يوم آخر تعيشه عاصمة الجنوب صيدا تحت تأثير ارتدادات أحداث ليلة سبقته وشهدت خلالها احتجاجات وأعمال شغب طالت مصرف لبنان ومؤسسات مصرفية خاصة، وتخللها عمليات كر وفر بين الجيش اللبناني والمحتجين وافضت الى توقيف سبعة من مثيري الشغب ثم اعاد صباحاً اخلاء اثنين منهم.
شوارع المدينة الرئيسية شهدت حركة خجولة نسبياً فيما سير الجيش اللبناني والقوى الأمنية دوريات دوريات لها وخاصة في الأماكن التي كانت مسرحاً لأحداث الأمس. وانشغلت بعض المصارف التي كانت هدفاً لأعمال الشغب بلملمة ما خلفته " قنابل المولوتوف" والحجارة من اضرار في واجهاتها ومرافقها واصلاحها ، بدءاً ًبمصرف لبنان ومروراً ببعض المصارف في شارع رياض الصلح وانتهاء بتلك الواقعة في شارع حسام الدين الحريري ، وعمدت ادارات بعضها الى تدعيم واجهاتها الزجاجية بأبواب حديدية وكذلك فعلت بعض محال الصيرفة.
وعلى الرغم من فتح الأسواق التجارية ابوابها تنفيذا لقرار تعديل شروط التعبئة العامة الذي يسمح للمحال والمؤسسات التجارية بأن تستأنف عملها ايام الخميس والجمعة والسبت ، الا ان هذه الخطوة لم تعكس نفسها على حركة الأسواق التي بقيت شبه خالية من المتسوقين لأسباب عدة بحسب بعض التجار وأولها فارق ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية وكون البضائع التي تعرضها هذه المحال تستورد وتسعر بالدولار او بما يوازيه بالليرة اللبنانية .
والمؤسسات والمحال التي يشملها قرار الفتح للأيام الثلاثة هي " الألبسة والأحذية والمفروشات والأدوات المنزلية والكهربائية والألعاب والصاغة والمشاتل ومحال بيع الأزهار " .
وقال رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف ان اكثر من 80% من المحال والمؤسسات في اسواق صيدا التجارية فتحت ابوابها اليوم وفقاً لقرار التعبئة العامة الجديد ، ولكن الحركة لا زالت شبه معدومة بسبب الأوضاع ولأن أولويات الناس تغيرت وبالكادر تؤمن طعامها وشرابها لكن لا يستطيع التجار الا ان يفتحوا لأنهم هم ايضا يعانون من تداعيات هذه الأزمة ، على أمل ان تتحسن الظروف .
وقال محمود الأدهم " للأسف زبائن " ما فيه " ومن يأتي يستغلي الأسعار لأن القطعة التي كانت بليرة اصبحت بعشر ليرات .. و"ما عارفين كيف بدنا نتعامل مع الوضع " وما نستطيع قوله الله يعيننا ويعين الناس ".
وقال مصطفى بيه وهو صاحب محل ملابس بالتجزئة " هذا اول يوم نفتح فيه منذ بدء التعبئة العامة ، لكن لا حركة في السوق كما ترى . " اذا بدك تبيع اليوم جينز اقل جينزالآن جملته عشرين دولاراً والزبون لا يستطيع ان يستوعب هذا السعر باللبناني لأن الذي راتبه مليون نصف ليرة كانت تساوي الف دولار اصبحت تساوي 300 !.
ولوحظ ان كافة المؤسسات والمحال التحارية التي فتحت ابوابها التزمت بشروط التعبئة العامة لجهة اجراءات الوقاية والسلامة الشخصية والعامة داخل محلاتهم .
رأفت نعيم