عرب وعالم

إدلب.. بين بوتين وأردوغان

تم النشر في 5 آذار 2020 | 00:00

عقدت قمة روسية تركية في موسكو حول التصعيد شمال غربي سوريا، بين الرئيسين الروسي ‏فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان بينما تسارع روسيا الخطى لتعزيز قواتها في ‏سوريا بحراً وجواً بالدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة‎.‎

بداية، قدم بوتين تعازيه لأردوغان في مقتل جنود أتراك في سوريا، وقال إن "خسارة الناس ‏دائما مأساة كبيرة"، موضحا أن العسكريين الروس والسوريين لم يكونوا على علم بموقع الجنود ‏الأتراك، والجيش السوري خلال هذه الفترة تكبد أيضا خسائر كبيرة‎.‎

قال الرئيس الروسي في مستهل لقائه بنظيره التركي، إن "الأوضاع في إدلب توترت إلى درجة ‏تتطلب حديثا مباشرا بيننا"، وأكد على ضرورة تجاوز هذا التوتر والعمل على عدم تكراره، ‏‏"ولكي لا يلحق ضررا بالعلاقات الروسية التركية التي نثمنها عاليا‎".‎



وتوجه بوتين لأردوغان قائلا: "مثلما طلبتم نحن مستعدون لنبدأ بالحديث وجها لوجه ثم ينضم ‏إلينا فيما بعد المسؤولون في الحكومتين الروسية والتركية‎".‎

بدوره، أعرب أردوغان لبوتين عن أمله في أن تسهم القرارات التي سيتمخض عنها الاجتماع في ‏تهدئة الوضع في إدلب، وأضاف أن "العلاقات التركية الروسية الآن في ذروتها ونود أن تزداد ‏متانة‎".‎

وقد بيّن تحليل أجرته وكالة رويترز، لبيانات الرحلات الجوية ومراقبة المراسلين للملاحة في ‏مضيق البوسفور، أن روسيا بدأت في زيادة الشحنات البحرية والجوية إلى سوريا في 28 فبراير ‏أي بعد يوم من مقتل 34 جنديا تركيا في ضربة جوية بسوريا‎.‎

كما أظهر أنها أرسلت خمس سفن حربية باتجاه سوريا خلال ستة أيام الأمر الذي يتجاوز الحد ‏المعتاد وهو إرسال سفينة حربية واحدة أو اثنتين أسبوعياً‎.‎

وقال فلاديمير فرولوف، محلل الشؤون الخارجية الروسي المستقل إن "المشكلة الرئيسية في ‏إدلب هي رغبة (رئيس النظام السوري بشار) الأسد ... في السيطرة الكاملة على المنطقة وإغلاق ‏الحدود مع تركيا، والدفع أيضًا بنحو 3 ملايين من السكان السنة، المعارضين للأسد، إلى ‏الأراضي التركية‎".‎



مقابل التحرك الروسي اللافت قبيل ساعات من القمة، هناك رغبة تركية في أن تفضي محادثات ‏العاصمة الروسية إلى نتائج سريعة، ملموسة لوقف إطلاق النار في إطار اتفاق سوتشي. وقد ‏أعرب المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن عن تفاؤله في أن تضع القمة حدا لاعتداءات ‏النظام السوري في إدلب‎.‎

وبين الفعل الروسي والرغبة التركية، تأتي محاولة إفشال اللقاء، من قبل إيران وميليشيا "حزب ‏الله" كما كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان لقناتي "الحدث" و"العربية"، معللاً الأمر بفرض ‏قمة موسكو لانسحاب إيران وميليشياتها من جنوب حلب. ووفق المرصد فإن إيران وميليشياتها ‏يعملون على استفزاز الجانب التركي‎.‎