أخبار لبنان

المطران كفوري: العبور فوق الطوائف لا يستهدف إلاّ الأرثوذكس!

تم النشر في 19 نيسان 2020 | 00:00

طالب متروبوليت صيدا وصور ومرجعيون للروم الأرثوذكس المطران الياس كفوري رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بإعادة الحقوق المهدورة للطائفة وتصحيح ما وصفه بالخطأ الفادح في وظائف الفئة الأولى .وقال كفوري "أن يقول دولة الرئيس الدكتور حسان دياب إن حكومته عابرة للطوائف فهذا قول مردود لأن كل الوقائع التي رافقت تشكيل الحكومة تدل الى عكس ذلك تماماً " متسائلاً " لماذا العبور فوق الطوائف لا يستهدف إلا الأرثوذكس" !.

كلام المطران كفوري جاء في عظة القاها خلال ترؤسه قداس عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي وذلك في كاتدرائية القديس نيقولاوس في حي مار نقولا في صيدا القديمة.

وقال المطران كفوري " نسأل الرب أن يجعل من هذه المناسبة قيامة للبنان، أن يعطي شعب لبنان والعالم السلام والطمأنينة والراحة. نسأله أن يشمل ببركته الإلهية جميع اللبنانيين ليهتدوا إلى طريق الرب. وطريق الرب "الضيق" يؤدي إلى الخلاص، الى السلام، إلى احترام الآخر المخلوق على صورة الله ومثاله. لبنان يقوم على العيش المشترك والوحدة الوطنية".

واضاف " نسمع اليوم بعض الأصوات التي تنادي بإلغاء الطائفية في لبنان . نحن مع هذا الطرح . كنيستنا الأرثوذكسية ومفكرّوها أوّل من نادى بالدولة المدنية . ولكن للوصول الى ذلك يجب أن نضع خريطة طريق . أما أن يقول دولة الرئيس الدكتور حسان دياب (الذي نجلّ ونحترمّ) إن حكومته عابرة للطوائف فهذا قول مردود لأن كل الوقائع التي رافقت تشكيل الحكومة تدل الى عكس ذلك تماماً . فطالما نحن في نظام طائفي فلتراع َ الاعتبارات الطائفية كما تقول تقاليدنا التي درجنا عليها منذ الإستقلال . لماذا العبور فوق الطوائف لا يستهدف إلا الأرثوذكس. لن أخوض في هذه العجالة في تعداد المراكز التي خسرتها الطائفة الأرثوذكسية منذ عشرين سنة الى اليوم (على الأقل) في كافة المجالات .( وهنا لا أتحدث عن المناصفة المرعية الإجراء الآن ). بل عن وظائف الفئة الأولى التي يجب أن يراعى في توزيعها التوازن الطائفي .حقوق الأرثوذكس مهدورة بكل صراحة ، أطالب الحكومة وعلى رأسها فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون (الذي نكن له كل الاحترام ) بإعادة هذه الحقوق . وفي هذا السياق أضمّ صوتي الى أصوات الإخوة المطارنة بإمامة البطريرك يوحنا العاشر ، والسادة وزراء ونواب الطائفة الأرثوذكسية في لبنان ، الذين عبّروا بصراحة عن انزعاجهم من هذا التصرف . أرجو تصحيح هذا الخطأ الفادح في اسرع وقت ممكن .

واضاف المطران كفوري" أهم ما يميز لبنان العيش المشترك بين مسيحييه ومسلميه. هذه نعمة كبرى يجب أن نحافظ عليها. نرى حولنا كيف يقتتل الناس على أساس طائفي او مذهبي نحن نشكر الله أننا لسنا بهذا الوارد على الإطلاق. في لبنان المسيحي نصف مسلم. والمسلم نصف مسيحي. (هذا تعليق سمعته من أحد المفكرين فأعجبت به). ويبقى أن نراعي ضمن العيش المشترك خصوصية كل طائفة واحترام معتقداتها وتقاليدها. إننا نخاف من التطرف الديني (وغير الديني) في لبنان. "الغلو في الدين" يضر أما الإيمان والاحترام المتبادل فهو الذي ينفعنا ويقوينا".

وتابع" ان الإلتزام بكتبنا المقدسة هو ضمان عيشنا المشترك. كتبنا المقدسة، في المسيحية والإسلام تدعونا أن "نعتصم بحبل الله ولا نتفرق". حذار اللعب على أوتار الطائفية. هناك الكثير من الأعداء الذين يحاولون أن يفرقوا بيننا على صعيد طائفي ومذهبي. من يقرأ جيدا الكتب المقدسة وخاصة الإنجيل والقرآن لا يمكن أن يتعصب أو يتطرف أو ينبذ الآخر. في الكتابين العزيزين كل الإحترام للآخر، لا بل كل المودة.. الإيمان بالله وبأنبيائه ورسله يجمعنا والطائفية تفرقنا. الإيمان عابر للطوائف والحدود".


 رأفت نعيم