أخبار لبنان

صيدا: عندما تصبح الحياة خارجاً .. مجازفة!

تم النشر في 22 آذار 2020 | 00:00

بعدما كانت عطلة نهاية الأسبوع قبل اعلان وتنفيذ التعبئة العامة ، فسحة ومتنفس لكثير من المواطنين للخروج من المنازل وتمضية ساعات في التنزه او التريض او ممارسة هواية ، بدا المشهد اليوم معكوساً تماماً ، جميع الناس يلازمون بيوتهم الا من اضطر لـ" مشوار" خاطف ، بينما كل ما هو خارج المنازل خال تماماً او يكاد من اية حركة او نشاط او تواجد لمواطنين .

هي حال صيدا في زمن الكورونا الذي تصبح فيه الحياة خارجاً مجازفة واستثناءاً ، والقاعدة هي البقاء في المنزل، للبقاء على قيد الحياة في بلد لا يملك لمواجهة هذا الوباء الا الوقاية ورحمة الله! .

عاصمة الجنوب التزمت بشكل كلي بالتدابير المتخذة تنفيذاً لقرار التعبئة العامة فغابت الحركة المعتادة عن شوارعها وواجهتها البحرية وتراجعت نسبة الخروقات التي كانت سجلت خلال الأيام القليلة الماضية ، فلا مشاة ولا متريضين ولا حتى هواة صيد سمك بالصنارة ، ولا مقاهي ارصفة واكسبرس عاملة ، ولا حافلات مهما كان حجمها تتسلل او تخرق الحظر المفروض عليها ولا سيارات تخطى العدد المسموح لها به من الركاب وهو اثنان . وهو مشهد انسحب أيضا على وسط المدينة وأحيائها الداخلية التي سجلت حركة حذرة ومحدودة جداً لبعض السيارات ولمواطنين خرجوا لبعض الوقت لتأمين احتياجاتهم الأساسية .

وحدها القوى الأمنية التي وضعت منذ ليل السبت - الأحد في حالة استنفار وتأهب قصوى تصول وتجول هنا وهناك تنفيذاً للتدابير الاستثنائية المتخذة .. الجيش اللبناني وقوى أمن داخلي واجهزة أمن الدولة والأمن العام وشعبة المعلومات والاستقصاء وشرطة البلدية تسير دورياتها وتتشدد بإجراءاتها لإلزام المواطنين بمنازلهم وملاحقة المخالفين والتحقق من تنفيذ المؤسسات لقرار الاقفال الا المستثناة منه.

ومن جهتها واصلت ورش بلدية صيدا وفرق الطوارىء والاطفاء التابعة لها عمليات رش المواد المعقمة والمبيدات في مختلف مناطق واحياء وشوارع المدينة والتي شملت ايضا مجمعات ومراكز النازحين السوريين ولا سيما مجمع الأوزاعي عند مدخل صيدا الشمالي في إطار مواجهة تداعيات فيروس كورونا ومنع إنتشاره. واشرفت دوريات من دائرة الأمن القومي في المديرية العامة للأمن العام - شعبة الجنوب على تعقيم هذا المجمع الذي يضم نحو ١٧٤ عائلة اي حوالي الف نازح ويعد اكبر مجمعات النازحين السوريين في صيدا والجنوب.

المصدر : رأفت نعيم