في خطوة لافتة، تأتي في ضوء شبه المقاطعة الديبلوماسية لما يجري في لبنان، ما خلا المبادرتين الفرنسية والبريطانية اليتيمتين، دعا رئيس الجمهورية ميشال عون السبت «مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان» (ISG) الى اجتماع يُعقد في القصر الجمهوري قبل ظهر اليوم، وهي تضمّ سفراء الولايات المتحدة الاميركية، الاتحاد الروسي، الصين، فرنسا، المملكة المتحدة، المانيا وايطاليا، ممثلي الامم المتحدة، الاتحاد الاوروبي، جامعة الدول العربية وممثلاً عن فريق البنك الدولي في لبنان.
وفي معلومات «الجمهورية»، أنّ عون سيشرح لمجموعة الدعم ما يعانيه لبنان، ليس على مستوى انتشار وباء «كورونا» فحسب، بل سيتناول ما بلغته الأزمات المتشابكة على الساحة اللبنانية، ولا سيما منها المالية والنقدية والاقتصادية التي بلغت الذروة، ما يهدّد الأمن الغذائي في لبنان نتيجة مقاطعة المصارف الدولية الوسيطة للمصارف اللبنانية، ووقف التعاطي التجاري والتسهيلات المصرفية التي كان يتمتع بها التجار اللبنانيون، نتيجة التقنين بالدولار الأميركي في لبنان وتجميد دفع مستحقات سندات «اليوروبوندز» لمالكيها المحليين والاجانب.
إستعراض رئاسي - وزاري
من جهتها، رأت "نداء الوطن" أن اليوم، سيكون أعضاء "مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان" على موعد مع "استعراض رئاسي - وزاري" لن يكون بعيداً في جوهره عن فحوى المؤتمر الصحافي الأخير لرئيس "التيار الوطني الحر" بحسب تعبير المصادر نفسها لا سيما لناحية اعتماد سياسة إلقاء تبعات الأزمة المستفحلة في البلد على الأطراف السياسية الأخرى، أو على النزوح وغيرها من العناوين التي تهدف إلى تهميش دور السلطة العونية ومسؤوليتها في الانهيار الحاصل.
وعن جدول أعمال الاجتماع، توضح مصادر مواكبة للتحضيرات التي جرت لانعقاده في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية وحضور رئيس الحكومة والوزراء والمستشارين المعنيين، أنه "سيتخلله عرض يقدمه كل من عون ودياب للمشاكل التي تعاني منها الدولة اللبنانية طلباً للمساعدة الدولية العاجلة".
وأفادت المصادر "نداء الوطن" أن العرض الرئاسي سيعقبه "عرض من الوزراء للتقارير ذات الصلة بخطط عمل وزاراتهم، لا سيما من وزير المال الذي سيتحدث عن الواقع المالي والاقتصادي، ووزير الشؤون الاجتماعية الذي سيقدم لـ"خريطة لبنان الاجتماعية" التي زادت فيها نسب الفقر والجوع إلى مستويات غير مسبوقة، بالتوازي مع التطرق إلى ما تقوم به الوزارة مع برنامج التغذية العالمي والحاجة الملحة إلى الدعم الدولي لتتمكن من مساعدة العائلات المحتاجة والأكثر فقراً".
كما ذكرت المصادر أن "هذا الاجتماع الأول من نوعه على هذا المستوى بعد قرار لبنان عدم دفع استحقاقات اليوروبوندز، سيكون عنوانه الأول والأخير طلب المساعدة من مجموعة الدعم الدولية التي تبدو دولها منكفئة عن الملف اللبناني بانتظار إجراء الإصلاحات الفورية والجذرية المطلوبة من الحكومة اللبنانية"، مشيرةً إلى أنّ عون سيركّز في كلمته على "مشكلة اللاجئين التي كبّدت لبنان كلفة باهظة وسط غياب الدعم الدولي الكافي لتحمل تبعات هذه المحنة"، على أن يتولى دياب بدوره "التسويق لجهود حكومته على صعيد الخطط الاقتصادية والمالية والإصلاحية المنوي إقرارها".
وإذ لفتت إلى أنّ جميع سفراء مجموعة الدعم أكدوا حضورهم اجتماع قصر بعبدا، أشارت إلى أنّ وفداً من البنك الدولي سيحضر الاجتماع أيضاً، في حين سيتولى الحديث باسم المجموعة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة يان كوبيتش لإيضاح الخطوط العريضة بالنسبة للنظرة الدولية حيال الملف اللبناني والسبل الآيلة إلى مساعدة اللبنانيين لتخطي أزمتهم.
(الجمهورية – نداء الوطن)