27 كانون الثاني 2020 | 13:41

أخبار لبنان

كنعان: إقرار الموازنة أفضل من فوضى الإنفاق ‏

كنعان: إقرار الموازنة أفضل من فوضى الإنفاق ‏
المصدر: المركزية

اعتبر رئيس لجنة المال والموازنة النيابية النائب ابراهيم كنعان الذي تلا ملخصا عن تقرير اللجنة ‏حول مشروع الموازنة العامة والموازنات الملحقة لعام 2020 ان اقرار الموازنة افضل من ‏فوضى الانفاق او القاعدة الاثني عشرية وجاء في التقرير الذي حمل عنوان (الصيغة الديناميكية) ‏الاتي:‏

دولة الرئيس، السادة الزملاء، بين مستندات مشروع موازنة العام 2020 الموزع عليكم تقرير ‏مفصّل عن هذا المشروع يتناول كل ما تضمنه من مواد قانونية، وتقدير للواردات، وتخصيص ‏للاعتمادات، وما أجرته لجنة المال والموازنة على كل منها من تعديل وإلغاء وإضافة.‏

لبنان اليوم على مفترق مصيري على صعيد الوضع المالي برمته يتطلب من الجميع اخراج هذا ‏الملف كلياً من دائرة التجاذبات السياسية وتسجيل المواقف الى العناية الفائقة والمقاربات العلمية ‏والجدية المسؤولة توصلنا الى خطة انقاذية فعلية وقابلة للتنفيذ بالتعاون بين السلطتين التشريعية ‏والتنفيذية.‏

بالعودة الى الموازنة، فنحن أمام مشروع أعدّ قبل السابع عشر من تشرين الأول 2019 وشكّل ‏الى حدّ ما بداية انتقال جدي من نهج كلاسيكي قائم على تأجيل الاصلاحات البنيوية المطلوبة ‏والتخلف عن اجراء المسح الشامل لنفقات الدولة التشغيلية والاستثمارية كما للقطاع العام على ‏مستوى التوظيف والتعاقد وغيرها من التسميات المبتكرة خارج اطار القانون كانت لجنة المال ‏والموازنة قد كشفتها في تقرير مفصل وموثق، وهو ما يتكرر منذ سنوات، الى انطلاقة، وان ‏خجولة، لهذا المسار الاصلاحي عملنا ومازلنا في المجلس النيابي، لكي يصار إلى اعتماده من ‏قبل الحكومات المتعاقبة.‏

لكن أحداث السابع عشر من تشرين الأول 2019 وانعكاساتها بدلت كثيراً بتوقعات وتقديرات ‏مشروع الحكومة، فجاء تقدير واردات الموازنة العامة فيه بمبلغ /19.815/ مليار ليرة، أي بما ‏يفوق تقدير نفقاتها بمبلغ /933/ مليار ليرة. ولولا سلفة خزينة بقيمة /1.500/ مليار ليرة ‏لمؤسسة كهرباء لبنان لأمكننا القول إننا لن نضطر إلى الاقتراض خلال العام 2020.‏

إلا أن واقع الحال تغير كلياً بعد السابع عشر من تشرين الأول:‏

‏1- تقدير نفقات الموازنة عالج شكلياً مبلغ /5.000/ مليار ليرة بالتفاهم مع مصرف لبنان ‏وجمعية المصارف ينتهي مفعوله بانتهاء العام 2020، ليعود هذا المبلغ فيظهر في مشروع ‏موازنة العام 2021.‏

‏ 2- تقدير الواردات انخفض – حسب تقدير وزارة المال في اللجنة - إلى /13.325/ مليار ليرة، ‏أي بنقص يبلغ /6.491/ ليرة.‏

‏3- هذه الواردات المعاد تقديرها لا تكفي حتى لتغطية أربعة أنواع من النفقات الحتمية البالغ ‏مجموعها /14.454/ مليار ليرة وهي: الرواتب والأجور، المنافع الاجتماعية، خدمة الدين العام، ‏والمساهمة للرواتب والأجور في المؤسسات العامة

‏4- التفاهم مع مصرف لبنان وجمعية المصارف حصل قبل السابع عشر من تشرين الأول، إذ ‏في حال عدم الالتزام بهذا التفاهم، كان العجز سيرتفع إلى أكثر من /12.000/ مليار ليرة.‏

أمام هذا الواقع، كانت لجنة المال والموازنة أمام خيارين: إما الانكفاء، وبالتالي اقتراح رد ‏مشروع الموازنة لإعادة النظر به من قبل الحكومة الجديدة، أو حتى من قبل حكومة تصريف ‏الأعمال. وإما القيام بدور استثنائي ومسؤول على هذا الصعيد، لاسيما في ضوء استقالة الحكومة ‏ودخول لبنان في نفق تصريف الأعمال ما يعني استحالة إعادة النظر بمشروع موازنة. ولم يكن ‏اتخاذ القرار سهلاً، لأن أمرين تشريعيين لا يمكن للمجلس النيابي أن يبادر إلى اقتراحهما هما ‏الموازنة والحسابات المالية، ولأن بعض المسؤولين في السلطة التنفيذية والادارة بما فيها عدد من ‏المؤسسات العامة مازالوا غير مقتنعين بضرورة اعتماد سياسة التقشف وشد الأحزمة. إلا أن ‏لجنة المال والموازنة، على جاري عادتها منذ العام 2010 في التصدي لعدة قضايا أبرزها ‏مشاريع الموازنات والحسابات المالية والتوظيف المخالف للقانون وترشيد الإنفاق وترشيق ‏الإدارة ووضع الموازنات على أساس خطة عامة وخطط تفصيلية الخ ... قاربت مشروع موازنة ‏العام 2020 على أربعة محاور:‏

‏1- أولها، الطلب من وزارة المالية وضع تقدير واقعي بعد 17 ت1 عن الواردات المرتقبة خلال ‏العام 2020.‏

‏2- ثانيها، التأكد من استمرار الالتزام بالتفاهم الحاصل مع مصرف لبنان وجمعية المصارف.‏

‏3- ثالثها، العمل على إجراء تخفيض على الاعتمادات المقدرة في مشروع الموازنة.‏

‏4- رابعها، إضافة عدد من المواد القانونية الاستثنائية على مشروع الموازنة تندرج في قسمين: ‏الأول اصلاحي بنيوي يحمي المال العام ويعزز الرقابة على الانفاق، والثاني اجتماعي استثنائي ‏يعالج تداعيات الأزمة على عامة المواطنين.‏

فكان أن وضعت وزارة المالية تقديراً جديداً للواردات المرتقبة فبلغ /13.325/ مليار ليرة كما ‏سبقت الإشارة.‏

وقال: عقدت اللجنة جلسة في حضور حاكم مصرف لبنان ورئيس جمعية المصارف، تمّ التأكيد ‏أثناءها على الالتزام بالتفاهمات الواردة في المشروع، مع الاشارة الى قلق عبرت عنه جمعية ‏المصارف يتعلق بقدرتها على الالتزام بالجزء المتعلق بها بسبب الظروف المستجدة.ووضعت ‏اللجنة اقتراحاً لتخفيض مبلغ /984/ مليار ليرة، استقر نهائياً بعد الأخذ بملاحظات وزارة المال ‏على /720/ مليار ليرة.‏

اضاف: سئلنا وتساءلنا وتناقشنا مرارا"عما إذا كان هذا الخيار – أي متابعة درس هذا المشروع ‏على رغم التغيرات الحاصلة مقارنة مع المخاطرة برده - هو الأفضل وفي ظلّ الظروف ‏الاستثنائية جداً التي نمرّ بها، فلم نتردد في الإجابة بأنه خيار عملي ومسؤول لانه:‏

‏- يندرج ضمن نطاق استمرار انتظام نظام الموازنة (2017 الى اليوم) ،

‏- أفضل من فوضى الإنفاق وفق القاعدة الاثنتي عشرية على أساس اعتمادات موازنة العام ‏‏2019،

‏- اعتماده مضمون النتيجة خلافاً لخيار إعادة مشروع الموازنة إلى الحكومة (حكومة لم تؤلف ‏بعد، وفي حال تأليفها، هي بحاجة إلى وقت طويل لكي تتمكن من إعادة وضع المشروع، ‏وحكومة تصريف الأعمال).‏

‏- هو يندرج ضمن نطاق صلاحية لجنة المال والموازنة والمجلس النيابي في إعادة النظر ‏بتخصيص الاعتمادات بشرط عدم زيادة القيمة الإجمالية لمشروع الموازنة.‏

‏- وكونه أكثر واقعية ومنسجماً احتياجات المرحلة.‏

‏ وهنا لا بد من التذكير بأن المالية العامة لا يمكن أن تستمر على هذا المنوال:‏

‏- الواردات المعاد تقديرها قد لا تكون واقعية أيضاً في ضوء الانكماش الاقتصادي وربما عدم ‏القدرة على التسديد من جراء الإجراءات المصرفية المعتمدة في توفير السيولة لعملائها، حتى ‏بالليرة اللبنانية.‏

‏- التفاهم مع مصرف لبنان وجمعية المصارف أجرى عملية تجميلية مؤقتة للنفقات ينتهي مفعولها ‏بعد سنة.‏

‏- الإجراءات المعتمدة في تقسيط تعويضات الصرف على مدى ثلاث سنوات هو من قبيل ‏الهروب إلى الأمام.‏

‏- وقف التوظيف لم يحد من التحايل عليه عن طريق بدلات الأتعاب والدراسات، ولم يصل إلى ‏حد صرف أي شخص من أصل/5.000/ تم توظيفهم خلافاً لأحكام القانون.‏

‏- ترشيد الإنفاق مازال من التوصيات والأمنيات، إذ أن مسؤولينا يفتقرون إلى ثقافة ترشيد ‏الإنفاق وشد الأحزمة.‏

كذلك لا يمكن الاستمرار في التعامي عن الهدر من جراء عدم حل مشكلة الكهرباء منذ العام ‏‏2011 مهما كانت الأسباب، ولا عن التلزيمات بآلاف المليارات من الليرات في مجالات الطرق ‏والصرف الصحي، وإذا بالوقائع تكشف أن التنفيذ غير سليم وبأن من كلف بالمراقبة ربما تواطأ ‏مع المتعهد على حساب المال العام. ولا يمكن الاستمرار في تجاهل حل مسألة الحسابات المالية ‏لأنها الطريق الوحيد لمعرفة مدى الالتزام بإجازتي الجباية والأنفاق ولإبراء الذمة. ولا يمكن ‏أيضاً التغاضي عن عدم وضع قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص موضع التنفيذ. ولا ‏يمكن الاستمرار باعتماد سياسة الفوائد المرتفعة بهدف استقطاب الودائع المصرفية لأن هذه ‏السياسة ستجعل وارداتنا الذاتية عاجزة حتى عن تغطية خدمة الدين العام، التي يتوقع، في ضوء ‏أسعار الفوائد الحالية، أن تصل إلى حوالي /12/ ألف مليار ليرة عام 2021.‏

إن كل ما تقدم، لا سيما الحلول التي نقترح، شكل مضمون التوصيات المرفقة مع تقرير اللجنة ‏والتي يمكن اختصار عناوينها بالآتي:‏

‏1- إقرار موازنة 2020 ضمن المهلة الدستورية لأول مرة منذ سنوات.‏

‏2- التقيد بسقف الاعتمادات وتطبيق الاصلاحات الواردة فيها وفي التوصيات.‏

‏3- وضع خطة حكومية إنقاذية محورها الأساسي معالجة عجز الكهرباء من خلال احترام ‏القوانين وقرارات مجلس الوزراء ذات الصلة، كما معالجة الوضع المصرفي من خلال ‏تصورعصري متكامل يستعيد الثقة بهذا القطاع من جهة مع ما يعني ذلك من تخفيض للفوائد ‏ويضع الإجراءات المصرفية تحت سقف قانون النقد والتسليف والتشريعات ذات الصلة، كما ‏اضطلاع الحكومة بدورها في تحديد السياسات المالية بالتعاون مع الجهات المحلية والدولية ‏والإسكانية والصناعية والزراعية من خلال رؤية اقتصادية شاملة من جهة أخرى.‏

‏4- وضع قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص موضع التنفيذ.‏

‏5- إنشاء الحكومة الإلكترونية، وإنهاء المسح الشامل للإدارة بهدف إعادة الهيكلة وفق حاجات ‏المرحلة بعيداً عن الاعتبارات الطائفية والحزبية والانتخابية.‏

‏6- إقرار منظومة اقتراحات القوانين المتعلقة بمكافحة الفساد من استرداد للأموال المنهوبة ورفع ‏الحصانات والسرية المصرفية والمحكمة الخاصة للجرائم المالية في إطار واحد ومنسق محوره ‏قانون الإثراء غير المشروع.‏

دولة الرئيس، أيها الزملاء، نحن في أزمة مالية بنيوية، وعلينا الاعتراف بذلك أولاً والعمل ‏الجدي على المعالجة ثانياً.‏

كفانا دفناً للرؤوس في الرمال، فهذه سياسة لا تبني أوطاناً. لقد حاولنا بتصدينا لمشروع موازنة ‏العام 2020 بالدرس والتعديل والإضافة أن ننير شمعة في سبيل معالجة الأزمة، إلا أن عملنا هذا ‏لا يكفي ما لم يستتبع بخطة عاجلة للخروج من الأزمة وبلوغ بر الأمان.‏

وهذه مسؤولية الحكومة مع استعدادنا للتعاون المطلق والمحاسبة".‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

27 كانون الثاني 2020 13:41