عرب وعالم

السعودية تدرس عودة حركة الاقتصاد بشكل تدريجي

تم النشر في 22 نيسان 2020 | 00:00

أعلن وزير المالية محمد الجدعان، أن الحكومة السعودية تقوم بدراسات مكثفة لعودة حركة ‏الاقتصاد إذا سمحت الظروف الصحية، موضحا أن هناك لجانا تعمل على مجموعة مسارات، ‏الأول هو الصحة، والنقطة الثانية هي التدرج، وسيكون الفتح تحت المراقبة الصحية، ومن المهم ‏أن يعي الناس أن أي إجراءات لفتح الاقتصاد، قد تتبعها إعادة الإغلاق كما يحذر منه في تجارب ‏دولية، ونعمل مع عدد من الدول في التنسيق في مثل هذه التجارب بشأن فتح الاقتصاد.‏

وقال الجدعان في مؤتمر صحافي بالرياض مخصص لمستجدات جائحة كورونا، اليوم الأربعاء، ‏إن الحكومة وفرت بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، 47 مليار ريال لوزارة ‏الصحة، وجزء منها جرى استخدامه فعليا وجرى شراء المستلزمات بما فيها المتطلبات التي ‏يطلبها العالم كله، وبات الطلب عليها عالياً عالميا، مؤكداً أن المملكة لم تدخر جهدا وبذلت الغالي ‏والنفيس، بأن تضمن لمواطنيها أن يتمتعوا بأعلى معايير الرعاية الصحية والوقائية، فالهم الأول ‏لقيادة المملكة هو صحة المواطن.‏

إصدارات دين جديدة

وكشف أن المملكة قد تزيد إصدارات الدين حتى تصل إلى 100 مليار ريال، لتضاف إلى الـ ‏‏120 مليار ريال السابقة فيصبح الإجمالي 220 مليار ريال، بجانب السحب من الاحتياطيات ‏حسب المجدول وفقا لما أعلن عنه ضمن الميزانية، موضحا أن "هناك مشاريع رأينا آثارها في ‏عام 2019 عندما قام القطاع الخاص بتمويلها بمبالغ كبيرة، وننظر إلى الجوانب التي يمكن أن ‏نخفض فيها الإنفاق بسبب الظروف أو النفقات التي يمكن تأجيلها".‏

وعبّر عن تفهمه للآثار الناجمة عن الإجراءات الوقائية على عمل القطاع الخاص، لكن الحكومة ‏استثمرت مبالغ كبيرة في البنية التحتية الرقمية، مكنت مؤسسات الدولة من العمل عن بعد، بما ‏أثبت معه استمرارية الأعمال، خلال فترة الأزمة، وهذا انعكس في وزارة المالية على سبيل ‏المثال، عبر وجود فريق تنسيق، للتأكد من أن مستحقات القطاع الخاص يجري دفعها ورفع ‏المستندات الخاصة بها إلكترونياً، ونسقنا مع مختلف الجهات الحكومية، وإن تعذر رفع بعض ‏المستخلصات أو الفواتير إلكترونياً فيمكن عمل ذلك بشكل يضمن الصرف الجزئي لمساعدة ‏القطاع الخاص في هذه الظروف.‏

دعم كامل للقطاع الخاص

وأوضح أن "جميع الوزارات وأنا شخصيا والوزراء على تواصل مستمر مع القطاع الخاص ‏للتأكد من معالجة أي تحديات تواجهه في هذه المرحلة، لأن الجميع يهمه دعم القطاع الخاص، ‏فهو المساهم في حركة الاقتصاد، وهو الموظف للمواطن، ووقفنا بجانب القطاع الخاص ولم نزل ‏نقف بجانبه وسنستمر في ذلك".‏

وذكر أن هناك نفقات حكومية سيتم تأجيلها بسبب الأوضاع الحالية، مثل السفر وفعاليات الترفيه ‏وغيرها، معلنا عن دراسة تأجيل الإيجارات الحكومية للقطاع الخاص أو حتى التنازل عن جزء ‏منها، وهو ما سيكون له أثر في القطاع الخاص أيضاً، وقد شاهدنا مبادرات تثبت تكاتف القطاع ‏الخاص بهذا الصدد وفي هذه الظروف الاستثنائية.‏

وقال إن اللجنة التنسيقية العليا برئاسة ولي العهد بمراجعة العمل على ما جرى من مبادرات بأنها ‏تجري بفاعلية، وشكلت لجنة للنظر بطلبات الصناديق لتمويل إضافي لتوفير الدعم في القطاع ‏الخاص من القطاعات الصناعية، وجرى توفير أكثر من 14 مليار ريال إضافية للقطاع الخاص، ‏كاشفاً أن القرارات سريعة جداً.‏

وكشف الجدعان أن هناك دراسات مستمرة لإعادة النظر والتعديل في بعض المبادرات وتحويلها ‏من تأجيل إلى إعفاء من رسوم أو مقابل مالي، أو مستحقات ويجري دراسة التمديد من 3 أشهر ‏إلى 6 أشهر أو 9 أشهر حتى نهاية السنة، وهذا فقط في القطاعات الأكثر تأثرا من جائحة ‏كورونا، موضحا أن التطورات تجري بسرعة عبر استجابة وتوجيهات مباشرة من القيادة ‏الرشيدة، وسوف تستمر اللجنة في دراسة أي مبادرات إضافية.‏

وأشار إلى دراسة مبادرات إضافية في قطاعات النقل، خاصة النقل الجوي والسياحة والفنادق ‏والقطاعات الأكثر تأثرا والصناعة، وجرى خلال الأيام القلية الماضية استصدار مجموعة من ‏القرارات بخفض فواتير الكهرباء للقطاع الصناعي والتجاري بنسبة 30%.‏

تسديد 200 مليار ريال

وكشف أن وزارة المالية سددت جميع مستحقات القطاع الخاص خلال مدة 30 يوما بمبالغ ‏وصلت إلى أكثر من 200 مليار ريال، وقد أعلنت وزارة المالية منذ عدة أيام عن تسديد ‏مستحقات القطاع الخاص التي وصلت للوزارة حتى نهاية الشهر الماضي، ودفعنا 23 مليار ريال ‏مستحقات للقطاع الخاص خلال الربع الأول، بحيث إن 87% من المبالغ سددت خلال 30 يوماً، ‏والبقية منها سدد خلال الفترة النظامية وهي 60 يوماً.‏

وتابع الجدعان في المؤتمر الصحافي المخصص للإحاطة الإعلامية حول مستجدات فيروس ‏كورونا المستجد (كوفيد 19)، إن الحزم والمبادرات الكبيرة المتخذة بتوجيهات القيادة الرشيدة، ‏جاءت رغبة في تمكين مختلف مؤسسات الدولة، ومنشآت القطاع الخاص، في مواجهة هذه ‏الجائحة.‏

وأكد أن كل الإجراءات أثبتت أن "المواطن هو الهم الأول والموظف في القطاع الخاص هو الهم ‏الأول، ولذلك جاءت مبادرات متعددة وحزم اقتصادية، منها مبادرات مؤسسة النقد، ومن ضمنها ‏مبادرة "ساند" لأجور الموظفين، وجرى تعديل النظام في 48 ساعة، وبالعادة النظام يأخذ مدة ‏طويلة، ونظرا للظروف الاستثنائية صدر أمر خادم الحرمين الشريفين بتعديل النظام، لتوفير 9 ‏مليارات ريال تعويضا لأكثر من 1.2 مليون مواطن في المنشآت المتأثرة بأزمة كورونا.‏

وأردف أن الحكومة قررت أن "تدفع إلى 60% من راتب الموظف في القطاع الخاص، ونسقت ‏مؤسسة النقد مع البنوك بألا يجري استقطاعات من هذه المبالغ بموجب المنتجات التمويلية ‏الممنوحة للمقترضين، بحيث لا نرهق كاهل الموظف الذي يجري تمويل راتبه من مؤسسة ‏التأمينات الاجتماعية".‏

وذكر أن الحكومة السعودية كانت واصلت عملها في ضبط المالية العامة حققت المستهدفات ‏بنهاية 2019، كما حققت مستهدفاتها في زيادة الإيرادات غير النفطية التي نمت بنسبة 13% ‏في نفس السنة، معتبرا أن هذه الإجراءات السابقة مكنت الحكومة من التعامل بقوة مع الأزمة ‏الحالية.‏

أضاف أن هذا النمو في الاقتصاد السعودي، في العام الماضي، جاء متواكبا مع نشاط اقتصادي ‏صحي زاد الناتج المحلي الإجمالي بنسبة لم نشاهدها في سنوات سابقة، وكانت أكبر زيادة في ‏الناتج المحلي الإجمالي في 5 سنوات.‏

ومضى قائلا: إن الإجراءات التي اتخذتها المملكة في دعم القطاع الخاص والقطاع غير النفطي ‏كانت بقيادة ولي عهد المملكة، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية، الأمير محمد بن سلمان". ‏وأوضح "أن المملكة لديها احتياطيات تجلعها الثالثة على مستوى العالم في قيمة الاحتياطيات، ‏وفي بداية الأزمة صدر توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتشكيل فرق ‏للتعامل مع هذه الأزمة وحماية الإنسان بما في ذلك المواطنون والمقيمون، وتوفير العلاج ‏المجاني للجميع من مواطنين ومقيمين".‏

وأشار وزير المالية السعودي إلى أن صندوق النقد الدولي يتوقع انكماش اقتصاد 180 دولة ‏والمملكة ليست استثناء، لكنه أكد قوة اقتصاد المملكة في التعامل وعلى مستوى دولي وضمن ‏منظومة مجموعة العشرين، وفي العمل مع المؤسسات الدولية، لمواجهة آثار الجائحة اقتصاديا، ‏وللوصول إلى مواجهة صحية وعبر دعم المملكة لجهود منظمة الصحة العالمية، بجانب التبرع ‏للدول المتأثرة ومواصلة تقديم المساعدات الإنسانية.‏

حزم اقتصادية كبيرة

وكانت عدد من الجهات الحكومية السعودية قد أعلنت مؤخراً عن حزمة من التدابير والمبادرات ‏تجاوزت قيمتها 70 مليار ريال، والمتمثلة في إعفاءات وتأجيل بعض المستحقات الحكومية ‏لتوفير سيولة على القطاع الخاص ليتمكن من استخدامها في إدارة أنشطته الاقتصادية.‏

يأتي ذلك إضافة إلى برنامج الدعم الذي أعلنت عن تقديمه مؤسسة النقد العربي السعودي ‏للمصارف والمؤسسات المالية، والمنشآت الصغيرة والمتوسطة بمبلغ 50 مليار ريال.‏

كما تحملت الحكومة السعودية 60% ولمدة ثلاثة أشهر من الأجر المسجل في التأمينات ‏الاجتماعية للعاملين السعوديين في منشآت القطاع الخاص وبقيمة إجمالية تصل إلى 9 مليارات ‏ريال، إضافة لما تم إعلانه مؤخراً من عدد من التدابير الاقتصادية التي تمثّلت في دعم وإعفاء، ‏وتعجيل سداد مستحقات القطاع الخاص، بقيمة تتجاوز 50 مليار ريال.‏

وعملت الجهات الحكومية على تنفيذ هذه المبادرات والإجراءات للتخفيف من آثار هذه الجائحة ‏العالمية.‏



العربية.نت