على الرغم أن أعداد الوفيات في إيطاليا نتيجة فيروس كورونا المستجد تعد الأكبر عالميا، فإن علماء فيروسات حذروا من أن البلاد "لم تشهد الاسوأ بعد"، لافتين إلى أن العدد الفعلي للحالات الإيجابية هناك يصل إلى خمسة أضعاف العدد الرسمي.
وهذا يعني أن العدوى ستظل تتصاعد حتى مع الأوامر التي صدرت للإيطاليين بالبقاء في المنزل وتوقف جميع الأنشطة، عدا الأساسيات.
ولدى إيطاليا، مركز الوباء في أوروبا، حتى الآن أكبر عدد من الوفيات بسبب الفيروس في العالم، وهو عدد مروع يصل إلى 8165.
والجمعة، تمضي إيطاليا في طريقها لتجاوز الصين في عدد الإصابات، إذ لديها أكثر عدد من الحالات في أي دولة، بعد الولايات المتحدة.
وضع مدمر
وقال القس ماريو كارميناتي، الذي سلم كنيسة في بلدة سيريت اللومباردية الصغيرة لاستضافة التوابيت قبل أن يتم نقلها في قافلة عسكرية، إنه "شيء مدمر".
وتابع: "هذا الأسبوع، كانت عشرات التوابيت مصطفة في صفين في الممر المركزي، وتم استبدالهم على الفور بأخرى جديدة عند نقلهم".
وأضاف: "على الأقل، يعرف الأقارب والعائلة أن شخصا ما يعتني بهم، بصلاة وبركة قبل أن يُبعدوا".
تفاؤل حذر
وعلى الرغم من الخسائر، عبر المسؤولون أيضا عن تفاؤل حذر من أن الانتشار المتسارع للفيروس بدأ يتباطأ في الشمال المتضرر بشدة، وذلك بفضل أسبوعين من أوامر الإقامة في المنازل التي فرضها الجيش.
ولعدة أيام من هذا الأسبوع، أظهرت الإصابات والوفيات الجديدة علامات تباطؤ، ولم تشهد غرف الطوارئ "تسونامي المرضى" الذي اتسمت به الأسابيع الأولى من الوباء، بعد أول اختبار إيجابي في إيطاليا في 20 فبراير.
وقال الطبيب لوكا لوريني، رئيس قسم العناية المركزة بمستشفى البابا يوحنا الثالث والعشرون في بيرغامو، وهو أحد أكثر المستشفيات العامة تضررا، إنه "لا تزال الأرقام مرتفعة، ولكن منذ أيام قليلة توقفت الأرقام عن الارتفاع".
وأصيب حوالي 500 من العاملين الطبيين في المستشفى بالعدوى. وقال لوريني إنه وجد نفسه يعالج الزملاء والأصدقاء وأطفال الأصدقاء وآباء الأصدقاء في وحدة العناية المركزة، التي تضم 88 سريرا وتخدم مدينة يسكنها 120 ألف شخص.
وعلى الصعيد الوطني، توفي ما لا يقل عن 33 طبيبا، فيما جاءت نتائج فحوصات 6414 من الأطقم الطبية "إيجابية".
ويتعجب لوريني من أنه "لا يزال واقفا"، متسائلا عما إذا كان قد أصيب في وقت مبكر بأعراض طفيفة وتطورت مناعته، قائلا لوكالة أسوشيتد برس: "نحن نعرف ذلك قبل أن ندخل في المعركة، ونقبله".
مستشفيات ميدانية
وفي مكان آخر في بيرغامو، تقوم قوات جبال الألب التابعة للجيش الإيطالي ببناء مستشفى ميداني يعمل فيه، جزئيا، نحو 150 من أفراد الطاقم الطبي الذين أرسلتهم روسيا، وهي واحدة من حفنة من الدول، من بينها الصين وكوبا، التي استجابت لحالات الطوارئ الملحة في إيطاليا، والنداء للحصول على المعدات الطبية والأقنعة الواقية والموظفين.
وفي الجنوب الإيطالي، فإن الحاجة تتزايد أيضا للمساعدات، حيث المستشفيات أقل استعدادا وتجهيزا من الشمال المزدهر.