عرب وعالم

‏ ترامب يناشد أوروبا وآسيا "سرا" لمساعدته بمواجهة "كورونا"‏

تم النشر في 25 آذار 2020 | 00:00

في خطابه إلى الأميركيين، شدد الرئيس دونالد ترامب على أن بلاده لن تعتمد على ‏مساعدة الدول الأجنبية في الحصول على المساعدة من أجل مكافحة فيروس ‏كورونا الجديد‎.‎

ففي مؤتمر صحافي في البيت الأبيض مساء الثلاثاء، كان ترامب يتحدث عن ‏استجابة القطاع الخاص المحلي للأزمة، ولكن خلال ذلك كانت الولايات المتحدة ‏تناشد حلفائها للمساعدة في الحصول على الإمدادات الطبية للتغلب على النقص ‏الحاد في معركتها ضد وباء "كوفيد-19"، الوباء، الذي تسبب بإصابة ما يزيد على ‏‏55 ألف أميركي، ومقتل نحو 800 آخرين‎.‎

وفي كلمته، قال دونالد ترامب "يجب ألا نعتمد على دولة أجنبية في وسائل بقائنا.. ‏أميركا لن تكون أبدا أمة متوسلة‎".‎

ولكن خلف الكواليس، اتصلت الإدارة الأميركية بالشركاء الأوروبيين والآسيويين ‏لتأمين إمدادات مجموعات الاختبار والمعدات الطبية الأخرى التي تعاني نقصا ‏كبيرا في الولايات المتحدة‎.‎

ويوم الثلاثاء، تحدث ترامب عبر الهاتف مع الرئيس الكوري الجنوبي، مون ‏جايين، متسائلا عما إذا كانت بلاده يمكنها توفير المعدات الطبية‎.‎

وفيما لم يشر الحساب الرسمي للبيت الأبيض إلى الطلب، فإنه وفقا لرئاسة كوريا ‏الجنوبية، "البيت الأزرق"، تم إجراء المكالمة بناء على "طلب عاجل" لترامب‎.‎

وأشاد ترامب ببرنامج الاختبارات الكوري الجنوبي، الذي ساعد في احتواء تفشي ‏المرض هناك، بحسب ما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية‎.‎

من جهته، أبلغ الرئيس الكوري الجنوبي ترامب بأنه سيدعم صادرات كوريا ‏الجنوبية من الإمدادات الحيوية إلى الولايات المتحدة، لكنه قال "إذا كان هناك ‏فائض محلي‎".‎

وفي تقرير لها، أفادت "فورين بوليسي" أن الدبلوماسي الثالث في وزارة الخارجية ‏الأميركية، ديفيد هيل، طلب قائمة بالدول التي قد تكون قادرة على بيع "الإمدادات ‏والمعدات الطبية الحرجة" إلى الولايات المتحدة‎.‎

وجاء في رسالة بالبريد الإلكتروني موجهة إلى السفارات الأميركية في أوروبا ‏وآسيا "اعتمادا على الاحتياجات الحرجة، يمكن للولايات المتحدة أن تسعى لشراء ‏العديد من هذه العناصر بمئات الملايين من خلال شراء معدات عالية المستوى مثل ‏أجهزة التهوية بمئات الآلاف‎".‎

وأكد البريد الإلكتروني أن الطلب ينطبق على الدول المضيفة "ما عدا موسكو‎".‎

يشار إلى أنه في 15 آذار الجاري، قال مسؤولون ألمان إنهم رفضوا عرضا من ‏إدارة ترامب بشراء حصري للقاح محتمل لفيروس كورونا الجديد تم تطويره من ‏قبل الشركة الألمانية "كيورفاك‎".‎

وكانت الولايات المتحدة قد عمدت إلى توسيع عمليات الاختبار التشخيصي بعد ‏بداية بطيئة، وتفاخر ترامب، يوم الثلاثاء، بأن بلاده أجرت اختبارات أكثر في 8 ‏أيام مما نجحت كوريا الجنوبية في إدارته في 8 أسابيع‎.‎

الجدير بالذكر أنه حتى نهاية الأسبوع الماضي، اختبرت كوريا الجنوبية 270 ألف ‏شخص، أي بمعدل واحد من بين 190 من السكان، منذ بداية تفشي المرض، بينما ‏أجرت الولايات المتحدة 266 ألف اختبار، بمعدل واحد من 1230 مواطنا ‏أميركيا، في الأيام الثمانية الماضية‎.‎

وفيما يتعلق بهذه الاختبارات، فإن بعض المكونات الحاسمة للاختبار التشخيصي ‏قليلة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الكواشف اللازمة لتحديد وجود فيروس ‏كورونا الجديد، وماسحة الأنف المستخدمة لأخذ العينات‎.‎

وبينما سيحد هذا النقص من قدرة الولايات المتحدة على إجراء اختبارات جماعية ‏على المدى القريب، فإن الخبراء الطبيون التابعون لإدارة ترامب يحثون على أن ‏تقتصر الاختبارات على المرضى الذين دخلوا بالفعل في المستشفيات‎.‎

وفي 18 آذار، أفاد موقع "ديفينس وان"، الإخباري العسكري، بأن القوات الجوية ‏الأميركية قامت "بهدوء" بنقل نصف مليون ماسحة أنفية من إيطاليا، التي تعاني ‏تحت وطأة الفيروس القاتل، إلى ممفيس، حيث تم توزيعها في جميع أنحاء البلاد‎.‎

وبسبب الظروف على ما يبدو، أخذت الولايات المتحدة في التحول إلى حلفائها بعد ‏أن عمدت إدارة ترامب إلى العمل على توتير العلاقات مع كثير منها‎.‎

فقد طالب ترامب كوريا الجنوبية بدفع ما يصل إلى 5 مليارات دولار سنويا لتغطية ‏نفقات القوات الأميركية المنتشرة في قواعد أميركية في كوريا الجنوبية، كما هددت ‏القوات الأميركية بالاستغناء عن آلاف الموظفين الكوريين الجنوبيين إذا لم توافق ‏سول على الصفقة‎.‎

وقالت أستاذة العلوم السياسية والباحثة في قسم الدراسات الآسيوية بمجلس العلاقات ‏الخارجية ميرا راب هوبر، في تعليق على تويتر "يبدو الأمر كما لو أنه لم يكن ‏علينا استخدام التحالفات كشكل من أشكال الابتزاز الحمائي، وتهديد شريك مقرب ‏وذي قدرة عالية مقابل 5 مليارات دولار، متخيلا أنه لن تكون هناك عواقب نتيجة ‏للتصرفات الأحادية في المعاملات‎".‎

يشار إلى أن الولايات المتحدة هي أكبر مشتر للأدوية والمستلزمات الطبية من ‏الصين، وتسعى لاستيراد كمامات الوجه الصينية ومعدات الحماية، غير أن ‏المفاوضات تعقدت بسبب تزايد حدة العلاقات بين البلدين، بعد أن أصر ترامب، ‏حتى وقت قريب، على أن يصف فيروس كورونا الجديد بـ"الفيروس الصيني‎".‎


سكاي نيوز عربية