15 كانون الثاني 2020 | 15:41

أخبار لبنان

حكومة تكنوسياسية تطيح بحكومة دياب التكنوقراط

المصدر: لبنان 24

عندما أختير حسّان دياب رئيساً مكلفاً للحكومة أراد أفرقاء الأكثرية النيابية الترويج له على أنه ‏رجل صلب يحافظ على صلاحيات رئيس مجلس الوزراء ويواجه القوى السياسية مجتمعةً ليحقق ‏أهدافه وخياراته إلى النهاية. فهو أراد تشكيل حكومة من 18 وزيراً تكنوقراط صرف، وحين ‏بدأت مطالب الأطراف تتضح وتضع عليه شروطا وترسل له قوائم إسمية، رفع سقفه ببيان يؤكد ‏فيه عدم خضوعه للضغوط وعدم قبوله بتغيير الإتفاق الأولي القائم على تأليف حكومة لا تتمثل ‏فيها الأطراف السياسية، وأردف في بيانه أن رئاسة الحكومة ليست مكسر عصا في محاولة ‏لإستقطاب شارع سنّي لم يشعر في لحظة أن الرئيس المكلف يعبر عنه، وتطوع اللواء جميل ‏السيد قبل البيان وبعده بالمؤازرة اللوجستية والإعلامية والترويجية‎.‎

بيان الرئيس المكلف أوحى بأنه إمتلك قدرات إستثنائية متناسيا أن شرعيته في تأليف الحكومة ‏ليست مستمدة من شارع ولا من حراك بل من القوى السياسية التي سمته، والتي إنقضت عليه ‏لتعيده إلى حيث تريد، وتصوّب تشكيل الحكومة وفق بوصلتها، خاصة وإن التشكيلة التي قدمها ‏دياب لم تكن مقنعة لا لمجتمع مدني ولا لمجتمع سياسي بحيث شكلها وكأنه يدير شركة أو ‏أكاديمية للتعليم، عندها رغب أغلب من سموه التخلص منه، إذ تكفي العودة إلى بيان الوزير سليم ‏جريصاتي لإلتقاط إشارة الرفض وأستكملت الإشارات بزيارة قام بها جنبلاط إلى عين التينة ‏حيث لمح إلى ضرورة تفعيل حكومة تصريف الأعمال لأن التأليف متعثر‎.‎

كان "حزب الله" غائباً عن السمع بسبب إنشغاله بقضية إغتيال اللواء قاسم سليماني وما تبعها من ‏ردة فعل، إلا أنه بعد إنتهاء الدفن والردود على الإغتيال شغل محركاته، متمنياً على الرئيس بري ‏التحرك للم شمل الفريق الواحد، ما ظهر بزيارة الوزير باسيل لعين التينة والتي رشح عنها ‏العمل على تسهيل ولادة الحكومة خلال 48 ساعة فجأة‎.‎

إنقلب المشهد، باسيل الذي رفض المشاركة لانَ، والرئيس برّي بحنكته تولى الإخراج لتسهيل ‏الولادة، وما جرى بالأمس في ليل شارع الحمرا الطويل أتى ليضبط جموح الرئيس المكلف تحت ‏إيقاع شارع ملتهب‎.‎

يظهر الرئيس المكلف اليوم كأنه جاهز للتنازل عن اي شيء لتشكيل حكومة لن تكون حكومته، ‏فإذا بلحمه يزداد طراوةً حدّ التنازل عن توازنات مذهبية في الحكومة لإرضاء رئيس الحزب ‏‏"التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط ولو على حساب طوائف أخرى‎.‎

ووفق مصادر مطلعة فأن برّي وبعد وصول الرسالة إلى دياب يتجه إلى إعطائه موعداً بعد ‏رفضه تكراراً إعطاءه مواعيد ما يعني أن عملية ولادة حكومة تكنوسياسية باتت أقرب من أي ‏وقت مضى بخلاف الرغبة الأولى للرئيس المكلف بتأليف حكومة من التكنوقراط الصرف‎.‎

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

15 كانون الثاني 2020 15:41