أخبار لبنان

حلاق زمن الكورونا "ديلفيري"..و" زبون محجور" يسلم رأسه لزوجته !

تم النشر في 15 نيسان 2020 | 00:00

مع تمديد حال التعبئة العامة بما تعنيه من استمرار اقفال العديد من القطاعات التي حجر " الكورونا" على عملها وألزم العاملين فيها منازلهم ، يلجأ اصحاب بعض المهن التي شملها تدبير الإقفال لا سيما التي تعنى بتقديم الخدمات الخاصة للمواطنين الى اعتماد طريقة ايصال الخدمة الى المنازل بناء لطلب زبائنهم ..

ومن هؤلاء ، مزينو الشعر او الحلاقون الذين اقفلت صالوناتهم بفعل التعبئة العامة ، وانقطع بذلك - ولحين انتهاء ازمة الكورونا - باب الرزق الذي كانوا يعتاشون منه ، وحال ذلك بينهم وبين زبائنهم المحجورين بعدما اعتاد هؤلاء على قص شعرهم في صالونات الحلاقة بشكل دوري ، فلم يجد بعض هؤلاء أمامه سوى الاستعانة بزوجته لـ" يسلمها رأسه " وتقص له شعره ، بينما فضل آخرون دعوة مزينه او حلاقه الى بيته او حديقة منزله ليقوم بهذه المهمة مستحضرين بذلك الصورة التقليدية القديمة للحلاقين الذين كانوا يجولون على احياء المدن والبلدات والقرى لقص شعر زبائنهم ، حاملين معهم عدة الحلاقة وان اختلفت بعض ادواتها قديماً عنها اليوم .

منذ الأسبوع الأول للتعبئة العامة ، وبعد ان اقفل "صالونه " في صيدا ، يتنقل مزين الشعر احمد الجعفيل بين مكان وآخر في المدينة ملبياً طلبات زبائنه بعد ان لصق ورقة على باب صالونه الخارجي كتب عليها "لضرورة الاتصال على رقم الهاتف... " . ومنذ ذلك الحين تحول الى " حلاّق جوال " يقوده هاتفه بناء على اتصال يأتيه من زبون بين الحين والآخر ..

يقول الجعفيل " لا نستطيع ان نبقى بدون عمل .. فكيف أعيش ومن اين أطعم عائلتي ؟.. اتلقى الاتصالات من زبائني واذهب اليهم كما كان يفعل اباؤنا واجدادنا في الماضي حيث لم يكن هناك صالونات للحلاقة وكان مزين الشعر او الحلاق يجول على البيوت ليقص شعر او ليحلق ذقن او كليهما ..

في حديقة منزل زبونه رامي الحلبي يجهز الجعفيل عدة الحلاقة على طاولة خشبية ويبدأ بقص شعر رامي بادئاً بتبادل الحديث معه ومسلياً اياه بسرد قصة او موقف حتى لا يشعر  بالملل . ويقول رامي الذي وهو يدخن النرجيلة بين يدي حلاقه "لا استطيع ترك شعري لمدة طويلة دون حلاقة ، لذا تواصلت مع مزين الشعر الذي اعتدت عليه منذ صغري ليأتي ويقص لي شعري في حديقة البيت ، وانا مطئن جدا له لأنه يتبع اجراءات الوقاية من حيث تعقيم ادوات الحلاقة" .

اما المزين محمد علي والذي يلبي طلبات زبائنه كـحلاق " ديلفري " كما يقول ، فيعتبر ان هاتفه الجوال اصبح بمثابة " Call center" لصالونه المتنقل. ويقول " اتلقى الاتصال واذهب الى الزبون سواء في منزله او حتى عند مدخل البيت.. المهم ان نعمل والأهم اننا نتبع كل ارشادات الوقاية والحماية من فيروس كورونا.. وكل زبون له منشفته ومقصه وموسه . وادوات الحلاقة تعقم قبل وبعد كل قصة شعر او حلاقة ذقن.

اما محمد خضر المصري الذي اعتاد سابقاً على قص شعره في صالون الحلاق ، فأصبح اليوم وفي ظل التعبئة العامة واقفال صالونات الحلاقة ، يفضل ان تقوم زوجته بهذه المهمة في المنزل فتمسك بآلة الحلاقة الكهربائية وتتولى هي حلق شعر رأسه وهي تمازحه قائلة " أتى اليوم الذي وقعت في قبضتي".

وكذلك تفضل العديد من الأمهات ان يقمن بأنفسهن بقص شعر اولادهن اذا كانوا اطفالاً في المنازل ، وبعضهن يعتبرن انهن بذلك يصبن عصفورين بحجر واحد ، الحلاقة وتوفير أجرة الحلاق خاصة اذا كان لديها اكثر من طفلين او ثلاثة !

المصدر : رأفت نعيم