أخبار لبنان

صيدا وشرقها: "شعنينة" بدون مصلين..وزيّاح عبر الشرفات!

تم النشر في 5 نيسان 2020 | 00:00


مر أحد الشعانين على الطوائف المسيحية الغربية في صيدا وشرقها اليوم من دون ان يتسنى للمواطنين المحتفلين به المشاركة في قداديس الشعنينة التي اقتصرت على الأساقفة وعدد محدود جدا من الآباء المعاونين وذلك بسبب التدابير الاحترازية التي تتخذها الكنيستان المارونية والكاثوليكية منعا لحصول تجمعات او اختلاط للحد من خطر تفشي فيروس كورونا .

من داخل بيوتهم تابع معظم المواطنين في المدينة وبلدات وقرى شرق صيدا وساحل جزين الاحتفالات بأحد الشعانين ، فاستمعوا الى العظات التي القاها المطارنة والأساقفة وحدهم في كنائس المنطقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، ومن على شرفات منازلهم اطل الأطفال في بعض هذه البلدات بثيابهم الجديدة وهم يحملون الشموع واغصان الزيتون ليتفاعلوا عن بعد مع زياحات مختصرة العدد والمسار والبرنامج كما هي كانت الحال عليه في بلدتي لبعا والشواليق المتجاورتين في ساحل جزين ، حيث تقدم كاهن الرعية فيهما المونسنيور الياس الأسمر زياحاً في كل منهما اقتصر عليه وعلى بضعة افراد اعقب ترؤسه قداس الشعنينة تابعاً في كنيستي السيدة في الأولى ومار يوسف في الثانية .ورفع الصلاة خلالهما على نية لبنان والمرضى المصابين بفيروس كورونا والدعاء ان يرفع الله هذا الوباء عن البشرية . واكد الالتزام يتعاليم الكنيسة بما يتعلق بالتدابير الوقائية المتخذة خلال القداديس والصلوات التي سترافق اسبوع الآلام وخميس والغسل والجمعة العظيمة والفصح المجيد لجهة عدم مشاركة المواطنين فيها داخل الكنائس تجنباً لاية ازدحامات في زمن الكورونا . .

وفي صيدا ، اقيمت قداديس الشعنينة في كنائس خالية من المصلين الذين التزموا بيوتهم واكتفوا بمتابعتها والصلاة عن بعد عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، فيما الغي الزياح الذي يقام عادة بعد قداس احد الشعانين.

وخلال القداس الذي ترأسه في كاتدرائية مار نقولا في صيدا قال راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران ايلي حداد "نعيّد الشعانين هذا العام عبر وسائل التواصل الناشطة. شكرا لله على كل شيء. ما الفرق إذا عيّدنا في الكنيسة أم خارجها فالمهم أن يحتفل قلبنا بالعيد. في الشعانين هذا العام نلتقي مع المسيح مباشرة في أعماق قلوبناوهو صاعد ليسلم ذاته لليهود. نصرخ هوشعنا في الأعالي دون أن نحمل أغصان السعف والزيتون. نمشي روحياً مع المسيح نحو أورشليم دون أن نقيم زياحا حول كنائسنا. نتوجه نحو آلام المخلص ونعيش لحظات آلام على الأرض نتيجة وباء سيء فنشرك آلامنا بآلامه. كلّ شيء هذا العام يوصلنا إلى العمق. جميل أن نحتفل بالليترجيا وجميل أيضاً أن نعيش الليترجيا. نحن مدعوون هذا العام أن نعيش الليترجيا دون أن نحتفل بها. خبرة جديدة ولما لا؟ المسيح معنا إن احتفلنا أو عشنا. إنه هو هو مخلصّنا وفادينا".

واضاف" في هذا الأسبوع سنتابع إقفال كنائسنا. والكاهن الذي لديه إمكانيات بث الصلوات أو القداديس على وسائل التواصل فليحتفل مع بعض أفراد الجوقة بكل الرتب الطقسية. وللآخرين أي لمؤمني سائر الرعايا سنبث نحن من الكاتدرائية في صيدا كل الاحتفالات الطقسية عبر الفايسبوك وموقع مار نقولا صيدا فأرجو الإيعاز بالحضور.وهذا التدبير سيستمر في أسبوع الآلام أيضا وحتى عيد الفصح ضمنا واثنين الباعوث. وكم نرجو أن تكون نهاية هذا الوباء في يوم القيامة المجيدة".

وختم المطران حداد بالقول " تعالوا نصلي أخيرا لنفهم ماذا يدور حولنا. إن كورونا ليست السبب الوحيد في موت الإنسان بل تعدّدت الأسباب وبقي الموت محتّما وواحدا. فلتكن هذه الأيام مدعاة تفكير بذواتنا فنشكر خالقنا الذي قال "لا تخافوا" ونفهم أنه الألف والياء البداية والنهاية له المجد إلى دهر الداهرين آمين".

وفي عظة القاها في كاتدرائية مار الياس في صيدا قال رئيس اساقفة صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار " بكل ايمان نصرخ ونسأل الله ان يخلصنا ويبعد عنا كل مكروه وكل مرض وكل ما يؤذي الفرد والجماعة في وطننا ونحن نؤمن ان المخلص الاول لكل هذه الضغوطات هو ربنا يسوع المسيح .نصلي على نيتكم جميعًا في هذا الوطن المعذب والعالم .. نصلي لأجلكم حتى يعطينا الله الخلاص بيسوع المسيح .." .

واضاف" عليكم بهذه الأيام الصعبة ان تصرخوا في كل ساعة وفي كل دقيقة يا رب خلص .. يا رب خلص .. لا تتعبوا من هذه الصرخة وكرروها دائما واكيد ربنا الذي يسمع هذا الصراخ المتكرر والدائم سيستجيب لصلاة الشعب وصرخته .. نحن واياكم نصرخ ونكرر ولن نتعب من هذا الصراخ ونقول يا رب خلصنا .. يا رب انقذنا .. يا رب الهم كل المسؤولين في هذا العالم حتى نخلص من هذا الوباء ، ان كان وباء مرض او وباءاً سياسياً او وباءاً اقتصادياً او بأي وباء يمكن ان يهدد العالم او يهدد السكان في العالم ونحن معكم اليوم نكرر "هوشعنا" يا رب انقذنا يا رب ".

المصدر : رأفت نعيم