عقدت قمة روسية تركية في موسكو حول التصعيد شمال غربي سوريا، بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان بينما تسارع روسيا الخطى لتعزيز قواتها في سوريا بحراً وجواً بالدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة.
بداية، قدم بوتين تعازيه لأردوغان في مقتل جنود أتراك في سوريا، وقال إن "خسارة الناس دائما مأساة كبيرة"، موضحا أن العسكريين الروس والسوريين لم يكونوا على علم بموقع الجنود الأتراك، والجيش السوري خلال هذه الفترة تكبد أيضا خسائر كبيرة.
قال الرئيس الروسي في مستهل لقائه بنظيره التركي، إن "الأوضاع في إدلب توترت إلى درجة تتطلب حديثا مباشرا بيننا"، وأكد على ضرورة تجاوز هذا التوتر والعمل على عدم تكراره، "ولكي لا يلحق ضررا بالعلاقات الروسية التركية التي نثمنها عاليا".
وتوجه بوتين لأردوغان قائلا: "مثلما طلبتم نحن مستعدون لنبدأ بالحديث وجها لوجه ثم ينضم إلينا فيما بعد المسؤولون في الحكومتين الروسية والتركية".
بدوره، أعرب أردوغان لبوتين عن أمله في أن تسهم القرارات التي سيتمخض عنها الاجتماع في تهدئة الوضع في إدلب، وأضاف أن "العلاقات التركية الروسية الآن في ذروتها ونود أن تزداد متانة".
وقد بيّن تحليل أجرته وكالة رويترز، لبيانات الرحلات الجوية ومراقبة المراسلين للملاحة في مضيق البوسفور، أن روسيا بدأت في زيادة الشحنات البحرية والجوية إلى سوريا في 28 فبراير أي بعد يوم من مقتل 34 جنديا تركيا في ضربة جوية بسوريا.
كما أظهر أنها أرسلت خمس سفن حربية باتجاه سوريا خلال ستة أيام الأمر الذي يتجاوز الحد المعتاد وهو إرسال سفينة حربية واحدة أو اثنتين أسبوعياً.
وقال فلاديمير فرولوف، محلل الشؤون الخارجية الروسي المستقل إن "المشكلة الرئيسية في إدلب هي رغبة (رئيس النظام السوري بشار) الأسد ... في السيطرة الكاملة على المنطقة وإغلاق الحدود مع تركيا، والدفع أيضًا بنحو 3 ملايين من السكان السنة، المعارضين للأسد، إلى الأراضي التركية".
مقابل التحرك الروسي اللافت قبيل ساعات من القمة، هناك رغبة تركية في أن تفضي محادثات العاصمة الروسية إلى نتائج سريعة، ملموسة لوقف إطلاق النار في إطار اتفاق سوتشي. وقد أعرب المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن عن تفاؤله في أن تضع القمة حدا لاعتداءات النظام السوري في إدلب.
وبين الفعل الروسي والرغبة التركية، تأتي محاولة إفشال اللقاء، من قبل إيران وميليشيا "حزب الله" كما كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان لقناتي "الحدث" و"العربية"، معللاً الأمر بفرض قمة موسكو لانسحاب إيران وميليشياتها من جنوب حلب. ووفق المرصد فإن إيران وميليشياتها يعملون على استفزاز الجانب التركي.