عرب وعالم

تقارير.. تم تحذير ترامب من خطر "كورونا" قبل تفشّيه! ‏

تم النشر في 7 نيسان 2020 | 00:00

كشفت تقارير صحفية أميركية أن مستشارا كبيرا في البيت الأبيض حذر "وبشكل صارخ" ‏مسؤولين في إدارة الرئيس دونالد ترامب في أواخر كانون الثاني الماضي من أن أزمة فيروس ‏كورونا الجديد، وأنها قد تكلف الولايات المتحدة تريليونات الدولارات وتعرض ملايين الأميركيين ‏لخطر المرض أو الموت‎.‎

ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، فقد جاء التحذير في مذكرة رفعها المستشار التجاري ‏لترامب، بيتر نافارو، وهو أعلى مستوى من التنبيه المعروف أنه تم تداوله داخل البيت الأبيض، ‏حيث كانت الإدارة تتخذ خطواتها الأساسية الأولى لمواجهة أزمة عالمية استهلكت الصين ‏وستستمر في قلب الحياة في أوروبا والولايات المتحدة‎.‎

ووفقا للصحيفة، فقد جاء في مذكرة نافارو أن "الافتقار إلى الحماية المناعية أو العلاج الحالي أو ‏اللقاح من شأنه أن يترك الأميركيين بلا حماية في حالة تفشي فيروس كورونا المستجد الكامل ‏على الأراضي الأميركية.. هذا النقص في الحماية يزيد من خطر تطور الفيروس إلى وباء كامل، ‏مما يعرض حياة الملايين من الأميركيين للخطر‎".‎

وصدرت المذكرة الأولى في أواخر كانون الثاني الماضي، وذلك خلال الفترة التي كان فيها ‏دونالد ترامب يقلل من مخاطر الفيروس وتهديده على الولايات المتحدة، ويواصل لاحقا القول إنه ‏‏"لا يمكن لأحد أن يتوقع مثل هذه النتيجة المدمرة" بحسب نيويورك تايمز‎.‎

وبحسب الغارديان البريطانية، فقد عمم مجلس الأمن القومي مذكرة نافارو على نطاق واسع حول ‏البيت الأبيض والوكالات الفيدرالية‎.‎

وبحسب نيويورك تايمز وموقع "أكسيوس" الإخباري، كتب نافارو المذكرات لأول مرة، في 29 ‏يناير ثم في 23 فبراير، وأشارتا إلى أنه قدم المذكرة الأولى في اليوم الذي شكل فيه ترامب قوة ‏عمل لمتابعة الفيروس في البيت الأبيض، واحتوت على أسوأ سيناريو للفيروس، وأشار فيها إلى ‏أنه قد يتسبب بمقتل أكثر من نصف مليون أميركي‎.‎

ذهبت المذكرة الثانية إلى أبعد من ذلك، حيث توقعت أن يتسبب وباء "كوفيد-19"، الذي ترك من ‏دون رادع، بمقتل نحو 1.2 مليون أميركي ويصيب ما يصل إلى 100 مليون آخرين‎.‎

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تحذير ترامب وفريقه في البيت الأبيض من قدرة ‏الفيروس على تدمير الولايات المتحدة وضرورة التعامل معه بسرعة وحزم، فقد قام كبار ‏العلماء، وعلماء الأوبئة، وخبراء حالات الطوارئ الصحية في الولايات المتحدة وحول العالم ‏بتوصيل هذه الرسالة بشكل واضح في وقت مبكر من الأزمة، لكن ترامب استمر في التقليل من ‏حجم التهديد الذي شبهه بمخاطر الإنفلونزا الموسمية‎.‎

غير أن ظهور المذكرات، من أحد كبار المساعدين داخل البيت الأبيض، سيجعل من الصعب ‏على ترامب أن يزعم، كما فعل في مناسبات عديدة، أنه لم يكن بمقدور أحد التنبؤ بخطورة ‏المرض‎.‎

ومع تفشي الوباء في جميع أنحاء البلاد، تعرض الرئيس لانتقادات متزايدة لأنه لم يفعل سوى ‏القليل جدا، وبشكل متأخرا للغاية في الاستجابة، مما أدى إلى نقص كبير في الاختبارات ‏التشخيصية، ومعدات واقية للعاملين الصحيين في الخطوط الأمامية وأجهزة التهوية للمرضى‎.‎

وتعد مذكرة بيتر نافارو أكثر التحذيرات المباشرة المعروفة التي تم تداولها في لحظة مهمة بين ‏كبار مسؤولي الإدارة الأميركية‎.‎

ولم تكتف أكسيوس بالكشف عن هذه المذكرات، بل نشرت صورا لمقاطع منها على موقعها على ‏الإنترنت‎.‎

ووفقا للمذكرات، التي حصلت عليها أكسيوس، فقد أشار التحذير إلى أنه يمكن أن يودي بحياة ‏أكثر من نصف مليون أميركي ويكلف ما يقرب من 6 تريليونات دولار‎.‎

لكن في المذكرة الثانية في أواخر شباط، كان نافارو أكثر انزعاجا، وحذر زملائه، من احتمال ‏وفاة ما يصل إلى مليوني أميركي جراء تفشي الفيروس‎.‎

وبحسب أكسيو، فقد قال أحد كبار المسؤولين في الإدارة، الذين تلقوا مذكرات نافارو في ذلك ‏الوقت، أنهم كانوا متشككين في دوافعه، وبالتالي تحذيراته، وأضاف "لقد صدمتني مذكرة يناير ‏باعتبارها محاولة مقلقة للفت الانتباه إلى أجندة بيتر المناهضة للصين مع تقديم مجموعة محدودة ‏بشكل مصطنع من خيارات السياسة‎".‎

أما مذكرة 29 كانون الثاني فحددت خيارين صارمين "الاحتواء العدواني مقابل عدم الاحتواء‎".‎

ولم تكشف مذكرة 23 شباط عن كاتبها كما فعلت الأولى لكنها كتبت من قبله ووزعت على العديد ‏من المسؤولين من خلال مجلس الأمن القومي، وكان عنوانها بمثابة مذكرة إلى الرئيس عبر ‏مكاتب مستشار الأمن القومي، ورئيس الأركان وفرقة عمل "كوفيد-19‏‎".‎


سكاي نيوز عربية