منوعات

‏ يوم فقدت بريطانيا 44 طناً من الذهب بالبحر

تم النشر في 6 آذار 2020 | 00:00

يوم 25 يناير/كانون الثاني 1917، كانت بريطانيا على موعد مع واحد من أسوأ فصول الحرب ‏العالمية الأولى. فخلال ذلك اليوم، أضاع البريطانيون كمية هائلة من الذهب بالبحر عقب حادثة ‏غرق إحدى سفنهم قرب سواحل أيرلندا، وقد جاءت هذه الحادثة لتزيد من حدة الضغط على ‏السلطات البريطانية التي عانت طيلة الأشهر الماضية من خسائر جسيمة ضد القوات الألمانية ‏على الجبهة الغربية.‏

إلى ذلك، دخلت السفينة عابرة المحيطات أس أس لورينتيك (‏SS Laurentic‏) الخدمة بشكل رسمي ‏أواخر شهر نيسان/أبريل 1909 عقب انتهاء أشغال بنائها التي استمرت لنحو عامين بحوض ‏السفن ببلفاست. وعلى حسب مصادر تلك الفترة، بلغ طول هذه السفينة 172 مترا، وقارب ‏وزنها 15 ألف طن، وزودت بمحركات مكنتها من بلوغ سرعة قصوى قدرت بثلاثين كلم في ‏الساعة، كما كانت أس أس لورينتيك قادرة على نقل حوالي 1600 راكب خلال رحلاتها بين ‏القارتين الأوروبية والأميركية.‏

خلال فترة الحرب العالمية الأولى، أوكلت لعابرة المحيطات أس أس لورينتيك مهمة نقل 3200 ‏سبيكة ذهبية بلغ إجمالي وزنها 44 طنا، وقدرت قيمتها حينها بنحو 25 مليون دولار، أي ما ‏يعادل 1.7 مليار دولار حاليا، من ليفربول نحو مدينة هاليفاكس بمنطقة نوفا سكوتيا الكندية. وقد ‏اتجهت بريطانيا حينها لنقل هذه الكمية الهائلة من الذهب نحو الجزء المقابل من المحيط الأطلسي ‏بهدف استغلالها لتمويل مجهودات الحرب وشراء مزيد من الذخائر والأسلحة من الولايات ‏المتحدة الأميركية.‏



يوم 23 يناير/جانفي 1917، غادرت أس أس لورينتيك ليفربول وعلى متنها 479 بحارا بقيادة ‏الكابتن ريجينالد نورتن (‏Reginald Norton‏) لتحط الرحال بعد فترة وجيزة قرب منطقة بونكرانا ‏‏(‏Buncrana‏) لإنزال 4 من راكبيها ممن عانوا من الحمى الصفراء. لاحقا، أبحرت أس أس ‏لورينتيك مجددا قرب السواحل الأيرلندية استعدادا للقاء إحدى المدمرات التابعة لسلاح البحرية ‏البريطانية والتي كان من المقرر أن ترافقها برحلتها.‏

وعلى الرغم من تلقيه تحذيرات بوجود غواصات ألمانية بالمنطقة، واصل الكابتن ريجينالد ‏نورتن طريقه للقاء المدمرة. لكن ولسوء حظّه، ارتطمت أس أس لورينتيك بعد ساعة فقط من ‏مغادرتها لبونكرانا بلغمين بحريين وضعتهما غواصة ألمانية في وقت سابق لتغوص بذلك عابرة ‏المحيطات البريطانية بشكل سريع نحو قاع البحر وقد أسفرت هذه الكارثة حينها عن وفاة 354 ‏بحارا وغرق حمولة السفينة بالبحر.‏



على الفور، حاول البريطانيون التستر على الحمولة خوفا من وقوعها في قبضة الألمان وباشروا ‏بعد فترة وجيزة بإرسال فرق مختصة نحو حطام أس أس لورينتيك لاسترداد سبائك الذهب ‏الموجودة بها. وقد اضطرت بريطانيا لوقف عمليات البحث عن الذهب لأكثر من مرة بسبب ‏التواجد المكثف للغواصات الألمانية بالمنطقة. لكن مع نهاية الحرب العالمية وتوقيع اتفاقية الهدنة ‏يوم 11 تشرين الثاني/نوفمبر 1918، تواصلت عمليات البحث مجددا وقد تحدث البريطانيون ‏لاحقا عن استردادهم لنحو 99 بالمئة من حمولة أس أس لورينتيك، وتحدثوا عن بقاء أقل من 20 ‏سبيكة ذهبية، ما قيمته 10 ملايين دولار حاليا، بالبحر.‏