كما كان متوقّعاُ، أعلن دوق ودوقة ساسكس، الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل تنازلهما عن مهامهما كعضوين بارزين في العائلة الملكية في بريطانيا والعمل لتحقيق الاستقلال المالي.
وقال الزوجان في بيان صادر عن قصر باكينغهام إنهما يخططان للاضطلاع "بدور متقدّم" ضمن المؤسسة الملكية.
وأضافا أنّهما ينويان العمل من أجل الوصول إلى الاستقلال المالي.
وقالا في بيانهما الذي نشراه على صفحتهما على موقع إنستغرام إنهما اتخذا القرار بعد شهور من التفكير.
فما هي المحطّات التي دفعت بالأمير وزوجته إلى اتّخاذ هذه الخطوة؟
-علاقة خطفت اهتمام وسائل الإعلام العالمية
في خريف العام 2017، لفتت علاقة الأمير هاري بالممثلة الأميركية الشابة ميغان ميركل الأنظار، إذ توقّع كثيرون أن تستعيد ميغان القادمة من عامّة الشعب أمجاد الأميرة ديانا التي كان لقبها "أميرة القلوب"، وبالفعل خطفت ميغان قلوب البريطانيين، فور إعلان خطوبتها من الأمير، ببساطتها وتواضعها، وإصرارها على أن تعيش حياتها كواحدة من عامّة الشعب وليس كواحدة من أفراد العائلة المالكة. وهي الخطوة التي أدّت إلى اتخاذ الزوجين قرارهما بالسفر من بريطانيا للعيش في كوخ في أفريقيا.
-علاقة متوتّرة بكايت ميدلتون:
نشرت صحف بريطانية قبل زفاف ميغان والأمير هاري، تقارير عن علاقة سيئة بين ميغان وكايت ميدلتون زوجة الأمير ويليام.
ونشر مقال بعنوان "عداء مريع خلف الابتسامات: كيت وميغان تكرهان بعضهما البعض!" تقارير تدعي العداء المخفي "وراء الابتسامات العامة المبتذلة بين الاميرة كيت والعروس الجديدة "ميغان".
كما نقلت صحف معلومات عن مطلعين على شؤون العائلة قولهم أنّ ما يظهر للعلن من علاقة وديّة تجمع الاميرة كيت بميغان ميركل هي مجرد تمثيلية متقنة تجبر الأميرتين على القيام بها أمام العلن وفي المناسبات العامة حفاظاً على صورة العائلة المالكة ومنعاً لإحداث شرخ بين الأخوين الأمير ويليام والأمير هاري الذي يجهد كلّ منهما لبذل المزيد من الجهد في سبيل تحسين العلاقة بينهما ووقف العداء الناجم عن الغيرة المفرطة كما ادّعت التقارير.
وقد بلغ الخلاف ذروته في بداية العام 2019، عندما غاب الأمير هاري وزوجته عن حضور حفل عيد ميلاد كايت ميدلتون.
-حفل زفاف كلّف الملايين
تزوّج الأمير هاري وميغان ماركل يوم 19 أيار، في كنيسة القديس جورج في قلعة يندسور بحضور نحو 2640 شخصاً بينهم عدد قليل من المشاهير وأفراد من عامة الشعب وغاب عنه والد العروس لأسباب صحية .
وبلغ إجمالي تكلفة زواج الأمير هاري من ميغان 207 مليون دولار أميركي، بحسب "سي ان بي سي". أما فستان ماركل فكان بقيمة 270 ألف دولار أميركي.
وبعد إنتهاء مراسم الزفاف، منحت الملكة إليزابيث الثانية الأمير هاري لقب دوق ساسكس.
ومنذ زواجهما يواجه الأمير هاري وميغان اتهامات بالتبذير، وهو ما أغضب العائلة المالكة.
-ابن هاري وميغان لم يحمل لقب أمير
في بداية العام 2018، أعلن القصر الملكي البريطاني رسميًّا نبأ حمل دوقة ساسكس ميغان ماركل.
وأكّدت الصحف البريطانية أنّ الطفل المنتظر لن يتم منحه لقب أمير أو أميرة، ما لم تتدخل ملكة بريطانيا من أجل تغيير القواعد.
ووفقًا للقواعد الملكية البريطانية، فإنّ ألقاب أمير وأميرة تُنسب حصرًا لأطفال الابن البكر، أي أمير ويلز عند الولادة.
-غادرا قصر كينسنغتون
في خريف العام 2018، غادر الأمير هاري وزوجته ميغان قصر كينسنغتون وانتقلا إلى منزل "فروغمور" الريفي في وندسور الذي يبعد 32 كيلومتراً عن كينسنغتون.
وأكّدت صحف بريطانية أنّ أحد الأسباب وراء اتخاذهما هذا القرار، هو الخلاف بين كيت ميدلتون وميغان ميركل.
وكان الأمير هاري وزوجته يخططان لأخذ جناح رئيسي داخل قصر كينسنغتون استعداداً لوصول طفلهما الأول، إلا أنّهما فضّلا الابتعاد في مسكن خاص بهما.
ولادة ابن الأمير هاري بغياب الأمير وليام
يوم 6 أيار، وبعد سنة على زواجهما، ولد آرتشي Archie Harrison Mountbatten Windsor ابن الأمير هاري وزوجته ميغان ميركل، ولم يحضر الأمير وليام ولادة ابن أخيه، التي ترافقت مع زيارة كان يقوم بها إلى إيرلندا. ومن حينه، بدأت أخبار خلافات الأميرين تظهر للعلن.
وقد تمرّدت ميغان على التقاليد الملكية فرفضت الظهور فور ولادتها حاملة طفلها كما هي الحال مع الاطفال في الأسرة المالكة، بل أنها أظهرت الطفل للعلن بعد يومين من ولادته .
-تجاهل ميغان التقاليد الملكية
منذ زواجهما، تجاهل الأمير هاري وميغان ميركل التقاليد والأوامر الملكية.
وبحسب الصحف البريطانية، فإنّ الزوجين كانا يتجاهلان الأوامر الملكية، والنصائح المقدمة من القصر، حيث صرح المحرر في القصر الملكي "روسيل مايرز"، أنّ الزوجين "ينتقلان من كارثة إلى أخرى"، وأضاف: "المقربون من الأسرة يقولون إنهما لا يستجيبان للنصيحة أبدًا، وهذه مشكلة كبيرة".
كما تعرّض الزوجان للانتقادات بسبب تبذيرهما، خصوصاً بعد أن أنفقا أكثر من 2.4 مليون جنيه إسترليني كتجديدات بلا أهمية في قصر فروغمور في قلعة ويندسور، لإقامتهما. كما تعرّضا للانتقادات بسبب تعاملها كمشاهير وليس كأفراد من العائلة المالكة لديهما مسؤوليات تجاه رعاياهما.
-مطالبات بتجريد الأمير من لقبه
واجه الأمير هاري سيلاً من الإنتقادات في شهر أيلول الماضي، بشأن استخدامه لطائرات خاصة، 4 مرات خلال 11 يوماً.
وبرر دوق ساسكس، استخدامه للطائرات الخاصة، للحفاظ على أمان أسرته.
وبالتزامن مع الانتقادات، انطلقت حملة تدعو إلى تجريد الأمير وزوجته من لقبهما، لأنّها تعكس طبقية وعدم احترام لسكّان المقاطعة.
-مشاكل مع الصحافة
رفع الأمير هاري دعوى قضائية على ناشري صحيفتي "الصن" و"ديلي ميرور" بسبب ادعاءات باختراق هاتفه.
وكان الأمير هاري تعرض لعملية تنصت على هاتفه، في فضيحة هزت إمبراطورية صحف قطب الإعلام روبرت مردوخ، وأدت إلى إغلاق صحيفته نيوز أوف ذا وورلد في 2011.
وقالت متحدثة باسم الأمير هاري: "رفعت دعاوى باسم دوق ساكس في المحكمة العليا فيما يتعلق بإلتقاط رسائل بريد صوتي بشكل غير قانوني".
كما رفع الأمير دعاوى ضد صحف بسبب هجومها المستمر على زوجته، وقال إنّه خسر والدته الأمير ديانا في ظروف مماثلة، ولا يريد خسارة زوجته.
-رغبة الأمير في مغادرة بريطانيا
في فيلم وثائقي تم بثه على الهواء على قناة ITV البريطانية، عبر الأمير هاري عن رغبته في مغادرة المملكة المتحدة بالكامل والانتقال إلى أفريقيا للعيش فيها.
وقال مصدر ملكي لصحيفة صنداي تايمز إن الأمير وزوجته يحبّان بناء كوخ خشبي تقليدي في الأدغال، يشيده السكان المحليون، حيث يجلبان العمل والتجارة إلى الأرض، وكان هناك حديث عن بناء مدرسة محلية أيضاً، الأهم من ذلك أنهما يريدان مكاناً يتمتعان فيه بالخصوصية الكاملة بلا إزعاج.
ويأتي قرار الأمير وزوجته اليوم، كنهاية متوقّعة لسلسة مواقف وأحداث بدأت منذ زواجهما، وشعورهما بالاختناق من التقاليد الملكية، ورغبتهما في العيش كعامّة الشعب من ضوابط وقيود.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.