19 شباط 2020 | 19:11

سعد الحريري

الحريري: نصف الدين العام نتج بسبب قطاع الكهرباء

أكد الرئيس سعد الحريري "أنه وتيار المستقبل لا يتنصلان مطلقا من المسؤولية عما آل إليه الوضع في البلاد، لكن المشكلة الأساسية هي أنه، وعلى مدى ثلاثين سنة الماضية، وخاصة في السنوات الـ15 الأخيرة، فإن نصف الدين العام نتج بسبب قطاع الكهرباء، وقال: " إذا أردنا أن نحل المشكلة الاقتصادية في البلد، فإن أول ما يجب أن نقوم به هو أن نكون واضحين في توصيف المشكلة وإيجاد الحلول. أما إذا كان هناك فريق يريد أن يحمل المسؤولية كلها لفريق واحد، فهذا ليس صحيحا".

كلام الرئيس الحريري جاء في دردشة مع الصحافيين عقب ترؤسه عصر اليوم في بيت الوسط اجتماع المجلس المركزي لـ"تيار المستقبل"، وقال: "كما قلت في خطابي، نحن لا نتنصل من المسؤوليات، وربما كنا أول فريق سياسي خرج وقال نحن كنا موجودين في هذه الحكومات ونتحمل المسؤولية. لكن المشكلة الحاصلة في البلد وما تشهده المصارف والهجوم الحاصل على حاكم مصرف لبنان، كل ذلك يدل على وجع الناس. ولكن بالمقابل، هناك أفرقاء سياسيون يحاولون استخدام هذا الهجوم للتعمية على ما أوصلنا فعلا إلى هنا. فإذا كانت فاتورة الكهرباء تشكل نصف خدمة الدين العام، فهذا يعني أن المشكلة هي هنا وليس في مكان آخر. فلماذا اضطررنا على أن نستدين 45 أو 50 مليار دولار من أجل الكهرباء؟ وهنا تكمن المسؤولية. 

دائما يقال أن اقتصادنا ريعي، صحيح؟ لكن المصارف تديّن القطاع الخاص في البلد بقيمة 55 مليار دولار، فكيف يقال أنه ريعي؟ أليست الشركات والمؤسسات هي التي استدانت هذه المبالغ؟ وغير ذلك الكثير.

حين لم يكن للدولة رئيس، من قدم الأموال للإسكان؟ أليس البنك المركزي؟ حصل مشكل صغير في الإسكان بأن البعض استفاد والأسماء معروفة، لكن من هم معظم المستفيدين؟ أليس المواطن اللبناني؟ أنا لا أدافع عن المصارف، لكن بالمقابل يجب أن نعرف حقيقة الأمور لكي نشخص المشكلة ونحلها.

بعض الأفرقاء السياسيين يعتقدون أنه إذا حملنا المسؤولية للمصارف والبنك المركزي تنتهي القصة. كلا. هم يتحملون جزءا من المسؤولية، وأنا أقر بذلك، لكن المشكلة الأساسية أين؟ هي أننا وعلى مدى ثلاثين سنة الماضية، وخاصة في السنوات الـ15 الأخيرة، نصف الدين العام أتى من قطاع الكهرباء.

سئل: هل يمكن أن تدعو إلى التظاهر أمام شركة الكهرباء؟

أجاب: للجميع الحق السياسي بالتظاهر حيث يريد، أما أنا فلا ألعب هذه اللعبة. نحن كسياسيين اليوم، تقع علينا مسؤولية أن نكون صريحين مع الناس. ألم نرتكب أخطاء كتيار؟ نعم ارتكبنا أخطاء، وقلنا منذ البداية أننا نرفع الغطاء عن أي مرتكب.

سئل: هل تعتبر الهجمة على حاكم مصرف لبنان والقطاع المصرفي سياسية؟

أجاب: أنا أرى أن وجع الناس من المصارف يجعلك لا تستطيع إلا أن تقف مع الناس. لكن بالمقابل، علينا أن نشرح للناس لماذا وصلنا إلى هنا.

هل تذكرون قبل عام أو عامين أو ثلاثة حين كنت أقول دائما أننا إن لم نجر إصلاحات فإن سلسلة الرتب والرواتب ستطير؟ ماذا حصل.

سئل: لكنك كنت رئيس حكومة ورئيس كتلة نيابية وأنتم أقررتم السلسلة ووضعتم الهندسات المالية وأنتم من قبل بهذه الديون وأنتم أوقفتم خطة الكهرباء، جميعكم معا؟

أجاب: هذا صحيح وأنا لم أتنصل مرة من المسؤولية ولن أتنصل كغيري، وأنهم هم الأبطال فيما الحق كله على سعد الحريري والحريرية السياسية. أنا لا أتعاطى بالكذب مع الناس، بل بصدق ومصداقية. نحن أقررنا سلسلة الرتب، ولكن هناك العديد من القوانين التي كان يفترض أن تقر مع سلسلة الرتب ولم تمر.

إذا أردنا أن نحل المشكلة الاقتصادية في البلد، فإن أول ما يجب أن نقوم به هو أن نكون واضحين في توصيف المشكلة وإيجاد الحلول. أما إذا كان هناك فريق يريد أن يحمل المسؤولية كلها لفريق واحد، فهذا ليس صحيحا.

سئل: هل تقصد التيار الوطني الحر؟

أجاب: نعم.

سئل: ولكنكما كنتما معا في عقد كل الاتفاقات وكنتما معا بذات الحكومة، فلماذا تحملهم اليوم المسؤولية؟

أجاب: لأننا نحن كنا نطالب بإصلاحات منذ اليوم الأول.

سئل: لكن الدين العام يتراكم منذ التسعينات؟

أجاب: مشكلتنا أننا في كل مرة كنا نذهب فيها إلى مؤتمرات اقتصادية، كنا نعد بالإصلاحات وحين نعود إلى البلد نزايد على بعضنا البعض.

سئل: قيل أن الرئيس حسان دياب سيزور الدول العربية المؤثرة بلبنان، ثم سمعنا تسريبات سلبية تنفي هذه الزيارة، في حين يجري الحديث عن زيارة ستقوم بها أنت إلى السعودية والإمارات. وبالأمس كانت أول زيارة دولية للبنان من رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني. فهل ستكون الدول العربية على خصومة مع الحكومة الجديدة؟

أجاب: أترك لكم الاستنتاج إن كان ذلك يفيد لبنان أم لا.

سئل: إذا حصل وزرت السعودية والإمارات، هل ستكون هذه الزيارة لسعد الحريري شخصيا وتيار المستقبل أم ستتناول فيها الملف اللبناني؟

أجاب: أنا لم أتحدث يوما في حياتي إلا بموضوع لبنان.

سئل: كيف يمكن لكتلة المستقبل أن تساعد في ظل الأجواء القائمة بدلا عن الكيدية السياسية؟

أجاب: أنا لم أقل أنني سأصوت ضد الإصلاحات الحقيقية إذا حصلت. أنا مع أي أمر إصلاحي يفيد البلد ولن أكون بالتأكيد ضده.

سئل: لكن الوزير جبران باسيل يقول أن طريق عودتك سيكون طويلا هذه المرة، فما ردك؟

أجاب: هذا الكلام يؤكد كلامي عن الرئيس الظل.


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

19 شباط 2020 19:11