تشهد عاصمة الجنوب صيدا هدوءاً حذراً بعد ليل صاخب بالإحتجاجات واعمال الشغب التي استهدفت القطاع المصرفي في المدينة من قبل بعض المندسين الذين تغلغلو في صفوف مواطنين دفعهم الجوع والفقر والعجز الرسمي عن معالجة الأزمة الى الخروج مجددا الى الشارع للتعبير عن وجعهم واطلاق صرختهم لتصل الى اذان المسؤولين التي تصم حتى الآن عن سماعها.
في جولة ميدانية لـ" مستقبل ويب" غداة ليلة " المصارف " التي شهدت عمليات كر وفر بين الجيش اللبناني وبين بعض مثيري الشغب ، وتنقلت من شارع لآخر ، من مصرف لبنان الذي انطلقت أولى اعمال الشغب ليلاً من امامه بالقاء قنابل "مولوتوف" على المبنى وتعرض زجاجه للتحطيم .. الى "شارع رياض الصلح" الذي تحولت واجهات فروع عدد من المصارف فيه الى هدف مباشر للحجارة وادوات التكسير على اختلاف احجامها ، وصولا الى فروع مصارف اخرى في محيط وسط المدينة التي تعرضت بدورها لأعمال تخريب مماثلة.. احتفظت الشوارع التي مر بها " المشاغبون " بما خلفته الاعتداءات على المؤسسات المصرفية وبعض مرافق الأرصفة من اثار تكسير وتحطيم ، وباشر عمال البلدية وشركات خاصة بإزالتها وتنظيف هذه الشوارع ورفع حاويات النفايات والأضرار من وسط بعضها حيث لم توفر اعمال الشغب الشارات الضوئية واحواض الزرع على جوانب بعض الشوارع.
وفيما غابت صباحا الحركة المعتادة للمواطنين في وسط المدينة ، شهدت بعض احيائها الداخلية حركة خجولة ، واستأنف بعض المصارف التي لم يطلها التكسير عملها وفقا للنظام المعتمد منذ بدء التعبئة العامة ، واصل الجيش اللبناني تسيير دورياته المؤللة في مختلف شوارع المدينة .
رأفت نعيم