لزهر الليمون في ذاكرة الصيداويين حضور يتجدد مع كل ربيع ويمتد عبر الزمن مع أجيال وأجيال رغم انحسار المساحات المزروعة به، ويبقى زهر البوصفير أيقونة أمكنتها ويبقى شذاه عطرها المفضل .
مغردة خارج سرب المنشغلين بأخبار فيروس كورونا ، وبعيداً عن أجواء الحظر التي فرضتها التعبئة العامة ، خرجت هذه السيدة الى حيث تتنشق الهواء النظيف ورائحة زهر الليمون الذي لا يزال يحتفظ بأشجاره ما تبقى من بساتين صيدا وجوانب ووسطيات بعض طرقاتها الرئيسية ومن بينها طريق السراي الحكومي حيث تنتشر اشجار البوصفير الذي يقطف زهره ويقطر ماءا يستخدم في اصناف عدة من المأكولات والحلوى .
وجدت " أم محمد" في زهر صيدا زمن الكورونا ، متنفساً في زمن الإختناق ، وفسحة أمل وجمال تمهد لحلول فصل الربيع حاملا معه الأمل للبنانيين باجتياز هذه المحنة .
تقول " أم محمد " انها اعتادت في هذه الفترة من كل عام أن تقصد اشجار البوصفير التي زرعتها البلدية على جوانب ووسطيات بعض الطرقات الرئيسية لقطاف زهره الذي تستخرج منه ماء الزهر ".
ولا تأبه " أم محمد" لـ"فيروس كورونا " الذي ينشغل الناس هذه الأيام بتحصين انفسهم منه ، لأنها " اخذت كل الاحتياطات بمواجهته " على حد قولها . وهي الآن في حمى زهر ليمون صيدا .. بعيدا عن الكورونا وهمّه .. انه ربيع استثنائي في زمن " موبوء"، ونحن أحوج ما نكون فيه لأن نتنفس هواءاً نقياً ، فكيف اذا كان عابقاً برائحة الزهر..!.
المصدر: رأفت نعيم