رأت صحيفة "نداء الوطن" أنه بينما البلد غارق ومستغرق في متاهة أزماته الاقتصادية والمالية والمصرفية والاجتماعية والصحية، اقتحم المعطى الإسرائيلي بقوة المشهد اللبناني أمس عبر جبهتين حدوديتين، فعلى الحدود الجنوبية اضطرت قوات اليونيفل إلى التدخل للفصل بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي والحؤول دون تطور الأمور إلى اشتباك مباشر بين الجانبين إثر استنفار عسكري متبادل على خلفية دخول دورية لقوات الاحتلال برفقة آلية مجنزرة إلى الأراضي المتحفظ عليها جنوبي بلدة العديسة. أما على الحدود مع سوريا، فعادت "حرب المسيّرات" الإسرائيلية لتضرب مجدداً في مواجهة "حزب الله" مستهدفةً جيب شيروكي كانت على متنه عناصر للحزب عند "جديدة يابوس" من دون أن يسفر الهجوم عن إصابة أي منهم نتيجة فرارهم من السيارة قبل نجاح المسيّرة الإسرائيلية في استهدافها مباشرةً.
وإذ لوحظ تكتم "حزب الله" إزاء الشخصية التي كانت مستهدفة بالهجوم وسعت أوساطه إلى التقليل من أهميته، مقابل التزام إسرائيل عدم التعليق الرسمي على الموضوع، توقف محللون عسكريون عند تصاعد وتيرة الطلعات الجوية الإسرائيلية فوق الأجواء اللبنانية وصولاً إلى العاصمة بيروت وعلى مستويات منخفضة خلال الفترة الأخيرة، مع ما يختزنه ذلك من أبعاد استخباراتية لتعزيز داتا المعلومات المتصلة بـ"بنك الأهداف" الإٍسرائيلية في لبنان سواءً عبر التصوير الجوي أو من خلال زرع أجهزة مراقبة متقدمة عند الحدود الجنوبية كما حصل أمس في العديسة.
المحللون العسكريون الذي رأوا في هجوم "جديدة يابوس" نوازع إسرائيلية تصعيدية لإعادة كسر قواعد اللعبة التي أرستها أخيراً "حرب المسيّرات" بين إسرائيل والحزب، أعربوا في الوقت عينه عن توجسهم من دواعي تسريع إسرائيل وتيرة حربها الاستخبارية والأمنية مع "حزب الله" في الآونة الأخيرة، سيما وأنّ هذا الأمر قد يُستشف منه أنّ إسرائيل لديها "أجندة ما" تعمل على تنفيذ روزنامتها بمعزل عن كل الظروف الطارئة المفروضة في زمن "كورونا"، خصوصاً وأنّ بعض التقارير كانت قد تحدثت عن مخاوف من "ربيع ساخن" في المنطقة يشمل سيناريوات مواجهة عسكرية تتحضر لها إسرائيل على الجبهتين اللبنانية والسورية.
في موازاة ذلك نقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية، عن مصدر مطلع في طهران، أن قيادياً في "حزب الله" يدعى عماد كريمي، هو المستهدف في الغارة الإسرائيلية داخل الأراضي السورية قرب الحدود مع لبنان، وأن الصاروخ الأول لم يصب السيارة، الأمر الذي سمح لركابها بالفرار قبل أن ينجح الصاروخ الثاني في إصابتها.