عادت الاتهامات والإشارات الأميركية مجدداً تشير بإصبع الاتهام إلى الصين، منشأ فيروس كورونا الذي اجتاح العالم.
فبعد أن كرر أمس الأربعاء وزير الخارجية، مايك بومبيو، تسمية الفيروس المستجد بـ"فيروس ووهان" وهي التسمية التي أثارت حفيظة بكين في السابق، وشجبتها أكثر من مرة، ألمح الرئيس الأميركي الخميس أيضاً إلى تورط ما للصين في نشر الوباء، أو أقله عدم الشفافية في التعامل معه.
فقد كشف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في مقابلة مع وكالة رويترز من المكتب البيضاوي، أنه يبحث خيارات مختلفة فيما يتعلق بالعواقب التي يمكن أن تترتب على الصين بسبب الفيروس، مضيفاً "يمكنني فعل الكثير"!
إلى ذلك، أشار إلى أنه يعتقد أن تعامل الصين مع تفشي كورونا دليل على أن بكين "ستفعل كل ما بوسعها" لتجعله يخسر سباق انتخابات الرئاسة القادمة.
اتهامات متزايدة للصين
وفي وقت سابق، الأربعاء، دعا رئيس اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور الجمهوري، ليندسي غراهام، إلى التفاف المشرعين من الحزبين للمساعدة في مساءلة الصين، وتوعد بتجميد الأصول الصينية في أميركا وتعليق الأعمال التجارية وتأشيرات دخول الصينيين، خصوصاً المسؤولين المتورطين في إخفاء الفيروس.
وقال إن الصين يجب أن تتعاون بالكامل أولاً مع التحقيقات في كيفية ظهور الفيروس، ثانيا في مسألة إغلاق جميع "الأسواق الرطبة" التي تبيع الحيوانات البرية، مثل الخفافيش والقرود، وثالثا في الإفراج عن دعاة الديمقراطية في هونغ كونغ من السجون الصينية. وتابع "سنفرض عقوبات على الصين حتى يفعلوا تلك الأشياء الثلاثة".
يأتي هذا في وقت تتعالى الأصوات محلياً، ودولياً، مدينة عدم شفافية الصين في التعامل مع الوباء، منذ انطلاقه في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر الماضي.
فقبل 10 أيام، دعت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، الحكومة الصينية إلى أن تتحلى بأكبر قدر من الشفافية حول كيفية "نشوء" الفيروس المستجد، في وقت توجه اتهامات إلى بكين بأنها قللت من حجم آثار الوباء على أراضيها. وقالت "كلما كانت الصين شفافة في موضوع نشوء الفيروس كان ذلك أفضل للجميع في العالم بهدف أخذ العبر".
بدوره شكك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشفافية بكين، بعد ظهور أول إصابات لديها. وقال لصحيفة "فاينانشل تايمز" البريطانية "من الواضح أن هناك أشياء حدثت ولا نعرفها". كذلك، دعا مشرعون في أستراليا إلى محاسبة الصين.
وكانت تقارير عدة أشارت إلى احتمال تسلل الفيروس الذي حصد آلاف الارواح حول العالم، من أحد المختبرات في ووهان، إلا أن الصين نفت ذلك بشكل قاطع.
في حين أوضحت منظمة الصحة العالمية أنه لا يمكن للوباء بأي شكل أن يكون قد تم "تصنيعه" أو "تخليقه مختبرياً".
يذكر أن غالبية العلماء يرجحون أن يكون الفيروس الجديد انتقل من الحيوان إلى الانسان، تحديدا في سوق شعبية في ووهان تبيع حيوانات برية حية، لكن وجود المختبر على بعد بضعة كيلومترات من السوق ساهم في زيادة التكهنات حول احتمال تسرب الفيروس من هذه المنشأة الحساسة.