لم تمنع التعزيزات الأمنية ولا الجدران الإسمنتية أو القنابل المسيلة للدموع ولا خراطيم المياه من توافد الثوار وبأعداد كثيفة الى وسط بيروت مطلقين شعار "لا ثقة" في وجه حكومة حسان دياب.
ففي "ثلاثاء الغضب"، حاول المتظاهرون تخطي العوائق الحديدية بالقرب من جريدة النهار، وسط تعزيزات أمنية غير مسبوقة وانتشار أمني كثيف، ومنعت عناصر قوى الأمن المحتجين حتى من الدخول سيراً على الاقدام الى منطقة البيال. وجرى تحويل السير من الصيفي باتجاه الأشرفية بسبب إقفال الطريق باتجاه مبنى "النهار"، وإقفال تام في منطقة باب إدريس واستحداث طوق من الإسمنت، كما جرى التدقيق في هويات الموظفين الذين يعملون في المنطقة.
وتمكن الثوار من فتح ثغرات في الجدار الاسمنتي الذي أقيم بين فندق "لوغراي" وصحيفة "النهار"، وحاولوا نزع البلوكات الاسمنتية أمام مبنى النهار. وحصل تراشق بالحجارة بين المتظاهرين والقوى الأمنية التي رمت المتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع كما استخدمت خراطيم المياه. وعمل الصليب الأحمر على إسعاف عدد من المتظاهرين نتيجة القنابل المسيلة للدموع أمام مبنى "النهار".
إلى ذلك، أقفل المحتجون محيط فندق "فينيسيا" بالعوائق البلاستيكية فيما افترش عدد منهم الأرض في محيط فندق "مونرو".
كذلك قطع السير عند تقاطع برج المر لبعض لوقت، وحاول محتجون في زقاق البلاط إقفال الطريق المؤدي الى السرايا.
كما تحولت الطريق البحرية في بيروت الى شبه منطقة عسكرية نتيجة الإجراءات الأمنية المتخذة لمنع المتظاهرين من الوصول الى المجلس النيابي.
في المقابل، وصلت مجموعة كبيرة من المحتجين الى نقطة زقاق البلاط وعناصر قوى الامن والجيش تمنعها من الاقتراب باتجاه السراي الحكومي.
وبالقرب من مبنى الاسكوا، رمى بعض الاشخاص الحجارة على المتظاهرين.
في الموازاة، وصل عدد من الباصات من منطقة صيدا وانضم من فيها الى المتظاهرين في القنطاري.
وتزامناً مع انعقاد الجلسة النيابية، تابع المحتجون كلمة حسان دياب، مطلقين هتافات "لا ثقة لا ثقة وعالمجلس بدنا نفوت"، واستمر الكرّ والفرّ في محيط المجلس بين المتظاهرين والقوى الأمنية حتى ساعات ما بعد الظهر، وعمّت حالة من الفوضى من محيط "النهار" وصولا الى مسجد الامين، وذلك بسبب المواجهات بين المتظاهرين والقوى الامنية التي أطلقت القنابل الصوتية.
وأقدم عدد من المحتجين على إحراق بنك "لبنان والمهجر" وسط بيروت بالقرب من مبنى اللعازارية، واستقدمت القوى الأمنية المزيد من العناصر لمواجهة المحتجين وإبعادهم لناحية ساحة الشهداء، فأطلقت القنابل المسيلة للدموع، فناشد المتظاهرون سيارات الاسعاف التوجه الى محيط مبنى "النهار" وساحة الشهداء لإسعاف من تعرضوا لحالات اختناق.
كما لجأ عدد من المحتجين إلى جامع الأمين، إلا أن القوى الامنية لاحقتهم حتى الداخل. ولاحقاً جرت وساطة من إمام جامع الأمين ساهمت بإخراج عدد من المتظاهرين من ساحة الشهداء إلى خلف بيت "الكتائب"، إلى أن عاد الهدوء الى وسط بيروت، في محيط مبنيي النهار واللعازارية، في ساعات ما بعد الظهر.
منع المواكب من المرور
حاول الثوار منع النواب من الوصول الى المجلس النيابي والمشاركة في الجلسة، رغم التعزيزات الأمنية المكثّفة واطلاق قنابل مسيلة للدموع اضافة الى الجدران الإسمنتية التي ارتفعت في وسط بيروت.
وفي كل مرة كان يقترب فيها موكب أحد النواب أو الوزراء من محيط المجلس النيابي كانت القوى الأمنية وعناصر الجيش تبعد الثوار بالقوّة لتسهيل وتأمين مرور الموكب، ما أدى الى سقوط عدد من الجرحى، نقل بعضهم الى المستشفيات.
واعترض المحتجون سيارة أحد النواب، عند فندق "فينيسيا"، وأجبروها على التراجع. كما علقت إحدى سيارات النواب بين المتظاهرين الذين حاولوا منعها من الدخول إلى مجلس النواب إلا أنّ القوى الأمنية أمّنت لها الطريق بعد إزالة الشريط الشائك من أمامها.
ونالت سيارة النائب علي عسيران نصيبها من الهجوم بالبندورة خلال توجهه الى البرلمان. وتم رشق سيارة وزير البيئة وشؤون التنمية الادارية دميانوس قطار بالبيض، وعملت القوى الامنية على فتح الطريق وإبعاد المتظاهرين من أمام السيارة.
كما أقدم عدد من المتظاهرين على رمي بالونات مملوءة ببودرة تتحول إلى تلوين مائي على أحد المسؤولين الذي فتح نافذة السيارة للتحدث معهم أثناء مروره بالمكان. إلى ذلك، رميت قنابل الغاز على المتظاهرين لتسهيل مرور موكب النائب علي حسن الخليل.
من جهته، وصل وزير الأشغال العامة ميشال نجار وصل إلى المجلس على متن دراجة نارية.
كذلك، لاحق المنتفضون "جيب ميتسوبيشي أسود" حاول المرور من القنطاري باتجاه البرلمان وتعرضوا له بالحجارة ويقال انه للنائب مروان حمادة، لكن في وقت لاحق نفى حمادة الأمر.
القوى الأمنية
الى ذلك، طلبت القوى الأمنية من المتظاهرين الحفاظ على سلمية التظاهر وعدم القيام باعمال شغب والإبتعاد عن السياج والجدار الاسمنتي حفاظا على سلامتهم.
كما طلبت قوى الأمن الداخلي من المواطنين تجنّب سلوك جميع الطرقات المؤدية إلى وسط بيروت.
وأصدرت قيادة الجيش بياناً أكدت فيه "أن أعمال الشغب والتعدي على الأملاك العامة والخاصة يشوّه المطالب ولا يحققها ولا يندرج في خانة التعبير عن الرأي".
وفي وقت لاحق، نشر الجيش تغريدة عبر "تويتر" جاء فيها "المحافظة على سلمية التحرك ضرورة لحماية الجميع".
من جهة أخرى، ناشدت إدارة فندق "لو غراي" في بيان، "القوى الامنية ووسائل الاعلام المساعدة على حماية الفندق والعاملين فيه، بعدما تم تكسير الواجهة والدخول الى الفندق".
الصليب الاحمر
بدوره، أعلن الصليب الاحمر نقل 40 جريحاً إلى المستشفيات الموجودة في وسط بيروت وإسعاف 260 مصاباً في المكان حتى الساعة نتيجة المواجهات المستمرة بين المتظاهرين والقوى الامنية في نقاط متعددة في وسط بيروت. ورفع عدد الفرق المستجيبة الى ١٣ لتلبية الحاجة المتزايدة لخدماته.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.