عرب وعالم

إيران.. تحذيرات من تحول "مشهد" بؤرة لـ"كورونا"‏

تم النشر في 15 آذار 2020 | 00:00

حذر مسؤولون إيرانيون، السبت، من أن مشهد، عاصمة محافظة خراسان وثاني أكبر مدينة في ‏إيران ووجهة الزيارات الدينية، تواجه خطر التحول إلى بؤرة جديدة لفيروس كورونا‎.‎

ودقّ العديد من المسؤولين يوم السبت ناقوس الخطر، بمن فيهم محافظ خراسان رضوي ‏وعاصمتها مدينة مشهد، ورئيس مجلس مدينة مشهد، وكذلك العديد من الناشطين والهيئات ‏الطلابية، ودعوا السلطات إلى عزل المدينة‎.‎

وقال المسؤولون إنه إذا لم يتم تنفيذ الإجراءات الفورية بما في ذلك فرض الحجر الصحي ‏وإغلاق ضريح الإمام علي بن موسى الرضا (الإمام الثامن لدى الشيعة) ستتحول المدينة إلى قم ‏ثانية‎.‎

هذا بينما لا يزال المتنفذون المؤسسة الدينية والسياسية القوية للغاية في مشهد، يرفضون حجر ‏المدينة بالرغم من موافقتهم على إغلاق الضريح لمدة ثلاثة أيام‎.‎

لجنة مكافحة كورونا

وكان محمد رضا كلائي، عمدة مشهد، قد كتب عبر صفحته على موقع إنستغرام الجمعة أن ‏‏"الوضع أسوأ بكثير مما توقعناه بالنسبة لتفشي كورونا‎".‎

في حين قال مشهد السبت إن قرار عزل المدينة التي يبلغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة، يجب ‏أن يتخذ من قبل "لجنة مكافحة" كورونا الحكومية، لكن هذه اللجنة تم استبدالها بلجان أخرى ‏شكلتها القوات المسلحة والحرس الثوري، حيث قام المرشد الإيراني علي خامنئي بإصدار قرار ‏الجمعة بتعيين رئيس أركان القوات المسلحة اللواء محمد باقري على رأس "مقر الدفاع البيولوجي ‏لمكافحة كورونا‎".‎

وفسر مراقبون قبول رجال الدين بإغلاق ضريح الرضا لمدة ثلاثة أيام بتولي الجنرال باقري ‏بتكليف من خامنئي المسؤولية بدلاً من روحاني وحكومته التي باتت عاجزة عن السيطرة على ‏الأزمة‎.‎

منذ الأيام الأولى للوباء في البلاد، قاوم رجال الدين المحافظون بشدة في مشهد إلغاء الأحداث ‏الدينية بما في ذلك صلاة الجمعة‎.‎

وقال آية الله أحمد علم الله، إمام صلاة الجمعة في مشهد وهو أيضا مسؤول عتبة الإمام رضا ‏وممثل خامنئي في محافظة خراسان، إن أمر الحكومة في 28 فبراير بإلغاء الصلوات في المدن ‏الكبرى ليس "مبررا"، لأن إقامة الصلاة هي "أمر الله"، لكنه وافق الآن على إقامة احتفالات دينية ‏‏"عبر الإنترنت‎".‎

ارتفاع جنوني للإصابات

يأتي هذا بينما أعلنت وزارة الصحة الإيرانية أن 12729 شخصًا ثبتت إصابتهم بالفيروس ‏التاجي حتى يوم السبت 14 مارس، ومع وجود 97 حالة وفاة جديدة منذ يوم أمس، وصل عدد ‏الوفيات الناجمة عن الوباء في إيران إلى 611‏‎.‎

أصيب أكثر من ألف إيراني خلال اليوم الماضي، معظمهم في محافظات طهران وأصفهان ‏وألبرز وجيلان‎.‎

في غضون ذلك، رفض نائب وزير الصحة رضا ملك زادة فكرة الحرب البيولوجية كسبب ‏لتفشي المرض في مقابلة مع التلفزيون الإيراني الرسمي. وكان المتشددون في إيران ألمحوا إلى ‏‏"إمكانية" استخدام الولايات المتحدة للفيروس التاجي ضد إيران‎.‎

وقال ملك زاده إن التأخير في الإعلان عن بدء الوباء والفشل في السيطرة على الرحلات الجوية ‏بين الصين وإيران من أهم أسباب تفشي المرض في إيران‎.‎

كما حذر من احتمال إصابة ما يصل إلى 70 في المئة من الإيرانيين بالفيروس بسبب التأخير ‏والفشل في الوقاية من المرض ومكافحته‎.‎

يذكر أنه تم الإعلان عن أول حالتين من الإصابة بالفيروس التاجي في مشهد في 1 مارس/آذار ‏فقط، وكلتاهما على صلة بقم، الوجهة الدينية الأخرى ومركز بؤرة تفشي كورونا في البلاد‎.‎

ويعتمد اقتصاد مشهد بشكل كبير على السياحة الدينية مع احتوائها على أكثر من 55 في المئة من ‏جميع الفنادق في البلاد‎.‎

‎ 30 ‎مليون زائر شيعي

ويتوافد على ضريح الرضا كل عام حوالي 30 مليون زائر شيعي من جميع أنحاء إيران، ‏بالإضافة إلى أكثر من مليوني زائر من الدول العربية مثل البحرين والمملكة العربية السعودية ‏وأفغانستان والكويت ولبنان والعراق‎.‎

وكانت المدينة تستعد لاحتفالات السنة الجديدة (نوروز) في 20 مارس من هذا العام، لكن المرشد ‏الأعلى علي خامنئي الذي يلقي خطبة العيد من مشهد كل عام، أعلن عبر مكتبه إلغاء الخطبة ‏والاحتفالات وعدم ذهابه إلى قم بسبب تفشي وباء كورونا‎.‎

ويحمل الناشطون والمعارضون خامنئي مسؤولية التأخير في إعلان تفشي الوباء في إيران ومنه ‏إلى دول الجوار، وذلك بسبب أنه أراد ضمان مشاركة عالية في انتخابات البرلمان التي جرت ‏في 21 من فبراير /شباط الماضي‎.‎