بموازاة التحضيرات الجارية على قدم وساق، لوصول دفعة جديدة من المغتربين اللبنانيين، هي الثالثة بعد دفعة فرنسا وتركيا واسبانيا ونيجيريا امس الاول، لا يزال لبنانيو البرازيل ينتظرون دورهم لكي يُدرجوا على لائحة العودة، في ظل تفشّي "كورونا" وبعد حديث وزير الصحة في البرازيل لويز هنريك مانديتا، عن أن بلاده تعاني نقصاً حاداً في أجهزة التنفس الاصطناعي، وسط تجاوز عدد الإصابات بالفيروس في البرازيل 13700 حالة، بينها 667 وفاة.
وأكد سفير لبنان لدى البرازيل جوزف صياح لـ"نداء الوطن" أن "نسبة الاصابات في صفوف ابناء الجالية اللبنانية حتى اللحظة معدودة"، وتمنّى ان "تحافظ على هذه النسبة وان يختفي الوباء"، وتحدث عن "حالة وفاة واحدة لطبيب لبناني جراء إصابته بالفيروس خلال عمله في مستشفيات سان باولو".
واوضح ان "عدد اللبنانيين المنتشرين في الولايات البرازيلية الـ 26، وغير المجنّسين، قارب عشرات الآلاف لأن اغلبية من يقصدون البلاد يسعون للحصول على الاقامة والجنسية".
وتحدث عن التحضيرات الديبلوماسية اللبنانية لمواكبة مرحلة كورونا، لافتاً الى "وجود ثلاث بعثات رسمية في البرازيل: السفارة اللبنانية في العاصمة برازيليا اضافة الى قنصليتين عامتين: واحدة في ساو باولو، واخرى في ريو دي جانيرو"، مشيراً الى ان "كل بعثة مسؤولة عن الجالية في نطاق صلاحياتها"، وقال: "هذه البعثات على أتمّ الجهوزية وجهّزنا لوائحنا، وضمّت حتى اليوم نحو 400 اسم من اللبنانيين الراغبين بالعودة الى لبنان، غالبيتهم الساحقة مسجلة في قنصليتنا العامة في ساو باولو، من ضمنها اسماء عائلات وكبار سن وعدد قليل جداً من الطلاب. وقد اظهرت هذه اللوائح ان عدداً من هؤلاء وصلوا الى البرازيل بتأشيرة سياحية او لانجاز عمل معين وعلقوا في البلاد، والخطوط الساخنة مفتوحة 24 على 24 في انتظار التوجيهات من بيروت لكي نتحرك فوراً، ونأمل في ان يكون هذا التحرك قريباً جداً". وإذ قدّر صياح للسلطات اللبنانية "جهودها الكبيرة"، اكد "ان لا شيء يحصل بين ليلة وضحاها". ولفت الى "ان تطبيق برنامج اعادة اللبنانيين بدأ يوم الاحد بتسيير رحلات الى المناطق القريبة، اي الخليج واوروبا، ونحن اليوم في مرحلة انتظار الآلية التي على اساسها تتم عودة اللبنانيين من البرازيل". وأضاف: "لا نستطيع ان نحدد الآن موعد العودة بالتحديد، بل علينا ان ننتظر التوجيهات من بيروت، إذ ان العودة مرتبطة لوجستياً بها، وتوجيهات وزارة الخارجية لنا يومية وعلى مدار 24 ساعة". واوضح ان "لا مساعدات عينية مباشرة تقدمها السفارة للبنانيين بسبب بُعد المسافات، بل هي تتواصل مع المقتدرين في المناطق فور تلقيها اي طلب مساعدة". واشار الى ان "الاجراءات التي يخضع لها ابناء الجالية ونسبة التجاوب معها تختلف بحسب اجراءات كل ولاية".
من جهته، اوضح القنصل الفخري في كوريتيبا ـ ولاية بارانا ـ البرازيل نزار حسين هاشم لـ"نداء الوطن" أن "عدد الاصابات بالفيروس في كوريتيبا بلغ في الساعات الاخيرة 205 من ضمنها حالة واحدة للطبيب اللبناني الاصل جمال برق، ويتماثل للشفاء اليوم". وقال "ان معظم ابناء الجالية في البرازيل هم دكاترة ومهندسون ورجال اعمال واصحاب شركات ومصالح". واشار الى انه على تواصل دائم مع السفارة في برازيليا والقنصلية في ساو باولو للتزود بالتوجيهات اللازمة في مساعدة المحتاجين. وتحدث عن تحرّكه بصفته رئيس الجمعية الخيرية الاسلامية في كوريتيبا وقال: "نتصرف بمسؤولية مع ابناء الجالية من دون اي تمييز طائفي او مذهبي، وقد جهزنا مساعدات غذائية لكل محتاج وطلبنا من رئيس النادي اللبناني الطبي في بارانا الدكتور وليد مُصفي تجنيد عدد من الاطباء ليكونوا في جهوزية تامة عند حصول اي طارئ في خدمة ابناء الجالية وابدى الاطباء اللبنانيون في ولاية بارانا استعدادهم لخدمة ابناء بلدهم".
ماجدة عازار - "نداء الوطن"