منوعات

طاعون 1911 إنطلق من بالصين.. كيف انتصر العالم عليه؟

تم النشر في 19 نيسان 2020 | 00:00

قبل أكثر من 100 عام، تفشى وباء الطاعون المميت في أرجاء الصين، وكاد أن يتحول إلى ‏جائحة دولية‎.‎

ويبدو أن أصل ذلك الفيروس يعود إلى الاتجار بالحيوانات البرية الحية، في قاسم مشترك على ما ‏يبدو مع فيروس كورونا المستجد الذي يضرب العالم حاليا‎.‎

لكن في ذلك الوقت أي في عام 1911، لم يكن أحد يعلم أن الوباء الشرس مرتبط بالحيوانات ‏البرية، على ما ذكرت شبكة "سي. أن. أن" الأميركية، السبت‎.‎

واتبعت العديد من الإجراءات التي تستخدم حاليا لمواجهة ذلك الوباء: عمليات الإغلاق، والحجر ‏الصحي، وارتداء الأقعنة، وفرض قيود على السفر، إضافة إلى إجراءات جماعية للضحايا ‏وإجراءات أخرى شديدة القسوة‎.‎

ورغم ذلك، فقد توفي أكثر من 60 ألف شخص، مما جعلها واحدة من أكبر الأوبئة في تلك ‏الحقبة، بعد الإنفلونزا الإسبانية المدمرة التي حدثت بعد ذلك بسنوات قليلة‎.‎

ومن أبرز أعراض الوباء: حمى شديدة تضرب الجسم، ثم سعال مصحوب بالدم‎.‎

ويعتقد أن الفيروس مرتبط بنوع من القوارض يعيش في الحقول، ويدعى مرموط سيبيري، وذلك ‏بعد أن أصبح هناك طلب دولي عليه من أجل الظفر بفروه‎.‎

وبعدما تمت السيطرة على الوباء، عقدت الحكومة الصينية مؤتمرا في مدينة شنيانغ، بالقرب من ‏مركز تفشي الفيروس‎.‎

ولم تكن الصين الوحيدة المشاركة في المؤتمر، إذ شارك فيه أيضا خبراء في علم الأوبئة من ‏الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا‎.‎

وكان الهدف من وراء المؤتمر معرفة سبب تفشي الفيروس، وأفضل السبل فعالية لاحتوائه في ‏حال حدوث موجة ثانية‎.‎

وبدا أن المؤتمر الدولي في هذه المدينة محاولة حقيقية للتعلم، وتبدو خطوة متقدمة نظرا لما تم ‏على المسرح الدولي حاليا‎.‎

الى ذلك، رأت "سي. أن. أن" أن الاستجابة العالمية لفيروس كورونا لا تبدو منسقة، فمنظمة ‏الصحة العالمية تواجه اتهامات بعدم الكفاءة، والدول الكبرى تتنافسى على الحصول على المعدات ‏الطبية اللازمة، فيما تركت الدول الأكثر فقرا لتدافع عن نفسها إلى حد كبير. والعالم بات منقسما ‏ومستقطبا مقارنة بما جرى في عام 1911‏‎.‎

وفعليا بدأ وباء الطاعون في الفتشي في عام 1910، لكنه دق ناقوس الخطر الدولي في 1911، ‏عندما وصل إلى منطقة منشوريا الكبرى‎. ‎

وتصدّر الوباء عناوين الصحف في ذلك الزمن، وتحديدا عن تفشى في مدينة هاربين في ‏منشوريا، وهي منطقة شاسعة ذات أهمية زراعية، وتقع على نقطة تلاقي نفوذ الصينيين ‏واليابانيين والروس‎.‎

وكانت مدينة هاربين موطنا للعديد من الروس الذين عملوا في سكك حديد الصين الشرقية، التي ‏ربطت السكك الحديدية عبر سيبيريا بمدينة داليان الساحلية التي تسيطر عليها اليابان‎.‎

وكانت المدينة أيضا موطنا لمجتمعات كبيرة من اليابانيين والأميركيين والأوروبيين المشاركين ‏في الحرف المرتبطة بالسكك الحديدية، الأمر الذي ساهم في تفشي الفيروس. وتحولت عربات ‏السكة الحديدية آنذاك إلى أجنحة للحجر الصحي‎.‎

ومثلما تنتشر الفيروسات بسرعة في عصرنا الحالي بفعل حركة الطيران، سهلت السكك الحديدية ‏انتشار الفيروس في ذلك الزمان‎.‎

وتوصل أحد العلماء الذين راقبوا المرض عن كثب، إلى أن الطاعون حينها كان رئويا، وأوصى ‏بارتداء أقنعة الوجوه‎.‎


سكاي نيوز عربية