه سفارات بتمويل الانتفاضة الشعبية صورته متوسطاً مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية السيد علي خامنئي وقائد لواء القدس في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني.

وأشارت "الأخبار" إلى أن خطاب نصر الله خلط الأوراق سياسياً وشعبياً. ومع إعلانه الموقف «القلق» من وضعية الحراك الشعبي في هذه المرحلة، ودعوته أنصاره الى الخروج من الساحات، انتقل النقاش الى مستوى آخر. شعبياً، لم يتفاعَل المتظاهرون إيجاباً مع الخطاب. بعضهم خرج من الساحات ليلاً، لكن ذلك لا يعني أن الناس لن ينزلوا مجدداً الى الشارع اليوم وغداً.

ولاحظت "نداء الوطن" أن خطاب نصرالله قد أعطى "من طرف اللسان حلاوة" في مستهل كلامه عن إنجازات الحراك الشعبي والإيجابيات التي حققها، إلا أنه سرعان ما أخذ منعطفاً تهويلياً تحذيرياً تخوينياً للحراك بلغ حد مساءلته "من أين لك هذا؟"

"الجمهورية": حزب الله يدافع بنفسه عن دولته

كتب اسعد بشاره في "الجمهورية": حزب الله يدافع بنفسه عن دولته

كان لافتاً أنّ جرعة الاستمرار التي أعطيت للحريري وجنبلاط للاستمرار في الحكومة، كانت جرعة مزدوجة أميركية وفرنسية. ففي حال الاستقالة، يخشى الأميركيون من فوضى كبيرة ستكون في النهاية لمصلحة حزب الله. والأميركيون أيضاً حاولوا ثَني رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع عن استقالة وزرائه، إلّا أنه أصرّ عليها، لعدم قدرة وزراء القوات على البقاء داخل الحكومة وتحمّل أوزارها. أمّا الفرنسيون، الذين شكلوا خلية أزمة في الاليزيه، تضم شخصيات لبنانية، فيضيفون الى الاسباب الاميركية في عدم تشجيع الاستقالة، سبباً إضافياً وهو أنّ هذه الاستقالة ستؤدي الى انهيار اقتصادي كامل، وستكون رصاصة رحمة تُطلق على مؤتمر سيدر الذي يشكّل الفرصة الاخيرة لإنقاذ الاقتصاد. لهذه الاسباب بَدا حزب الله، في تَصدّره مواجهة الانتفاضة، أكبر المتضررين من دون أن يكون المتضرر الوحيد. والاسباب لا تعود الى التمسّك بالرئاسة والحكومة والمجلس فحسب، بل مردّها الى الخشية الكبيرة من النموذج العراقي الذي انتقل الى البيئة الشيعية في لبنان. لن يتردد حزب الله في استعمال الوسائل كافة لحماية المنظومة السياسية التي سعى لبنائها منذ عام 2005 والى اليوم، مروراً بكل المحطات التي شهدها لبنان، من استقالة وزرائه في حكومة السنيورة، الى السابع من أيار، الى إسقاط حكومة الحريري، فالفراغ الرئاسي، وصولاً الى استتباب الأمر على تركيب سلطة مستقرة، بدأت بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً وبمشاركة الرئيس سعد الحريري في التسوية، التي يبدو انّ الحزب سيضع كل ثقله لمنعها من الاهتزاز. ولهذا، فإنّ الايام المقبلة سوف تحمل الكثير من التطورات الدراماتيكية، لأنّ الحزب قرّر أن لا إمكانية لاستمرار الدينامية الشعبية، لأنها ستجرف التسوية بكل مفاعيلها.

"النهار": "حزب الله" في حاجة إلى مقاربات جديدة

كتب غسان حجار في "النهار": "حزب الله" في حاجة إلى مقاربات جديدة

حزب الله حقق مكاسب من الحراك المدني. يعتبر مراقبون ان اصابة حليفيه حركة "امل" و"التيار الوطني الحر" جعلت قوته السياسية مضاعفة، اذ بات الحليفان رهن اشارته، وهما يحتاجان الى رافعة لا يملكها إلا الحزب. لكن قراءة معمقة تظهر ان الحزب حقق انتصاراً على حليفيه، وهذا النصر سيولّد عليه نقمة لدى جمهور الحليفين، لا تعاطفاً، لانهما يعتبران ضمنياً، ان الحزب مسرور بإضعافهما وسحب البساط من تحتهما. اما الفريق الآخر، الوسطي، والذي لا يكنّ العداء للحزب، فقد مال الى الضفة المقابلة تماماً، بعد احداث الشغب والترهيب يوم امس، شعر هؤلاء ان لدى الحزب النية لمنع التغيير، وانه تحوّل سلطة القمع ضد الحراك، وانه يدافع عن سلطة فاسدة، مارقة، سارقة، بدل الالتقاء مع الارادة الشعبية، ولو في منتصف الطريق، خصوصاً بعدما اعلن الامين العام للحزب ان لا تغيير حكومياً، كأنه بذلك رسم الخطوط الحمر مصادراً الارادة الشعبية والقرار السياسي، وهو امر يزيده بُعداً عن الآخرين. وضعف الحليفين، ليس مصدر قوة، لان مجموع عناصر القوة بدأ يتبدل خصوصاً مع تبدل الموازين على الساحة المسيحية، اذ لم يعد الحليف هو الاقوى. والدعم الشعبي وإن كان كبيراً، إلا ان الاصوات التي ارتفعت في النبطية وصور تؤسس لحركة اعتراض لاحقة في الوسط الشيعي نفسه، وقد كان قمعها منظماً لعدم تمددها سريعاً. والمال الايراني، والمال الذي كان يحوَّل من الخارج، بدأ يتقلص، ما يعني انه لن يكون هناك اكتفاء حقيقي. لذا وجبت اعادة النظر في ردات الفعل وفي الفعل ذاته، والعمل على التحوّل شريكاً لا البقاء في دائرة الخصومة.

"النهار": لبنان ليس العراق وعلى "الحزب" استحقاق ثقة "شعوبه"

كتب سركيس نعوم في "النهار": لبنان ليس العراق وعلى "الحزب" استحقاق ثقة "شعوبه"

إيران تعتبر لبنان إحدى الدول الثلاث التي صارت حليفتها في شرق المتوسّط مع سوريا والعراق وطبعاً قطاع غزّة. وتعتبر أيضاً أن الأخطار عليها في لبنان جديّة مثل أخطار العراق وربّما أكثر رغم أن الشيعة فيه غالبيّة "مرتاحة". أي "الموقف" كان يفضّل أن يقوم "حزب الله" حليف إيران بـ"الثنائيّة الشيعيّة" التي يقود بدور إصلاحي – سياسي يُقنع من يخافون منه على أنفسهم وعلى الدولة بأنّه حريص على قيامها ونظافتها وعلى شعبها المتنوّع وليس فقط على شعبه الذي فاجأه قسم منه لا بأس به بمطالبه التي لا تختلف عن مطالب أبناء الشعوب الأخرى. وبدلاً من ذلك أرسل عناصر منه إلى ساحتي رياض الصلح والشهداء لإظهار عدم الرضى عن الشتائم في حقّه وحق قائده والتضامن مع المطالب الإصلاحيّة غير السياسيّة المرفوعة. لكنّه تحاشى وبأوامر الاصطدام الدموي رغم التدافع الذي ضبطه الجيش اللبناني وقوى الأمن. إلّا أنّ التساؤل الذي يطرحه الجميع على أنفسهم هو: هل يريد "حزب الله" أو ينجر إلى استعادة ساحته بعد 2005 وإلى استعادة "الغربيّة" ساحة له ولحلفائه في مقابل ساحة "الشرقيّة". وما هو السبب؟ وهل يستطيع دائماً أن يُبرّر سبب الاحتجاج وإن ضد حليفه باتهام بعض شعبه والشعبَيْن المُحتجّين في كلّ محافظات لبنان بالعمالة للأجنبي؟ أوليس من الأفضل له أن يكون المدافع عن الجميع والمؤسِّس معهم لبناناً قويّاً يحميه من إسرائيل ومن كل طامع ومن الفاسدين وما أكثرهم في بيئته والبيئات الأخرى؟ طبعاً لا أحد يطلب ابتعاده عن إيران أو يرفض اعتبارها صديقاً وربّما شقيقاً مثل الدول العربيّة الأخرى. لكن ما يطلبه اللبنانيّون كلّهم هو أن لا يدفعوا ثمن مُخطّطها الإقليمي. فلبنان غير مجاور لها مثل العراق كي "تحميه". علماً أنها تواجه صعوبات عدّة هناك أهمّها إصرار أميركا على أن تبقى معها فيها بارادتها أو من دونها. وعلى حدوده عدوٌّ له ولها ولحلفائها فيه. وسوريا المُجاورة له أيضاً لم تعد في وضع يُساعد على حمايته بدليل أنّ نظامها كان انهار رغم مساعدة "الحزب" وإيران لو لم تُسارع روسيا إلى النجدة.

"النهار": نصرالله: لا للانهزام في الداخل

كتبت روزانا بو منصف في "النهار": نصرالله: لا للانهزام في الداخل

في اطلالته الثانية ، كانت رسائل نصرالله اكثر وضوحا من حيث اسباغ البعد الاقليمي والدولي على الانتفاضة وفي شرح ما لم يشرحه السبت الماضي كما من حيث تلويحه بان من يكمل فيها سيكون شريكا في هذا البعد. اذ نزع عن المطالب طابعها المحلي المطلبي والحياتي من جهة فيما، وهو مستظل العلم اللبناني ولمرة نادرة من دون علم "حزب الله" الاصفر، يوجه رسالة مفادها انه جزء من هذا البلد وهو له رأي حاسم فيه بعيدا من حزبيته او طائفيته وله حصة فيه يدافع عنها. قد تعد اطلالته الثانية محاولة تحذيرية او "تهديدية" ناعمة اكثر وضوحا تحت طائل ان عدم تراجع المنتفضين من الساحات سيكون له حديث آخر في الوقت الذي توجه بصراحة الى جمهوره للانسحاب في مناطقه. هذا السيناريو كان متوقعا منذ نهاية الاسبوع الماضي واستمرار الانتفاضة اجبر نصرالله على كشف بعض الاوراق عبر شيطنة التحركات واعتبارها مواجهة سياسية علما ان الكثير من المنطق اورده في كلامه لكن ايضا الكثير من المغالطات لان لا حواجز كانت على الارض على رغم صعوبة الطرق بل كل احترام وهذا يحسب للشباب المنتفضين وضرورة عدم تسخيف تحركهم او تسخيفهم كاداة للغير باعتبار ان هذه النقطة يمكن ان تنسحب على جمهور الحزب في معارك خارجية او داخلية. تأخر تنفيذ سيناريو تفشيل الانتفاضة على الارض لكن القرار بعدم اعطاء الناس اي تنازل كان متخذا الى درجة اقفال الباب حتى على تنازل كان لوح به رئيس الجمهورية حول اعادة النظر بوضع الحكومة.

"النهار": "حزب الله" القلق هل يفرّط بباسيل حتى لا يسقط العهد؟

كتبت سابين عويس في "النهار": "حزب الله" القلق هل يفرّط بباسيل حتى لا يسقط العهد؟

وسط هذا المشهد المأزوم وغير المفاجئ، بقي رئيس الحكومة وحده خارج منظومة السيطرة على الشارع بالقوة، وان كان استجاب لمطلبها بعدم الاستقالة، تحت وطأة الخشية من الفراغ وما يرتبه من مخاطر جسيمة على الوضع المالي والاقتصادي المنهك أساسا. لا يخفي زوار الحريري تعرضه لضغوط لعدم السير بالاستقالة، معطوفة على نصائح خارجية بعدم المخاطرة بالاستقالة اذا لم تترافق مع تفاهمات على حكومة جديدة سريعة تملأ الفراغ وتحول دون وقوعه. وللغرب دوافعه القائمة على الحرص على الاستقرار والحؤول دون تسليم البلد بالكامل الى حكومة من لون واحد تسقط فيها وكالة الحريري عن أصالة حكم الحزب، ذلك ان الغرب، وإن كانت نصيحته تقضي بالاستجابة للشعب، يدرك ان عودة الحريري الى رئاسة حكومة يسيطر عليها الحزب ستجعله في عزلة وفي موقف ضعيف، بعدما تم استبعاد حلفاء الامس الحزب الاشتراكي و"القوات اللبنانية"، القادرين على تشكيل رافعة لضمان التوازن داخل الحكومة. تمسك نصرالله بالعهد والحكومة لم يلغ حركة الاتصالات والمشاورات الحثيثة التي يشارك فيها الحزب نفسه. لكن الحديث الذي ساد اخيرا عن اقتراب المشاورات من التوافق على حكومة حيادية برئاسة الحريري، برزت في وجهها عقدة اساسية تمثلت بتمسك العهد والحزب بإعادة توزير رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، على اساس انه يشكل "قلب النظام"، وهذا ما أعاد الطرح الى مربعه الاول، باعتبار ان خيارا كهذا لن يرضي الشارع الذي شكل باسيل النجم الاول لاعتراضاته. وترددت معلومات عن أن الحريري نفسه يعول على المتظاهرين، الذين كان له لقاء مع وفد منهم بعيدا من الاعلام، من اجل تصعيد الضغط في اتجاه استقالة الحكومة. خيارات استقالة الحكومة محدودة في الدستور، بين استقالتها في حال استقال رئيسها او بوفاته، او اذا فقدت اكثر من ثلث أعضائها او عند بداية ولاية رئيس الجمهورية او مجلس النواب، او عند نزع الثقة منها من المجلس النيابي مبادرة منه او بناء على طرحها الثقة. ومن كل هذه الخيارات لا يتوافر حاليا الا اثنان، اما استقالة رئيسها، وإما نزع الثقة في المجلس النيابي عنها، باعتبار ان استقالة اكثر من ثلث أعضائها غير متاحة حتى الان. وثمة من يعول على اعادة تموضع في الكتل النيابية يغيّر حسابات الأكثرية فيها. فهل يسقط الحزب الحكومة قسرا قبل ان يخضع لمثل هذا الرهان؟

"الاخبار": ماذا بعد "شيطنة" نصرالله الجزء الغامض في الحراك؟

كتب نقولا ناصيف في "الاخبار": ماذا بعد "شيطنة" نصرالله الجزء الغامض في الحراك؟

نصرالله تفرّد عن عون والحريري بما لم يقله أحدهما أو لامسه حتى، وهي شكوكه في مسار مختلف للحراك الشعبي. قال الأمين العام للحزب إن ملامح مثيرة للقلق بدأ يلمسها مقرونة بمعلومات وأسماء. على نحو كهذا، من غير تعميم وجهة نظره، شيطن قسماً من الحراك الشعبي. ما يبدو جازماً حتى الآن أن استقالة الحكومة أمر مستبعد، مقروناً برفض الحريري مجازفة الإقدام على خطوة كهذه تحت وطأة ضغوط الشارع، ناهيك برفض رئيس الجمهورية - رغم ما أوحى به في كلمته الخميس - التعاطي مع استقالة الحكومة على أنها حدث في ذاتها فُرض عليه، أضف تعاطي الحراك معها على أنها أول سلم مطالب لا سقف لها. عند هذا الحد تقاسم رئيس الجمهورية وحزب الله الشكوك في ما يتوخاه مطلب إسقاط الحكومة: إطاحة العهد بدءاً بأبرز رمز يمثله هو الوزير جبران باسيل مثالاً وأنموذجاً. أول أسباب رفض رئيس الجمهورية إخراج صهره من الحكومة، الدور الذي يضطلع به إلى جانبه على أنه أكثر من وزير. معاونه الرئيسي ودينامو عقله السياسي الجدلي وكاسحة الألغام التي يواجه بها خصومه، ثانيها، ليس خافياً أن باسيل نال في الحراك الشعبي الحصة العظمى من اللعنات والشتائم والسباب والاتهامات والتشهير والإهانات والتصوير الكاريكاتوري وكل مظاهر الغضب، إلى حد أضحى أي تفكير في تعديل حكومي يوجب حتماً إخراجه هو قبل سواه، وإخراجه الحتمي. بذلك تصبح الخيارات المطروحة مربكة: أي تعديل حكومي لا يشمل باسيل لن يُرضي الشارع، وأي تعديل يبدأ به لن يوافق عليه الرئيس وسيعدّه اعتداءً مباشراً عليه يستهدفه هو بالذات، ويرمي إلى توجيه صفعة قاسية إلى عهده. ثالثها، أخذاً بشعار كلن يعني كلن، ليس باسيل وحده المدعوّ إلى الخروج من الحكومة الحالية، بل كذلك وزراء بري والحريري وحزب الله ووليد جنبلاط والتيار الوطني الحر وتيار المردة، الذين يمثلون في الواقع توازن القوى الصلب النافذ منذ اتفاق الدوحة (2008) الذي لا يتزحزح. رابعها، لن يوافق حزب الله على خيار إخراج باسيل من الحكومة لدوافع لا تمت بصلة إلى كل الجدل الدائر حالياً بين الشارع والطبقة الحاكمة، كما بين قوى الاحتجاج الشعبي. في معزل عن مآخذه على أداء رئيس التيار الوطني الحر في كثير من المفاصل والملفات، ينظر حزب الله إليه على أنه خط الدفاع الأول عن رئيس الجمهورية الذي هو خط الدفاع الأول في السلطة وحيال الخارج عن المقاومة وحزب الله.

"نداء الوطن": "حزب الله" المأزوم

كتب محمد نمر في "نداء الوطن": "حزب الله" المأزوم

لا يمكن لأي تعديل وزاري أن يُرضي الشعب طالما أن التعديل لم يشمل الوزير الأكثر استفزازاً بين الناس وهو رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، الذي رفض التعديل بحماية من "حزب الله" وأسقط الخيار بحجة أن اقالة مجموعة من الوزراء ستعني أنهم فقط الفاسدون، فضلاً عن أنه لا يمكن ضمان موافقة الشارع على التعديل الوزاري، خصوصاً ان هناك أنصار حزبين اثنين على الأقل لن يتركوا الشارع من دون استقالة الحكومة.المتضرر الأكبر هو "حزب الله"، فهو اليوم يُمسك بصوت 19 وزيراً لمصلحة سلاحه، وأي حكومة جديدة ستكون مصغرة ومن اختصاصيين، ما يعني أن "الحزب" سيفقد سيطرته على أكثرية وزارية، وحاجته للحريري ستدفع إلى تلبية كل شروط رئيس الحكومة المستقيل والمكلّف. أما هاجسه الأكبر فهو أن تواصل القوى السياسية تقديم التنازلات للشعب بالانتقال إلى مرحلة التغيير الحقيقية، من حكومة جديدة إلى انتخابات نيابية مبكرة وفق قانون جديد، وهنا يكون "حزب الله" أمام خسارة ثالثة في تراجع عدد نوابه ونواب حلفائه في مجلس النواب (أحصاهم الجنرال قاسم سليماني بـ 74 نائباً)، فيما الخسارة الأولى بأن الشارع لم يعد ملكه وإذا قمع تظاهرات بيروت فلن يستطيع أن يقمع تظاهرات الساحات الممتدة من الدورة وصولاً إلى طرابلس، فيما الخسارة الثانية ربما خروجه من حكومة يشكّلها مجلس نواب غالبيته من المستقلين والمجتمع المدني، ولن يستطيع حينها أن يضمن مصير سلاحه غير الشرعي.

"حزب الله" سيكون المتضرر الأكبر إذا اتجهت القوى السياسية إلى انتخابات نيابية مبكرة. دعم الحريري الفكرة ولاقاه النائب السابق وليد جنبلاط، وأيضاً رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي رفع "كارت" قانونه الانتخابي، لكن السؤال: كيف سيتصرف "حزب الله" في حال استمر الشارع في الضغط على السلطة؟ هل يتخلى عن باسيل بخيار التعديل الوزاري، أم يوجّه سلاحه نحو اللبنانيين إذا فرضت الحكومة الجديدة عليه والانتخابات النيابية المبكرة؟ إذا راح للخيار الأخير، فإن لبنان ليس منعزلاً عن محيطه العربي ويكون "حزب الله" قد رسم طريق النهاية... نهاية من؟

"نداء الوطن": أيّ دور لـ"حزب الله"؟

كتب طوني فرنسيس في "نداء الوطن": أيّ دور لـ"حزب الله"؟

ترجم "حزب الله" انخراطه الكامل في المشروع الإيراني عبر مشاركته المبكرة في قمع انتفاضة الشعب السوري، ومساهمته في دعم الميليشيات والعناصر المؤيدة لإيران في العراق واليمن والبحرين وصولاً إلى الشيخ الزكزاكي في نيجيريا... لا يمكن بالتالي تصور دور آخر لـ"الحزب" يلعبه في مواجهة انتفاضة الشعب اللبناني، خارج السياق الذي ترسمه السياسة الايرانية وما يقرره المرشد، ولا نكتشف جديداً في قول ذلك فالأمين العام لـ"الحزب" قالها صراحة عندما جعل لبنان جزءاً من " جمهورية خامنئي"، إلا أن مشكلة الأمين العام هي أن لبنان ليس سوريا ولا العراق ولا اليمن، ومشكلته الثانية أن الانتفاضة ليست طرفاً سياسياً يمكن الانقضاض عليه كما حصل في أيار 2008، لذلك ورغم الهيمنة الحاصلة على المناخ العام، يجد "حزب الله" نفسه مرتبكاً في مواجهة تمسك ألوف اللبنانيين بحقهم في التعبير عن رفضهم لسلطة يصر "الحزب" على جعلها رقماً في حسابات الخامنئي.

"نداء الوطن": نصرالله يفكّ الارتباط مع الحراك: أولويتنا عدم الوقوع في الفراغ

كتبت غادة حلاوي في "نداء الوطن": نصرالله يفكّ الارتباط مع الحراك: أولويتنا عدم الوقوع في الفراغ

يبدو أن "حزب الله" متأكد من وجود قوى خارجية تحاول استغلال الحراك لتحقيق انقلاب على النظام وإسقاط الحكومة، للعبور بعدها إلى انتخابات نيابية وتغيير رئيس الجمهورية. ولمواجهة سيناريو إسقاط العهد، يعمل "الحزب" على خطين: حماية الحراك الشعبي من الاستغلال من خلال التنبيه إلى مخاطر اختراقه، ومطالبة كلّ من القوى الأمنية والجيش بلعب دورهما في حماية المتظاهرين وفتح الطرق أمام الناس. لذا لم يكن ما قاله السيد نصرالله أمس مفاجئاً لكثيرين من سياسيين وأمنيين كانوا قد تواصلوا مع قيادات "الحزب"، وناقشوا معه الخيارات الممكنة للحل، من دون أن تذهب الأوضاع نحو المواجهة، ولتجنيب البلد المخاطر التي تحيط بوضعه الراهن. وفي حين أكدّ عدم المسّ بالعهد، أبدى مرونة في موضوع الحكومة بقوله "لا نؤيد اسقاط الحكومة"، بمعنى آخر قد لا نكون نؤيد اسقاط الحكومة ولكن إذا كان الحل الوحيد هو تغيير هذه الحكومة فلا مشكلة لدى "حزب الله" بذلك. من وجهة نظر "حزب الله" فإن أي حلّ "يجب أن يقوم على قاعدة عدم الوقوع في الفراغ المؤسساتي والفراغ في السلطة، لأن الفراغ إذا حصل خطير جداً وسيؤدي في ظلّ الوضع الاقتصادي والمعيشي والمالي الصعب والمأزوم الذي عبّر عنه الناس وفي ظل التوترات السياسية في البلد واقليمياً، الى الفوضى والإنهيار وحتى الجيش الذي يعتمد كحافظ للأمن وأساس السلم الأهلي، سيأتي وقت لا قدرة له على دفع المعاشات ويمكن أن البعض يحضّر لحرب أهلية".

"النهار": الانتفاضة دخلت منعطفاً مصيرياً

رأت "النهار" أن اليوم التاسع من الانتفاضة الشعبية العارمة التي بدأت في 17 تشرين الاول الجاري قد دخل منعطفاً مصيرياً وسيتعين رصد تطورات اليومين المقبلين لتبين الاتجاهات التي ستترتب على ما جرى أمس ميدانياً وسياسياً. ذلك ان المشهد الداخلي بدا مقبلاً على تطورات دراماتيكية في ظل "اقتحام" ميداني – سياسي مزدوج بدأه "حزب الله" لمسرح الانتفاضة عبر تسلسل منهجي مدروس ومنسق بدا واضحاً انه شرع من خلاله في اطلاق معركة كبيرة ضد الحراك الاحتجاجي تحت حجج وذرائع من خلال التحذير من الفوضى والفراغ بلوغا الى الحرب الاهلية.

وأشارت "النهار" أيضاً إلى أن ساحة رياض الصلح شهدت استعادة للسيناريو التوتيري الذي كان حصل الخميس قبيل الاطلالة التلفزيونية لنصرالله بعد الظهر. فغداة انتشار مجموعة من مناصري الحزب في ساحة رياض الصلح، حصل اشكال كبير بين المتظاهرين وهؤلاء، أدى الى سقوط اصابات في صفوف المعتصمين وقوى الأمن كما في صفوف انصار الحزب. وقد ردد أنصار الحزب "كلن يعني كلن بس "السيّد" أشرف منن"، في حين تمسك المعتصمون بشعار "كلن يعني كلن"، ولم يسلم بعض رجال الاعلام من العصي والحجارة التي انهالت عليهم من مناصري الحزب.

وبدا واضحاً لـ"النهار" ان الحزب وحليفه "التيار الوطني الحر" لم يكونا بعيدين من التنسيق المشترك في اطلاق العنان لمواجهة الانتفاضة الشعبية من خلال تحريك "الشارع المضاد"، ذلك ان تظاهرات ومسيرات لانصار الحزب انطلقت في صور والضاحية الجنوبية والبقاع الشمالي بعد كلمة نصرالله، فيما كان "التيار الوطني الحر" نظّم تظاهرات في جبيل وبعبدا والبترون تاييداً للعهد. وهذا التطور يضع البلاد أمام أيام مفصلية.

وأكدت معلومات رسمية لـ"اللواء" ان إجراءات ستتخذ اليوم من الجيش وقوى الأمن لفتح الطرق وتسهيل تنقل المواطنين.

وكانت قيادة الجيش حذّرت في بيان شديد اللهجة من الاستمرار في التعرّض للحريات العامة والشخصية، مذكرة بأن حرية التعبير والتظاهر مصانة بموجب الدستور، ودعت إلى احترام حرية التنقل والكف عن القيام بالممارسات المسيئة والمخالفة للقوانين.

"الشرق الاوسط": الثورة اللبنانية لم تفرز بعد قيادة تمثلها

كشف وزير الداخلية السابق مروان شربل لـ"الشرق الأوسط" أن ما يحصل أكبر من ثورة، وهو تحوّل مفصلي بتاريخ لبنان. لكنه لفت، في الوقت نفسه، إلى أن سقوط الحكومة يعني أن هناك فريقاً رابحاً (أي المتظاهرين) وفريقاً خاسراً (أي السلطة الحاكمة)، ولا بدّ من إيجاد مخرج يرضي الطرفين، ويحول دون دخول لبنان في الفوضى. وكشف شربل أنه اقترح على الوفود خطّة من ثلاثة بنود، الأول القبول بورقة الإصلاحات التي قدمها رئيس الحكومة سعد الحريري ومنحه مهلة لتطبيقها حتى نهاية السنة الحالية، والثاني استقالة الحكومة بعد تطبيق هذه الإصلاحات، والمجيء بحكومة من شخصيات غير حزبية تختار الرجل المناسب في المكان المناسب، والثالث أن يتعهّد أي من الوزراء الجدد عدم الترشّح للانتخابات النيابية المقبلة. ودعا إلى عدم تجاهل مبادرة رئيس الجمهورية ميشال عون و«إعلانه القبول بإعادة النظر بالوضع الحكومي. من جهة ثانية، تخوّفت مصادر مواكبة للحراك الشعبي من دخول عناصر حزبية على الخط لتخريب الحراك وإخراجه من الشارع بالقوة والترهيب. وأشارت المصادر لـ"الشرق الأوسط" إلى أن حزب الله الذي يواجه عقوبات اقتصادية ومالية على قياداته ونوابه، لن يقبل بمحاصرته سياسياً في لبنان، وهو سيبدأ من بيئته في الجنوب إلى بيروت، حتى لو كلّف الأمر إراقة الدماء.

مصادر لـ "الشرق الاوسط": الانتفاضة الحاصلة جنوباً امتداد للانتفاضة على صعيد الوطن ككل

اعتبرت مصادر سياسية أن الانتفاضة الحاصلة جنوباً تشكل امتداداً للانتفاضة الحاصلة على صعيد الوطن ككل، لكن ما يميّزها هي أنّها كسرت كل المُحرّمات في مناطق يُمنع فيها مجرد توجيه انتقادات علنية للثنائي الشيعي. وردّت المصادر، في تصريح لـ"الشرق الأوسط"، ما يحصل لتنامي الضغوط على المجتمع الشيعي، خصوصاً بعد تشديد الولايات المتحدة الأميركية عقوباتها، التي لم تعد تقتصر على قيادات وعناصر حزب الله، وباتت تطال المتموّلين الشيعة، وتؤثر سلباً على المجتمع الشيعي ككل.

"الجمهورية": خطة عمل

كتب فادي عبود في "الجمهورية": خطة عمل

الثورة الوطنية الجامعة التي ربطت لبنان من شماله الى جنوبه بمطالب حياتية اقتصادية بعيدة من المذهبية والزعامات والتقوقعات، هي خير دليل الى أنّ الشعب يحتاج الى تغيير جذري في طريقة الحكم وادارة شؤون البلاد. وبعد مرور 9 أيام على إطلاق شرارة ثورة 17 تشرين، يحاول المتظاهرون جمع المطالب في خطة واضحة ومطالب أساسية لترجمة انتفاضة الناس الى حقائق قابلة للتطبيق. أودّ أن أناشد وأصارح الجميع، بأنّه مهما كان شكل المرحلة المقبلة، فإنّ الامور لن تستقيم، ولن يملك الشعب القدرة على المحاسبة، إذا لم تُطبّق الشفافية المطلقة، وأن يثق الشعب على العمياني بأي حكومة أو مسؤول، حزبي، تكنوقراط، مجتمع مدني وغيرهم، هو تكرار لأخطاء الماضي، لأنّ عدم ايجاد آلية محاسبة دائمة ومتواصلة يجعل أي شخص عرضة للسقوط في آفة التطاول على المال العام، وتوجد بيئة صالحة للفساد. وبالتالي المطلوب رقابة دائمة، أي أن تكون كل أعمال الدولة وقرارات الحكومة وصرف المال العام مفتوحة للعموم لحظة بلحظة. ومن هنا أهمية إقرار قانون الشفافية والبيانات المفتوحة. من الضروري القيام سريعاً بالخطوات الآتية:1- درس مشروع لتلزيم ادارة المدارس الرسمية لبعض مؤسسات التعليم الخاص، بهدف رفع مستوى التعليم المجاني، لإراحة المواطن. 2- إعادة صياغة كل الاجراءات الادارية في الدولة من أجل ترشيقها وتبسيطها ومنع التعقيدات المُهندسة خصيصاً لفتح باب الرشاوى. 3- ايقاف مبدأ الحصانات، حيث يجب أن لا يتمتع أحد بأي حصانة أكان نائباً أو رئيس بلدية أو غيرهما. فهذا المبدأ سقط في كل دول العالم، والقانون يجب أن يسري على الجميع، دون أي تعقيدات! 4- إعادة حصرية حق فرض الضرائب الى مجلس النواب. 5- - فتح إنتاج الكهرباء وتوزيعها للتنافس الحر كلياً بمدة لا تتعدى 3 اشهر، والسماح باستيراد الغاز الطبيعي والمحروقات لمَن يشاء، ومنع الاحتكار في هذا القطاع. 6- اجراء انتخابات نيابية مبكرة على أساس الدائرة الصغيرة جداً لمرة واحدة فقط، والى حين صدور قانون جديد وعصري للانتخاب لايصال صوت الناس والغاء فكرة اللائحة والسماح للمستقلين بالترشح للخروج من المحادل التي تشكّلت في الانتخابات الاخيرة.

"النهار": زمن الناهبين والمخرّبين قد ولّى

كتب الياس الديري في "النهار": زمن الناهبين والمخرّبين قد ولّى

لا تراجع ولا استسلام ولا قبول بالمسكَّنات والوعود التي أمست مثلاً للتهرّب من المسؤوليّة والتغيير. أمّا التذكير بكلام أكل الدهر عليه وشرب، فلم يعد له أيّ مكان، ولا أي مصغٍ. كل شيء من أوَّل وجديد. وكلُّن يعني كلُّن. وهي جملة بسيطة معبِّرة وتستحقّ أن تكون شعاراً. الذين أطاحوا شجرة ثمار الطائف حسبوا أنّهم وضعوا أيديهم على السلطة، والناس، والأرض، والأنهر، والينابيع، والبحار، ويا أرض اشتدّي ما حدا قدّي. لم يحسبوا حساب الناس. اعتادوا أن يضحكوا على الذقون بالوعود الكاذبة. وبالتهديد أيضاً. وبأصوات حربجيّة تتّكئ على "أوهام حربيّة". لقد ظنَّ هؤلاء الذين دمَّروا لبنان عن سابق تصوّر وتصميم أن التهويل يكفي لزرع الرعب في نفوس اللبنانيّين، لكنَّهم زرعوا النقمة والغضب. وما زالوا مُتمسِّكين بهذا الوهم الذي تجاوزته أفواج الملايين، وأصواتهم، ومثابراتهم، وصمودهم الذي اخترق كل الحواجز في لحظة تغيير رائعة رائعة، أبادت كل أوهام الترهيبيّين وتجّار الفساد بكل أنواعه وأسمائه... لا صوت يعلو على اصوات أبطال التغيير، والثورة في سبيل إنقاذ لبنان، وإعادة بنائه على أسس الوفاق والنظام والقانون والدولة، والجميع سواسية. ولبنان واحد لشعب واحد. لقد انتصروا منذ اليوم الأوّل. انتزعوا تلك الحواجز الوهميّة تلقائيّاً، ومن دون أي جهد. جميعهم كلّهم نزلوا إلى الساحات ليهتفوا للبنان جديد. وللبنانيّين جُدُد، ينتمون إلى وطن لكل بنيه، ويحتكمون إلى نظام يتكافأ في ظلّه الناس بمختلف الرتب والمكانة والمسؤوليّة. قانون واحد لشعب واحد، إنّهم اليوم، أو انطلاقاً من اليوم، بل قبل ثمانية أيّام، لبنانيّون مع لبنانهم، لا مع هذه الدولة أو تلك، ولا مع هذا النظام أو ذاك. لقد انتهى دور الاستغلاليّين والفاسدين والناهبين. لحد هون وبس. لقد وصلت مواكب التغيير، فزيحوا من دربها أو امشوا في طريقها. لقد ولّى زمن الفاسدين والناهبين والمخرّبين والترهيبيّين. من أوّل وجديد.

"النهار": الرد بالبقاء في الشارع

كتب علي حماده في "النهار": الرد بالبقاء في الشارع

البلاد دخلت أزمة عميقة، تستحيل مواجهتها بالتهديد أو الوعيد أو التخوين كما فعل السيد نصرالله أولا في الشارع عبر انزال مجموعات منظمة للتحرش بالمتظاهرين والاعتداء عليهم ومحاولة ترويعهم، ثم من خلال إنزال ناسه المنظمين في مسيرات جوالة في مناطق عدة، أو بكلامه على الفوضى، او القوة التي يملكها. و الحال ان هذه الازمة الكبيرة ربما كشفت لنصرالله حلفاءه الذين يعتمد عليهم كخطوط دفاع سياسية أمامية ما عادت كافية لحمايته، او لتجنيبه اللجوء بداية الى التهديد و الترويع مقدمة للجوء الى القوة الصافية في مرحلة أخرى. فالعهد متهالك، والرئيس عون يبدو كمن يمضي أيامه الاخيرة في شبه غربة عن مسؤولياته الرئاسية الفعلية، تحيط به بطانة جلّها من الانتهازيين والمتسلّقين. أما رئيس الحكومة، وهو الطرف الثالث في "التسوية الرئاسية" التي أتت بعون رئيسا، فهوامشه محدودة للغاية في ظل انكماش قاعدته الشعبية لاسباب عدة، فيستحيل عليه وحده ان يحمل ثقل التسوية بصيغتها الاولى التي جرى الاتفاق عليها سنة 2016. فالحريري الحامل إرث والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، على الرغم من عطف ناسه عليه، ما استطاع للحظة واحدة ان يقنع بيئته وقاعدته بحسنات انتخاب الجنرال ميشال عون رئيسا للجمهورية. إذا نحن أمام أزمة كبيرة ومتفاقمة، وما لم يقتنع المسؤولون المعنيون، وهم معروفون باستقالة الحكومة و استبدالها باخرى بالمواصفات التي تحدثنا عنها آنفا. وفي غياب تلك المقاربة، فإن الرد الوحيد المتاح بيد الناس الغاضبين يبقى الشارع والساحات.

"النهار": موقفا بكركي و"مطران الثورة" أنعشا المتظاهرين

كتب وجدي العريضي في "النهار": موقفا بكركي و"مطران الثورة" أنعشا المتظاهرين عوده "القمصان السود" تنذر بتطورات دراماتيكية

وفق معلومات الـ "النهار" أن البطريرك الراعي بعدما عاد على عجل من القارة السمراء، أُوفد اليه النائب ابرهيم كنعان من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر بشكل عام ليكون نداء المطارنة الاربعاء المنصرم هادئاً وقريباً وداعماً للعهد، ولكن تُشير مصادر سياسية مواكبة لمسار التطورات إلى أن الراعي، ولدى متابعته ما يحدث، فوجئ بحجم الحراك الشعبي ولا سيما في المناطق المسيحية، وصولاً إلى الاعتداءات على المتظاهرين. ونُقل عنه أنه في الوقت الذي كان فيه مستاء لما يتعرض له المتظاهرون، كان مسروراً لهذا الانضباط والأجواء الوطنية التي سادت كل مناطق لبنان، فكان موقفه الذي اقترن بسلسلة اتصالات قام بها مع المسؤولين في الداخل، لا بل مع بعض السفراء والخارج، لتتكون لديه فكرة واضحة أن هناك تأييدا عارما عربياً ودولياً للمتظاهرين. توازياً، وبعدما جُربت كل عدة التخريب على التظاهرات و"تركيب الأفلام"، بدأ الإعلام المقرب من "حزب الله" يُشير إلى تدخل المملكة العربية السعودية إلى جانب المتظاهرين، أو أنها تدعم "القوات اللبنانية" وغيرها، وهنا تؤكد مصادر ديبلوماسية سعودية في بيروت أنه "من المضحك المبكي إطلاق مثل هذه الاتهامات، فالسفارة في بيروت، بإشراف شخصي من السفير وليد بخاري، أجلت رعاياها بطريقة منتظمة وهادئة، ولم يصدر أي موقف من السفير أو أي مسؤول سعودي. ويبقى أن "النهار" التي كانت على بعد أمتار من الاعتداء على المتظاهرين بالأمس، نقلت عنهم أن هؤلاء كانوا في ساحات 14 آذار لإسقاط نظام الوصاية، وفرضوا المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، إنما يا للأسف، كان رئيس الحكومة سعد الحريري وكثر من هذا الفريق يفاوضون على التعديل الحكومي، وهذا ما أصرَّ عليه الحريري منذ اليوم الأول لأن الاستقالة تعني عدم إعادة تكليفه، وهو ما أكده أكثر من زائر التقاه في الأيام الماضية. ولكن في المقابل، جاء موقف المطران عوده البطريرك الراعي والجمهور المتماسك المنتفض والدعم الذي بدأ يتوالى من عواصم عربية ودولية، بما سيُغير الواقع الراهن برمته، والساعات المقبلة ستفضي إلى المزيد من التطورات المتسارعة كما تؤكد أكثر من جهة سياسية، بناء على معطيات كثيرة تبدلت أخيراً بعد تزايد التظاهرات والاعتداءات التي سجلت، ثم خطاب السيد نصرالله، مما يُؤشر إلى أن التطورات الدراماتيكية قد لا تقتصر على إسقاط الحكومة، بل إن لبنان قد يتجه إلى عصر سياسي جديد وفي بزة جديدة.

"النهار": هل دخل حراك الشارع في مأزق عدم فتح الحوار وبلورة رؤية مضادة؟

كتب ابراهيم بيرم في "النهار": هل دخل حراك الشارع في مأزق عدم فتح الحوار وبلورة رؤية مضادة؟

ثمة من بدأ يطرح السؤال عما اذا كان هذا الحراك قد بلغ دائرة المأزق نتيجة عدم قدرته حتى الآن على بلورة رؤية متقدمة وواضحة يدخل على اساسها الى طاولة حوار مع السلطة ومكوّناتها ويفترض ان تنتهي الى تسوية ما تخرج البلاد من نفق أزمتها؟ أم ان هذا الحراك مازال يحتفظ بأوراق نوعية من شأنها ان تتيح له عاجلاً أم آجلاً الامساك بزمام المبادرة وتجعل كلمته هي العليا وكلمة الطرف الآخر السفلى؟ بحسب مصادر "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، فان هذه السلبية التي قابل بها الحراك عروض الحل والخروج من المأزق، عززت فرضيتين لديهما: الاولى: ان هذا الحراك العفوي والتلقائي قد عجز عن بلورة ما هو مطلوب منه اساساً، أي تقديم الرؤية وبلورة ورقة الحل، وانه ماضٍ في هذا العجز الى اجل غير مسمى، وانه اصلاً لا يملك الخبرة ويفتقد تماماً الاطار السياسي الكفيل بجمع شتاته ولمّ قواه. الثانية: ان هناك مَن شرع في استغلال نقطة الضعف هذه، فسارع الى تحريف الحراك عن مضمونه الاصلي ليطيل أمد مكوثه في الشارع اعتقاداً منه ان ذلك من شأنه ان يضعف العهد وحاضنته السياسية من جهة، ويستنزف "حزب الله" من جهة اخرى، وان يفاقم ازمة الرئيس الحريري من جهة ثالثة، ولاسيما ان التطورات المتسارعة قد اظهرت "تيار المستقبل" بمظهر المختفي عن الواجهة وغير المستعد اطلاقاً ليدافع عن الدولة وحتى عن الحكومة. وفي موازاة هذه السيناريوات، فان القوتين الاساسيتين اللتين تتوليان الدفاع بشراسة عن الحكم والحكومة ("حزب الله" و"التيار الوطني") لا تخفيان انهما تنطلقان في الرد والمواجهة من نقطة ضعف الحراك (احتجاب القيادة واختفاء البرنامج وعدم قدرته او رغبته في فتح ابواب الحوار المنشود) لتكسبا شرعية الانطلاق في حراكهما المغاير.

"النهار": قناع السُلطة وحقيقة الناس لبنان - الحراك الشعبي واللاعودة

كتب سام منسى – زياد الصائغ في "النهار": قناع السُلطة وحقيقة الناس لبنان - الحراك الشعبي واللاعودة

أكّدت الانتفاضة أنّ الطائفة الشيعية هي فعلاً مخطوفة من حزب الله وأن الثنائيّة الشيعيّة لا تمثّل غالبية الشيعة، وما شهدناه في صور والنبطية وغيرها من المناطق دلّ على أن ثلاثين سنة من سطوة حزب الله وإيران عليها لم تعبث بلبنانيّة ووطنيّة هذا المكون اللبناني الرئيس، وأن ثقافة الحياة ما تزال أقوى من ثقافة الموت العبثية. وأظهرت الانتفاضة من جهة ثانية أن الطائفة السنيّة ليست مكوناً صامتاً بل هي ناشطة وفاعلة ومؤثرة، ولا نبالغ إذ نقول إن المكوّن اللبناني المسلم بشقيه السنيّ والشيعيّ هما عماد هذه الانتفاضة الى جانب المسيحيين. أسقطت الانتفاضة سقوطاً مدوياً ادعاء فريق مسيحيّ أنّه يمثّل غالبيّة المسيحيين، فجاءت النقمة عليه على قدر الأوهام التي باعها للناس. ّ على الرغم من محاولة توصيف هذه الانتفاضة بأنها مطلبيّة، وعلى أهمية الجانب المعيشي في تحريكها، أظهرت قناعة اللبنانيين بأن جوهر أزمة بلادهم ليس حسابيّاً أو تقنيناً وليس موازنة وضرائب ولا يمكن تجاوزها بمجرد أوراق اقتصاديّة وحلول إصلاحيّة. الناس مقتنعون أن الأزمة هي أزمة بنيويّة وسياسيّة وسياديّة، سببها هيمنة حزب الله وحلفائه من كل الطوائف والأحزاب على القرار السياسي والأمني وبمحاولات هذا الفريق جرّ لبنان إلى محور يخالف تاريخه. مهما يكن، ما جرى شكلّ بكل المعايير مفاجأة وصحوة، والفراغ الذي يحذّر البعض منه نتيجة لهذا الحراك كنا نعيش فيه. فالفراغ ليس مجرد عدم وجود حكومة أو رئيس أو مجلس نيابي، إنما هو عدم الإدارة، وهذه السلطة لم تكن تدير البلاد إنما تدير مصالحها. يبقى الخوف من شبح السلاح غير الشرعي والخشية الرئيسية أن يعمد حزب الله جراء مصالح خارجية على خطوات لا تأخذ في الاعتبار المصلحة اللبنانية وهنا مكمن الخطر.

"الاخبار": إنها ليست ثورة في لبنان ولكن...

كتب اسعد ابو خليل في "الاخبار": إنها ليست ثورة في لبنان ولكن...

ما حدث في الأسبوع الماضي كان انفجاراً مبيّتاً مكبوتاً منذ عام ١٩٩٢ – والانفجار تأخّر لأن الحريري وورثته عرفوا كيف ومتى يلوذون بالطائفية والمذهبيّة لإنقاذ فساد الطبقة الحاكمة من الغضبة الشعبيّة. هذه فاتورة تسلّمها الشعب اللبناني عن حسابات رفيق الحريري الماليّة (لا أفهم كيف يتلقّى جبران باسيل من الشتائم أكثر من رفيق حريري، المهندس الحقيقي للكارثة الاقتصاديّة في لبنان). كانت هناك انتقادات كثيرة مبكراً للحريري بسبب انحيازه المفضوح ضد الطبقات الشعبيّة وضد دولة الرعاية الاجتماعية، وتشكّلت في التسعينيّات حركة معارضة لا طائفيّة ضدّه داخل الحركة العمّاليّة. الحركة العمّاليّة – قبل تدجينها من الحريري ومستشاره لشؤون ضرب العمّال، محمد كشلي (اليساري السابق) – كانت سبّاقة ورائدة في التنبيه إلى مخاطر الحريريّة. لكن الحريري عرف كيف يتعامل معها: استعان بيد النظام السوري الضاربة لقمعها، وفرض النظام السوري وزراء عمل من حلفائه: (حزب البعث أو الحزب السوري القومي الاجتماعي). ونجح الحريري في نسف الحركة العمّاليّة وأصبح نبيه برّي وصيّاً عليها يعيّن قياديّاً تابعاً له فيها. وبضرب الحركة العمّاليّة انتهت آخر فرصة لبلورة معارضة ضد السياسات الحريرية القاتلة. وهو كان يشتري معارضين له، من اليسار واليمين والوسط، حتى أنه اشترى نوّاباً وحلفاء لسليم الحص. والقوانين الانتخابيّة والإنفاق الانتخابي المقترن بالتحريض الطائفي والمذهبي من قِبل الحريري فعل فعله في القضاء على أي معارضة له، وبات الزعيم الأوحد غير المنافَس في بيروت، ثم في لبنان – بعد موته. لكن الشعارات الحالية في الانتفاضة الجارية بالكاد تتطرّق إلى رفيق الحريري خصوصاً وأن رموزه ليست بعيدة عن أماكن الاحتجاج في مختلف المناطق في لبنان. ليست الأزمة الاقتصادية بنت ساعتها بل هي نتيجة كانت حتميّة لسوء إدارة رفيق الحريري للاقتصاد اللبناني. وهذه الإدارة لم تكن محليّة فقط. عندما قرأ سعد الحريري بيان إصلاحه قبل أيّام، والذي قال فيه إنه مزهو بتلاوة أفكاره هو عن الإصلاح، كان يكذب لأنه لم يكن يقرأ إلا مطالب حرفيّة من البنك الدولي والمؤسّسات والحكومات الغربيّة. إن وصفات رفيق الحريري الاقتصاديّة كانت وصفات البنك الدولي، والذي كان رئيسه من أتباعه. والمطالبة بالتغيير من دون شعارات تغيير السياسة الخارجيّة للبنان عبثيّة. كيف بقي – وكيف يبقى بالرغم من كل شيء – رياض سلامة في موقعه في المصرف المركزي كل هذه العقود (لم يكن ذلك بسبب نيله جوائز وهميّة من مجلّات يموّلها هو على أنه أحسن حاكم مصرف مركزي، كأن هناك مباريات، مثل مباريات ملكة جمال البطّيخ، لحكام المصارف). وسلامة، الذي استقدمه الحريري من ميريل لينش (حيث كان له حساب خاص فيه) استمرّ في الحكم بالرغم من معارضة السنيورة له، ومعارضة ميشال عون له. شعار إسقاط النظام لا معنى له في بلد مثل لبنان. الزعماء في لبنان لا يريدون سقوط النظام، دول الغرب لا تريد سقوط النظام. أما النظام السعودي فهو يريد تأديب سعد الحريري، لا بل طرده من السلطة، على أن يكون ذلك مترافقاً مع تأجيح حملة شعبيّة ضد حزب الله – ليس بسبب تحالفه مع برّي بل بسبب مقاومته لإسرائيل، حليفة آل سعود وأنظمة الخليج.

"الشرق": الثورة لن تتوقف

كتب عوني الكعكي في "الشرق": الثورة لن تتوقف

صحيح أنّ السيّد حسن نصرالله في خطابه عصر أمس كشف عن أنّ اصبعه تستطيع أن تخيف، ولكنه كان هادئاً فعلاً، ووضع ثلاث لاءات: لا تغيير حكومة، لا إسقاط حكومة، لا إسقاط رئيس الجمهورية. هذه اللاءات الثلاث يتمسّك بها منذ اللحظة الأولى لانطلاق الثورة ولكنه، في الحقيقة التي حاول أن يخفيها، أنه منزعج من الثورة ولم يكن يتوقع أن تطول وتزداد حضوراً وكثافة يومياً، وأن تعم المناطق اللبنانية كلها من بيروت الى صور الى برجا الى بعلبك الى الزلقا الى طرابلس الى عكار الى زحلة الى البقاع الى الجنوب… لم يكن يتوقع أنها ستنتشر بهذه السرعة، وهذا لم يكن في حساب أحد. كلام السيّد جاء بعد زيارة خاطفة قام بها قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني الى الضاحية، وكانت شبه سرية، وتبيّـن أنّ هناك ربطاً بين ما يجري في العراق وما يجري في لبنان، والخوف الايراني الكبير من أن تمتد الى طهران، لأنّ نجاح الثورة في لبنان سينعكس بالتأكيد على العراق الذي لا يتقبّل شعبه صاحب حضارة ما بين النهرين العريقة، أي نوع من أنواع الطائفية والمذهبية، وبالرغم من محاولات إيران وتمويلها الميليشيات الشيعية والحشد الشعبي (…) يبدو أنّ الشعب العراقي الوطني تفوّق على المذهبية والطائفية… من هنا الخوف الكبير لدى سليماني والنظام الايراني من قلب الموازين في العراق تمهيداً لقلبها في إيران، ومعلوم أنّ الحرس الثوري وجماعة السلطة لا يشكلون أكثر من ٣٠٪ من سكان إيران، وفي عملية حسابية بسيطة جداً يكفي انهيار العملة الايرانية الى ١٠٪ ممّا كانت عليه أيام الشاه، أي أنّ كل مئة تومان صارت بقيمة عشرة، وإلى هبوط أكبر، وبالمقارنة مع أيام الشاه لم تشهد إيران إنهياراً إقتصادياً كما هو اليوم.

"نداء الوطن": الكلمة للشارع

كتب بشارة شربل في "نداء الوطن": الكلمة للشارع

غير مجدٍ مناقشة ما أتى به كلام الأمين العام لـ"حزب الله" عن تجاوزات المتظاهرين وحقّ الناس في التنقل، وعن مواصفات للحراك الشعبي ووجوب تمتعه بشهادات حسن سلوك. فالناس الذين انتفضوا على طبقة سياسية أذاقتهم الأمرّين برُقي إستثنائي، هم من كل شرائح المجتمع وأحراره وأهم جامعاته، ولهم من ثقتهم بأخلاقهم وبولائهم الوطني ما يجعلهم يتمسكون بحقهم في التغيير وفي فرض ارادتهم السياسية بلا تخويف.

ورغم ان السيد نصرالله يبدو غير مستعجل لرؤية حل سريع يوفر على البلاد ما اعترف بأنه انعكاسات خطيرة على كل صعيد، فإن البناء على اشارته الايجابية في موضوع الحكومة أمر ضروري. فهو يؤيدها ولا يتمسّك بها، ما يعني أن البحث في مصيرها مطروح. لكن كان يمكن لنصرالله، بما يملك من قوة في تركيبة النظام، أن يعجّل في إخراجنا من الأزمة بالإقرار بأن الحكومة فاقدة للثقة الشعبية وبالتالي باتت استقالتها الفورية واجباً وطنياً. أما تشكيل حكومة جديدة تخرج الناس من الشارع فليس بالأمر العسير إذا أقرت السلطة بوجوب أن تدفع ثمن ارتكاباتها بحق البلد، وتبادر الى توزير أصحاب كفاءة ونزاهة من غير الحزبيين.

إصرار "حزب الله" على أنّ الحراك بات سياسياً ومتطلباً وصاحب خطة متدرّجة تبدأ بالحكومة وتمرّ بانتخابات مبكرة وإطاحة الرئيس تُسبّب قلقاً فعلياً. وهي قناعة يغذيها بالتأكيد "التيار الحر" الذي يجد رجليه في الفراغ، بعدما قَصُر غطاؤه المسيحي للحزب، وشاخ قبل أوانه، وصار مسنوداً على عكازات شركائه السياسيين.

"الهدوء قبل البحث في الحكومة": معادلةٌ يريدها "حزب الله" بشدّة، وهي تعني أنّ الأزمة أصبحت مفتوحة والكلمة للشارع منذ اليوم.

"الشرق الاوسط": لبنان من سويسرا إلى قندهار!

كتب محمد الرميحي في "الشرق الاوسط": لبنان من سويسرا إلى قندهار!

السبب الرئيسي لتدهور الوضع الاقتصادي في لبنان هو وجود سلاح حزب الله وتسلطه على الدولة، افتقاد الأمن في لبنان هو حجر الزاوية للأزمة العميقة، لأن أهل السياحة وأهل الاستثمار وأصحاب التحويلات لم يعودوا يأمنون على أمنهم الشخصي أو رؤوس أموالهم، ومخادعة السياسيين بأن يكون لبنان في حضنهم هانوي وسنغافورة في الوقت نفسه، مخادعة لم تكن إلا محض خيال. العالم كله يقول للحكومة اللبنانية إن وجود ذلك السلاح يأخذ الدولة والمجتمع إلى مكان هو أقرب إلى الأسر ويغامر بحياة كل اللبنانيين، وليس بعضهم فقط، إن أضفنا إلى ذلك أن هذه المجموعة المسلحة والعقائدية ترسل محازيبها إلى كل مكان في العالم فيه صراع، إلى اليمن، وإلى سوريا، وإلى مناطق بعيدة، وكأنها مفوضة باستباحة دماء اللبنانيين الفقراء لتحرير العالم! فقط لأن القيادة التي هي في طهران قد أمرتها بذلك. الحراك اللبناني الحالي هو أمام تحويل لبنان إلى سويسرا مرة أخرى، وهي غنية بمواردها، في ظل شفافية وإدارة رشيدة، أو تحويله إلى قندهار، الكرة في ملعب الجمهور اللبناني ومدى صلابته! آخر الكلام: في حال نجاح اللبنانيين في العبور من دولة المحاصصة والسلاح والفساد والطوائف إلى دولة مدنية حديثة، فإن ذلك سوف يُسمع بسرعة في دول محاصصة أخرى، خاصة العراق وسوريا، أما في حال الفشل، فسوف يكون فشلاً مؤقتاً إلى الجولة الثانية، لأنه لم يعد هناك مكان للشعوذة، فما أوله خرافة... آخره غضب!

"الجمهورية": طروحات لن تسقط...

كتبت راكيل عتيق في "الجمهورية": طروحات لن تسقط...

لا تبدّل في الإقتناعات، ولا في سياسة رمي المسؤوليات على الطرف الآخر. تيار المستقبل يعتبر أنّه لولا سياسات الرئيس الشهيد رفيق الحريري لكان وضعنا أسوأ بكثير. وتسأل مصادر التيار: هل كان المطلوب عدم الإعمار؟ عدم تجديد البنى التحتية والطرقات وتوسيع المرفأ والمطار وبناء المدارس...؟ وكيف يُمكن من دون إعداد أرضية قابلة للاستثمار جذب أيّ مستثمر الى بلدٍ خرج مُدمّراً من حرب أهلية؟. وتعتبر أنّ وجود «حزب الله كميليشيا مسلحة هو السبب المركزي لتدمير كلّ مفاعيل ما عمل عليه الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولو لم يُقحِم الحزب لبنان في سياسة المحاور والحروب المتكررة، ولولا اغتيال المعارضين بعد عام 2005، لأنّ لبنان كان عاش بحبوبة وشهد نمواً اقتصادياً. وتسأل: ما هي السياسات البديلة؟ سياسة المقاومة؟ أو سياسة اشتراكية؟. التيار الوطني الحر الذي دأب في تحميل الحريرية السياسية مسؤولية فشل الدولة، يُشارك الرئيس سعد الحريري في الحُكم، ولم يُظهر اعتماده سياسة مختلفة منذ عام 2005، حتى بعد وصول العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية وتكوين التيار. لكن التيار استمرّ في رفع أيّ مسؤولية عنه. وكان يردّد المسؤولون في التيار ما قبل 17 تشرين: نحن لا نفتح دفاتر الماضي، بل نقول إنّ هناك أزمة وقعنا فيها بسبب سياسات معتمدة منذ 30 سنة ولم نكن شركاء فيها، لكنّنا نعتبر أنفسنا اليوم شركاء في البحث عن حلٍّ لها، وفي إنقاذ البلد وفقاً للرؤية التي اتُفق عليها في ورقة لقاء بعبدا. أمّا القوات اللبنانية فتعتبر مصادر قواتية، أنّ غياب إرادة الإصلاح لدى أطراف الحكومة من الأسباب الرئيسية التي فجّرت النقمة الشعبية. فمن خلال أدائهم السيئ وتصويتهم على موازنة 2019 أوصلوا البلد الى الوضع الراهن، وعلى رغم اتخاذ النقمة الشعبية الطابع المعيشي، إلّا أنّ نظرة قوى 14 آذار، قيادات وقاعدة، الى سلاح حزب الله ودوره لم تتغيّر. إذ لا يُمكن بناء دولة وإقتصاد تحت رحمة السلاح وقرار فردي قد يُدمّر كلّ ما يُتخذ من قرارات وإجراءات إصلاحية وتنموية. وفي مرحلة ما بعد عام 2005، يشيرون الى: تكلفة حرب تموز 2006 وتداعياتها الإقتصادية، أحداث 24 و25 كانون الثاني 2007، إجتياح بيروت في 7 أيار 2008... تعطيل المؤسسات الدستورية تارةً للإتيان برئيس للجمهورية وطوراً لتوزير حليف...غياب الدولة عن بعض المناطق بسبب غطاء السلاح وتفلّته، الدخول في محاور وحروب إقليمية تعرّض لبنان لمخاطر العقوبات وتزعزع علاقاته العربية والغربية... الإستفادة من المعابر الشرعية وغير الشرعية لإدخال وإخراج الأموال والمقاتلين....

"النهار": نشيد خامنئي وسليماني في بيروت؟

كتب احمد عياش في "النهار": نشيد خامنئي وسليماني في بيروت؟

ترددت معلومات في الساعات الأخيرة أن قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني، موجود حاليا في لبنان. بالطبع لن تكون هناك أي جهة محلية تستطيع تأكيد هذا النبأ أو نفيه. لكن هذا المسؤول الايراني زار لبنان مراراً. وفي مرات نادرة جرى الاعلان عن زياراته بعد مغادرته هذا البلد. وإذا ما جرى الركون الى التكهنات يصبح التساؤل مشروعاً عما إذا كان سليماني قد اجتمع مع نصرالله قبل إطلالة الاخير امس. إن ما يشهده لبنان، مع ما يشهده العراق حيث هتف متظاهرون في مناطق شيعية ضد الجنرال الايراني، ليس بالحدث العادي الذي لا يستدعي حضور المسؤول الاول عن المشروع الخارجي الايراني الى لبنان. ومما قاله سليماني في مقابلة طويلة حول دوره الشخصي في حرب تموز عام 2006: "تحت كل الظروف، فإن (حزب الله) هو الحامي الرسمي والرئيسي للأمة اللبنانية بأسرها". عندما يؤدي أفراد "حزب الله" نشيد خامنئي، وعندما يخطط سليماني في الضاحية الجنوبية مستقبل لبنان، يجوز السؤال: ماذا تخبئ إيران لنا؟

"الاخبار": التيار الوطني الحرّ يراجع أخطاءه: العودة إلى العلمانيّة؟

كتبت رلى ابراهيم في "الاخبار": التيار الوطني الحرّ يراجع أخطاءه: العودة إلى العلمانيّة؟

تؤكد مصادر التيار الوطني الحر أن جهازه التنظيمي «في حالة استنفار على كل الصعد». لم يوضع ملف كامل على الطاولة بعد، لكن يجري العمل للوصول الى نفضة كاملة، ومراجعة تفصيلية للأسباب التي دفعت الى تراكم الغضب الشعبي، وللخطة السياسية التي اعتمدها باسيل منذ أكثر من ثلاث سنوات عندما وضع «حقوق المسيحيين» فوق كل اعتبار، قبل أن يتبيّن أن هذا الشعار لا يسمن ولا يغني من جوع. إذ إن الاعتصامات الحالية التي أسقطت الجدار الطائفي دليل إضافي على عدم جدوى الخطابات الطائفية.

في مراجعة التيار الوطني الحر نقاط رئيسية: 1- يدرك باسيل جيداً أن القوات تحاول استغلال الشارع للتركيز على رفع شعارات موجهة ضده ولإظهاره كمخرب الجمهورية. كذلك يفعل الحزب الاشتراكي. لكنه بات على يقين بأن الغضب الذي صُبّ عليه، في عكار وجبل لبنان وصور وطرابلس وصيدا وزحلة، يشي بمشكلة شخصية معه، لا طائفية.. 2- النقاش في الإصلاحات المفترض تنفيذها يقتضي اتخاذ قرارات مباشرة وسريعة، والذهاب سريعاً الى تعديل القوانين التي تحصّن الفاسدين، ما منع إنجاز أي خطوة إصلاحية لمحاسبة الفاسدين واسترجاع الأموال المنهوبة. 3- بات واضحاً أن الشارع قال كلمته في ما يخصّ الخطاب الطائفي المبني على استعادة الحقوق. وهو ما رآه التيار الوطني الحر بالعين المجردة بعيداً عن أرقام الانتخابات وغيرها. إعادة النظر هنا جرت تلقائياً: حقوق المواطنين أهم من حقوق الطوائف، والعدالة الاجتماعية تتقدم على المناصفة والديموقراطية التوافقية. وإذا كان مجلس الخدمة المدنية عاطلاً وطائفياً، ينبغي تغيير هذا المجلس لأن منع تعيين الناجحين ومنع تعيين حراس الأحراج لم يقرش مسيحياً، بل فاقم النقمة علينا. وتلفت المصادر الى أن الخطاب الحقوقي الطائفي الذي تنافس عليه القوات والتيار وكان أساس تفاهمهما، لم يلق تأييداً في الشارع، لكننا لم نستمع يومها. لذلك، المراجعة الأهم تحصل على مستوى العودة الى الخطاب العلماني الذي بنى التيار كل شعاراته عليه، في حقبة ما بعد انتهاء الحرب الأهلية. ويصدف أن هذه الشعارات هي نفسها التي يحملها المتظاهرون اليوم في وجه التيار العوني وأركان السلطة.

"الانوار": بأي ثمنٍ تدفعونه يا أهل السلطة أوقفوا الإنهيارَ الاقتصاديَ الشاملَ

كتبت الهام فريحة في "الانوار": بأي ثمنٍ تدفعونه يا أهل السلطة أوقفوا الإنهيارَ الاقتصاديَ الشاملَ

أين كنتم يا أهل السلطة التنفيذية منذ ثلاث سنوات؟ هل وصلتم إلى قناعة أن "التسويات لا تصنع وطنًا"؟ هل وصلتم إلى قناعة أن ما يُكتَب على أوراق الفنادق في باريس لا يمكن ان يكون بديلًا من "الآليات الدستورية" في بيروت؟ ان الأوطان لا تُبنى بالتسويات والصفقات وأن الشعب بات يعرف كل شيء؟

اليوم يقول لكم الشعب غير السياسي المحق: ليس بالكوستابرافا ينهض البلد، ولا ببواخر توليد الكهرباء، ولا بمحارق النفايات، ولا بالسوق الحرة في مطار بيروت، ولا بالتلزيمات بالتراضي، ولا بالهندسات المالية، ولا بإعطاء القروض السكنية للمقتدرين، ولا بتوزيع مغانم استيراد المحروقات على الأزلام والموالين. اليوم يقول لكم الشعب المقهور: ما هذه الإدارة التي يدخل إليهاplanton براتب لا يتجاوز المليون ليرة، ويخرج منها بثروة تتجاوز المئة مليون دولار؟ ما هذه السلطة التي تُلزِّم قطاعًا معينًا (كالنفايات مثلًا) لشخص معيَّن لا ثروة له، ليخرج من القطاع وهو يملك طائرتين خاصتين من أحدث الطائرات الخاصة في العالم، عدا العقارات والقصور في الوطن وأغلى بِقاع العالم في نيس ومونت كارلو والجزر الإيطالية؟ ما هذه السلطة التي صرفت ثلاثين مليار دولار على قطاع الكهرباء وما زال اللبناني يعيش تحت رحمة المولدات الخاصة؟ حضرة السلطة التنفيذية لا تعرفون ماذا يجري على الارض!

الناس اختنقوا وأنتم منهمكون بصفقاتكم وتسوياتكم. تُعيِّرون الناس بانكم أنجزتم قوانين، بالله عليكم، لماذا تبقى هذه القوانين في الأدراج؟ أين المراسيم التطبيقية لهذه القوانين؟ هل وضعتموها على سكة التنفيذ؟

لقد أوصلتمونا بهدركم وفسادكم الى ما نحن عليه اليوم. ألا يوجد عندكم عقول وافكار نيّرة وبُعد نظر كي تعطوا الثقة الى الشعب المحقّ. حكومة شعار "الى العمل"... باشروا العمل قبل ان تحصل كارثتان تدخلانكم التاريخ: 1- انهيار الوضع الاقتصادي الشامل، وبالتالي لبنان. 2 - السرعة تنجي من دخول طوابير متعددة على الانتفاضة الاساسية المحقة. 3بالخلاصة نردد: أنتم بهدركم وفسادكم "شبكتونا تفضلوا خلصونا".

"الشرق الاوسط": لبنان: تحطيم الأوهام والأصنام!

كتب راجح الخوري في "الشرق الاوسط": لبنان: تحطيم الأوهام والأصنام!

وكالة بلومبرغ سارعت إلى وصف خطة الحريري، بأنها تأجيل ليوم الحساب، وأن لبنان يتجه إلى جدولة الديْن بعد 3 سنوات، بينما حذّرت مؤسسة "موديز" للتصنيف من أن الثقة بقدرة الحكومة اللبنانية على خدمة ديونها قد تتقوض بدرجة أكبر بسبب خطة الحكومة لإجبار البنوك على القبول بفائدة أقل على ديْنها. كل هذا يعني أن خطة الحريري ووعود عون، جُوبِهتا بالرفض الحاد، سواء من المتظاهرين الذي يهتفون ثورة ثورة… كلن يعني كلن، بمعنى المطالبة برحيل كل الطقم السياسي في البلاد، وهو أمر ليس من السهل الوصول إليه خوفاً من فراغ طويل، يضاف إلى انهيار اقتصادي يقرع الأبواب، وأيضاً من مؤسسات التصنيف الدولية، ما يوسّع دائرة المخاوف من أن تكون مقررات «مؤتمر سيدر» قد سقطت بعد التطورات الدراماتيكية في بيروت! يوم الثلاثاء أبلغ سفراء مجموعة الدعم الدولية الرئيس الحريري، أن على السلطة اللبنانية أن تستمع جيداً وعميقاً لمطالب المتظاهرين الشرعية، وإذا كانت الانتخابات المبكرة من مطالبهم، فإن صوتهم وحده الذي سيقرر. 8 أيام في انتظار كلمة من رئيس الجمهورية، الذي أطلّ ليكرر مروحة معروفة من وعود الإصلاح بعد اللائحة التي قرأها الحريري، لكن ذلك لا يصنع حلاً، لهذا ليست السلطة وحدها في الزاوية تواجه الغضب الشعبي العارم، بل أيضاً «حزب الله» الذي يواجه رفضاً داخل بيته وفي معاقله بما يعرّي التحالف مع عون. نعم، الحطام السياسي والحزبي يملأ ساحات الانتفاضة اللبنانية العميقة، وليس من مخرج سوى استقالة الحكومة أو تعديلها جذرياً أو الذهاب إلى الفوضى والانهيار!

أسرار وكواليس

النهار

ـ نشط عدد من الوزراء المطروحة اسماؤهم للتضحية بهم في الاتصال برؤساء الكتل او مقربين منهم للتأكد من "التسريبات الاعلامية" ومحاولة تقديم “عطاءات” اضافية لاعادة تثبيت مواقعهم واستبدال اسماء بأخرى.

ـ رأى مراقبون في الفيديوات التي يوزعها النائب شامل روكز بدء المعركة الرئاسية الفعلية في مواجهة غريمه الوزير جبران باسيل بعدما لاحظ الاول تراجع شعبية الثاني وبالتالي حظوظه الرئاسية.

ـ لم يشرح السيد حسن نصرالله الفرق بين اقفال طريق المطار من قبل انصاره واقفالها من فريق آخر لان النتيجة واحدة وهي ذل الناس، علما ان الاقفال من مناصريه وعناصر امل تكرر مرات كثيرة.

الجمهورية

ـ بحث مرجع رسمي مع سفير دولة عربية إمكان أن تقدم دولته تسهيلات للبنان في مجال إستيراد النفط.

ـ لوحظت مشاركة كثيفة من قطاعات مهنية معينة في التظاهرات الشعبية.

ـ لم تلق مواقف مرجع بارز إزاء قضايا مطروحة صدى ايجابياً لدى مرجع آخر اعتبرها محاولة لرمي الكرة في ملعبه.

اللواء

ـ وضعت دولة كبرى أمام مسؤولين معنيين معلومات عن تسفير كميات كبيرة من الدولارات من لبنان إلى دولة إقليمية ذات تأثير.

ـ نصحت قيادة حزب بارز بالابتعاد ما أمكن عن الإحتكاكات المباشرة في الشارع.

ـ باكرت وزارة المال بتحويل الرواتب إلى الموظفين الذين يتقاضون رواتب شهرياً إلى المصارف كالمعتاد، على أن يجري القبض من الـATM.

نداء الوطن

ـ عُلم أن رئيس اتحاد بلديات كسروان أوعز إلى بعض رؤساء البلديات بفتح الطرق.

ـ يتردد أن قياديين بارزين في "التيار الوطني الحر" يتجنبون الذهاب الى المقر المركزي في ميرنا الشالوحي.

ـ عُلم أن مجموعة من المجتمع المدني تعمل على لوائح تتضمن أسماء الشخصيات السياسية والفنية والإعلامية والنقابية والبلدية التي تدافع عن السلطة في هذه المرحلة.


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

26 تشرين الأول 2019 08:32