يتلاشى موسم الإنفونزا بشكل عام في شهري أذار ونيسان، مع إقتراب موسم الصيف، فهل يقضي الصيف على فيروس كورونا الجديد؟، آراء العلماء المختصين قد تساعدنا بالوصول للإجابة.
فمن غير المعلوم حتى اللحظة إذا ما كان كورونا سيتبع خطى الإنفونزا ويتلاشى مع قدوم الربيع ثم الصيف، والعديد من العلماء أشاروا إلى أنه من المبكر التكهن بخطورة كورونا في الطقس الحار.
ولفت الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإنتباه لتأثير الصيف على كورونا، عندما غرد حول الموضوع يوم 7 شباط الماضي.
وكتب ترامب: "الصين ستنجح (بمحاربة الفيروس) خاصة مع قدوم فصل الصيف، الذي سيضعف الفيروس، قبل أن يتلاشى تمامًا".
وبغض النظر عن تصريحات ترامب، فإن ما يبشر بالأمل، هو أن الفيروسات التي تسبب نزلات برد عادة ما تتراجع في الأشهر الأكثر دفئًا، لأنها فيروسات "موسمية"، حسب ما أشار موقع "ناشونال جيوغرافيك".
ويقول أخصائي الأمراض المعدية في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي، أميش أدالجا، أن "فيروسات كورونا تحمل طابعا موسميا. نحن نعلم أن بعض الظروف البيئية تفضل انتقال الفيروسات وأن الطقس البارد والرطوبة يؤثران في كل ذلك.. هناك سبب وجيه للاعتقاد بأن (هذا الفيروس) سيكون له تلك الخاصية الموسمية".
ولكن عند التفكير في "موسمية" المرض، علينا أن نتذكر بأن نصف العالم الجنوبي تحت خط الاستواء، مقدم على فصل الشتاء، ومن المحتمل أن تشهد الدول الجنوبية ارتفاعًا في الحالات، وفقا لموقع "فورتشن".
ويعتقد بعض الباحثين، ومن بينهم بول هانتر من جامعة إيست أنجيليا في بريطانيا، أن فيروس كورونا الجديد لن يبقى لفترة طويلة في ظروف أكثر دفئا، وفقا لمجلة "نيو ساينتست" العلمية.
ويقول هانتر: "أحد السيناريوهات المتطرفة التي قد تحصل، هو أن يحرق الفيروس نفسه في وقت ما في الصيف.. السيناريو الآخر هو أن انتشار الفيروس سينخفض في الصيف لكنه سيعود مرة أخرى في الشتاء ويصبح ما نسميه مستوطنًا، حيث سينتشر كثيرا في كل مكان".
من ناحية أخرى، يعتقد بعض العلماء أن الفيروس الجديد لن يوقفه فصل الصيف، وذلك لأن المناعة البشرية لم تتعود على المرض الجديد.
ويقول ماسيج بوني، عالم الأحياء بجامعة ولاية بنسلفانيا: "لم يتعرض كل الناس في العالم للفيروس الجديد، لذلك لم تكن هناك فرصة لتطوير المناعة"، وفقًا لصحيفة "فيلادلفيا إنكوايرير".
وأضاف بوني: "هذا يعني أن فيروس كورونا، حتى لو تبين أن الحرارة تعيق تقدمه، سيستمر في إصابة الأشخاص والانتشار بينهم".
وفي البرازيل، التي أبلغت عن أول حالة إصابة بفيروس كورونا هذا الأسبوع، أعرب وزير الصحة لويس هنريك مانديتا عن تفاؤله بأن درجات الحرارة الدافئة حاليًا، بسبب وقوع البرازيل في نصف الكرة الجنوبي، ستمنع انتشار الفيروس.
وقال مانديتا: "البرازيل بلد صغير بمعدل الأعمار، والصيف الحالي لن يكون فترة خصبة لانتشار الفيروس هنا".
لكن أستاذ علم الأوبئة بجامعة تورنتو، دافيد فيسمان، قال إن إنفلونزا الخنازير الذي انتشر عام 2009، قد يكون رسالة إنذار لما هو قادم.
وانتشرت إنفلونزا الخنازير في نيويورك في نيسان من ذلك العام، بعد فترة الذروة التقليدية لموسم الإنفلونزا، وبحلول حزيران صيفًا، تم تصنيفها على أنها وباء، وتم إغلاق مئات المدارس.
ومثلت إنفلونزا الخنازير نوعا جديدا من الإنفلونزا وقتها، لذا فإن أجهزة المناعة لدى معظم الناس كانت غير مستعدة لمحاربته، والفيروس المتفشي الجديد، يحمل خصائص مشابهة، وفقا لفيسمان.
في النهاية، لا زال الوقت مبكرا، لمعرفة تأثير الصيف على كورونا، وهو ما أشار به معظم العلماء، لكن الجميع يتمنى بأن تكون تغريدة الرئيس الأميركي دونالد ترمب صحيحة.