توجت احتفالات عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي في مدينة صيدا اسبوع الآلام الذي تزامن احياؤه هذا العام مع اسابيع آلام يعيشها العالم بسبب تفشي فيروس كورونا ، وسط تدابير وقائية في الكنائس التي خلت من المصلين بقرار كنسي، ودعت العظات الى استلهام روح التضحية والتضامن والمحبة من مسيرة السيد المسيح في مواجهة هذا الوباء .
حداد
في كاتدرائية مارنقولا للروم الكاثوليك ترأس راعي ابرشية صيدا ودير القمر المطران ايلي حداد قداس الفصح ، والقى عظة اعتبر فيها ان فصح هذا العام هو أول مناسبة منذ عقود طويلة يعيش فيها العالم بأسره ظرفا موحّدا في هذا الوباء. فلنخرج من خوفنا بعد أخذ الاحتياطات اللازمة ونجعل من هذا الحدث فصحا بيتيا يجدد علاقتنا بالخالق". وقال: "تعالوا نتطلع إلى واقعنا اللبناني. فكورونا أخّرت الأزمة اللبنانية وحسنا فعلت. وكم أرجو أن نكون قد تعلمنا الكثير من هذا الفيروس المدرسة الذي وضع الكبار والأغنياء وأصحاب النفوذ والسلطة أمام واقع جديد أن ليسوا هم حكام هذا الدهر. وربّ سائل لأصحاب الثروات: "هذا الذي أعددتموه لمن يكون؟" .. تعالوا يا إخوة نتعاطى بدون طبقية وبدون استغلال للشعب وأموالهم. تعالوا نخرج من هذه الأزمة الاقتصادية بتعاون دون أن نرمي الكرة كلّ في ملعب الآخر. فالكل مسؤول عما وصلنا. الكبار لأنهم لم يشبعوا والصغار لأنهم انتخبوا الكبار وصفقوا لهم طويلا. الجميع وقع في الغلط وعلى الجميع تصحيح المسار.كم نتمنى من الحكومة إعطاءنا التوضيحات اللازمة للناس المودعين أموالهم وثقتهم في مهب الريح. فنحن اليوم بحاجة إلى حوار إيجابي وبنّاء مع الدولة لفهم خطتها المالية والاقتصادية. تعالوا أخيرا نبني لبنان بالحوار لأننا بدون لبنان فكلنا غارقون.
العمار
وفي كاتدرائية مار الياس للموارنة ترأس رئيس اساقفة صيدا ودير القمر مارون العمار قداس الفصح وقال فيه" نتمنى لكم جميعا فصحا مجيدا وبهذا القداس نصلي على نية الأبرشية وعلى نية كنيستنا والوطن والعالم حتى يعطينا ربنا من خلال الايام الصعبة التي نعيش ، نورا من عنده يكبر الايمان ويرسخه فينا. .ان نور التضحية التي جسدها يسوع المسيح يتجسد اليوم بالكثير من الأشخاص واعني بهم الأطباء والممرضين والمسعفين والعلماء الذين يعملون على ايجاد عالج لهذا الوباء العظيم وكذلك هم كل السياسيين الذين يعملون بايمان من خلال مركزهم السياسي ليسيطروا على الوباء و. وهم ايضا كل الأشخاص المعزولين في بيوتهم عن قناعة ويضحون لإنقاذ انفسهم والآخرين ".
واضاف " كل نية لإنقاذ الذات وللآخر نعيشها.. كل نية مساعدة لانسان مريض .. كل عمل مساعدة نقوم به أينما كان وكيفما كان يشترك بعمل يسوع المسيح الذي ضحى لأجلنا كي نحيا وهؤلاء الاشخاص يضحون بطريقتهم كي يحيا الآخرون".
كما عمت قداديس الفصح مختلف رعايا وكنائس ابرشيتي صيدا للروم الكاثوليك والموارنة في منطقتي صيدا وشرقها وجزين والقيت العظات التي شددت على معاني الفصح وسألت الله الخلاص لهذا العالم من وباء كورونا وللبنان من كل ازماته .
وفيما غابت المشاركة الشعبية باحتفالات الفصح داخل الكنائس التزاما بالاجراءات المتخذة ، تم نقل معظم القداديس والعظات عبر وسائل التواصل الاجتماعي . واقتصرت بهجة العيد وفرحة الأطفال به خصوصاً على العائلات كل على حدة ، داخل البيوت وشرفاتها ومحيطها حيث تبارى بعض افرادها فيما بينهم بالمفاقسة بالبيض الملون .
المصدر : رأفت نعيم