أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري أن الطريقة الوحيدة التي يمكننا أن نخرج بها البلد من هذه الأزمة هي بتأليف حكومة اختصاصيين، داعيا إلى تكاتف الجميع والاستماع إلى كلمة الثورة بسبب الوضع الاقتصادي والاجتماعي الراهن.
وسئل في مداخلة هاتفية مباشرة مع برنامج "صار الوقت" على قناة "أم تي في" مع الزميل مرسال غانم: هناك هنا من الحضور مَن يقول لك أنك عائد.
أجاب: أنا أريد للبنان أن يعود.
سئل: هل تعتقد أنه بات من الصعب للبنان أن يعود إلى وضع أفضل؟
أجاب: يجب أن نكون دائما متفائلين. بالتأكيد على المرء أن يحضر نفسه للأسوأ ولكن لا بد للتفاؤل أن يكون موجودا فينا جميعا.
أنا أردت أن أتحدث معكم في هذه الحلقة، وكنت أستمع للشباب والشابات وضيوفكم الكرام في كل ما قالوه، وربما أجري يوما ما مقابلة معك يا مرسال. لكننا كسلطة يجب أن نعترف بأننا في كثير من الأماكن فشلنا. ماذا فعلنا؟ هل حللنا مشاكل الكهرباء والمياه والاتصالات؟ لم نقم بشيء. سمعت النائب جورج عقيص يتحدث عن التسوية، وأنا لست نادما على التسوية التي أجريتها، لكني قمت بها من أجل أن يسير البلد وتعود المؤسسات، إلا أننا لم نتمكن من تحقيق آمال الناس. الناس نزلوا إلى الشارع وسمعناهم، أنا سمعتهم وكلنا سمعناهم. لا يعتقدن أحد أن هناك حزبا من كل الأحزاب لم يسمع صوت الناس. لكن المشكلة اليوم أنه يجب أن نتقدم، ويجب أن تكون هناك حكومة في البلد.
أنا منذ البداية قلت أن الطريقة الوحيدة التي يمكننا أن نُخرج بها البلد من هذه الأزمة هي بحكومة اختصاصيين، وهؤلاء الأخصائيون لا يعني أنهم لا يفهمون بالسياسة، بل هم يعرفون كيف تعمل الإدارة أو لا تعمل، ويجب أن يكون لديهم قرارهم المستقل لكي يقوموا بواجبهم في الحكومة. فأنا على سبيل المثال كرئيس الحكومة، كنت أعقد جلسة لمجلس الوزراء ونتخذ فيه قرارا، فيخرج كل وزير ويفسره كما يريد بحسب مصلحته السياسية. فكيف يمكن للشعب أن تكون لديه ثقة بهكذا حكومة؟ كل شيء يسير بالسياسة والتنافس.
ما أريد قوله أنه علينا جميعا، وبسبب الوضع الاقتصادي والاجتماعي الراهن، أن نتكاتف ونستمع لكلمة الثورة، فأنا بالنسبة إلي، علموني الكثير من الأمور التي ربما كنت أتغاضى عنها. فهل حللنا مشكلة النفايات؟ كلا، في حين أن كل المشكلة هي خلاف حول أي تكنولوجيا يجب أن تُعتمد. الدولة، أي دولة، تأخذ قرارها وتعمل على تنفيذه، وانتهينا. في حين أننا لا نعرف كيف نأخذ القرار. حتى في الكهرباء، كل شيء مسيس.
سئل: ماذا يعني كل شيء مسيس؟
أجاب: يعني أنه بدلا من أن تكون للبنان محطة تغويز واحدة بات لدينا ثلاثة.
سئل: لماذا؟
أجاب: واحدة للسنة، وواحدة للشيعة وواحدة للمسيحيين. هذه هي الحقيقة. والحمد لله أنه بات هناك الآن شباب يخرج ويصرخ لكي يقول لنا كفى أن تتحدثوا عن الطوائف، إنها ليست مسألة طوائف بل مصالح.
سئل: على من ينقم سعد الحريري اليوم؟
أجاب: ليس على أي أحد. صدقني، أنا مرتاح اليوم. وإذا كان الناس يعتقدون أنني راكض لكي أعود رئيس حكومة، ولكني سمعت صوت الناس منذ الدقيقة الأولى وفهمتهم، ولذلك كان أول من رشح السفير نواف سلام هو سعد الحريري.
سئل: لماذا تراجعت أمس الأول رغم كل جهود الرئيس نبيه بري؟
أجاب: بصراحة أقول أني تفاجأت بموقف القوات، من جهة. ومن جهة ثانية في المنطق الميثاقي، وليس بمعنى الميثاقي الدستوري، أفضل أن يكون هناك سلام بين الطوائف، ولأني معتدل دائما. قلت لنأخذ بعضة أيام لنفكر في هذا الموضوع. وهذه هي القصة.
سئل: لكن سمير جعجع كان وعدك بإعطائك صوته؟
أجاب: هذا أمر نتحدث به لاحقا في حلقة بيني وبينك.
سئل: هل ستستقبل غدا الرئيس المكلف حسان دياب؟
أجاب: بالتأكيد سأستقبله، لما لا.
سئل: إذا كان الشارع كثوار وكمناصرين لك، يقول أنه لا يريده، فكيف ترى صورة المرحلة المقبلة؟
أجاب: الرئيس حسان دياب سيقوم الآن بجولته وعمله، ولنرى.
سئل: هل تعتقد أنه سيتمكن من تشكيل حكومة اختصاصيين؟
أجاب: أقول لك لنرى.
سئل: أنت تترك الوقت يأخذ مداه لكن هل يتحمل البلد هذا الوقت؟
أجاب: انتبه، لست أنا من يشكل الحكومة والحمد لله.
سئل: هل أنت مرتاح للوضع؟
أجاب: كلا أنا لست مرتاحا للوضع، أنا أكثر شخص خائف على الوضع.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.